in

10 ألغاز غريبة كانت حلولها أشدّ غرابة

نظراً لكثرة ما نجهله عن العالم والكون حتى الآن، فإن ما يصيب العقل من حيرةٍ وإحباطٍ عندما يواجه لغزًا غالبًا ما يُعتبر أمرًا مسلّيًا؛ سواء أكان اللغز تاريخيًا أم جيولوجيًا أم فلكيًا أم عامًا، فجميع هذه الألغاز مثيرةٌ للعقل وحلها هو الطريقة الوحيدة لإرضائه. قد يستغرق الحلّ سنينًا وعقودًا أو ربما يقضي بعض الهولة جلّ حياتهم بحثًا عنه. هنا سنقدم بعض أغرب الألغاز التي جرى حلّها لاحقًا والتي ستثير اهتمامكم بالتأكيد.

1. أُطلِقت المركبة الفضائية (بايونير) في السبعينيات، حيث بدا أنها تتباطأ بمقدار كيلومتر واحد في الساعة وهذا أمر يفوق المتوقع، ويرجع سببه إلى جاذبية الشمس عند وصول المركبة إلى النظام الشمسي الخارجي. ليتبيّن بعد عدة عقود، أي في عام 2012، أن السبب في ذلك هو الارتداد الحراري الذي تسبب في تباطؤ صغير للغاية قدره 0.00000000087 م/ث.

صورة: NASA

تم إطلاق مسبار الفضاء (بايونير 10) مرة في عام 1972 ومرة أُخرى عام 1973، وكانت أكثر الأجسام الاصطناعية الخمسة سرعة لدى مغادرتها النظام الشمسي. كما أنها أول من التقط صورًا لكوكب المشتري. ثم أُطلق المسبار الفضائي التالي (بايونير 11) في عام 1973 لدراسة الحزام النجمي والبيئة المحيطة بالمشتري وزحل.

لاحظ العلماء تسارعاتهم الغير طبيعية لأول مرةٍ مع بداية عام 1980، ولكن لم تبدأ التحقيقات الجادة حتى عام 1994. وعلى الرغم من توقف الاتصالات اللاسلكية مع (بايونير 10) في عام 2003 ومع (بايونير 11) في عام 1995، فقد جرى التقصي في البيانات التي أرسلوها حتى ذلك الوقت، بما في ذلك البحث والتحقيق في انحرافاتهم عن المسارات الطبيعية.

تم التقليل من شأن الاقتراحات المتعلقة بتأثيرات ملفها الحراري والتي تم تقديمها لأول مرة في عام 1998. قامت العديد من المجموعات بتحليل قوى الضغط الإشعاعي الحراري الكامنة في المركبة الفضائية بحلول عام 2012. لينشر الفيزيائي (سلافا توريشيف) وآخرون غيره تقريرًا ذكر فيه أنه “بمجرد حساب قوة الارتداد الحراري بالشكل الصحيح، يتبين أنه ما من تسارع غير عادي”.

2. ظلَّ مرقد الملك البريطاني (ريتشارد الثالث)، الذي قُتل عام 1485 في معركة (حقل بوسورث) ودُفن حينها على عجل، مجهول لعدة قرون إلى أن عُثر على رفاته تحت موقفٍ للسيارات في عام 2012.

صورة: National Portrait Gallery

خيضت معركة (حقل بوسورث) في 22 آب 1485، وكانت آخر معركة في حرب (الوردتين) بين عائلتي (لانكستر) و (يورك)، وسميت بحرب «الوردتين» نسبة إلى شعار (لانكستر) «الوردة الحمراء» وشعار (يورك) «الوردة البيضاء». تشير التقديرات إلى أن تعداد الجيش الملكي (لريتشارد الثالث) كان 8000 جندي، بينما جيش (هنري تيودور) كان 5000 جندي. ومع ذلك فإن تخلِّي (هنري بيرسي) واللورد (ويليام ستانلي)، وهو الزوج الرابع لوالدة (هنري تيودور)، عن (ريتشارد) أدى إلى هزيمته وموته.

