in

قصة ذاكر نايك و”السؤال السيئ جداً برازر“ الذي جعله يُحرّف الإسلام

ذاكر نايك

يجلس ليستعرض بعض مقاطع الفيديو للداعية الهندي ذاكر نايك وهو يناظر أحد المسيحيين أو الهندوس وأحيانًا الملحدين أيضًا، يستمع إلى إجابة ذاكر على أحد الأسئلة ثم يبتسم معلنًا عن لذة الانتصار في اللحظة التي بدأ فيها جمهور المناظرة بالتصفيق، لا يعلم هل ما قاله ذاكر نايك صحيح أم لا، لا يحفظ الآيات التي ذكر أرقامها ذاكر نايك في الإنجيل، أو في كتاب الهندوس/ ولا يهتم بالبحث عنها، فقط هو يبتسم والجمهور يصفق وذاكر نايك يعلم أن مهمته في تقديم عرضه المسرحي تسير بأمان طالما ظلت الأمور هكذا.

ولأنه من الصعب تعلم الهندية والبحث عن مصادر أصلية لما يقوله ذاكر نايك عن الهندوسية مثلًا، ولأن مجرد مناظرة مع رجل دين هندوسي أعلن ذاكر نفسه منتصرًا فيها لا تعني بالطبع أنه محق، فقد يكون التقصير من الطرف الآخر، أو كما يقول المسلمون مرارًا ”لا يمثل الدين“، وربما كان هناك شخص أفضل يستطيع مناظرة ذاكر ولكنه يرفض لأسباب شخصية تتعلق بـ(نايك) نفسه، لكن كمسلم أو كمسلم سابق يجيد اللغة العربية يمكن البحث خلف تلك الإجابات التي تخص الإسلام، ومن يعلم؟ فقد تكتشف أن ذاكر نايك لا يكذب فقط في الحديث عن باقي الأديان، ولكنه يُحرف الدين الإسلامي ذاته ليصل إلى إجابة مُرضية تجلب له تصفيق الجمهور كالعادة.

بداية، يجب عليك عزيزي القارئ أن تُجيب عن سؤال بسيط، هل الهندوسية والبوذية والشنتو اليابانية ديانات سماوية؟ هل ما يوجد في كتب تلك الأديان هي كلمات الله أم كلمات وضعها البشر ونسبوها إليه في بعض الأحيان؟ هل هي أديان إلهية أم وضعية؟

أعتقد أن الإجابة بسيطة وسهلة وقد سمعتها آلاف المرات في كل مناسبة ذُكرت فيها سيرة أية ديانة من تلك الأديان، مثل أن تستنكر وجود معبد للهندوسية في الإمارات وحينما يخبرك أحدهم أنه عليك احترام حق الجميع في العبادة، فتهاجمه مباشرةً قائلًا أن هناك فقط 3 أديان سماوية والباقي هي أديان وضعية لا يجب السماح بالترويج لها عن طريق بناء المعابد، أو أن يجادلك أحدهم حول قراءتك لباقي الأديان من أجل البحث عن الحقيقة والوصول إلى الدين الأصح فتخبره أنك مؤمن بموسى وعيسى ومحمد لذا فقد ربحت جميع الرسالات ولم تخسر محمد، وعندما يسألك عن الهندوسية ستجزم أنها صناعة بشرية وضعية لا يجب أن تؤمن بإلهيتها أصلًا، فلا طائل من البحث فيها.. أليس كذلك؟

حسنًا، لا يوافقك ذاكر نايك الرأي، وكذلك لا يوافق جمهور العلماء الذين أكدوا بأن الهندوسية هي واحدة من الديانات الوضعية 100%، بالنسبة لذاكر نايك الهندوسية هي ديانة سماوية إلهية تحمل نبوءات عن الإسلام ومحمد، وبالطبع إذا كان أي كتاب أقدم من الإسلام قد تنبأ بهذا فلا يمكن القول بأنه كتاب بشري، وإلا فأنك تتحدث عن بشري خارق يستطيع قراءة الغيب –ما لم يبدأ أحدهم في اتهام كاتبه أنه أضاف له في عصر متقدم نصوصًا–

في مقاطع الفيديو الـ3 القادمة، نعرض عليك كيف أقنع ذاكر نايك الهندوس بأن الإسلام هو رسالة مكملة للهندوسية نفسها، حتى يستطيع إدخالهم في الإسلام ونيل تلك التصفيقات المشهورة، حتى ولو وصل به الأمر إلى تحريف العقيدة الإسلامية نفسها.

