in

عشرة حيوانات خطيرة معروفة بعدم رحمتها تجاه فرائسها

تنعكس ملامح وسمات الطبيعة على جميع الكائنات الحية التي تعيش في تلك البيئة، لكن من خلال دراسة الأنماط السلوكية لبعض الحيوانات المعينة تجاه فرائسها فإننا نجدها ذات طبيعة عديمة الرحمة وغاية في الشراسة. هذه قائمة بعشرة كائنات عديمة الرحمة بالمرّة على كوكبنا هذا:

1. الحوت القاتل

«الأوركا»، أو كما تعرف «بذئاب البحر»، تقوم هذه الكائنات بإعاقة وعرقلة فرائسها -والتي عادة ما تكون الحيتان- مسببة أذية شديدة وخطيرة، حيث تطاردها إلى حد الإرهاق إلى أن تفترسها وتقتلها وتتغذى على لسانها ودهنها، تاركة ما تبقى للأسماك الأخرى التي تتغذى على بقايا هذه الجيف.

تعد الحيتان القاتلة أو «الأوركا» أكبر أفراد عائلة الدلافين المحيطية، وهي من أكثر الكائنات شراسة على وجه الأرض. تعرف «الأوركا» أيضا بذئاب البحر فهي لا تطارد الفرائس الأصغر منها فحسب بل أيضا تطارد وتقتل الحيتان الرمادية، إضافة إلى الحيتان الحدباء والحيتان الزرقاء.

تصطاد الأوركا أيضا الدلافين حيث تسبب لها إصابات خطيرة في عمودها الفقري من خلال ملاحقتها وصدمها بسرعة 55 كيلومتر في الساعة وإخراجها من الماء، وتستهدف الأوركا الفرائس الضعيفة عند مطاردتها لمجموعة كبيرة من الفرائس.

لاحظ العلماء نمط محدد في الاصطياد لدى هذه الحيوانات الشرسة، حيث تبدأ بصدم وعض زعانف الحوت الفريسة حتى يستنفذ طاقته، وعندما يضعف ويبدأ بالتباطؤ تنقض على ظهره وتسد فتحة النفث عنده. كما يمكن أن تستمر المطاردة عند «الأوركا» لساعات طويلة، حيث تنتظر فريستها الى أن تصبح عاجزة وغارقة وعندها تأكل أكثر الأجزاء المغذية فيها وهي اللسان والدهن، وتترك ما تبقى للأسماك الأخرى ببساطة.

2. الزبابة (شبيه الفأر)

«الزبابة» حيوان ثديي صغير يشبه الفأر وله ذيل قصير، يمتلك معدل استقلاب مرتفع جداً، يسمّم فريسته ببطء شديد ويمضي في عملية المضغ لفترة طويلة كي يُشبع حاجته المستمرة للطعام.

يعيش «الزبابة» في أمريكا الشمالية حياةً ذات إيقاعٍ سريعٍ، بمعدل ضربات قلب يتراوح ما بين 800-1000 ضربة بالدقيقة، ومعدل استقلاب عالي جدا، فهو بحاجة للطعام طوال اليوم. إذ تحتاج هذه الحيوانات للغذاء بمعدل كل ساعة تقريبا، وإذا لم يستطع الحصول عليه قد يموت، لذلك تحتاج أن تخزن بعض الطعام الطازج لفترةٍ أطول من الوقت حينما لا يكون الصيد مثمراً في كل الأحيان.

تملك «الزبابة» غدة سامة، عكس الثعابين التي تمتلك أنياب مجوفة، تسمح هذه الغدة للعاب بالتدفق مع السم عند عملية الهجوم على الفريسة حيث تسبب هذه الغدد جرحاً في جسم الفريسة، والذي بدوره يسمح للعابها السّام بالتدفق إلى الجسد ولكنه لا يسبب قتلها بل يخدرها ويشلها فقط.

