تربعت دولة سريلانكا على قائمة أفضل الدول السياحية لعام 2019 وفقاً لتصنيف موقع Lonely Planet المختص بأمور السياحة، ويعود السبب في اختيار هذا البلد الواقع في جنوب آسيا إلى التجارب المذهلة والمتنوعة التي يخوضها السياح فيه: من الطعام اللذيذ، إلى المساحات الخضراء الشاسعة المليئة بحقول الشاي، والحياة البرية المتنوعة، إلى الشواطئ المذهلة. إن السياحة في سريلانكا تجربة سحرية لا تنسى.
خلال إقامتك في سريلانكا، ستجد الكثير من النشاطات التي لن تشاهدها في بلدك، سواء كنت قادماً من أفريقيا أو آسيا أو أوروبا، حيث يحوي البلد مجموعة كبيرة وهائلة من التجارب الفريدة ليقدمها لمختلف السياح، فهناك رحلات السفاري، وتسلق المرتفعات في وسط البلد، ورحلات القطار في الطبيعة الخلابة.
جمعنا لكم في هذا المقال 15 سبباً يدفعك لزيارة هذه الوجهة السياحية الفريدة، ونحن واثقون أن سريلانكا ستكون وجهتك السياحية القادمة بعد التعرف على ما يستطيع هذا البلد أن يقدمه لك.
1. تملك سريلانكا أكبر تعداد من الفيلة في آسيا:
يوجد في سريلانكا نحو 5800 فيل بري يتجول في حدائقها الوطنية، لذا يعد هذا البلد واحداً من أفضل الأماكن لمشاهدة ”العمالقة اللطفاء“، خصوصاً في حديقة (أوداوالاوي) الوطنية التي تعد بدورها موطناً لنحو 600 فيلٍ ضمن قطعانٍ يصل عددها إلى 50.
وقد تشاهد الفيلة تجوب الطرقات العامة، وغالباً ما تعطل حركة المرور –من الأفضل برأينا أن تسمح لها بالمرور إن واجهت هذه المشكلة، ولكن احذر بعض الأماكن التي تزعم أنها ملاجئ للفيلة اليتيمة، وهي أماكن تحظى بشعبية كبيرة لدى السياح غير أن منظمة PETA لحماية الحيوان قد سلطت الضوء على هذه الأماكن وكشفت بعض الممارسات المسيئة للحيوان فيها، حيث وضحت أن بعض الفيلة يتم تقييدها أو الركوب عليها. ننصحك أساساً بعدم الذهاب إلى أي مكان يتيح للزوار الركوب على الفيلة.
2. المناظر الطبيعية الخلابة في قمة Adam خاصة أثناء شروق الشمس:
نتحداك أن تجد منظراً أفضل من هذا! يصل ارتفاع قمة (آدم) إلى 2223 متراً، ولهذا المكان ميزة دينية أيضاً، حيث يعتقد البوذيون أن الانحدار في القمة ما هو إلا أثر قدم (بوذا). يستغرق صعود القمة من ساعتين إلى أربع ساعات، حسب مستوى لياقتك بالطبع، ويُفضل أن تقوم بهذا النشاط في الصباح الباكر عند بدء شروق الشمس كي تتمتع بهذا المنظر الفريد. التقطت هذه الصورة من الدير الذي يقع في أعلى القمة.
3. حصن Galle التاريخي الذي توسع ليصبح مركزاً كبيراً للتسوق:
توسعت مدينة Galle كثيراً وامتدت حدودها بعيداً عن الأسوار القديمة، لكن الحصن بقي مكانه صامداً منذ بنائه في القرن السابع عشر على يد المستكشفين الهولنديين. بالطبع لم تكن عملية الصيانة والمحافظة عليه سهلة أبداً، لذا صُنف ضمن قائمة اليونيسكو للتراث العالمي.
هناك الكثير من المعالم التاريخية التي تستحق الزيارة، حيث تعد المدينة مكاناً رائعاً للتسوق في أوقات الفراغ وزيارة المقاهي والمطاعم التي لن تخيب ظنك على الإطلاق، كما تحوي Galle عدة فنادق تراثية مميزة جداً كـ”سوق الحصن“ و”شارع المنارة 41“.
