in

دخلك بتعرف تصحيح الجنس من أنثى إلى ذكر، وكيفية زراعة أو إعادة بناء القضيب؟

عملية زرع القضيب
الصورة من حساب Cayden Carter على إنستغرام (يستخدم القسطرة البولية)

جميعنا سمعنا عن العمليات التجميلية للقضيب وعمليات تكبير حجم القضيب وربما قرأ الجميع عنها، ولكن سنتعرف في هذا المقال على عملية زراعة (إعادة بناء) القضيب التي تجرى لمضطربي الهوية الجنسية، ولكن سنتحدث أولاً عن إضطراب الهوية الجنسية بشكل عام.

ما هو إضطراب الهوية الجنسية:

هو تشخيص يطلق على الشخص الذي يعاني من عدم الإرتياح لجسمه أو جنسه الذي ولد به، وهو ناتج من التأثيرات الهرمونية على دماغ الطفل أثناء التكوين (أي قبل الولادة)، وكما المثلية الجنسية، كان مصنفاً من ضمن الأضطرابات النفسية ولكنه حذف بعدها كمرض نفسي، وأعيد تصنيفه كاضطراب ”قلق ناتج عن عدم الرضا عن الهوية الجندرية“.

اضطراب الهوية الجنسية

بعد اكتشاف الخطوط الجندرية المسؤولة عن تحديد الجنس الذي ينتمي إليه الشخص، تأكد العلماء أن هؤلاء الأشخاص لا يعانون من إضطرابات نفسية وإنما تغييرات جسدية وأخرى في مركز صغير في المخ أثّرا بدورهما على الخطوط الجندرية.

تصحيح أفكار خاطئة عن مضطربي الهوية الجنسية:

  • المضطرب جنسياً لا يسمى خنثى وإنما مصحح جنسياً.
  • المضطرب جنسياً ليس ما ذكر في كتبنا بأنه يحتوي على أعضاء ذكرية وأنثوية إنما يحتوي على عضو واحد ولا علاقة له بالخنثى المذكورة في الكتب الدينية.
  • ليس بالضرورة للفتاة المضطربة جنسياً أن تحب العنف أو تلعب مع الأولاد، أو المضطرب جنسياً يحب اللعب مع الفتيات.
  • كونك مضطرب جنسياً لا يعني أنك مضطرب عقلياً.

الإختلاف بين الهوية الجنسية والتوجه الجنسي:

الهوية الجنسية والتوجه الجنسي أمران مختلفان تماماً، فالهوية الجنسية تشير الى معرفتك الداخلية بجنسك سواءً رجل أم أنثى أم جنس آخر، أما التوجه الجنسي يعني إلى من تنجذب جنسياً.

فمثلاً إذا كان الرجل ينجذب إلى الرجال يصنف بأنه مثلي الجنس أما إذا كان ينجذب بصفة أكبر إلى النساء يصنف على أنه مغاير، وهذا يعني أنه قد يكون هنالك رجل (على سبيل المثال لا الحصر) غير مرتاح في جسده ويتحول إلى أنثى، والتي تكون مثلية الميول بعد تصحيح الجسد، وأشارت دراسة أجريت حديثاً إلى أنه في الغالب لا توجد نساء مغايرات تماماً.

بعد معرفة الفرق بين الهوية الجنسية والتوجه الجنسي وبعد التعرف على إضطراب الهوية الجنسية سنتعرف أيضاً على عملية تصحيح الجنس من أنثى إلى ذكر.

ماذا تعني Phalloplasty؟

هو مصطلح علمي يطلق على عمليات تجميل أو تكبير أو زراعة القضيب، وعرفت هذه العملية أيضاً عند الصينين واليونانيين منذ ثمانينات القرن الماضي، ولكن لم تكن لزراعة قضيب وإنما كانت تستخدم لتكبير القضيب، حيث كان القضيب مصدراً لفخر الرجال وكانت تجرى للأطفال أيضا في بدايات ظهورها.