يحافظ هذا السم على حياة الفريسة لفترةٍ طويلة إلى أن تحتاج «الزبابة» للطعام بعد فترة من الوقت. ووفقاً لتقرير «الجمعية الكيميائية الامريكية»، يمكن أن تبقى «دودة الدقيق» على قيد الحياة بحدود خمسة عشر يوما من لحظة تعرضها لسمِّ «الزبابة» وتأثيره المخدر حتى الحين الذي تحتاج فيه الزبابة للطعام.

3. الدببة

تتمتع الدببة بقوة جسدية هائلة، ويشتمل نظامها الغذائي على الحبوب والتوت والحشرات والأسماك والطيور والثدييات. تعتبر طريقتها في الصيد مؤلمة جداً للفريسة، فهي تستخدم مخالبها الأمامية لمهاجمة فرائسها والانقضاض على رقبة أو ظهر الفريسة بدون انتظار موتها، ما يتسبب بإصابة بليغة في العمود الفقري للفريسة، وهذه التقنية في الصيد تجعل الدببة واحدة من أكثر الكائنات قسوة على هذا الكوكب.

في بعض الأحيان تسبب أنياب الدببة علاماتٍ عميقة على أنف الفريسة، تفضل الدببة الاحتفاظ بجسد الفريسة تحت عدة أمتارٍ من الطحالب أو الأغصان والأتربة، ولوحظ أن بعض الدببة تقوم في بداية فصل الربيع بتخزين جسد الفريسة تحت الثلوج أو حتى تحت المياه الجارية. كثيراً ما تبدأ الدببة بأكل فريستها بدون انتظار موتها وذلك بغرز أنيابها في منطقة الرقبة أو الظهر مباشرةً وهي حيّة.

4. المارغي

«المارغي» هي قطط برية تعيش في الغابة وتتمتع بمهارات تقليدٍ رائعة، حيث تقلد صوت بكاء صغار قردة «التامارين» وذلك لإبعاد فريستها عن باقي المجموعة.

تعتبر قطة «المارجي» واحدة من أفراد عائلة القطط المتعددة الميزات، فهي واحدة من أذكى الحيوانات على هذا الكوكب، لديها مهارة تقليدٍ أصوات ونداءات القردة لجذبها كفرائس، وما تزال أنواع هذه القطط تحير الباحثين بشأن أسلوبها في الاصطياد وخاصةً أنها تقضي معظم حياتها على قمم الأشجار.

لاحظ باحث في محمية غابات «ادلف دوكي» أن مجموعة من قردة «التامارين» تجمعوا تحت شجرة التين حول وليمة طعام، وكانت قطة «مارغي» بالقرب منهم وفجأة سمع صوتاً غريباً كأنّه بكاء صغير «التامارين»، فقام واحد من هذه القردة بالابتعاد للبحث عن مصدر الصوت وعن ماذا يجري حولهم، وفي غضون دقيقةٍ واحدة بدأت قردة «التامارين» بالابتعاد بسرعة عن مكان تجمعهم، عندها ظهرت قطة «المارغي» هناك.

على الرغم من أن محاولة الصيد هذه لم يكتب لها النجاح. ولكن أفاد باحثون أن تقليد أصوات صغار «التامارين» هي واحدة من تقنيات الصيد عند «المارغي»، فهي بذلك تجذب الفريسة لموقعٍ مناسبٍ أكثر لوضعية الهجوم.

5. المامبا السوداء

تطارد «المامبا السوداء» فريستها لتصيبها بالشلل ثم تنتظرها حتى تموت موتاً بطيئاً ثم تلتهمها بالكامل. قد تكون القسوة والشراسة أفضل ما نصف به «المامبا السوداء» عندما نتكلم عن الافتراس، فإذا أردت أن تغزو اراضي «المامبا» عليك الحذر، فكما قال الممثل (ليام نيسون) في فيلم Taken ينطبق على هذه الكائنات العديمة الرحمة: “سوف تبحث عنك، وستجدك، وستقتلك”.