وفقًا للمؤرخ البورغندي (جان مولينيت) فقد استخدم رجل ويلزي المطرد(سلاح أبيض يتركب من رمح وفأس الحرب) موجهًا ضربة قوية جدًا إلى الحد الذي غرز خوذة (ريتشارد) داخل جمجمته. وتشير المصادر المبكرة إلى أن جسده العاري حُمل على ظهر حصان وأُخذ إلى كنيسة (بشارة سيدة نيوارك) الجماعية، حيث عُرض هناك قبل دفنه في كنيسة (غريفريارس) في (ليستر).

صورة: Isananni

كما أشارت مصادر أخرى إلى أن جثته أُلقيت في نهر (سور). ويوجد أيضاً دليلٌ على رؤية الحجر التذكاري الذي دفع فيه الملك (هنري) 50 جنيهًا إسترلينيًا (ما يعادل 37713 جنيهًا إسترلينيًا في عام 2016) في حديقة (غري فرياس) عام 1612. لكن اختفت معالم الموقع بعد 400 عام من التطورات في المنطقة، وبقي هذا الأمر على حاله إلى أن تمكنت التحقيقات الأثرية في أيلول 2012 من اكتشاف مرقد الملك وفحص رفاته وتأكيدها، ثم أعيد دفنها في 26 آذار 2015 في كاتدرائية (ليستر).

3. كان هناك أسطورة محلية في ولاية (بنسلفانيا) عن شخص يدعى “الرجل الأخضر” أو “تشارلي بلا وجه” وهو مخلوق غريب المظهر يتجول في الشوارع ليلاً. تبين في الواقع أنه رجل حقيقي يُدعى (ريموند روبنسون) تعرض وجهه لتشوه شديد نتيجة حادث في أحد خطوط الكهرباء.

صورة: Wikipedia

أصيب (روبنسون) عندما كان في التاسعة من عمره بجروح خطيرة على جسر (مورادو) بالقرب من شلالات (بيفر)، حيث كانت تمر الخطوط الكهربائية بتوتر يتراوح بين 1200 و22000 فولت، والتي أودت بحياة صبي آخر قبل ذلك بعام. وعلى الرغم من أن الأطباء لم يكونوا متفائلين بشأن (روبنسون)، فقد نجى بتشوه شديد في جسده، حيث فقد عينيه وأنفه وذراعه اليمنى.

عاش روبنسون في منزلٍ لأقاربه في حي (كوبيل)، وصنع المداخن والمحافظ والأحزمة لكسب لقمة العيش. فكان يبقى في الداخل كلَّ النهار ويذهب في الليل بنزهات طويلة على طريق الولاية 351، لئلا يثير الذعر في الأماكن العامة.

أثار تجولهُ فضولَ السكان المحليين الذين كانوا يجتمعون للبحث عنه. فأظهر بعضهم فضولًا وديًا وأعطوه السجائر والبيرة لقاء محادثة أو صورة معه، بينما كان البعض الآخر قاسيًا. فلطالما كانت تصدمه السيارات آنذاك. إن شيئًا لم يمنع (روبنسون) من التجول ليلاً، حيث كان يستشعر طريقه بعصا المشي. وأصبح أسطورة محلية نشأت معها أجيال عديدة في ولاية (بنسلفانيا).

لا تزال المبالغات قائمة بخصوصه، كلون بشرته الأخضر الناتج عن الصعق الكهربائي، أو أنه يختبئ في بيت مهجور. غالبًا ما يتفاجأ الكثيرون ممن لا يعرفون عنه سوى الأسطورة المحلية، بحقيقة وجوده وكونه محبوبًا من عائلته وجيرانه.