الهندوسية التي أعلنت إسلامها بعد إجابة من ذاكر نايك:

فتاة هندوسية تعتنق الإسلام بعد أن سألت عن الفرق بين الديانتين:

هل الهندوسية ديانة سماوية؟ ذاكر نايك يجيب:

الآن بعد مشاهدتك لجميع مقاطع الفيديو السابقة بين جزم ذاكر نايك بسماوية الرسالة الهندوسية إلى درجة أنه استخدم آياتها للتدليل على التنبؤ بقدوم محمد، واعتبر كتاب الهندوس من الكتب التي قصدها الله بجملة ”أهل الكتاب“ على الرغم من أن المعروف هو أن المقصود هنا هم اليهود والمسيحيين، ومن ثم إقناع فتيات هندوسيات بالدخول للإسلام ولو كان الأمر مجرد عرض إعلامي غير حقيقي وهذا لا يمكن التأكد منه، وبين اعترافه بأنه شخصيًا لا يعرف ما إذا كانت الهندوسية ديانة سماوية أم وضعية، يبقى هناك سؤال هام: على ماذا بنى ذاكر تلك التأويلات التي أطلقها حول ذكر نبي الإسلام محمد في كتب الهندوسية؟ فإن كانت الكتب بشرية الصنع فهذا يعني أن للكلمات التي استخدمها تفسيرات ومآرب أخرى، وهكذا الأمر أشبه برمي أسهم على دائرة فارغة ومن ثم وضع دوائر تحديد الأهداف في أماكن هبوط الأسهم. أليس كذلك؟

كل تلك الأمور تضع بين أيدينا 3 تفسيرات:

أولًا: أن ذاكر نايك يعلم ما قمنا بذكره ورغم ذلك قرر ”النصب“ على الجمهور الهندوسي من أجل تحقيق مكاسب إعلامية.

ثانيًا: أنه مؤمن بأن الهندوسية ديانة سماوية حقًا ولكن كتابها كان لعصر قديم لا يصلح للإيمان به حاليًا، وهنا سوف يتوجب عليه الدخول في مناقشات حادة مع المسلمين الذين اعتادوا على التصفيق له دون التحقق مما يقول.

ثالثًا: أنه متردد بين إلهية الرسالة الهندوسية وعدم إلهيتها، وفي تلك الحالة لن يختلف الأمر كثيرًا فسوف يضطر إلى خوض ذات المناقشة مع المسلمين الذين سوف يتفاجئون بأن ذاكر نايك لا يمكنه الإجابة بيقين عن أحد الأسئلة البديهية في شريعتهم، وحينها سينصحونه بالاستماع إلى مقاطع فيديو أحمد ديدات ربما.

في الواقع تلك العادة لم تكن محض صدفة أو مجرد خطأ عابر، فقد اعتاد ذاكر نايك على خداع الجمهور غير المتعمق في الديانة الإسلامية سواء كان هندوسيًا، أم ملحدًا، أم مسيحيًا، أم حتى مسلمًا، معتمدًا على عدم اهتمام أحدهم بالبحث خلف خطاباته خصوصًا المسلمين المعنيين بالأمر أكثر من غيرهم، ففي مقطع فيديو آخر سوف تجد ذاكر نايك ينفي أن المسلم يكفيه التوحيد للدخول إلى الجنة حتى يستطيع الرد على ملحد لا يرى أن دخول المسلم الجنة دون النظر إلى أعماله عدل إلهي كونه ولد هكذا، والحقيقة أن جميع المسلمين في الجنة بإجماع علماء الأمة الإسلامية طالما ماتوا على التوحيد ولم يشركوا بالله أو يكفروا بأي طريقة مثل ترك الصلاة مثلًا. ربما يدخلون النار بسبب بعض الأعمال السيئة كالقتل والسرقة.. الخ، ولكنهم سيخرجون مجددًا ويلحقون بباقي المسلمين في الجنة، ولكن تلك الإجابة ما كانت لتُسكت الملحد أو تُرضي أي عاقل يستمع إلى خطاب ذاكر نايك.

نستطيع الاستمرار في ضرب أمثلة عن تضليل ذاكر نايك لجمهوره وتحريفه للعقيدة الإسلامية بلا انقطاع بغض النظر عما إذا كان الإسلام نفسه رسالة سماوية أم لا، أو إن كانت الهندوسية هي الرسالة الإلهية أم لا، وبالعودة إلى الفتيات الهندوسيات على كل حال فلا ضرر على من صدق خطابات ذاكر نايك ودخل في الإسلام، فلو افترضنا أن تلك الفتيات كنّ هندوسيات وأسلمن بالفعل، فبعد قضائهن وقتاً قليلاً في قراءة تعاليم الإسلام ومعرفة أنهن قد خدعن في السبب الرئيسي لإسلامهن –تنبؤ الهندوسية بمحمد–، فسوف يكون بإمكانهن العودة إلى ديانتهن الهندوسية مجددًا دون أي مانع أو خطر، كما يقول ذاكر أن حد الردة لا يُطبق إلا على من يبدل دينه ومن ثم يبدأ في الحديث بسوء عن الإسلام، لكن من أراد أن يرتد فله مطلق الحرية، وبالطبع سوف يتوجب على ذاكر أن يحمي بنفسه تلك الفتيات وأن يساعدهن على العودة إلى الهندوسية بما أن معظم المسلمين سيخالفونه الرأي، وذلك بناءً على اعتقاد جمهور علماء الإسلام الذين أكدوا بوجوب قتل المرتد بمجرد إعلانه ترك الإسلام وليس كما قال نايك: أن تكون محاربة المسلمين شرطًا لقتله.. ”أوووبس“ يبدو أنه قد خدعهن مرة أخرى!

مقالات إعلانية