على الرغم من أن نظامها الغذائي يشتمل بشكل أساسي على الثدييات والطيور الصغيرة، فقد وردت تقارير عن مصادفة المامبا السوداء مع جثث ببغاءٍ أو كوبرا كاملة في معدتها. يتميز فكّاها بالمرونة الكافية التي تمكنها من خلعهما للحصول على فريسة أكبر حجماً تعادل أربعة أضعاف حجم رأسها.

كتب (أدام جـ. كلاين) في كتابه «المامبا السوداء»، أن هذه الحيوانات تعض فريستها، ثم تحقنها بالسم، ثم تتركها، وتكرر هذه العملية عدة مرات حتى تصاب الفريسة بالشلل الكامل -على الرغم من أن الفريسة لا تحتاج الى كثير من الوقت قبل الموت إذا ما عضتها مامبا سوداء- وعندما تموت هذه الفريسة تقوم المامبا بابتلاعها بالكامل.

6. خنفساء الإيبوميس

تمتص يرقة «خنفساء الإيبوميس» السائل الموجود في أجسام البرمائيات، وتفرز بعض الإنزيمات التي تقوم بتذويب لحمها، ثم تبدأ بمضغها حتى تصبح كومة من العظام.

تعتبر خنفساء «سيركوم سكريبتوس» و«خنفساء ديجيني» اثنين من أنواع الخنافس التي تعيش في الشرق الأوسط، وتتغذى على الضفادع والسمادل وبعض البرمائيات الأخرى، فهي قادرة على الاصطياد حتى وهي في طور اليرقة، وتعتبر مهددة لحياة بعض البرمائيات عندما يكتمل نموها.

وثّق الباحثان (جيل ويزني) و(أفيتال جاسث) طريقة يرقة «خنفساء الإيبوميس» بالاصطياد، إذ تقوم بإغواء الضفادع والتظاهر بأنها فريسةٌ سهلة، حيث أن هذه البرمائيات تتغذى على الحشرات الصغيرة، واليرقات. وعندما ينقض الضفدع البرمائي عليها بلسانه اللزج، تقوم هذه اليرقة بالتشبث به والبدء بامتصاص السوائل من جسده، ثم تفرز أنزيمات لإذابة لحمه، وبعدها يبدأ عمل الفك السفلي لليرقة ويستمر بالمضغ إلى أن تصل إلى العظام. وعندما يكتمل نموها تقفز على ظهر فريستها وتصيبها بالشلل بعد أن تقوم بلدغها حيث تحتفظ بها كوليمةٍ تستهلكها في أوقات الجوع.

7. الشمبانزي

تقوم «الشمبانزي العاشبة» وفصائلها القريبة إلى البشر في المقام الأول، بقتل وأكل بعضها البعض أثناء النزاعات للسيطرة على الأراضي.

دائماً ما تعتبر قردة «الشمبانزي» من القردة العدوانية، غير أن حقيقة أكل بعضها البعض تبدو غير منطقية، فالكثير لا يعرف أنها قردة أكلة للحوم، وفور دخولها في ثورة قتلٍ ونزاع تكون من أخطر وأشد الكائنات قسوةً وشراسة، وفي بعض الحالات تقتل «الشمبانزي» بعضها البعض من أجل السلطة والهيمنة.

تتحدى قردة «الشمبانزي» سكان الأراضي التي هاجروا إليها حديثاً ويعلنون الحرب عليهم، وذلك لإظهار قوتهم وسلطتهم. أفاد علماء الأنثروبولوجيا والباحثون في علم الحيوانات في كثير من التقارير أنّه، على الرغم من أن الهدف الأساسي من قسوة «الشمبانزي» هي الحصول على أراضي وموارد وأتباع أكثر، إلّا أنّها كثيراً ما تستمتع بقتل فرد من أبناء جنسها وأكله قطعةً قطعة.

تعتبر هذه الممارسة الشرسة والوحشية نادرة حتى بالنسبة لأكثر الحيوانات ضراوة، والاحتفال بقتل أحد أفراد جنسها وتمزيقه إلى أشلاء يعتبر أمرا يتجاوز حدود القسوة والشراسة، حتّى أن هذه الشمبانزي لا ترحم صغار القردة الّتي تمر بين المتقاتلين عن طريق الخطأ.