4. تم توثيق الحجارة المبحرة لأول مرة في عام 1915، وهي ظاهرة جيولوجية تتحرك فيها الصخور مخلفةً وراءها مسارات طويلة على طول السطح الأملس للوادي. بقي التفسير العلمي لتلك الظاهرة مجهولٌ إلى أن سمحت التطورات التكنولوجية للباحثين العام 2009 بمراقبة الأحجار مستخدمين كاميرات الفاصل الزمني.

صورة: Scott Beckner

تُعرف باسم (ريس تراك بلي) أو “مضمار السباق”، هي بحيرة جافة تقع في الجانب الشمالي الغربي من وادي الموت بولاية (كاليفورنيا). يبلغ ارتفاعها 113 مترًا فوق مستوى سطح البحر وهي مسطحة بشكل استثنائي مع رواسب دقيقة جدًا غالبًا ما تأخذ شكل شقوق طينية صلبة وسداسية الأضلاع.

تم العثور على معظم الأحجار المبحرة، أو الأحجار المتحركة، في الجزء الجنوبي من البحيرة حيث بلغ قطرها ما بين 15 إلى 46 سم. أما المسارات التي تُخلفنها فغالبًا ما كان يصل طولها إلى 100 متر ويتراوح عرضها بين ثمانية إلى 30 سم، وكان عمقها يقلّ عن 2.5 سم.

بدأت دراسة تلك الصخور في عام 1900 حيث تمكن الباحثون من الوصول إلى بعض الفرضيات ولكنهم لم يحصلوا على أية تأكيدات. استمر البحث طوال القرن العشرين مع جهل تام لظروف الحركة وزمانها وعواملها. وبقي هذا اللغز مستحيلاً حتى عام 2009 حيث سمح تطوير الكاميرات ذات الفواصل الزمنية(التصوير المتقطع أو الزمني) للباحثين من التقاط حركات الأحجار المبحرة تلك.

نُشر في عام 2014 مقطع فيديو بتقنية الفاصل الزمني يُظهر بوضوح ما كان يحدث. ففي الليالي الباردة وعند وجود الماء في البحيرة، كانت تتشكل طبقات جليدية رفيعة بسمك بضع مليمترات على السطح. لتتبدد هذه الصفائح في الأيام المشمسة وتقوم الرياح بدورها بتحريك كلًا من الصفائح الجليدية والصخور معًا، وذلك بسرعة تصل إلى خمسة أمتار في الدقيقة تاركة المسارات في الرواسب الدقيقة. وكانت تستمر الحركة الواحدة لمدة تصل إلى 16 دقيقة.

5. أُجبرت العديد من الغواصات الأمريكية في السبعينيات على العودة إلى قواعدها لإصلاح الأضرار، رافق ذلك خوف من أن تكون قد تعرضت للهجوم بسلاح مجهول. ثم اكتشفوا في وقت لاحق أن أسماك القرش كانت تقضم قطع المطاط الصناعي (النيوبرين) على قباب المسبار الصوتي (السونار)، وهذا ما كان يضعف قدرة الملاحة.

صورة: NOAA

قرش قالب الكعيكة (cookiecutter shark) المعروف أيضًا باسم قرش “السيجار”، هو نوع صغير من سمك القرش يصل طوله من 42 إلى 56 سم، ويوجد عادةً في مياه المحيطات الدافئة في جميع أنحاء العالم. يشير اسمها إلى الطريقة التي تتغذى بها عن طريق اقتلاع قطع مستديرة من لحوم الحيوانات الكبيرة مثل الحيتان والفقمة وأسماك القرش والرّاي اللساع والأسماك العظمية.

من المعروف أنها تهاجم الغواصات والكابلات تحت الماء وشبكات الصيد، وتهاجم البشر في حالات نادرة. وهي لديها شفاه تعمل كأكواب شفط وأسنان تشبه المنشار الحزامي تساعدها في الإمساك بالفريسة وقطع جزء من اللحم.

