in

تحدي الحوت الأزرق الذي حصد أرواح الكثير من المراهقين

الحوت الأزرق

انتشرت في الآونة الأخيرة العديد من التقارير والمقالات التي تتحدث عن لعبة تشبه ألعاب التحدي، والتي تسببت في انتحار العديد من المراهقين والمراهقات حول العالم.

هذه اللعبة التي سميت ”الحوت الأزرق Blue Whale“ وهي أشبه بلعبة انتحار جماعي، أصبحت منتشرة بشكل مخيف في العالم، مما استدعى تدخل السلطات.

متى تم تسليط الضوء عليها، وكيف بدأت؟

في 14 مايو عام 2017، بثت حلقة من برنامج التلفزيون الإيطالي الساخر ”Le Lene“ خاصة ”بلعبة الحوت الأزرق“ أو ”التحدي“، وهي نوع من ألعاب الانترنت ”Online“، والتي ظهرت في مختلف المنتديات والمجموعات الاجتماعية على موقع VK ”فكونتاكتي“ (أكبر شبكة تواصل اجتماعي على الانترنت في أوروبا والأكثر شعبية في روسيا)، وخلال هذه اللعبة؛ يتشارك اللاعبون صورا وأشرطة فيديو تظهر قيامهم بإيذاء أنفسهم كنوع من التحدي، والذي بدأ يأخذ منحى خطيرا.

وفقاً لتقرير صادر عن صحيفة ”نوفايا غازيتا“ الروسية، فإن كل الدلائل تشير إلى وجود علاقة بين لعبة الحوت الأزرق وحالات انتحار المراهقين في كل من روسيا وكازاخستان وقيرغيزستان بين نوفمبر 2015 ونيسان 2016، حيث وجد أن الضحايا كانوا أعضاء في مجموعات VK المخصصة لهذه اللعبة، ويبقى التأكد من هذه العلاقة غير ممكنا في الوقت الراهن.

وقد شكلت هذه القصة مادة دسمة لوسائل الإعلام العالمية والأوروبية خاصة، التي تناقلتها بسرعة البرق وأعارتها قدرا كبيرا من الاهتمام، لدرجة أن تمت مناقشتها في عرض تلفزيوني كوميدي شهير على شاكلة: ”Le Lene“.

كانت أول حالة انتحار مسجلة نسبت إلى لعبة الحوت الأزرق قد وقعت في عام 2015، عندما أقدمت فتاة روسية، تبلغ من العمر 17 عاما، على رمي نفسها أمام قطار متحرك بعد أن نشرت سيلفي لها على VK وهي تقوم بذلك.

في عام 2016 نشرت صحيفة ”نوفايا غازيتا“ تقريرا أكدت فيه أن اللعبة كانت مسؤولة عن 130 حالة انتحار بين المراهقين في روسيا، ومن بين جميع الحالات كانت الحالة الأكثر لفتا للانتباه، والتي كان لها صدى واسعا، عندما أقدمت كل من ”يوليا كونستانتينوفا“، البالغة من العمر 15 عاما، و”فيرونيكا فولكوفا“، البالغة 16 عاما، على القفز من مبنى مكون من 14 طابقا في منطقة بشرق سيبيريا، وكانت كونستانتينوفا قد نشرت صورة حوت أزرق على موقع انستغرام، وفولكوفا قد نشرت بعض المنشورات التي توحي بكآبتها، ووفقا لصحيفة تايمز السيبيرية، تم القبض على الشابان اللذان قاما بتصوير الانتحار في مكان الحادث بتهمة التحريض على الانتحار.

”يوليا كونستانتينوفا“، البالغة من العمر 15 عاما، و”فيرونيكا فولكوفا“، البالغة 16 عاما
”يوليا كونستانتينوفا“، البالغة من العمر 15 عاما، و”فيرونيكا فولكوفا“، البالغة 16 عاما

مؤسس اللعبة:

في تشرين الثاني 2016، ألقي القبض على أحد مؤسسي اللعبة، وهو طالب علم نفس يبلغ من العمر 21 عاما يدعى ”فيليب بوديكين“، بتهمة التحريض على الانتحار، وأثناء التحقيق معه، نفى الإحصائيات التي أسفر عنها استبيان صحيفة ”نوفايا غازيتا“، واعترف بأنه تسبب في انتحار 17 شخصا فقط، كما ادعى بأنه يخلص المجتمع من ”الحثالة“ وعديمي القيمة الذين لايجلبون سوى الأذى، وتحدث عن التفاصيل قائلاً بأنه بدأ بإنشاء مجموعة أسماها ”F57“ – الحرف الأول من اسمه، 57 آخر رقمين لرقم هاتفه الخاص – على موقع VK وملأها بمحتويات صادمة وبدأ بجذب الناس، والتي قد حظرت في عام 2014، ثم بدأ لاحقا بالتفكير جديا في فكرة اللعبة وتصميمها الذي أخذه خمس سنوات ليكتمل، لأنه وعلى حد قوله، كان من الضروري له الفصل بين الناس العاديين والحثالة كما أسماهم.