عمليات زراعة القضيب لاقت فشلاً كبيراً في بدايات ظهورها متمثلاً في ظهور الناسور وعدم القدرة على إيقافه والأنابيب (المقويات)، التي كانوا يضعونها لإنتصاب القضيب، حيث كانت تحمل معها عدوى في كثير من الأحيان، وتسببت بمشاكل أخرى. إضافةً إلى أنها في ذلك الحين كانت تبدو كشئ خيالي لم يستوعبه الكل، ولكن أجريت أول عملية تحويل جنس كاملة عام 1946 لفيزيائي يدعى مايكل ديلون بواسطة أب جراحة التجميل الطبيب هارولد جيليس.

مايكل ديلون

ما هي عملية زراعة أو بناء أو رأب القضيب Phalloplasty؟

هي عملية جراحية تُجرى لمقطوعي العضو الذكري، وأحياناً تستخدم لتكبير القضيب كما كانت عليه قديماً، ولكن الآن تجرى بشكل واسع لتغيير الجنس من أنثى إلى ذكر (FTM)، وتتم بواسطة أطباء مختصين لحساسيتها ودقتها.

يجدر بالذكر وأنه قبل إجراء هذه العملية للمصححين جنسيا، يُعطى المريض علاجات هرمونية تهدف إلى تثبيط الهرمونات الأنثوية (بروجيسترون وإستروجين)، و يعطون هرمون التستستيرون الذكري، لتكبير حجم القضيب الجديد.

أهميتها:

تكمن أهمية مثل هذه الجراحات في أشياء عدة منها:

  1. جعل الرجل متصالحا مع جسده، أي أن أهميتها تتمركز في الصحة النفسية للرجل المصحح (من امرأة إلى رجل) أكثر من كونها تصحيحا للجسد.
  2. عدم التعرض للإساءات الناتجة عن تصرفات الشخص المضطرب جنسياً (ضرورة تغيير الجنس بصفة عامة).
  3. إكمال عملية تصحيح الجسد لممارسة حياة طبيعية.
  4. جعل شكل الرجل المُصحّح مقبولاً، حيث هنالك نوعا آخرا لهذه العملية وهو ما يعرف بـ:Top surgery وهنا لا تتم إزالة الجهاز التناسلي الأصلي وسنتطرق إليها في هذا المقال.
  5. التخلص من متلازمة القضيب الصغير في حال إستخدمت لتكبير القضيب.

كيف تتم هذه العملية؟

هنالك نوعان لهذه العملية:

  • أولا: Top surgery
  • ثانيا: Bottom surgery

تتم هذه الجراحة في ثلاثة مراحل أو مرحلتين حسب ما يراه الطبيب مناسبا.

النوع الأول: الجراحة السفلية Bottom surgery

وتعني إجراء تحويل كامل من أنثى إلى ذكر بإزالة الأعضاء التناسلية الأنثوية وتشكيل الجسد ليصبح ملائماً لجسد رجل.

تتم إزالة الرحم قبل 3 أشهر على الأقل من البدء بتنفيذ العملية. وتنقسم العملية إلى مرحلتين:

• المرحلة الأولى:

1. يأخذ الطبيب عضلة كعبرية من الموقع الذي يراه مناسباً (البطن أو الساعد أو الفخذ أو قرب عظمة الشظية، ولكن غالباً يكون من الساعد أو الفخذ وأحيانا من العضلة الظهرية العريضة) بحذر وبمقياس معين مع الأوعية الدموية والأعصاب الحسية لتشكيل القضيب الجديد منها، مع الترقيعات الجلدية لمكان القطع.

2. تشكيل الحشفة ليبدو كالقضيب المختون (بالطبع يكون بموافقة الشخص المصحح أي يمكنه أن يختار إن كان يريده مختوناً أو لا).

3. تتم إزالة الشفرين الصغيرين والكبيرين والبظر (الأعضاء التناسلية للانثى)، وبعدها يقوم الطبيب بعمل شق فوق الفتحة التناسلية الأساسية (العضو التناسلي للمرأة)، وإيصال القضيب الجديد المحتوي على أعصاب وعضلات مع الأعصاب بهذا الشق لكي يبقى حياً ويصله الدم تماماً كالقضيب الطبيعي، وإعطاء فرصة للقضيب حتى يتقبل الأوعية الدموية.

