in

رجل يقرر الانطلاق على متن صاروخ صنعه بيديه باتجاه الفضاء ليثبت أن الأرض مسطحة وليست كروية

يُخطط مواطن أمريكي يدعى (مايك هيوز) Mike Hughes الذي تلقى تعليما ذاتيا في بناء الصواريخ، لأن ينطلق بصاروخه منزلي الصنع من موقع في صحراء (موهافي) في جنوب كاليفورنيا في الـ25 من تشرين الثاني هذا العام.

يعزم هذا الرجل استقلال صاروخه هذا الذي كان قد صنعه من ”خردة“ معدنية منزلية، ليحلّق على ارتفاع 550 متر في يوم السبت محاولاً تفنيد المؤامرة التي لفقها رواد الفضاء التابعون لـ(ناسا)، الذين يدّعون أن الأرض كروية وليست مسطحة.

على اعتبار أن هذه المجازفة التي سوف تتم بسرعة 800 كيلومتر في الساعة، والتي سوف تقطع مسافة كيلومتر ونصف فقط فوق صحراء (موهافي) في كالفورنيا لن تقتله، قال (مايك هيوز) لوكالة أنباء Associated Press أن رحلته ضمن الغلاف الجوي ”المسطح“ للأرض Atmosflat سوف تمهد له الطريق أمام مشروعه الطامح بإنشاء برنامج فضاء (الأرض المسطحة).

صاروخ الارض المسطحة
صورة: Mad Mike/Facebook

هدف (هيوز) النهائي هو الوصول لارتفاع عدة كيلومترات فوق سطح الأرض، حيث يأمل سائق الليموزين السابق هذا البالغ من العمر 61 عاماً أن يلتقط صوراً تُثبت أننا نعيش على قرص مسطح.

قال (هيوز) أثناء مقابلة لجمع التبرعات مع أصدقائه من مجتمع الأرض المسطحة حول رحلته يوم السبت: ”سوف يفضح هذا الأمر تماما مجتمع الأرض الكروية“، كما ناقش خلال نفس المقابلة عدة ادعاءات يؤمن بها كثيرا حول من يتحكم بناسا (وكالة الفضاء الأميركية) الذين هم الماسونيون، وادعاء كون (إيلون موسك) Elon Musk (مؤسس شركة SpaceX المختصة بصنع الصواريخ والمعدات الفضائية والبحث الفضائي) يصنع صواريخاً مزيفة من المطاط.

وعد (هيوز) مجتمع الأرض المسطحة بأنه سوف يكشف المؤامرة التي حاكها مجتمع الأرض الكروية بفضل صاروخه الذي يعمل على الطاقة البخارية، والذي سوف يتم إطلاقه من منزل متنقل معدّل، وعلى الرغم من اعترافه بأنه لا يزال أمامه الكثير ليتعلمه عن علم الصواريخ، حيث قال في مقابلة في حزيران الماضي: ”مازلت متأخرا بأشواط عن فهم هذه الأمور التقنية المعقدة.“

تجدر بنا الإشارة إلى أن (هيوز) ليس مهندساً، ولكن هذا لا يعني أنه لا يفقه شيئاً في هذا المجال، حيث أنه في عام 2002 سجل رقماً قياسياً لأطول قفزة بسيارة ليموزين، وذلك تبعاً لموقع Ars Technica المختص بالأمور التقنية، كما أنه كان يصنع الصواريخ منذ سنوات، والتي كان نجاحها متباينا.

”حسناً، (والدو)، 3… 2… 1!“ هكذا صاح أحدهم في فيديو تجريبي لإطلاق صاروخ فاشل قام به (مايك هيوز) عام 2012:

في هذا الفيديو نجد أن الصاروخ يطلق صوتاً بسيطاً محاولاً الانطلاق ولكنه يتوقف مما يدفع (هيوز) للذهاب إليه محاولاً نكش المحرك بعصا، وعندها تخرج سحابة سميكة من البخار وتتجه نحو المصور، تجربة فاشلة ببساطة.