اللعبة وقواعدها:

ظهرت القواعد الكاملة للعبة للمرة الأولى على موقع Reddit (مجتمع أخبار أمريكي، وتصنيف لمحتوى الويب ومناقشة المواقع). وكما يبدو أنه من أجل البدأ في اللعب يتعين عليك فقط التعبير عن رغبتك في المشاركة في اللعبة باستخدام الهاشتاغ #F57 ثم تنتظر من أحد القائمين على اللعبة ليتواصل معك، ثم يتعين عليك بعد ذلك انجاز العديد من المهمات التي تحددها لك اللعبة لمدة 50 يوماً، حتى يتم اعطاؤك الضوء الأخضر للقيام بالمهمة النهائية: ”الانتحار عن طريق القفز من أعلى مبنى في مدينتك“.

وفقاً لمختلف الصحف الدولية التي قامت بتغطية القصة مؤخراً، فإن المهام تتراوح بين مشاهدة أفلام الرعب والاستماع إلى أصوات مزعجة وإيذاء النفس مثل وشم حوت على اليد أو مناطق أخرى، والاستيقاظ في أوقات مبكرة كالرابعة فجرا، وقتل الحيوانات كنوع من الطقوس الهادفة إلى غسل أدمغة المشاركين.

كما يتوجب على اللاعب أن يقوم بتوثيق جميع المهام التي تسند إليه سواء بالصور أو بأشرطة الفيديو، ثم يرسلها إلى ”مسؤول“ اللعبة المكلف بالتواصل معه.

وفقا لما جاء في موقع ”The Submarine“ الإيطالي، والذي قام بإعادة هيكلة أحداث التقارير الإخبارية العالمية والروسية حول هذه المسألة، فإن لعبة ”الحوت الأزرق“ قد انتشرت على نطاق واسع في في النصف الغربي من الكرة الأرضية اعتبارا من شباط 2017.

حالات انتحار أخرى بسبب اللعبة:

تم رصد حالات انتحار عديدة، سببها الحوت الأزرق، في إسبانيا والأرجنتين والبرازيل، تم أيضا إنقاذ صبي يبلغ من العمر 13 عاما بعد أن شوهد وهو يقف على حافة سطح مبنى في أوكرانيا، كما سابقت إحدى العائلات الزمن لأنقاذ فتاة تبلغ من العمر 15 عاما ومنعها من قتل نفسها، وهي تتعافى الآن في مستشفى برشلونة.

أصيبت أيضا فتاة مراهقة، بقي اسمها مجهولا، تبلغ 15 عاما من العمر بجراح خطيرة بعد إقدامها على رمي نفسها من شقة تقع في الطابق الخامس في مدينة كراسنويا في سيبيريا، إلا أن سقوطها لم يكن مميتا لأنها وقعت على طبقة سميكة من الثلوج، وقبل ذلك بأسبوع أفيد بأن فتاة عمرها 14 عاما من ”تشيتا“ ألقت بنفسها أمام قطار ركاب متحرك.

الإجراءات المتخذة:

أبلغت شرطة إيسكس Essex، في المملكة المتحدة، مدرسة في ”باسيلدون“ عن تحدي الحوت الأزرق، وكتب مدير المدرسة للآباء حول هذه الموضوع، وقد غردت PCSO Kirsty Down (جزء من فريق الشرطة المحلية لمدينة سالتاش): ”من خلق هذه اللعبة الرهيبة هو شخص مريض!“ وأضافت: ”آيها الآباء، رجاءً كونوا على إطلاع بهذه اللعبة، تكلموا لأبنائكم عنها إذا كنتم معنيين“. كما اقترح البرلمان الروسي مشروع قانون يحمل المسؤولية الجنائية في إنشاء مجموعات محرضة على الانتحار على وسائل التواصل الاجتماعي.

وقد بدأ تطبيق انستغرام باظهار تحذير لكل من مستخدميه الذين يبحثون عن الصور المتعلقة بتحدي الحوت الأزرق، وعند البحث عن المصطلح على الشبكة يظهر إشعار يقول: ”تشجع المشاركات والمنشورات التي لها علاقة بهذه الكلمات أو الإشارات، التي تبحث عنها، على السلوك الذي يمكن أن يسبب ضررا بل ويؤدي إلى الموت“.

تشجع المشاركات والمنشورات التي لها علاقة بهذه الكلمات أو الإشارات، التي تبحث عنها، على السلوك الذي يمكن أن يسبب ضررا بل ويؤدي إلى الموت
تشجع المشاركات والمنشورات التي لها علاقة بهذه الكلمات أو الإشارات، التي تبحث عنها، على السلوك الذي يمكن أن يسبب ضررا بل ويؤدي إلى الموت

مقالات إعلانية