in

إستهلاك الكحول بصورة معتدلة يقيك من الإصابة بداء السكري

الكحول
صورة: Rostislav Sedlacek/Shutterstock

أفضت دراسة حديثة تم إجراؤها على 70000 دانماركيا إلى أن أولئك الذين يتسهلكون كميات صغيرة إلى متوسطة من الكحول بصورة منتظمة، كان خطر إصابتهم بداء السكري أقل من أولئك الذين لا يستهلكونه على الاطلاق.

للتوضيح فقط، لا يمكن إستعمال هذه الدراسة للتشجيع على الشرب كطريقة صحية للعيش، إلا أنها قامت بتوفير دلائل مقنعة في أن الأشخاص الذين يستهلكونه بصورة معتدلة قلت إحتمالات إصابتهم ببعض الأمراض القلبية وداء السكري من النمط الثاني، ولقد أراد الباحثون من هذه التجربة أن يعرفوا القدر اللازم من الكحول المستهلك حتى تقل إحتمالات الإصابة بداء السكري، بالاضافة إلى تحديد ما إذا كان نوع الكحول المستهلك أم الكمية هو ما يهم فعلا.

باستعمال بيانات إستبيان قام به ”الفحص الصحي الدانماركي“، قام العلماء بإلقاء نظرة على عادات الشرب لدى 28704 رجلا و41847 امرأة، كما قاموا بتعقب حالاتهم الصحية لمعرفة إذا ما تطور لديهم داء السكري في غضون 5 سنوات بعد ذلك.

كما قام الباحثون باستبعاد كل من كان مصابا مسبقا بداء السكري، والنساء الحوامل، وكل من لم يوفر معلومات كافية ودقيقة حول استهلاكه للكحول.

بينت نتائج التجربة أن المشاركين الذين كانوا أقل إحتمالا في الإصابة بداء السكري إستهلكوا الكحول بمعدل 3 إلى 4 مرات أسبوعيا، وأن الرجال الذين استهلكوا 14 مشروبا في الأسبوع كانت نسبة الخطر لديهم هي الأخفض على الاطلاق، كما يوضحه المنحنى البياني إلى اليمين.

وبالنسبة للنساء، فقد كانت اللواتي تناولن 9 مشروبات في الأسبوع الأقل خطرا في الإصابة بداء السكري، كما يوضحه المنحنى إلى اليسار.

استهلاط الكحول ومرض السكري

وكما توضحه هذه المنحنيات البيانية، كان المشاركون في هذه الدراسة ممن لم يستهلكوا الكحول على الإطلاق أكثر عرضة للإصابة بداء السكري، والمشاركون الذين كان استهلاكهم بصورة معتدلة كانوا أقل عرضة للإصابة بهذا المرض، أما المشاركون الذين كان استهلاكهم مفرطا (40 مشروبا في الاسبوع للرجال، و28 للنساء) كان خطر إصابتهم بهذا المرض مرتفعا، إلا أنه يبقى أقل نسبيا مقارنة بالذين لا يشربون إطلاقا.

كما ارتبط أقل احتمال في الإصابة بالسكري بالشرب بكميات قليلة موزعة على أيام الأسبوع، ويعد ذلك أفضل من تناول الكمية كاملة في يوم واحد أو خلال يومين.

كما أن نوع الكحول المستهلك مهم أيضا، حيث كان كل من الرجال والنساء الذين يفضلون تناول النبيذ أقل عرضة، كما كان للجعة نفس آثار النبيذ لدى الرجال.

وعلى الرغم من أن المشروبات الروحية لم يكن لها أي أثر خطر على الرجال، إلا أنها زادت من احتمال الخطر لدى النساء اللواتي استهلكنها بمعدل مرتين أسبوعيا.

