in

تعرّف على هذه الكوارث المدمرة التي حصلت جراء خطأ وإهمال البشر

صورة: Matthew Hinton / CBS

تحمل كلمة كارثة معنى مميز، فهي لا تعني مصيبة عظيمة فحسب، بل تتعداها لتصف لنا الخراب والأذى الحاصلين جراءها، والكوارث هي أحداث تحصل فجأة، أو خلال فترة قصيرة نسبية، وما يزيد هول الكارثة هو أن البشر أو السلطات أو المجتمعات لا تملك القدرة الكافية للتغلب عليها، وإلا لما حصلت من الأساس.

الكوارث الطبيعية معروفة، كالزلازل والأعاصير والبراكين والتسونامي مثلاً، لكن الكوارث قد تكون بشرية المنشأ، وإن كنت تعتقد أن الكوارث التي يسببها البشر لا تقارن مثلاً بإعصار مدمر أو زلزال يهلك مئات الأرواح، فيجدر بك الاطلاع على هذه القائمة، سنتكلم فيها عن كوارث حقيقية أدت إلى تخريب البيئة أو أزهقت أرواحاً عديدة، وما يميزها أنها كوارث من صنع البشر، ولو عن طريق الخطأ أحياناً.

تابعوا معنا أبرز الكوارث البشرية التي شهدها عالمنا، والتي كانت ذات أثر سلبي جداً:

1. مأساة كارثة بوبال في الهند

مصنع المبيدات الحشرية في مدينة بوبال الهندية الذي كان سبب الكارثة. صورة: AFP

في عام 1984، انبعث نحو 30 طن من غاز ميثيل إيزوسيانات من مصنع مبيدات حشرية تابع لشركة يونيون كاربايد. كان مصنع الكيماويات في حالة يرثى لها أساساً، وخرق عدة شروط للأمان منذ سنوات قبل الحادثة. ومع مرور الزمن، تراكمت الأخطاء والمشاكل ما أدى في ليلة الثالث من ديسمبر إلى تفعيل نظام الأمان تجنباً لحدوث انفجار، حيث سُكبت كمية كبيرة من المياه في خزان المصنع، فتفاعل الماء مع 42 طناً من إيزوسيانات الميثيل، رافعاً درجة الحرارة والضغط كثيراً ما أدى إلى تسريب كميات هائلة من الغاز مكونة من إيزوسيانات الميثيل، الفوسجين، سيانيد الهيدروجين وغيرها. فاستيقظ سكان بوبال وهم يعانون من حرق في الحنجرة والأعين، كما فقد عدد مهول من الناس بصرهم جراء هذه الحادثة، بالإضافة إلى مضاعفات أخرى.

أدت الغازات والمواد السامة إلى مضاعفات خطيرة جداً لدى السكان، وصلت إلى حد العمى.

انتشرت المواد الكيميائية السامة في بوبال والمناطق المجاورة، وقدرت الحكومة الهندية عدد الوفيات بـ 3787 وفاة مباشرة، لكن التقارير غير الرسمية تشير إلى أن العدد وصل إلى 8000 حالة وفاة. حملت الحكومة الهندية الشركة مسؤولية هذا الانفجار، خصوصاً أن الشركة لم تلتزم بمعايير الأمان مستغلة منطقة بوبال الفقيرة، خاصة أن صاحب الشركة كان يدرك أن المصنع مخالف لمعايير السلامة والصحة الأكثر صرامة في الولايات المتحدة، فقرر افتتاح المصنع في هذا المكان الذي لن يهتم فيه أحد بشروط السلامة.

وفي نهاية المطاف، دفعت الشركة نحو 470 مليون دولار أمريكي لعائلات الضحايا تعويضاً عن الأضرار. لم تقتصر الوفيات على الأشخاص الذين توفوا إثر الحادثة فوراً، إذ يُقدر عدد الأشخاص الذين تعرضوا لإعاقات إثر الحادثة بـ 50 ألف شخص.

2. انفجارات مصنع البتروكيماويات في جيلين، الصين

انفجار مصنع البتروكيماويات في جيلين عام 2005.

في 13 نوفمبر عام 2005، تعرض مصنع للبتروكيماويات في جيلين، الصين، إلى عدة انفجارات. كان إهمال التعامل مع أنظمة التشغيل سبباً في حدوث الانفجارات التي أدت إلى تشظي النوافذ الزجاجية على بعد 200 متر من المصنع. توفي 6 أشخاص وأُصيب العشرات، بينما اضطر آلاف الأشخاص إلى إخلاء المنطقة.

