in

ماذا لو اختفت جميع القطط عن كوكبنا فجأة! ماذا سيحصل؟

منذ أن أصبح الإنترنت في متناول جميع البشر تقريباً، أصبحت حياتنا أسهل بشكل عام: فالإنترنت يسمح بتبادل المعلومات بشكل هائل وسهل، والتواصل عالمياً مع الآخرين وما إلى هنالك من فوائد أخرى. لكنكم على الأرجح نسيتم إحدى الفوائد المهمة… وهي مئات ومئات الصور اللطيفة على غوغل للحيوانات الأليفة، أهمها القطط، التي يمكننا تصفحها لساعات دون أن تنتهي. وصدقونا، لا يقتصر الأمر على مربي القطط، بل يحب الجميع النظر إلى كتل الفراء الجميلة تلك!

في الحقيقة، القطط ليست حيوانات أليفة فحسب، بل هي مهمة أيضاً، وشديدة الأهمية فيما يتعلق بالنظام البيئي على الأرض. فعلى الرغم من «تنميط» القطط على أنها كائنات كسولة وأنانية، لكن لها دورٌ كبير في حياتنا. لنبين لكم ما هذا الدور، فلنتخيل سوية اختفاء جميع القطط على الأرض بشكل مفاجئ، ترى ماذا سيحصل؟

حسناً، لنبدأ بالنتيجة الأكثر وضوحاً: فالقطط حيوانات مفترسة، ولعل مربي القطط يعلمون ذلك لأنهم غالباً ما شاهدوا فئران ميتة في منازلهم. وفي الحقيقة، تقتل القطط سنوياً حتى 20 مليار حيوانٍ ثديي صغير، من بينها القوارض والأرانب. فإذا لم تعد القطط موجودة على سطح كوكبنا، سيرتفع تعداد تلك الحيوانات بسرعة وبشكل جنوني! ومع ذلك، لم نتطرق بعد إلى كيفية تأثير اختفاء القطط على حياتنا.

لنشرح لكم، دعونا نأخذ جزيرة ماكواري Macquarie مثالاً لنا، وجزيرة ماكواري هي جزيرة صغيرة تقع جنوب شرق أستراليا. في العام 2000، أُبيدت القطط في تلك الجزيرة عن بكرة أبيها. لكن ما حدث بعد ذلك كان كارثياً.

صورة من جزيرة ماكواري عام 2007 تظهر الدمار الذي سببته الأرانب للنباتات، لاحظوا أن معظم النباتات القديمة الطويلة استُبدلت بأنواع أخرى أقصر. هذا التغير حصل بالطبع جراء الرعي الجائر للأرانب. صورة: Kate Kiefer

ازداد تعداد الأرانب على الجزيرة بشكل حاد، ما أدى إلى تدمير معظم النباتات والمزروعات على يد الأرانب، فتحولت الجزيرة الخضراء تلك إلى أرضٍ قاحلة. لم ينتهِ الأمر بتغير منظر الجزيرة بالكامل فحسب، بل كلّف إصلاحها أكثر من 24 مليون دولار أمريكي… وهو بالطبع مبلغ لن تدفعه الأرانب! إنما البشر.

وإذا انتهينا من مشكلة الأرانب، تأتينا مشكلة الجرذان. ففي بعض الجزر، أُبيدت القطط بالكامل لحماية الطيور من الانقراض. لكن تلك الخطوة أدت إلى زيادة تعداد الجرذان أيضاً، وبقيت الطيور في خطر كذلك. لذا عندما غابت القطط عن الساحة، أصبحت الجرذان الخطر الأول! بل استولت على وظيفة القطط أيضاً.

ماذا عن القطط المنزلية؟

سيدة مسنة مع قطتها.

تشير إحدى الدراسات إلى أن أصحاب القطط، وعلى مدار 10 سنوات، أصبحوا أقل عرضة للوفاة بسكتة قلبية بنسبة 30% مقارنة مع الأشخاص الذين لا يربون القطط. الأمر أيضاً ينطبق على الكلاب أغلب الظن، لكن الدراسة السابقة لم تملك بيانات كافية لتأكيد تلك الفكرة.

بصرف النظر عن ذلك، امتلاك قطة منزلية يساعد المرء في تخفيف الإجهاد والتوتر والقلق، لذا قد يصبح الإنسان أكثر عرضة للسكتات القلبية، لكن مما لا شك فيه أن للقطط دور مساعد وليس دوراً أساسياً!

ما نريد إيصاله لكم هو أن القطط مخلوقات رائعة حقاً، وبعيداً عن الصور النمطية التي تلحق بها (ربما جراء الإنترنت والميمز!)، فهي حقاً من أفضل رفاق الإنسان. فبدون القطط، تصبح حياتنا الشخصية ونظامنا البيئي مختلفين جداً عما نعرفهما!

على أي حال، هل تربون قطط في منزلكم؟ وما الحيوانات الأخرى التي تعتقدون أن غيابها عن وجه كوكبنا سيحمل عواقب كبيرة؟ شاركونا آراءكم في التعليقات!

مقالات إعلانية