صورة: Jennifer Strotman, D Ross Robertson

أدت الهجمات على الغواصات الأمريكية إلى تسرب الزيت الناقل للصوت وإعاقة الملاحة. في الثمانينيات تعرضت حوالي 30 غواصة للهجوم من قبل أسماك القرش (كوكي كاتر)، والتي ألحقت الضرر بالكابل الكهربائي المغلف بالمطاط والمتصل بمسبار الصوت الذي يضمن السلامة عندما تطفو الغواصة في مناطق الشحن. حصل ذلك كله على الرغم من أن المادة كانت في كلتا الحالتين مغطاة بطبقة من الألياف الزجاجية.

بصرف النظر عن الغواصات، تتعرض المعدات الأوقيانوغرافية وكابلات الاتصالات السلكية واللاسلكية أيضًا لهجمات كثيرة من هذا النوع.

6. وُجِد (بنجمان كايل) في عام 2004 خلف حاوية القمامة في (برجر كنج) فاقدًا للوعي من غير ملابس أو أية أشياء تحدد هويته، وكان لديه فقدان انفصامي حاد في الذاكرة. على الرغم من البحث والدعاية المكثفة، لم يتمكن هو ولا أي شخص آخر من التعرف على هويته حتى عام 2015.

صورة: Adam Harbottle

عثر موظف في (برجر كنج) في منطقة (ريتشموند هيل) التابعة لجورجيا على (بنجمان كايل) في 31 آب 2004. حيث كان مصابًا بحروق شمسية ولديه ثلاث خدوش في جمجمته وجسده مملوءًا بلسعات النمل الأحمر. استيقظ كايل في المستشفى وعيناه مصابتان بـ “إعتام عدسة العين” حيث أجريت لهما عملية بعد تسعة أشهر، عندما قامت جمعية خيرية بجمع الأموال اللازمة.

عندما سُئِل عن اسمه لم يتذكره واختار “بنجامان كايل” بدلاً عنه. أدرك عندما رأى نفسه في المرآة لأول مرة، أنه أكبر مما يتذكره بعشرين عامًا.

مع تخريج (كايل) من المستشفى بات بلا مأوى، وكان عليه القيام بأعمال عجيبة. فلم يتمكن من العثور على أي عمل لأنه لم يتمكن من تذكر رقم الضمان الاجتماعي الخاص به أو تقديم هويته. فشلت عريضة هدفت للوصول إلى هويته ونيل الاهتمام الكافي بقضيته في الحصول على توقيعات كافية بحلول الموعد النهائي.

تمت دعوة (كايل) لحضور برنامج (الدكتور فيل)، ونُشرت قصته في الأخبار لكن لم يساعد أياٌّ منها في الدلالة على هويته. لقد أصبح موضوعاً لفيلمٍ وثائقيٍ بعنوان (العثور على بنجمان) في عام 2011 والذي تم عرضه أيضًا في مهرجان (تريبيكا) السينمائي ومهرجان (كان). كما قام بعمل مقابلات على موقع (ريديت) في عامي 2012 و2013 وذلك دون جدوى.

لكن التغطية الإعلامية ساعدته في تلقي الدعم من السياسيين والمشاهدين على حد سواء حيث عرضوا عليه العمل والمأوى. أخيرًا، أعلن (كايل) على صفحته على فيسبوك في 16 أيلول 2015 أنه تم تحديد هويته من قبل فريقٍ تقودهُ عالمة الأنساب الجينية (سيسي مور) وتم الإعلان عن اسمه (ويليام برغس بويل) في تشرين الثاني 2016.

7. ظل (ديب ثروت) الرجل الذي قدم في عام 1972 تفاصيل جوهرية حول تورط إدارة (نيكسون) في فضيحة (ووترغيت)، مجهولاً لثلاثة عقود. ليتم الكشف عن هويته أخيرًا في عام 2005. إذ تبين أنه (مارك فيلت) المدير المساعد لمكتب التحقيقات الفيدرالي، ثاني أعلى منصب.