أطلقت الانفجارات نحو 100 طن من المواد الملوثة والضارة في الجو، كالبنزين ونترات البنزين. صحيح أن عدد الضحايا كان قليلًا، لكن نهري سونهوا وآمور غُطيا بـ 80 كلم من الرواسب السامة. ارتفعت مستويات البنزين 108 مرة عن المستويات الآمنة، ما يعني أن التعرض لها كان سبباً كافياً لانخفاض كمية الخلايا الحمراء في الدم، وكافياً لإصابة المرء بسرطان الدم أو قصور في عمل الجهاز المناعي.

لاحقاً، قُطعت إمدادات المياه عن جيلين ومقاطعة هيلونغجيانغ جراء التلوث الحاصل، فبقي عشرات ملايين الأشخاص بلا ماء، بالتالي توفي الكثير من الأشخاص لاحقاً إثر تلك الانفجارات.

3. دوامة نفايات شمال المحيط الهادئ

النفايات والمواد البلاستيكية المتجمعة تعتبر خطراً يهدد حياة الكائنات البحرية. صورة: Plastic Collectors

الداومة المحيطية هي ظاهرة بحرية تسببها مجموعة من التيارات المحيطية الدائرية المتأثرة بالرياح، وبمعنى آخر، هي إعصار من المياه العالقة يدور حول مركزه.

في عام 1988، توقع العلماء أن القمامة المرمية في المحيط ستتجمع، في نهاية المطاف، ضمن إحدى تلك الدوامات وتخلق رقعة كبيرة جداً من النفايات الطافية. وبالفعل، هذا ما حصل، حيث يُقدر العلماء وجود ما يتراوح بين 700 ألف إلى 15 مليون كيلومتر مربع من النفايات في تلك الرقعة، أي أن 0.4 إلى 8.1 بالمئة من كامل سطح المحيط الهادئ مغطى بمزيج من الرواسب السامة والبلاستيك والبترول والنفايات الأخرى.

من أين جاءت تلك النفايات؟ يبدو أن الصين وإندونيسيا والفيلبين وتايلاند وفيتنام هي أكبر مصادر تلك النفايات البلاستيكية، وتلك الدول مسؤولة بشكل أكبر عن التلوث من باقي دول العالم. لهذه النفايات أثر ضار جداً على الحيوانات البحرية، تحديداً السلاحف البحرية وطيور القطرس والحيتان، لدرجة أن طيور القطرس في جزيرة ميدواي تحوي مواد بلاستيكية في جوفها الهضمي، ويموت ما يقارب ثلث عدد صيصان تلك الطيور تأثراً بالبلاستيك، كما أن بعض الحيوانات، كالحيتان مثلاً، قد تتناول البلاستيك عن طريق الخطأ ظناً منها أنه مصدر غذائي.

4. تسرب النفط وإحراق آبار النفط في حرب الخليج

كان لإحراق آبار النفط وسكب النفط في المياه من طرف العراق آثار سلبية على الجو والحياة البحرية. صورة: GreatDario/Reddit

نتيجة غطرسة القيادة العراقية إبان حرب الخليج الثانية، وتحديداً صدام حسين، المسؤول الأول عن صنع القرار، تسرّب نحو 720 ألف متر مكعب من النفط في الخليج العربي (تختلف الدراسات حول هذا الرقم، لكن وفقاً للحكومة العراقية، فالرقم هو 720 ألف متر مكعب). كانت تلك خطة استراتيجية مقصودة اتبعتها الحكومة العراقية لملء المياه بالبترول، ما سيصعب على القوات الأمريكية إيجاد مكان للرسو.

في الحقيقة، أثرت هذه الخطوة بشكل كبير على الحياة البرية، كما أن الكمية المتسربة كانت كبيرة جداً ولا يمكن تنظيفها، فاختفت عدة أنواع محلية من الكائنات، كما أن التعافي من الضرر يستغرق عقوداً، ولم يتم بالكامل حتى هذه اللحظة.

5. التسرب النفطي في خليج المكسيك

تجمع النفط المتسرب فوق المياه عندما حصلت الكارثة عام 2010. صورة: Daniel Beltrá

يعتبر التسرب النفطي في خليج المكسيك عام 2010 واحداً من أسوأ كوارث التسرب النفطي في التاريخ، حيث انفجرت منصة بحرية لاستخراج النفط تابعة لشركة «بريتش بتروليوم» في خليج المكسيك في 22 أبريل وغرقت في البحر. بالتالي تسرب البترول مباشرة إلى المياه بعد غرق المنصة، وانسكب نحو 780 ألف متر مكعب من النفط في خليج المكسيك، كما أدى لوفاة 7 أشخاص أيضاً.

