مرح الحمصي
تعتبر أعماق المحيطات أماكن غريبة بالنسبة لنا، وكل معلومة جديدة عنها تزيد اهتمامنا بها أكثر وأكثر، ومع وجود كل تلك الكائنات التي نعتبرها الأغرب على كوكبنا؛ ومع كوننا لم نكتشف إلا 5٪ من محيطاتنا، نستطيع أن نقول أن هوسنا بالمحيطات قد ازداد.
في هذا المقال، سنقدم لكم بعض أغرب الاكتشافات التي وجدت تحت مياه كوكبنا الأزرق، اكتشافات لا يمكن أن توصف إلا بالغريبة:
1. الجسم الغريب المكتشف في بحر البلطيق:
في عام 2012، قام فريق من منقبي الكنوز السويديين بأعظم إكتشاف في حياتهم العملية، وهو مبنى يقع على عمق 76 متراً تحت سطح الماء، الذي أطلق عليه لاحقا اسم ”الجسم الغريب في بحر البلطيق“.
بالطبع فقد مستخدمو الإنترنت عقولهم في بحثهم عن التشابه بين هذا المبنى غريب الشكل وبين المركبات الفضائية -مما جعل مهمة البحث عن صورة لا تحوي أي نظرية مؤامرة مهمة شبه مستحيلة- ولكن العلماء يقولون ببساطة أن المبنى لربما كان نتوءا صخرياً أو لربما كان قد تشكل بسبب الحركات الجليدية.
2. آلية آنتيكيثيرا:
انتشلت هذه الآلية الغريبة في بداية القرن العشرين من قبل غواصين يونانيين وهي أشبه ما تكون بـ”كومبيوتر“ قديم.
استخدمت الآلية للتنبؤ بحركة الأجرام السماوية والكسوف والخسوف، وبعد فقدانها لم يتم صنع آلية تشابهها حتى القرن الخامس عشر.
يقدر أصل الآلية بين 205 و100 قبل الميلاد، وهي حالياً معروضة في متحف الآثار الوطني في أثينا.
3. محرك صاروخ أبولو 11:
أطلق مدير مجلس إدارة موقع آمازون (جيف بيزوس) بعثة استكشافية لاسترجاع أجزاء من صاروخ أبولو 11 الذي حمل على متنه أشهر رحلة سفر إلى الفضاء في التاريخ، وهي الرحلة التي وضعت أول شخصين على سطح القمر.
عندما انفصل الصاروخ عن المركبة الفضائية سقط في البحر واعتقد أنه قد ضاع إلى الأبد، ولكن بعثة (بيزوس) تكمنت من العثور عليه.
4. مدافع (بلاكبيرد):
كان بلاكبيرد قرصاناً مشهوراً عاش بين 1680 و1718 للميلاد، وقد عاث خراباً في شمال البحر الأطلسي وفي مستعمرات بريطانيا في أميركا الشمالية، وقد اشتهرت سفينة (إنتقام الملكة آن) بسبب (بلاكبيرد) مع أنه استخدمها لعام واحد فقط ثم أغرقها في شمال كارولاينا بعد أن سد أسطوله ميناء (تشالزتون)، وانتشلت السفينة عام 1996 من قبل شركة (إنترسال) وعثر فيها على العديد من التحف الأثرية، من ضمنها 31 مدفعاً بأحجام مختلفة أثقلها يبلغ وزنه 1360 كيلوغراماً.
5. صرح (يوناغوني):
لا تملك المياه المحيطة بجزيرة (يوناغوني) الموجودة في اليابان عددا كبير من أسماك القرش ذات رأس المطرقة فحسب، بل فيها أيضاً واحد من أكبر أسرار المحيط في العالم بأسره؛ تشكيلة الصخور المعروفة باسم ”صرح يوناغوني“ التي هي مجموعة من الهياكل الصخرية الغريبة التي تبدو كمجموعة أبنية صممها شخص مجنون.
وهناك العديد من الغرائب الهندسية، حيث تتواجد في الصرح زوايا درجتها 90 درجة، وأعمدة مستقيمة، وصخور موجودة على منصة، وتشكيلة صخور تبدو كوجه بشري.