4. يطلب من المريض البقاء في السرير لمدة 48 ساعة للحفاظ على الأوعية الدموية.

يختار الشخص حجم القضيب الذي يجده مناسبا، ولكن إذا أجريت لصغار السن يختار الطبيب الحجم الذي يلائمه عندما يبلغ لأنه لا ينمو كبقية أعضاء الجسم.

تأخذ الجراحة الأولى (المرحلة الأولى) حوالي 9-11 ساعات.

ماذا يحدث بعد إتمام العملية؟

لا يسمح للمريض بالتبول مباشرة ولكن يستخدم قسطرة الحالب لحوالي 5-7 أيام ويرقد حوالي 48 ساعة للحفاظ على الجراحة كما ذكرنا سابقاً، وبعد ذلك يسمح للمريض بالحركة وعادة ما يكون إجمالي الإقامة بالمستشفى حوالي أسبوع أو أقل.

تلي الجراحة 4-6 أشهر من العلاج بعد ذلك يمكن للمريض البدء بالمرحلة الجراحية الثانية.

خلال فترة العلاج قبل المرحلة الثانية لا تتوقف حياة المريض وإنما يستطيع ممارسة حياته بشكل طبيعي قبل أقل من شهر حيث يستطيع قيادة سيارته بعد 14 يوم، ويستطيع أيضا بعد 28 يوم ممارسة الرياضة إلا إذا حدثت أخطاء وقد تكون غالباً أخطاء طبية أي لا دخل للمريض بها إذا إتبع التعليمات، ولكن نادراً ما تحدث لأن المريض يختار طبيبه بعناية فائقة.

في هذه المرحلة لا يستطيع المريض ممارسة الجنس أو التبول بشكل طبيعي إلا بعد إتمام المرحلة الثانية.

• المرحلة الثانية:

1. تتم إطالة مجرى البول ليستطيع الشخص التبول ولكن إذا كان الوقوف عند التبول ليس ضرورياً فلا داعي لذلك (حسب إختيار المريض ولكن يفضل إجراء العملية لأسباب أخرى).

2. زراعة خصي من السيلكون.

خصي من السيلكون
خصي من السيلكون

3. تؤخذ قطعة صغيرة جداً من داخل الفم من الخد لتعمل كنسيج لتطويل مجرى البول.

تأخذ المرحلة الثانية حوالي 3 ساعات وبعد ذلك يليها ثلاثة أشهر من العلاج ويمكن البدء بالمرحلة الثالثة ولكن يمكن أن تدمج المرحلة الثالثة والثانية معاً.

هل يمكن للشخص ممارسة حياته الجنسية طبيعياً؟

نعم، يمكن للشخص ممارسة حياته الجنسية بشكل طبيعي بعد إكتمال العملية بشكل كامل حيث يمكن للقضيب الإنتصاب مما يجعله مؤهلاً للجماع، ولكن بالطبع لا يمكن القذف وحدوث حمل.

ينتصب القضيب بواسطة اللمس فالشخص هو المسؤول عن إنتصاب القضيب عن طريق أسطوانات مشابهة للعضل يتم زرعها متصلة بالخصيتين وذلك يمكن أن يتم في المرحلة الثالثة أو الثانية إذا تم دمجهم.

توضع الأنابيب أو الأسطوانات بواسطة فتحة تحت القضيب أي لا داعي لفتح الخياطة مرة أخرى.

يجب على الشخص أن يمارس العلاج الطبيعي بنفسه مثل محاولة إيقاظ القضيب من فترة لأخرى حتى يسري فيه الدم ويتعود على هذا الوضع.

النوع الثاني: الجراحة العُلوية Top surgery

بعض المصححين جنسياً يختارون ما يسمى Top surgery أي أنهم يفضلون الابقاء على أعضائهم التناسلية الأنثوية التي ولدوا بها وعادة ما يكون السبب وراء ذلك العائق المالي.