تمكنت الولايات المتحدة من إنقاذ الوضع بعد 87 يوم وإغلاق فتحة بئر النفط، لكن الضرر قد حصل، حيث هدد النفط المتسرب نحو 8000 نوع من الكائنات البحرية، بينها كائنات كانت مهددة أصلاً بخطر الانقراض. في الأعوام التالية للحادثة، ظهرت أعداد كبيرة من التقارير تتحدث عن التأثيرات الكارثية للحادثة على البيئة، فمثلاً، لاحظ العلماء وجود أسماك مشوهة وصلت إلى الشواطئ، كما ازداد معدل وفيات أو تشوهات كائنات حية أخرى كالدلافين، حيث دخل خليط الزيت والهيدروكربونات العطرية إلى السلاسل الغذائية عبر العوالق الحيوانية.

رُفعت عدة دعاوى ضد شركة بريتش بتروليوم، كما وجه الرئيس أوباما انتقادات لاذعة طالت حتى المملكة المتحدة، خاصة أن الشركة كذبت عدة مرات سابقاً بخصوص إيقاف التسرب.

6. كارثة تشرنوبيل في الاتحاد السوفياتي

تُعتبر كارثة تشرنوبيل من أسوأ الكوارث التي تسبب بها البشر. صورة: Getty Images

لعل أغلب القراء سمعوا بكارثة تشرنوبيل، وهي دليل على تجاهل البشر الدائم لمخاطر الطاقة النووية. كان تشرنوبيل مصنع طاقة نووية قرب بريبيات في أوكرانيا، وفي عام 1986، وقع انفجار سببه سوء الإدارة أدى إلى انهيار أحد المفاعلات وتسرب كميات مهولة من الجزيئات النشطة إشعاعياً إلى الجو. نقلت الرياح تلك الإشعاعات إلى مناطق أخرى من الاتحاد السوفياتي، ووصلت أيضاً إلى أجزاء من أوروبا. تعتبر حادثة تشرنوبيل من المستوى السابع وفقاً للمقياس الدولي للحوادث النووية، وهو أعلى مستوى من مستويات القياس، والحادثة النووية الأخرى التي وصلت إلى هذا المقياس هي كارثة فوكوشيما في اليابان عام 2011.

أماكن مهجورة في مدينة بريبيات بعدما أخلى السكان المنطقة التي تعرضت للإشعاع. صورة: In Your Pocket

على الرغم من إغلاق المفاعل على الفور، وصل التلوث إلى المناطق المجاورة، تحديداً مدينة بريبيات. أُخلي السكان من المنطقة، لكن بعد أن تعرضوا جميعاً لكميات من الإشعاع، حيث توفي 31 شخصاً جراء الحادثة، لكن برزت مئات التشوهات الخلقية والأمراض المرتبطة بالإشعاع على مر السنوات اللاحقة.

7. الضباب الدخاني الذي غطى لندن عام 1952

مشهد من لندن أثناء الضبخان الكبير. صورة: Ralph Spegel/Unsplash

يُعرف أيضاً باسم الضبخان (دمج لكلمتي الضباب الدخاني)، وهو تلوث هوائي ناجم عن خليط من الضباب والدخان يتكون في هواء المدن، تحديداً الصناعية منها، وفي لندن عام 1952، حيث كان يُعتمد على الفحم للتدفئة في الشتاء، تزايدت الحاجة للتدفئة في ذلك الشتاء البارد. في العادة، اعتاد سكان لندن منذ أواخر القرن التاسع عشر على هذا التلوث، لكن في عام 1952، ضرب المدينة مرتفع جوي أدى إلى تجمع الفحم المحروق والدخان، فشكل طبقة كثيفة من الضباب الدخاني فوق كامل مدينة لندن.

استمر الضباب الدخاني 4 أيام، ولأن لندن معروفة بضبابها، لم يكترث أحد لهذا الأمر، بل أن الحكومة نفسها لم تعر الموضوع اهتماماً. لكن لسوء الحظ، كان الضباب الدخاني ساماً وأثر على رئتي كل شخص يقطن المدينة. لاحقاً في ذلك العام، جاءت التقارير الطبية لتؤكد المصيبة: توفي 4 آلاف شخص قبل أوانهم (أي في عمر مبكر) وتعرض مئات آلاف الأشخاص لأمراض تنفسية خطيرة.