4. قلعة على شكل صخرة:
تعد قلعة ”صخرة سيجيريا“ واحدة من المعالم السياحية الرائعة في سريلانكا، وعليك سلك أدراج كثيرة قبل الوصول إلى القمة التي يبلغ ارتفاعها 200 متراً. لعلها ليست مكاناً مناسباً لأصحاب القلوب الضعيفة.
عليك أيضاً السير عبر بوابة حجرية ضخمة محفورة على شكل مخالب أسد. لا عجب إذاً أن الملك (كاسيابا) –بين عامي 477 و495 ميلادي– لم يلق الكثير من الزوار.
5. رحلات القطار في أحضان الطبيعة:
تشتهر سريلانكا برحلات القطار التي تستطيع إيصالك إلى أي وجهة في البلاد بسعر زهيد جداً، ربما بسعر فنجان القهوة في الولايات المتحدة أو أوروبا.
إن الوصول إلى أماكن مختلفة عن طريق ركوب القطار ليس المتعة بحد ذاتها، بل تكمن المتعة في المشاهد الطبيعية الجميلة والخلابة التي ستمر بها إن ركبت قطاراً، على سبيل المثال، بين (كاندي) و(إيلا) عبر المرتفعات الوسطى في سريلانكا، خلال هذه الرحلة، ستصبح على ارتفاع 1200 متر، وستتمكن من رؤية مدرجات الشاي الخضراء والوديان الواسعة والأنفاق والجسور والقرى.
فالصورة في الأعلى هي صورة قطار يعبر جسر الأقواس التسعة قرب (إيلا).
6. المئات من الفنادق المذهلة:
ازدهرت حركة السياحة في سريلانكا مما أدى إلى افتتاح فنادق جديدة وفاخرة بشكل جنوني. من الفنادق الأنيقة في (جالي فورت) إلى المنتجعات المترامية الأطراف على الساحل الغربي؛ لن تعاني أبداً من مشكلة الفنادق والحجز في هذا البلد.
هناك أيضا الكثير من العروض الفاخرة كالتي يقدمها فندق Gal Oya Lodge (في الصورة). قد يخلو الفندق من الأساسيات الحديثة كشبكة الإنترنت أو التلفزيونات ذات الشاشات المسطحة، لكنه سيقدم لك تجربة حقيقية ومريحة.
7. رحلات السفاري الشبيهة بما ستجده في أفريقيا:
قد لا تحوي سريلانكا جميع الحيوانات البرية التي قد تشاهدها في أفريقيا، لكنها موطن للنمور والفيلة ودببة الكسلان والحيتان الزرقاء. نعتقد أنها بديل رائع وممتاز لرحلة سفاري في أفريقيا، خصوصاً أنها تقدم لك الكثير من التجارب الأخرى، مما أدى إلى ازدياد عدد السياح بشكل ملحوظ.
تشير معظم التقديرات الأخيرة إلى امتلاك سريلانكا نحو 700 إلى 950 نمراً سريلانكياً، وهو رقم قليل وفقاً للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعية الذي وضع هذا الحيوان ضمن قائمة الحيوانات المهددة.
ولكن بالرغم من قلة عددها، ستجد الكثير منها في المتنزهات الكبيرة مثل (يالا) أو (كومانا)، حيث اعتادت ”القطط الكبيرة“ هناك على رؤية البشر والتجول بالقرب منهم.
وجدنا أن أفضل تجربة لرحلات السفاري كانت خارج Gal Oya، لن تجد هناك عدداً كبيراً من السياح مما سيوفر لك فرصة مميزة للعيش في الطبيعة.
8. تملك سريلانكا شواطئ ذهبية مذهلة:
قد لا تصدق ذلك، لكن هذا الشاطئ ليس في منطقة الكاريبي أو هاواي، بل يقع على الطرف الجنوبي لسريلانكا، في مدينة (ميريسا). نحن لا نسمع كثيراً عن الشواطئ السياحية في سريلانكا، مقارنة بأماكن أخرى بالطبع. لكن من الواضح أننا في السنوات القادمة سنسمع كثيراً عن الرحلات البحرية والمنتجعات الساحلية في سريلانكا، خاصة بعد تقرير موقع Lonely Planet.
