كشفت شركة «نورالينك Neuralink» التابعة لرائد الأعمال (إيلون موسك) النقاب عن مشروعها الكبير الذي يتمحور حول تقنية الدماغ الحاسوبي.
كشف (إيلون ماسك) في بث مباشر يوم الجمعة عن تجربة مشروعه هذا على خنزير أُطلق عليه اسم Gertrude، زُرع في دماغه شريحة كمبيوتر بحجم العملة المعدنية لإظهار خططه الطموحة بإنشاء واجهة عمل تعمل من الدماغ مع إمكانية اقترانها بالهواتف الذكية والحواسيب. أظهر الجهاز المزروع في دماغ الخنزير Gertrude وجود نشاط عصبي في أنفها أثناء بحثها عن الطعام.

كما قامت شركة «نورالينك»، التي تأسست في عام 2016، باختبار نسخة لاسلكية من الغرسة على الفئران، وأشار (ماسك) أنها قد مكنت قرداً من التحكم بجهاز كمبيوتر باستخدام دماغه فقط.
بعد الكشف عن تجربته هذه على الخنزير، قال (ماسك): ”إن الخنازير في الواقع تشبه البشر تماماً، فإن أردنا أن نستكشف أشياء عن البشر، فإن الخنازير خيار جيد، فقد زُرع الجهاز في دماغ الخنزير منذ شهرين ولم يتسبب بضرر له، وهذه علامة جيدة على أن الجهاز يناسب الدماغ البشري“.

جاء هذا العرض التقديمي بعد أكثر من عام من طرح (ماسك) لأول مرة فكرته عن شرائح حاسوبية قابلة للزرع في الدماغ البشري. في يوليو الماضي، رسم (ماسك) صورة لشريحة حاسوب متصلة بأسلاك رفيعة للغاية وبها أقطاب كهربائية، والتي سيتم زرعها في دماغ الشخص بواسطة روبوت جراحي، كما كشف أنه سيتم توصيل الغرسة بجهاز استقبال صغير خلف الأذن قادرٍ على الاتصال بجهاز الكمبيوتر، ولكن ألغت الشركة لاحقاً فكرة وجود جهاز استقبال خلف الأذن، واستبدالها بفكرة تضمين جهاز الاستقبال داخل الغرزة التي ستُزرع داخل أدمغة البشر.

قال رجل الأعمال الملياردير في بث مباشر على شبكة الإنترنت: ”الجهاز شبيه بسوار اللياقة البدنية (Fit bit) لكنه مزروع داخل جمجمتك وموصول بأسلاك صغيرة“.
يمكن أن تسمح الواجهة للأشخاص الذين يعانون من أمراض عصبية التحكمَ في الهواتف أو أجهزة الكمبيوتر عن بعد، كما ناقش (ماسك) إمكانية استخدام هذه الرقائق في علاج الخرف ومرض باركنسون وإصابات الحبل الشوكي، وكذلك أمراض مثل فقدان الذاكرة والسمع والاكتئاب والأرق.

كما قال إن هذه الغرسة قد تساعد ذات يوم الأشخاص المصابين بالشلل الرباعي على التحكم بهواتفهم الذكية.
وضح (ماسك) عبر البث أن الهدف من تقنية الدماغ الحاسوبية هو الدخول في عصر «الإدراك الخارق»، لمكافحة الذكاء الاصطناعي الذي قد يدمر الجنس البشري يوماً ما.
قال (ماسك) أن جهاز Neuralink الأصلي الذي تم الكشف عنه منذ أكثر من عام بقليل قد تم تبسيطه وتصغيره، وأضاف: ”إنه في الوقع يتناسب بشكل جيد مع الجمجمة، حيث يمكن زرعه تحت شعرك ولن تشعر بوجوده“.
يتكون الجهاز الذي طورته شركة Neuralink من مسبار صغير يضم أكثر من 3 آلاف قطب كهربائي متصل بخيوط مرنة وأرق من شعر الإنسان، حيث سيتمكن هذا الجهاز من مراقبة نشاط ألف خلية عصبية في الدماغ.

قال (آري بنجامين) في البث المباشر من مختبر «كوردينغ»، التابع لجامعة بنسلفانيا، أن العقبة الحقيقية التي قد تقف عائقاً أمام تقنية الدماغ الحاسوبية هي الدماغ البشري المعقد.
يمكن أن يكون الإجراء الجراحي المطلوب لزرع هذه الأجهزة في الدماغ معقداً للغاية، فعادةً ما يتم فتح الجمجمة وتركيب الرقائق وتثبيت الأسلاك على الجمجمة ثم إغلاق الجمجمة، ولكن (ماسك) قال العام الماضي أن روبوت «نورالينك» سيكون قادراً على زرع الأسلاك تحت جمجمة الشخص تحت التخدير الموضعي فقط.
قال (ماسك) يوم الجمعة أن الشركة تستعد لأول عملية زرع لها داخل الدماغ البشري، ولكنه لم يذكر متى سيكون ذلك. في يوليو عام 2019، قال (ماسك) أن التجارب البشرية يمكن أن تبدأ بحلول نهاية عام 2020، على الرغم من أن الشركة لم تحصل بعد على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لإجراء مثل هذه الدراسة.