in

هل تتذكرون ذلك الرجل الذي عزم على إطلاق نفسه في صاروخ ليثبت أن الأرض مسطحة؟ حسنا… يبدو أنه قد طار على متن صاروخه الخاص بالفعل

مايك هيوز يطير بصاروخه من صنعه الخاص

(مايك هيوز) هو رجل يقطن بولاية (كاليفورنيا) في الولايات المتحدة، الذي عُرف عنه اعتقاده بسطحية الأرض، والذي كان في وقت مضى، مثلما ذكرناه في مقال سابق، قد عبر عن عزمه على إطلاق نفسه في السماء على متن صاروخ من صنعه من أجل أن يثبت بأن الأرض مسطحة.

أخيرا، طار هذا الرجل المسن ذو الواحد والستين عاما على ارتفاع 571 مترا فوق سماء صحراء (موهافي) في يوم السبت 24 مارس، مثلما أوردته تقارير وكالة الأنباء الصحفية (أسوشياتد بريس) Associated Press.

أخبر المدعو (والدو ستايكس) وهو مساعد (هيوز) وكالة الأنباء السابقة أن الصاروخ الأبيض والأخضر الذي حمل العبارة التالية: ”الأرض المسطحة“ قد طار بشكل عمودي حوالي الساعة الثالثة مساء بتوقيت المحيط الهادي ووصل إلى سرعة 563 كم/سا.

(مايك هيوز) يضيف اللمسات الأخيرة على صاروخه قبل الانطلاق على متنه.
(مايك هيوز) يضيف اللمسات الأخيرة على صاروخه قبل الانطلاق على متنه – صورة: James Quigg/Daily Press/AP

أطلق (هيوز) مظلتين اثنتين أثناء هبوطه، وقد فتحت الثانية قبل لحظات من وصوله للأرض على بعد مسافة قريبة من موقع إطلاقه.

يظهر شريط الفيديو هذا التجربة كاملة بدءا من لحظة الإنطلاق حتى لحظة الهبوط:

جاء هذا الانطلاق العمودي الذي تحقق دون عد تنازلي على بعد ثلاثمائة كيلومتر شرق مدينة (لوس أنجلوس) وسط تنامي الشكوك حول (هيوز)، حيث لم يكن يُعتقد أبدا أن تكون له الشجاعة الكافية لتحقيق ذلك.

وقد كان هذا الإطلاق قد تأجل عدة مرات في السابق، وفي معظم المرات كان ذلك بسبب عدم تمكن (هيوز) من الحصول على إذن بالإقلاع من طرف وكالة فيدرالية لتنفيذه على على أرض فيدرالية على حد مزاعمه.

وبعد نجاحه في الإقلاع والهبوط بسلام، أخبر (هيوز) وكالة الأنباء الصحفية (AP) أنه أصبح يشعر بارتياح غامر الآن، حيث قال: ”هل أنا سعيد بقيامي بذلك؟ طبعا، أعتقد أنني سأشعر بهذه السعادة غدا صباحا، هذا إن تمكنت من النهوض من فراشي أصلا“، وأضاف: ”على الأقل يمكنني العودة إلى منزلي الليلة وتناول وجبة عشائي ورؤية قططي الأليفة“.

انطلاق صاروخ صغير فوق الصحراء
لحظة طيران صاروخ (مايك هيوز) فوق صحراء (موهافي) – صورة: Matt Hartman/AP

كما أخبر الصحافة كذلك بأن مجرد التفكير في أنه قد يجبن ولا يتجرأ على القيام بهذه الخطوة الجريئة مكّنه من استجماع شجاعته وطاقته وتنفيذ ما كان قد وعد بالقيام به.

للتذكير فقد كان (هيوز) منذ مدة قد أعرب عن كونه في مهمة لإثبات أن الأرض مسطحة، وأن وكالة (ناسا) ورواد فضائها المزعومين -على حد قوله- على غرار (نيل أرمتسرونغ) و(جون غلين) ما هم سوى ممثلون تم الدفع لهم لقاء أداء عروض تمثيلية بجانب صورة مصممة بأجهزة كمبيوتر عن نموذج لأرض كروية.