صورة: wikipedia

بعد اعتقال خمسة رجال في 17 حزيران 1972 من مكاتب اللجنة الوطنية الديمقراطية في مجمّع (ووترغيت) بواشنطن، قام الصحفيان (كارل بيرن شتاين) و(بوب وود وارد) بمتابعة القصة لمدة عامين. حيث ذكروا في كتابهم «كل رجال الرئيس» أن مخبرهم الرئيسي المجهول هو شخصٌ أطلقوا عليه اسم (ديب ثروت) أو ” الحلّق العميق “، في إشارة إلى “مدى عمق المعلومات” وتمّ بالإضافة إلى ذلك نشر فيلم إباحي على نطاق واسع وكان يحمل نفس الاسم.

وصف (وود وارد) في ذلك الكتاب أساليب الاتصال لديهم وادعى أنهم عندما كانوا يحتاجون للقاء، فقد حرك من الشرفة وعاءٍ ذو علامة. وكان (ديب ثروت) إذا أراد مقابلتهم يعمد إلى وضع دائرة حول الصفحة رقم 20 في نسخة (وود وارد) من صحيفة (نيويورك تايمز) ويرسم ساعة يشير فيها إلى الوقت. كان مكان اجتماعهم المعتاد في مرآب تحت الأرض على (الجسر الرئيسي) في (روسلين).

كتب (جون دي أوكونور) مقالاً على الانترنت في (فانيتي فير) في 31 آيار 2005، أي بعد حوالي 31 عامًا من استقالة (نيكسون) و11 عامًا من وفاته، ذكر فيه ما كشفه (مارك فيلت) عن نفسه قائلاً “أنا الرجل الذي كان يدعى (ديب ثروت)” وأكد هذه المزاعم كل من (وود وارد) و(برنشتاين) و(بنجامين سي برادلي) المحرر التنفيذي لواشنطن بوست في ذلك الوقت.

8. اختفت طائرة (ستار داست) التابعة لشركة الخطوط الجوية البريطانية في أمريكا الجنوبية عام 1947 أثناء رحلتها من (بوينس آيرس) إلى (سانتياغو)، وذلك بعد أن أرسلت رسالتها الأخيرة والشهيرة “ستينديك”. ظل مصيرها مجهولاً حتى عام 1998 عندما وجد متسلقو الجبال حطامها في جبال (الأنديز)، وكان الخطأ الملاحي هو التفسير الأكثر احتمالاً لتحطم الطائرة.

صورة: San Diego Air and Space Museum Archive

بعد سفرهم من لندن على متن الطائرة (ستار ميست) التابعة لشركة (أفرو يورك) في 29 تموز، والتي هبطت في (بوينس آيرس) في 1 آب، واصل الركاب الستة رحلتهم إلى (سانتياغو) على متن الطائرة (ستار داست) في اليوم التالي الساعة 1:46 مساءً برفقة خمسة من أفراد الطاقم. تلقى مشغل الراديو بمطار (سانتياغو) في الساعة 5:45 مساءً رسالة بشيفرة (مورس) كان مضمونها ما يلي: “إيتا سانتياغو 1745 إي أر إس ستينديك” ونظرًا لكونه لم يتعرف على الكلمة الأخيرة فقد طلب توضيحًا وتلقى عبارة “ستينديك” مرتين قبل أن يفقد الاتصال تمامًا بالطائرة.

لم يتم العثور على أي أثر للطائرة على الرغم من عمليات البحث المكثفة التي قامت بها الفرق التشيلية والأرجنتينية والتي أيضا قامت بها الخطوط الجوية البريطانية في أمريكا الجنوبية. يؤدي انعدام الأدلة الدامغة لظهور نظريات جامحة، بما في ذلك التخريب لأسباب سياسية والاختطاف من قبل الكائنات الفضائية.