وفقاً لوكالة أنباء Associated Press، فقد بنى (هيوز) أول صاروخ يركبه إنسان في عام 2014، وتمكن من الطيران على متنه لمسافة 400 متر فوق (وينكلمان) في (أريزا)، وانتهى أمر هذه الرحلة بسحب (هيوز) من حطام الصاروخ وهو يئنّ ويتألم نتيجة الإصابات التي تعرض لها، حيث أنه لم بقي يستعين بالعكازات ليتمكن من المشي لمدة أسبوعين كاملين.

لا تشكل مسافة رحلة عام 2014 السابق ذكرها التي قام بها -والتي كانت قد مبنية على تكنولوجيا الأرض الكروية- ربع المسافة التي سوف تقطعها رحلته المتوقعة ليوم السبت.

أصبح (هيوز) حديثاً من المؤمن بسطحية الأرض بعد معاناته التي استمرت لعدة أشهر من أجل جمع التمويل لرحلته القادمة فوق صحراء (موهافي)، فقد كان من المقرر القيام بهذه الرحلة في أوائل عام 2016 مع حملة (كيك ستارتر) Kickstarter بعنوان: ”من المرآب إلى الفضاء الخارجي“ (موقع كيك ستارتر: هو موقع مختص بتأمين الدعم المادي الخيري وجمع التبرعات من أجل القيام بمشاريع هادفة ومبتكرة)، هذه الحملة التي لم يذكر فيها شيئاً عن ”رواد الفضاء المتنورين“ Illuminati، ولا عن ”المؤامرة الكروية“، كما كان إطلاقها تيمنا بإحدى نسخ سباقات (ناسكار).

قال (هيوز) في شريط فيديو صُوّر في غرفة معيشته، التي تعج بصور تصاميم صواريخه، في (وادي آبل) في (كاليفورنيا): ”نريد أن نفعل ذلك -أي أن نغزو الفضاء- ونحشر أنوفنا بين أنوف كل أولئك الأغنياء الذين يقومون به“، وأضاف: ”لم ينجحوا في إرسال إنسان بعد إلى الفضاء، في أميركا هناك أكثر من 20 وكالة فضاء مختلفة، وأنا آخر رجل وضع شخصاً في صاروخ وأطلقه.“

مقارنا نفسه بـ(أيفل كنيفل) Evel Knievel (رجل المخاطر الذي كان يقوم بأمور غريبة وعجيبة كالقفز بدراجة فوق صف من السيارات، وكان يطلق نفسه بصواريخ محاولاً إصابة شيء ما أو السقوط على شبكة)، وعد (هيوز) بأنه سوف ينطلق بصاروخه من مضمار سباق السيارات في (كاليفورنيا) في تلك السنة، كخطوة أولى في مجال إطلاق الصواريخ البخارية نحو الفضاء.

جمعت حملة كيك ستارتر 310$ فقط من أصل 150,000$ المستهدفة.

قام (هيوز) أيضاً بقفزات ابتكارية غريبة، منها خطته بالطيران فوق (تكساس) بسيارة (سكاي ليمو) Sky Limo، ولكنه شكى لـArs Technica السنة الماضية صعوبة تمويل مثل هكذا مشروع، ومشاريع أخرى، بمرتبه الشهري المتواضع كسائق سيارة ليموزين.

بعد سنة من ذلك، قصد (هيوز) أحد عروض مجتمع الأرض المسطحة على الإنترنت، ليعلن أنه غير رأيه حول شكل الأرض، فقال: ”كنا نبحث عن ممولين جدد لهذه المشاريع، وأنا الآن مؤمن بأن الأرض مسطحة، لقد بحثت عن هذا الأمر لشهور.“