في عام 1962، ضرب الضبخان مدينة لندن مرة أخرى بعد عشر سنوات من ضبخان لندن الكبير، توفي إثره نحو 700 شخص. على الرغم من أن الحكومة وضعت تشريعات عام 1956 للحد من حرق الوقود المنزلي، لكن الضبخان استمر في لندن حتى بعد سنوات من إقرار التشريعات.

8. حادثة غويانيا الإشعاعية في البرازيل

تعتبر حادثة غويانا مثالاً عن الجهل البشري بمخاطر العبث بالعناصر السامة. صورة: BBC

وقعت هذه الحادثة في مدينة غويانيا بالبرازيل، وهي مثال مريع عن الجهل بالمخاطر والإهمال البشري. ففي عام 1985، أُغلقت عيادة للعلاج من السرطانات في المدينة، وانتقلت إلى موقع آخر، لكن القائمين على العيادة تركوا جهاز العلاج بالإشعاع في المكان المهجور، ولم يخبروا السلطات بذلك، على الرغم من أنهم يعلمون تماماً أن الجهاز يستخدم عنصر السيزيوم المشع للعلاج.

بعد عامين، دخل شخصان إلى المكان المهجور في الحي الفقير، وحاولوا سرقة رأس الجهاز كي يبيعوه على شكل خردة. حاولوا كسر الغلاف الرصاصي الذي يحمي الكبسولة الحاوية على السيزيوم، لكن محاولاتهم باءت بالفشل، فتمكنوا أخيراً من كسر نافذة الإيريديوم التي يخرج منها الإشعاع فوصلا إلى الكبسولة وثقبوها.

بُيعت الكبسولة مقابل عشرات الدولارات إلى أحد الزعماء المحليين، وعندما لاحظ هذا الرجل اللون الأزرق المنبعث من الكبسولة، وهو نتيجة تفاعل أملاح كلوريد السيزيوم مع أشعة غاما، أُعجب به كثيراً واحتفظ به داخل المنزل، وهنا بدأت الكارثة.

حاول الكثيرون كسر الغلاف الرصاصي للحصول على أجزاء من تلك المادة وصنع أشياء عديدة، حتى أن ابنة تاجر الخردة كانت تلعب بالمادة المشعة في المنزل ثم تتناول الطعام بيديها الملوثتين، وقام شقيق التاجر برسم صليب على جسده مستخدماً تلك المادة، حتى أن الجيران جاؤوا إلى المنزل ليشاهدوا هذه المادة الزرقاء الغريبة.

عندما بدأت الأعراض المرضية تظهر على الناس، ذهبت زوجة التاجر إلى أحد الأطباء، وهنا عرف الجميع أن تلك المادة مشعة، فانتشر الذعر في المدينة، لدرجة أن 74% من سكان المدينة ذهبوا طوعاً إلى مراكز الفحص خوفاً من التلوث الإشعاعي.

توفيت ابنة التاجر ودُفنت ضمن تابوت مغلف للرصاص، وتوفيت الأم أيضاً بعد شهر، أما الأب، فيبدو أنه عاش لأنه تعرض للإشعاع على فترات متقطعة، وأُصيب الكثير من الأشخاص الآخرين الذين تناقلوا المادة ونشروها في مختلف أرجاء الحي.

9. داء ميناماتا، داء ظهر بسبب الإهمال البشري

أمّ تحمل ابنتها المصابة بداء ميناماتا، وهو المرض الناتج عن تسمم البشر الحاد بالزئبق. صورة: W. EUGENE SMITH

اكتُشف داء ميناماتا في منتصف القرن العشرين، وتحديداً في خليج ميناماتا في اليابان، ومن هنا جاء الاسم. علمياً، داء ميناماتا هو متلازمة عصبية ناتجة عن التسمم الحاد بالزئبق، ومع أن مخاطر الزئبق كانت معروفة حينها، لكن المرض أثار اهتمام العالم عندما بدأت أعراض المرض تظهر على سكان خليج ميناماتا وصيادي الأسماك وعائلاتهم. تشمل أعراض المرض خدراً في الأطراف وضغفاً في العضلات، ثم يتطور إلى تلف في السمع والنطق، وقد يصل الأمر إلى خلل عقلي وغيبوبة والموت أخيراً.