لاتزال السياحة فتية في سريلانكا، لذا تمتع في أقرب وقت بتلك المساحات الواسعة من الرمال، أما على الساحل الغربي، ستلاحظ وجود منتجعات جديدة تبنى بوتيرة متزايدة.
9. تملك سريلانكا أيضاً مدينة عريقة ضاربة في القدم:
تعتبر (أنورادهابورا) أو Anuradhapora، وهي عاصمة الإقليم الشمالي المركزي في سريلانكا، مكاناً ذا أهمية أثرية وثقافية كبيرة. تم بناء هذه المدينة واستيطانها في القرن الرابع الميلادي، كما كانت أول عاصمة لسريلانكا، وتحوي إلى يومنا هذا العديد من آثار حضارة السينهاليين.
صنفتها منظمة اليونسكو ضمن قائمة مواقع التراث العالمي، وعليك زيارتها خصيصاً إن كنت مهتماً بالتاريخ الديني.
10. هوس السكان برياضة الكريكيت:
هل تعلم أن هوس سكان سريلانكا بلعبة الكريكيت يتجاوز هوس وحب البريطانيين لهذه اللعبة؟ ستجد هذه الرياضة في أي مكان تذهب إليه، وفي أي أرض عشبية تمشي عليها.
وإن لم تكن من محبي هذه الرياضة، فلا تفوت فرصة زيارة ملعب (غالي) الدولي، خاصة أثناء فترة غروب الشمس، إنه منظر رائع ومذهل.
11. شبكة من الكهوف والأنفاق مليئة بتماثيل بوذا:
يقع معبد كهف (دامبولا) في وسط الجزيرة، وهو أكبر شبكة من الكهوف لاتزال سليمة حتى اليوم، ويعود تاريخ هذا الكهف إلى القرن الأول قبل الميلاد. وهو موقع مقدس للحج، يحوي 5 كهوف ونحو 157 تمثالاً لبوذا.
12. مهرجان للفيلة مليء بالألوان والحياة:
إن رغبت بزيارة سريلانكا بين شهري يوليو وأغسطس، فتلك فترة ممتازة لحضور مهرجان Jandy Esala Perahera، أو ما يُعرف بـ”مهرجان الأسنان“.
تُقام هذه المسابقة البوذية تكريماً لبقايا ”السن المقدس“، حيث تشتهر مدينة Kandy بفيلتها، لذا يمكنك مشاهدة الفيلة وهي تعبر شوارع المدينة مزينة بالألوان والأضواء.
13. مطبخها الشهي:
يقدم لنا المطبخ السريلانكي أكثر الوجبات تنوعاً في العالم، خاصة الوجبات الخفيفة كالفطائر السريلانكية، وهذه الفطائر لا تشبه أي فطائر نعرفها، فهي متنوعة جداً وتحوي الأرز والبيض والكاري والكثير غيرها، وهي صحية جداً بالرغم من احتوائها على الدسم.
14. مزارع الشاي على مد البصر:
يحتوي البلد على مناطق متنوعة جداً، من الشواطئ في الشرق والجنوب إلى الجبال والمرتفعات في الوسط التي تتضمن مساحات شاسعة من مزارع الشاي، لذا من الطبيعي تغير المناخ ضمن مناطق مختلفة في سريلانكا.
تعد سريلانكا واحدة من أكبر الدول المصدرة للشاي في العالم، حيث تستحوذ صناعات الشاي على 2% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد ويعمل بها حوالي 5% من السكان.
إذاً ستشاهد مناظر خلابة لمزارع الشاي، كما يمكنك زيارة معامل الشاي والتعرف عن قرب على هذه الصناعة، وبالطبع، احتساء كوب من الشاي.
15. الركمجة:
عندما نذكر رياضة ركوب الأمواج أو الركمجة، فغالباً ما نتخيل بلداناً تشتهر بهذه الرياضة كأستراليا أو أمريكيا، لكن باستطاعة سريلانكا أن توفر لك التجربة ذاتها.
يعج خليج (أروجام) على الساحل الشرقي بالرياضيين الذين يمارسون ركوب الأمواج، حيث تناسب هذه الأخيرة جميع المهارات، من المحترفين إلى الهواة، وكدليل على ذلك قامت شركة (ريد بول) منذ فترة طويلة برعاية أحداث رياضية في هذا البلد.