أُذهل الحضور بهذا الإعلان، وأشار (هيوز) إلى أنه كان قد حلق حقاً على متن صاروخ ”حقيقي“، بينما كان رواد الفضاء عبارة عن ممثلين، يؤدون أدوارا تمثيلية أمام عالم تحكمه المؤثرات البصرية، وقال هيوز: ”(نيل أرمسترونغ) و(جون جليين) ماسونيون، بمجرد إدراكك لهذا الأمر سوف تعلم مدى الخدعة الكبيرة التي أوهموك بها.“

بعدها، تكلم مستضيف عرض (مجتمع الأرض المسطحة) ذلك عن حقيقة (أيلون موسك) المزيفة، وتكلم (هيوز) عن جماعة (أعداء المسيح) Anti-Christ وأمور المتنورين والماسونية، وبعد نصف ساعة من هذا الحوار، أخبر مضيف البرنامج مستمعيه وأتباعه الذين يبلغ عددهم 300 أو أكثر بوجوب دعم مشروع (هيوز) لاكتشاف الفضاء على طريقته.

مع عدم وجود فرضية موحدة لما يفترض أن تبدو عليه الأرض المسطحة، فإن العديد من المؤمنين بها يتصورون قرصاً مسطحاً محاطاً ببحر جليدي الذي يبقي على مياه المحيطات داخله، أما بخصوص ما وراء هذا الجدار -إن كان هناك شيء في الأساس- فهو لم يكتشف بعد، ويجب اكتشافه.

تصور مجتمع الأرض المسطحة لشكل الأرض
تصور مجتمع الأرض المسطحة لشكل الأرض

قال مضيف البرنامج لـ(هيوز): ”نحن بحاجة لرجل ليست له أية علاقات مع الحكومة، وبإمكانك أن تكون ذلك الرجل.“

جمعت شركة ”GoFundMe“ التابعة لمجتمع الأرض المسطحة 8,000 دولار من أجل مشروع (هيوز).

قالت وكالة Associated Press للأنباء أنه، بحلول تشرين الثاني، تم طلاء هذا الصاروخ الذي كلف صنعه 20,000$ بطلاء مضاد للصدأ باهض الثمن، وكتب على جانبه عبارة ”RESEARCH FLAT EARTH“ أي ”أبحاث الأرض المسطحة“.

أفادت نفس الوكالة أنه بعد تلقيه لهذه المساعدة من طرف أصدقائه في مجتمع الأرض المسطحة، فإن (هيوز) سوف يقوم بإجراء التعديلات والإجراءات اللازمة لإكمال جميع التجهيزات قبل حلول يوم السبت، يوم إطلاق الصاروخ المنشود.

صاروخ الارض المسطحة
الصاروخ جاهز للإنطلاق بسرعة 800 كلم/ساعة

لكن حتى يتمكن (هيوز) من اختبار قدرة الصاروخ على الطيران، عليه أن يركب على متنه وينطلق به بنفسه مستعينا بالطاقة البخارية بسرعة 800 كم/سا قاطعاً كيلومترا ونصف في سماء الصحراء، كما كان (هيوز) قد وعد أنصار الأرض المسطحة بأنه لو نجح في هذا الأمر فسوف يقوم بخطوة أكثر جرأة في العام المقبل: حيث سيطير إلى الفضاء الخارجي للقرص الأرضي، وكان قد اخبر ”Ars Technica“ في السنة الماضية بأن المرحلة التالية من هذا المهمات سوف تتضمن الطيران في بالون على ارتفاع 6 آلاف متر، وبعدها الإنطلاق بصاروخ من نفس المنطاد، لكي يتمكن من الصعود لفضاء القرص الأرضي.

قال هيوز: ”إن هذا الأمر مخيف جداً، ولكننا سنموت في نهاية المطاف، بطريقة أو بأخرى، على الرغم من أن هذا حقيقي، فإن بعضا منا يفضل البقاء على قيد الحياة ليتمكن من رؤية ”حواف الأرض الجليدية“.

يعزم (هيوز) على إطلاق صاروخه يوم السبت فوق مدينة (إيمبوي) في (كالفورنيا) بسرعة تقارب الـ800 كم/سا.

إقرأ أيضا:

مقالات إعلانية