في البداية، اعتُبرت المنطقة بؤرة العدوى، فكان الحل هو عزل المرضى وتطهير منازلهم، ما أدى أيضًا إلى نوع من الاضطهاد تجاه هؤلاء المرضى. لكن عندما أثار الحدث اهتمام الأخصائيين الطبيين والجامعات العالمية، اكتُشف أن معدل الوفيات جراء داء ميناماتا هو 36.7 بالمئة، وهو رقم مخيف صراحة. فبدأت الأبحاث حول سبب المرض، خاصة أن الباحثين لاحظوا نمطاً واضحاً في عدد الإصابات والضحايا، فأغلبهم من أسرة واحدة اعتمدوا في غذائهم على صيد الأسماك والمحار من خليج ميناماتا.

في نهاية المطاف، اكتُشف أن مياه خليج ميناماتا تعرضت، على مدار 34 عاماً، إلى معادن ثقيلة عالية السمية، كالحديد والزئبق والمنغنيز والزرنيخ والتاليوم والنحاس، ما يعني أن سكان المنطقة وصيادي الأسماك وعائلاتهم تعرضوا لتلك المواد السامة على مدار عشرات السنين.

للأسف، تحمّل المصابون بهذا المرض اضطهاد الآخرين بسبب قلة المعلومات والوعي عن مسببات المرض. في هذه الصورة، تظاهرة لضحايا داء ميناماتا أمام وزارة الصحة عام 1970. صورة: KYODO

اكتُشف أيضاً أن مصنع الكيماويات المجاور، المملوك لشركة تشيسو، اعتمد على رمي المياه الملوثة بالنفايات مباشرة في مياه خليج ميناماتا، ما أدى إلى ظهور تلك الكارثة المؤسفة. فكان مستوى الزئبق لدى المرضى نحو 705 جزء من المليون، بينما لوحظ أن مستوى الزئبق لدى سكان ميناماتا عمومًا هو 191 جزء من المليون، وعلى أي حال، يعتبر الرقمان السابقان كبيرين جداً، حيث وصل متوسط مستوى الزئبق لدى الأشخاص الذين يعيشون خارج خليج ميناماتا إلى 4 جزء من المليون فقط، ما يعطينا فكرة واضحة عن هول الكارثة.

في مارس من عام 2001، اعترفت الشركة بوجود 2265 حالة وفاة مرتبطة بالتلوث، بينما تلقى 10 آلاف شخص تعويضات مادية، لكن ذلك لا يقارن بعدد الأشخاص الذين تأثروا بحالات التسمم تلك، كما أن حصيلة الموتى جراء المضاعفات اللاحقة أكبر بكثير.

لسوء حظ الضحايا، عانى أغلبهم من الاضطهاد أو التجاهل، حيث اعتقد كثيرون أن المرض معدي، ولم تعلن الحكومة اليابانية عن حقيقة الحدث حتى عام 1968.

10. بوابة جهنم، حفرة مشتعلة بالنيران لم تنطفأ بعد

باب جهنم، وهو حفرة مشتعلة من النيران في تركمنستان، سببها أيضًا خطأ بشري.

بوابة جهنم أو حفرة الجحيم هي حفرة مشتعلة من النيران لم تتوقف منذ عام 1971، وتقع في قرية ديرويز، قرب عشق آباد عاصمة جمهورية تركمنستان. في عام 1971، بدأ علماء الاتحاد السوفياتي حفر واستخراج الغاز من تلك المنطقة، لكن الأرض انهارت تحت ضغط عمليات الحفر، فتشكلت حفرة عملاقة قطرها نحو 70 متر وعمقها نحو 30 متر، بدأت تنفث غاز الميثان، وهو غاز دفيئة شديد الفعالية، بدون توقف.

أصبحت هذه الحفرة مكاناً يذهب إليه السياح والمصورون لالتقاط صورٍ لهم بجانب هذه الظاهرة الفريدة.

خشي العلماء من التلوث الجوي الذي سيحصل، فقاموا ما يقوم به أي شخص يريد التخلص من الغاز، وهو إشعاله، لكنهم لم يدركوا أن تلك النار لم تنطفأ، حيث اعتقدوا أن النار ستسمر بضعة أيامٍ ثم تنتهي. واليوم، بعد مرور 5 عقود، لا تزال النار مشتعلة يغذيها مخزون الغاز الموجود تحت الأرض. المثير للاهتمام أن هذه الحفرة أصبحت اليوم مقصداً للسياح، ولهذا السبب كسبت اسم باب جهنم، بل أن العديد من الأشخاص حاولوا النزول إلى أسفل الحفرة، مرتدين ملابس واقية من النار طبعاً.

مقالات إعلانية