عندما تقرأ العنوان ”عازف البيانو“ ستتخيَّل فوراً مشاهد جَميلة وراقية، سترى إنساناً يعزفُ على هذه الآلة المليئة بالإحساس والأمَان.. ستتذكرُ بلا شك موسيقى شوبان أو بيتهوفن ستغمضُ عينيك وتحرِّكُ رأسك وأناملك بهدوء وتعيشُ بذاك الزمن الجميل.
في بداية هذا الفيلم نرى سبيلمان—عازف البيانو—وهو يعزفُ شوبان على محطة إذاعة وارسو عندما تسقط أول القنابل الألمانيّة على المحطة، سيستمر بالعزفِ متجاهلاً ومتحدياً بموسيقاهُ ذلك الاعتداء والعنف! سنرى ارتباطهُ وثقته بفنِّه ومدى اعتزازه بنفسه، كيف لا وهو الذي ينشرُ الحبَّ ويغذي مشاعر النَّاس؟ سنفرحُ لهذا الموقف ولكن سرعان ما نتخيلُ كمية الألم والقهر والإذلال الذي سيمر به هذا الفنّان مع عائلته!
لا تنتظر أبداً التشويق خلال الفيلم أو السعادة في نهايته، هذا الفيلم—المأخوذ مِن قصة حقيقيّة—هو أحداث مؤلمة ممتابعة، هرب، جوع، ضياع وتشتت.. وفقدانٌ سيلغي أي إحساس بالسعادة أو النصر أبداً.
الجَميل بالفيلم حقاً هو تساند المجتمع بكامله ضد النازيّة، فالجميع—اليهود وغير اليهود—حياتهم ستنقلب وسيحاولون التأقلم مع الوضع الجديد، قصته مختلفة عن باقي القصص التي تتكلم عن الموضوع نفسه.
في هذا الفيلم، سبيلمان لن يكون مقاتلاً ولا بطلاً.. سيكون إنساناً متألماً ما نجّاه سوى مساعدة غير اليهود له، ومساعدة أحد غير متوقع أبداً—ستعرفونه في الفيلم.
فيلم إنتاج 2002 سيرة ذاتيّة ودراما وحرب، من بطولة العبقري ”إدريان برودي“ والذي نال جائزة الأوسكار على دوره العظيم بهذا الفيلم، الفيلم يحكي قصة حياة عازف البيانو البولندي ”فالديك سبيلمان“ في فترة الحرب العالمية الثانية عندما يجتاحُ الجيش الألماني بولندا ويحتلها، ويعاني سبيلمان معاناة عظيمة مع أسرته بسبب انتمائهم للديانة اليهودية، ونرى تعمد الألمان التنكيل باليهود ومطاردتهم والتضييق عليهم وإلباسهم علامة معيّنة يُهانهون بها. وبالطبع سيتم تعذيبهم وقتلهم من دون سبب إلا أنهم يهود!؛ كما نرى فيه المقاومة البولندية للاحتلال الألماني ثم نهايةً تحرير الدولة على يد الجيش الروسي.
الفيلم نال جوائز عالمية كثيرة وتقييمهُ 8.5/10 على الـIMDb.
One Comment