وعلى الرغم من أن هذه التجربة لم تتح للعلماء معرفة ما إذا كان استهلاك الكحول يقلل من خطر الإصابة بداء السكري من النمط الأول أم من النمط الثاني، إلا أنها تتناسب أكثر مع النمط الثاني، ذلك أنه يحدث نتيجة عوامل ذات علاقة بنمط حياة الشخص، كما أنه يتمثل في امتناع الجسم عن إنتاج القدر الكافي من الأنسولين، بينما يتميز النمط الأول بالغياب التام للأنسولين في الجسم.

ما الذي يحدث هنا إذن؟

إستهلاك الكحول
صورة: Shutterstock

على قدر الإغراء الذي تحدثه عبارة ”أن تناول الكحول يقلل من خطر الإصابة بالسكري“؛ إلا أننا لا يمكننا الجزم في الأمر نهائيا بعد، حيث أن كل ما نعرفه هو أن الأشخاص –الدنماركيين الذين استهلكوا الكحول بصورة معتدلة كان خطر الإصابة لديهم أقلا، وقد يكون السبب وراء ذلك في كون الأشخاص الذين يشربون بصورة منتظمة يميلون إلى كونهم أصحاء مسبقا في الغالب.

وعلى الرغم من أن الباحثين قد قاموا بحساب جميع العوامل من مؤشر الكتلة الجسمية، والنشاط الجسدي، والتدخين، والتاريخ الصحي العائلي، إلا أنه من المحتمل دائما أن تشوب هذه النتائج شوائب من أي نوع.

كما أن هناك فرضية تفيد بأن الاستهلاك المعتدل للكحول مفيد لبعض الجوانب من الصحة ذلك أنه يخفض ضغط الدم ويقوم بتوسيع الشرايين والأوردة الدموية، إلا أنه لم يتم التأكد ما إذا كان لذلك دور في هذه الدراسة أم لا.

كما أنه هناك العدبد من العوامل الأخرى التي من شأنها تعقيد هذا البحث، منها كون الناس يميلون إلى الكذب بشأن عادات الشرب لديهم وكمية الكحول التي يستهلكونها، بالإضافة إلى أن هذه الدراسة تناولت أشخاصا دنماركيين فقط، أي أن النتائج يمكن أن تختلف إذا ما أجريت على غير الإسكندنافيين (خاصة الأجناس غير-البيض الذين يرتفع احتمال اصابتهم بالسكري).

وبالتالي فإن كل ما نعرفه، هو أن الإستهلاك المفرط للكحول مضر بالصحة، حيث أظهر تقرير حديث العلاقة بين ارتفاع خطر الإصابة بسرطان الثدي وتناول كأس أو اثنين من النبيذ بمعدل يومي.

في الأخير يجدر الذكر أن الباحثين خلف هذه الدراسة لا يلمحون بأي شكل من الأشكال أن تناول الكحول مفيد للصحة، إلا أنه بالنسبة لداء السكري، فإن الإستهلاك المعتدل للكحول لا يشكل أي خطر على صحتك.

**تحديث مهم (26 أغسطس 2018): اقترحت دراسة جديدة أنه لا يوجد شيء يُدعى بالمستوى الآمن لشرب الكحولّيات أو الخمور بأنوعها. وبالرغم من أنه تم إثبات أن المعدل المتوسط للشرب مفيد للقلب وأشياء اخرى سابقًا، إلا أن هذا قد لا يكون كافيا مقارنة بمضار الكحول الفعلية.

اقترحت دراسة جديدة أنه لا يوجد شيء يُدعى بالمستوى الآمن لشرب الكحولّيات أو الخمور بأنوعها. وبالرغم من أنه تم إثبات أن المعدل المتوسط للشرب مفيد للقلب وأشياء اخرى سابقًا، إلا أن هذا قد لا يكون كافيا مقارنة بمضار الكحول الفعلية.
اقترحت دراسة جديدة أنه لا يوجد شيء يُدعى بالمستوى الآمن لشرب الكحولّيات أو الخمور بأنوعها. وبالرغم من أنه تم إثبات أن المعدل المتوسط للشرب مفيد للقلب وأشياء اخرى سابقًا، إلا أن هذا قد لا يكون كافيا مقارنة بمضار الكحول الفعلية.

مقالات إعلانية