عثر اثنان من متسلقي الجبال الأرجنتينيين أثناء تسلق جبل (توبونجاتو)، وهو أحد جبال (الأنديز)، عام 1998 على محرك طائرةٍ وقطعٍ معدنيةٍ ملتويةٍ وملابس ممزقة على ارتفاع 4600 متر. وعثر الجيش الأرجنتيني على المزيد من الحطام وبعض الرفات البشرية في عام 2000. ليتم العثور بعد عامين على خمس جثث والتعرف عليها من خلال الحمض النووي.

صورة: Victor San Martin

يُعتقد أن طائرة (ستار داست) تعرضت أثناء طيرانها لـ (التيار النفاث)، وهو تيار هواء سريع التدفق لم يكن مفهومًا جيدًا في ذلك الوقت، مما أدى إلى إبطاء الطائرة. وعليه فقد أخطأ أفراد الطاقم في تقدير سرعتهم الحقيقية، فكانت الطائرة أبطأ مما يعتقدون ولم تتجاوز جبال (الأنديز) فعلاً كما اعتقدوا. ولابد أن الغيوم أيضًا حجبت عنهم رؤية جبل (توبونغاتو) فاصطدمت به الطائرة وتحطمت.

من المحتمل أن يكون قد تسبب تأثير الاصطدام في حدوث انهيار جليدي أدى إلى دفن الحطام وإخفاءه عن الباحثين. لقد تحول الثلج على الجليد على مر السنين وبذلك اندمج الحطام في النهر الجليدي واختفى. ومن المتوقع العثور على المزيد من الحطام في المستقبل بسبب حركة الجليد وذوبانه.

9. ترددت شائعات عن نجاة الدوقة الروسية الكبرى (أناستازيا) من الإعدام غير القضائي الذي ارتكبه الثوار الشيوعيون عام 1918، حيث أنهم قتلوا جميع أفراد عائلتها. زعمت العديد من النساء منذ ذلك الحين أنهن (أناستازيا). حتى جرى العثور على رفاتها في عام 2007، وتأكدت هويتها من خلال اختبارات الحمض النووي.

صورة: George Grantham Bain Collection

كانت (أناستازيا) ابنة القيصر (نيكولاس الثاني)، آخر ملوك الإمبراطورية الروسية، من زوجته (الكسندرا فيودوروفنا) تبلغ من العمر 17 عامًا ولديها ثلاث شقيقات أكبر منها وشقيق واحد أصغر. تم نقلها في 17 تموز 1918 مع عائلتها وأربعة من الخدم الذين اختاروا البقاء معهم إلى (يكاترينبرج) حيث تم اختطافهم ووضعهم في قبو صغير من قبل خاطفين بلشفيين كانوا في حالة سكر وقاموا بإعدامهم بطريقة فاشلة.

على الرغم من إطلاق 70 رصاصة إلا أن معظم أفراد الأسرة لم يصابوا، مما اضطر الخاطفين إلى رمي الحراب وإطلاق النار في الرأس. ثم استخدموا حامض الكبريتيك لتشويه الجثث بشكل لا يمكن التعرف عليها، وحرقوا جثتين بالكامل. ثم قاموا بدفنهم على بعد أمتار قليلة من بعضهم البعض درءاً للشكوك.

في البداية اقتصر البلاشفة على الإعلان عن وفاة القيصر، وزعموا بأن زوجته وابنه أُرسلا إلى مكان آمن. أدى ذلك إلى ادعاء العديد من المحتالين أنهم أفراد من العائلة.

أشهر هؤلاء المحتالين كانت (آنا أندرسون) التي تمكنت من إقناع الكثيرين بأنها (أناستازيا). ليُثبت (إرنست لويس) وهو دوق (هيس) الأكبر وشقيق (تسارينا) من خلال تحقيق خاص كان قد موّله، أنها عاملة مصنع بولندية ولديها تاريخ من المرض العقلي.