ينقسم العلماء إلى فريقين حول هذا الموضوع، حيث يقول البعض أن الصرح من صنع الإنسان، ويقول الفريق الآخر أنه نتيجة طبيعية للزلازل والتيارات البحرية القوية.
6. طريق (بيميني):
يقع بقرب جزيرة (بيميني) الشمالية في الباهاماس معلم عُرف باسم ”طريق بيميني“، يتكون المعلم من ما يقارب 800 متر من مكعبات مستطيلة مرصوفة من أحجار كلسية، ومع أن التفسير الأقرب إلى العقل هو أن يكون المعلم من صنع الإنسان، فيظن العلماء أنه كان نتاج الحركات الجيولوجية الطبيعية.
7. تشكيلة بحيرة (ميتشيغان) الصخرية التي تشبه الـ(ستونهنج):
مع أن هذا المعلم لم يكتشف في المحيط، ولكن غرابته تضع له مكاناً في قائمتنا: وجد (مارك هولي) بروفيسور الآثار البحرية وصديقه (برايان آبوت) شيئاً غريباً في بحيرة (ميتشيغان) عندما كانا يقومان بقراءة السونار، حيث عثرا على تشكيلة صخور تبدو كتشكيلة الـ(ستونهنج) الشهيرة الموجودة في بريطانيا، والأغرب من هذا أن الصخور موجودة بجانب صخرة كبيرة عليها نقش حيوان منقرض يسمى الـ(موستودون)، وبجانب الصخرة هناك بقايا سيارة وقارب!
8. أقدم مدينة في العالم:
في عام 2001 قام العلماء عن طريق الخطأ باكتشاف مدينة ضخمة تحت الماء في خليج (كامبهات) في الهند، وبالإضافة إلى المباني الحجرية وجد الغواصون أدوات فخارية وبقايا بشرية محفوظة بعناية، وبعد دراسة العمر الكربوني لتلك البقايا؛ اقتُرح أنه يقدر بما يقارب 9500 عاماً، وهو تقريباً الوقت الذي انتهى فيه العصر الجليدي.
إذا كان هذا التقدير صحيحاً فإن هذه المدينة -المعروفة باسم مجمع خليج (كامبهات) الحضاري- هي أكبر بـ5000 عام من حضارات ما بين النهرين التي تعرف الآن بإنها أقدم حضارات في العالم.
9. القبب الإسفلتية:
في عام 2007 قام فريق من العلماء باكتشاف كتل رسوبية تكتلت طبيعياً من الأسفلت تحت الماء على ساحل (سانتا باربرا). نتجت هذه الكتل على شكل قبب عن بئر نفط يرتشح عبر أرض المحيط لآلاف السنين، واكتشف أنها تدعم نظاماً بيئياً متنوعاً ويتواجد فيها بقايا متحجرة لكائنات من حقبة ما قبل التاريخ.
10. مدينة (هيراكليون) الضائعة:
تعتبر هذه واحدة من أعظم اكتشافات ما تحت البحار في التاريخ. بعد أربع سنوات من البحث، وجد فريق من علماء الآثار مدينة كاملة غارقة تسعة أمتار تحت مياه خليج أبو قير في مصر، وكانت المدينة تعرف باسم (ثونيس) للمصريين القدامى، وسماها الإغريقيون (هيراكليون) نسبة إلى البطل الميثولوجي ”هرقل“. وُجد في هذه المدينة عدد كبير من الأدوات التي صنعها الإنسان آنذاك، من مجوهرات توضع على القبور ومراسي السفن وغيرها.
مثلما اكتشفناه في ضوء هذا المقال، فإن أعماق المحيطات أماكن غريبة لا نعرف ما قد نجد فيها، وبالرغم من التقنيات الحديثة التي وصلنا إليها، لا يزال هناك عدد هائل من الأشياء التي تنتظرنا لنكشتفها ونتعرف عليها. ألا يشعل هذا فضولك عزيزي القارئ؟