8. عنكبوت سيدني القمعية

تعد «عنكبوت سيدني القمعية»، أو كما تعرف علميا باسم «أتراكس روبستوس»، أكثر العناكب سميّة في العالم، على الرغم من أنها صغيرة ولا تبدو خطيرة كالرتيلاء أو الأرملة السوداء، إلا أنها تعتبر الأكثر فتكاً. توجد هذه العنكبوت في «استراليا»، وبلا شك هي من أكثر الحشرات قساوةً وشراسة.

تستخدم «العنكبوت القمعية» عنصر المفاجأة عند الاصطياد. حيث تنصب كمينا مفاجئا للفريسة، وبغضون ثواني تقوم بحقنها بسم قوي جداً، مما يجعلها ضعيفة وغير قادرة على الدفاع عن نفسها، وبعدها تقوم بسحب جسد الفريسة والتهامها في جحرها. تعتبر الضفادع والسحالي الصغيرة وبعض الحشرات الأخرى من بين فرائس «العنكبوت القمعية«.

يمكن لهذه العناكب الشرسة الصغيرة أن تقتل انساناً، فلا يحتاج سمها القاتل إلّا إلى عضّة واحدة ليصاب الإنسان بحالة خمولٍ وكسل، وفي حال لم يحصل المصاب على الترياق المضاد له فإن العاقبة المحتملة هي الموت.

9. الكلاب البرية الافريقية

تعد «الكلاب البرية الافريقية» بشراسة الضباع في الأراضي العشبية الواسعة. عندما يتعلق الأمر بالحياة البرية الأفريقية، فمن الحكمة أن تبقى بعيداً عنها، فإن احتمالات المرور بها مميتة. هذا هو الحال مع «الكلاب البرية الافريقية»، فهي سريعة جداً ويمكنها الركض بسرعة خمس وخمسين كيلومتراً في الساعة.

تطارد هذه الكلاب فرائسها في جميع مناطق «السافانا» الشمالية والجنوبية في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وتعتبر ملاك الموت ذو الأربعة أرجل في تلك المنطقة. وبسبب حالة جوعها الشديد يمكنها إنهاء جثة فريسة كاملة في وجبة واحدة.

تفضل هذه الحيوانات الأراضي العشبية المفتوحة والتضاريس الأخرى التي لا تشكل عقباتٍ أمام الجري، نظراً لأن السرعة هي عنصر قوتها. عند تجوالها بشكل جماعات لا تحتاج إلّا إلى رائحة فريسة وبعدها ستمزق جسدها وتعضها عضاتٍ صغيرة مهما كانت ما سيسبب لها موتاً بطيئا مؤلماً.

10. الصدفة المخروطية

يمكن أن يؤدي سم أنواع كثيرة من الصدف المخروطية في قتل إنسان بغضون دقائق معدودة. تعد هذه الأصداف الجميلة المنظر من أخطر وأكثر كائنات البحر سمية. تشتهر هذه الأصناف بطبيعتها المفترسة، حيث تستخدم حربة سامة لاصطياد الحيوانات البحرية. ويعد سمها فتاكاً ومميتاً حيث أن صدفة مخروطية كبيرة يمكنها أن تقتل انساناً. وبوجود مجسٍّ أفضل تطوراً يمكن للأنواع البحرية منها أن تصطاد فرائسها بفاعليةٍ أكبر وتقتلها بلا رحمة.

لا تحتاج هذه الأصداف للنظر بل تكفيها بعض الاهتزازات الطفيفة من قبل الفريسة لترسل مجسات حقن السم باتجاهها وتبدأ اللعبة. يتشكل سم الصدفة المخروطية من آلاف المكونات المختلفة فهو شديد السمية، حيث أن الموت المحتم هو مصير أي كائن بحري بمجرد أن يتعرض له، إذ يشلّ حركة الضّحية بشكلٍ فعّال ويقتله دون ألم في غضون دقائق أو حتى ثواني.

مقالات إعلانية