صورة: Hermitage Museum

تم اكتشاف موقع دفن العائلة من قبل محققٍ هاوٍ في عام 1979، والذي أبقى الأمر سرًا حتى سقوط الإتحاد السوفيتي. تم استخراج الرفات من الموقع في عام 1991 وثبت من خلال التعرف على الحمض النووي أنها تنتمي إلى القيصر وزوجته وبناتهم الثلاث.

تم استخراج قبر صغير آخر في عام 2007 بالقرب من ذلك المكان، وأكدت الفحوصات أنها تخص ابن القيصر وإحدى بناته. وأكدت أنها تشمل رفات (أناستازيا). وبذلك تم التحقق من رفات الوالدين والبنات الأربع والابن الوحيد حيث أنّ لكل منهم ملفه النووي الفريد، الأمر الذي دحض الشائعات حول نجاتها.

10. اختفت الطائرة التابعة للخطوط الجوية الفرنسية أثناء رحلتها ذات الرقم 447 في المحيط الأطلسي في العام 2009، مما أسفر عن مقتل 228 شخص، حيث بقي السبب مجهولا لمدة عامين. كان السبب في التحطم هو تكون بلورات الجليد التي أدت الى فصل جهاز الطيران التلقائي، وأدت القيادة اليدوية إلى انهيار ديناميكي هوائي، لم تستطع الطائرة النجاة منه.

صورة: Pawel Kierzkowski

كانت الرحلة (إي إف أر 447) مجدولة التوجه من (ريو دي جانيرو) إلى (باريس) في الأول من حزيران. بطاقم مكون من ثلاثة طيارين، حيث صممت ليقودها طياران بينما يستريح الثالث. بعد أن ذهب القبطان ليأخذ قسطًا من الراحة، قام الطياران بتحذير الركاب من الاضطرابات الجوية، وحدث ذلك بعد دقيقتين أو ثلاث دقائق من بدء تشكل الجليد. على الرغم من تشغيل النظام المضاد للجليد في المحرك، فقد تشكلت بلورات الجليد في أنابيب جهاز الطيران، وهي أجهزة توفر معلومات مهمة حول سرعة المركبة عبر الهواء، مما أدى إلى فصل جهاز الطيران التلقائي.

بدأ الطياران عن طريقالقيادة اليدوية، بعد أن أصدر جهاز الإنذار تحذيرًا، في محاولة للتكيف مع الاضطراب. تعتمد الطائرة عادةً على كيفية تدفق الهواء حولها، لتتمكن من الطيران. إن إبقاء مقدمة الطائرة مرتفعةً بعض الشيء يسمح للطائرة بالتحليق للأعلى والحفاظ على الارتفاع أثناء تحركها للأمام باستخدام الوقود. إذ يجب أن تكون الزاوية بين تدفق الهواء والطائرة دائمًا أقل من 15 درجة. أما إذا زادت عن ذلك فإنها تبدأ في الصعود بدلاً من التحليق إلى الأمام وهي حالة تُعرف باسم الانهيار، حيث تبدأ بعد ذلك بفقدان ارتفاعها بسرعة.

صعدت الطائرة إلى أقصى ارتفاع لها وهو 12000 متر بسبب التناقض في القراءات والارتباك في قمرة القيادة، فقد أبقى أحد الطيارين على مقدمة الطائرة مرتفعة. عندما بدأت الطائرة في الهبوط وصلت الزاوية إلى 30 درجة، وعندما وصلت الى الارتفاع 11000 متر كانت الزاوية 40 درجة، والفيديو السابق يشرح العملية بالتفصيل.

سرعان ما بدأت في الهبوط بسرعة 55.43 مترًا في الثانية بشكل حر أفقي وتحطمت بدءاً من منتصفها في المحيط الأطلسي. انفجرت الطائرة عند الاصطدام مما أسفر عن مقتل الجميع على الفور. بعد عامين تم العثور على مسجل الرحلة وتم بذلك فهم ما حدث.

مقالات إعلانية