in

أين الله؟…

اين الله

يتحول الموضوع الى مسابقة اكروباتية عندما يفتح موضوع إرادة الله و قدرته، لا تعريف واضح حول ما يريده الله فعلاً أو أين يستطيع التدخل وأين يرتأي الحياد، فهو أحياناً يقفز لإنقاذ طفل في غرفة عمليات بسبب دعاء الأهل لكن يتجنب إنقاذ طفل من نفس العمر وحتى من نفس الإنتماء الديني من وقوع طائرة في مكان ما حول العالم.

غالباً ما تكون قدرة الله ومشيئته و”حكمته“ الإلهية مرهونة بما نريده نحن أن يكون، فنعامل الله كالماء ونحن الوعاء. مات الولد؟.. حكمة الهية، عاش الولد.. تدخل الهي …الخ.

ماذا عندما يدعو المنتمين للديانات الأخرى لآلهتهم للشفاء؟ ويحصل الشفاء. هل هذا دليل على أن دينهم صواب بالنسبة لك؟ طبعاً لا، ستجد 1000 تبرير وتعليل منطقي آخر لما حصل مختزلاً أي تدخل إلهي مزعوم. بالمقابل لو حصلت معك فهذا دليل اكثر من كافي لإقناعك من دون ريبة أن دينك هو دين الحق، وربما تتحول إلى داعية تبشر للدين مستعيناً بما حصل معك كدليل.

اين الله
صورة لـ Khadijah Mahdi من فليكر

هذا تماما ما يحصل عندما تلعب لعبة كرة القدم من دون قوانين ثابتة، عندها كل فريق سيضع قوانينه المناسبة له، ما تراه أنت كلمسة يد يراه الخصم إرتطام طبيعي باليد، أو ما تراه أنت هدف يعتبره الفريق غير كافي لإقناعه إلخ… ضياع وعشوائية لا منطقية واللعبة عندها لا مغزى منها.

القواعد الثابته جميلة، تحدد المفاهيم وتسهل الحياة. ما ينطبق عليك يجب منطقيا أن ينطبق على الآخر. إذا رأيت بأنك تحتاج للشقلبات والحركات البهلوانية والتبريرات والتفسيرات والإلتفافات للتمسك بأمر معين تماماً كما يفعل أي شخص ينتمي إلى أيديولوجية مختلفة، يمكننا الإستنتاج بثقة بأن أياً منهم لا يمتلك الحقيقة المطلقة بل يصنع حقيقته بما يلائمه، يصنع معجزاته، يصنع براهينه، يصنع أدلته… يصنع إلهه.

مقالات إعلانية