تتم الـTop surgery بإزالة الأثداء وجعل حجم الصدر ملائما لصدر رجل دون إزالة الأعضاء التناسلية الأنثوية، مما يجعله قادراً على الاستمناء والقذف.

يقول أحد الخاضعين لهذه الجراحة أنه كان يتعرض لإساءات كثيرة لكونه ”رجلا بمهبل“، ولكنه متصالح جداً مع ذاته كونه يشعر بأنه رجل.

يبدأ بعد ذلك العلاج بالمضادات الحيوية والهرمونات لإبراز الصفات الذكورية مثل نمو الشعر في مناطق معينة وتغليظ الصوت (لا يحدث في كل الحالات).

ما هي Metoidioplasty؟

هي نفسها الـPhalloplasty ولكن هنا يختار الشخص المصحح أن تتم الجراحة في نفس موقع العضو التناسلي القديم مع توسيع البظر أو مده لـ3-5 سم، لأن القضيب الذي يتم تكوينه من البظر هو عضلة قابلة للإنتصاب.

ومن الضرورة جداً في هذا النوع استعمال الهرمونات الذكرية (التستوسترون) لزيادة حجم القضيب، ﻷن القضيب حينها يكون صغير جداً ولا يحظى الشخص بعملية جماع جيدة ولكن يمكنه أن يلجأ لجراحة Phalloplasty إذا أراد.

هذه التقنية أسهل وأقل تكلفة من الـPhalloplasty إلا إذا أراد الشخص حجم قضيب أكبر.

مضاعفات الجراحة:

  1. يمكن أن تضيق فتحة أو مجرى البول ويتم معالجة ذلك بالقسطرة المؤقتة عن طريق الإحليل وفي بعض الأحيان يلجأ الطبيب لجراحة صغيرة بتخدير موضعي.
  2. حدوث كدمات (ورم أو حبس دموي).
  3. نقص التروية.
  4. حدوث نخر (وفاة جزء من القضيب) وهو موت لخلايا الجسم الحية.
  5. يصاب بعض المرضى بالناسور أحياناً ولكن إن كان صغيراً فلا داعي للقلق ولكن إن كان كبيراً فذلك يستدعي جراحة أخرى.
  6. أحياناً تظهر أعراض جانبية للعملية تضطر المريض لإجراء عملية أخرى.

الأبعاد الإجتماعية:

بالرغم من إنفتاح المجتمع الغربي إلا مثل هذه القضايا تظل شائكة، ولا أعني هنا أن كل المجتمع الغربي رافض لهذا الشئ وإنما فقط المتعصبين دينياً، ولكن القانون يحمي أولئك الأشخاص عند تعرضهم للمضايقات أو الإعتداء.

يعاني الآن المصححين جنسياً في الولايات المتحدة من عدم قدرتهم على استخدام الحمامات العامة إذ يراها البعض اختراقا للخصوصية، فالرجل المتحول لا يستطيع إستخدام حمامات الرجال لأن البعض يراه على شكل إمرأة، وكذلك المرأة المتحولة تواجه نفس الصعوبات.

وضع المصححين جنسياً في المجتمع العربي لا يحتاج للشرح فمثلهم مثل بقية الأقليات الذين يعانون من اضطهاد المجتمع ومن القوانين، فليس هنالك إحترام لرغباتهم ولا قانون يحمي تلك الرغبات من إعتداء المجتمع؛ بل على العكس، القانون يحمي المعتدين. هذا ما يزيد مشاكلهم وعدم تقبل المجتمع لهم وتنتج أجيالاً كارهة للاختلاف.

تعتبر هذه العمليات قانونية في جميع الدول الغربية ولكن تشتهر بها دول مثل تايلاند و إيران حيث تعتبر إيران أكبر دولة توفر عمليات تصحيح الجنس في العالم بعد تايلاند وبتكلفة ضيئلة جداً.

مقالات إعلانية