وقد كان هدفه الأول الذي سعى لتحقيقه من خلال جميع محاولاته في الطيران السابقة التي باءت بالفشل ومحاولته الناجحة الأخيرة هذه هو إطلاق نفسه في السماء على الأقل على ارتفاع 83 كيلومترا فوق سطح الأرض بحلول نهاية هذا العام على متن صاروخ من صنعه الخاص، ويأتي هدفه الثاني متمثلا في إثبات أن الأرض مسطحة بصفة قاطعة ونهائية.

كان (هيوز) قد قرر في بادئ الأمر إطلاق صاروخه في شهر نوفمبر من سنة 2017، لكنه أجله مدعيا بأن (مكتب إدارة الأراضي) Bureau of Land Management أخطره بأنه لم يكن باستطاعته إجراء ذلك على أرض فيدرالية. لكن متحدثا رسميا باسم ذات المكتب كان قد أدلى بتصريح يخبر فيه بأن مكتبه لم يكن قد تعامل أو تواصل مطلقا في أي وقت مضى مع (هيوز).

تم تأجيل عملية إطلاق صاروخ (هيوز) مرة أخرى في نفس الشهر، عندما نقل (هيوز) نقطة إطلاقه إلى مكان آخر يقع ضمن ملكية خاصة في (أمبوي) بـ(كاليفورنيا) في صحراء (موهافي).

وقد كان (هيوز) قد أخبر صحيفة الـ(واشنطن بوست) في وقت لاحق من شهر نوفمبر الفارط: ”مازالت نواياي في إطلاق نفسي في الجو على متن صاروخ من صنعي قائمة، لكنني حاليا أقوم بتغيير موقع الإطلاق إلى مكان أفضل يقع على بعد سبعة كيلومترات عن الطريق الرئيسي“، وأضاف: ”لا أظن أن الإطلاق سيحدث قبل يوم الثلاثاء، بصراحة يستغرق الأمر ثلاثة أيام حتى تثبّت منصة الإقلاع… فأنتم تعلمون أن الأمر ليس سهلا لأنه ليس من المفترض أن يكون سهلا في المقام الأول“.

وفي شهر فبراير، مضى (هيوز) أخيرا في خططه وحاول إطلاق صاروخه الذي لم ينطلق للأسف، وذلك بسبب صعوبات تقنية على حد قوله.

وقبل كل شيء، فلا بد لنا من الاعتراف لـ(هيوز) بالمهارات الكبيرة التي أظهرها فيما يتعلق بصناعة الصواريخ، فمع أن (هيوز) ليس مهندساً، ولكن هذا لا يعني أنه لا يفقه شيئاً في هذا المجال، حيث أنه في عام 2002 سجل رقماً قياسياً لأطول قفزة بسيارة ليموزين، وذلك تبعاً لموقع Ars Technica المختص بالأمور التقنية، كما أنه كان يصنع الصواريخ منذ سنوات والتي كان نجاحها متباينا، حيث كان قد تمكن من صناعة أول صاروخ يقوده إنسان سنة 2014، وتمكن من الطيران به على مسافة حوالي أربعمائة متر فوق منطقة (وينكلمان) في (أريزونا).

(مايك هيوز) بينما كان يتم نقله إلى داخل سيارة إسعاف فور هبوطه
(مايك هيوز) بينما كان يتم نقله إلى داخل سيارة إسعاف فور هبوطه – صورة: Matt Hartman/AP

وفقا لوكالة الأنباء (AP)، تسبب هبوط صاروخ (هيوز) -الذي لم يكن هبوطا سلسا- له بالعديد من الإصابات، وعلى الرغم من أن نوع هذه الإصابات يبقى غير واضح إلى أن الصور تظهر أعوان الصحة والحماية المدنية ينقلونه على متن نقالة داخل سيارة إسعاف.

للإشارة، فإنه إلى جانب خططه في محاولة الطيران وإثبات أن الأرض مسطحة، فقد كان (هيوز) قد أعرب عن نواياه في الترشح لمنصب حاكم الولاية، حيث قال: ”إن هذا ليس مزحة، أنا عازم على الترشح حقا“.

مقالات إعلانية