in

ما هو إدمان الجنس، وهل هو فعلاً إدمان؟

صورة للفنان Paul Blow
صورة للفنان Paul Blow

جميعنا يعلم أن للإدمان أشكال عدة كإدمان المخدرات أو إدمان القهوة أو إدمان الكحول، وعندما نسمع عن إدمان الجنس فغالباً ما يخطر ببالنا أن المدمن على الجنس هو شخص تواق للجنس والأمور الجنسية الأخرى، وهمه الأول والأخير هو مع كم شخص سينام اليوم، لكن هل هذه هي فعلاً حقيقة إدمان الجنس؟!

في الحقيقة لا، فهذا الاعتقاد الشائع ليس دقيق تماماً وفيه نوع من الخطأ، حيث أن المدمنين الجنسيين ليسوا ببساطة أولئك المهووسون بالمتعة والنشوة الجنسية، فهم يعانون من مشاكل كامنة كالقلق والتوتر والاكتئاب والإحساس بالعار، تلك الأمور هي التي تدفعهم للقيام بهذا السلوك الجنسي الخطير نوعاً ما.

ما هو الإدمان الجنسي؟

لن يكون الإدمان الجنسي موجودا في النسخة الخامسة من الدليل التشخيصي والإحصائي الخامس DSM-5، الذي يستخدم لتشخيص الاضطرابات النفسية، لكن هذا لا يعني أن هذا الإدمان ليس مشكلة حقيقية.

يقول روري ريد (عالم نفس وباحث في معهد سيمل لعلم الأعصاب والسلوك البشري في جامعة كاليفورنيا): ”الناس يبحثون عن المساعدة، ولا يجب أن يكون هناك شرط تشخيصي لتقديم المساعدة لهم، نحن نريد مساعدة جميع الذين يعانون.“

حيث يفضل ريد والعديد من الخبراء الآخرين مصطلح ”اضطراب فرط الحركة الجنسية“، بدلا من ”إدمان الجنس“، حيث أن المصطلحين لهما نفس المعنى (الأشخاص الذين يقدمون على الانخراط بتصرفات جنسية تضر بهم وبأسرهم)، على سبيل المثال، ذكر ريد الرجال الذين ينفقون الكثير من أموالهم على الشركاء الجنسيين، وموظفو المكاتب الذين لا يكفوا عن مشاهدة الأفلام الإباحية على حواسيب العمل بالرغم من التحذيرات بفصلهم إذا تم كشفهم، وقال ريد أن لا أحد يفعل تلك الأمور إلا الذي يعاني من مشكلة ما!

An illustration for MAG by Designcollector.
Illustration for MAG by Designcollector

وهذه المشكلة تعرضهم للخطر في الكثير من النواحي حيث تشكل تهديداً على حياتهم الاجتماعية والعاطفية وفي مجال العمل، ومجال الصحة حيث تزيد من احتمالية الإصابة بالإيدز والأمراض الجنسية الأخرى. وعلى الرغم من كل تلك المخاطر، إلا أنهم يعودوا لنفس تصرفاتهم كمشاهدة الإباحية في العمل، التحرش الجنسي بالزملاء، الكثير من الاستمناء في الأماكن العامة وغيرها من ردود الفعل الأخرى.

يقول O’Neill (مستشار إدمان معتمد في عيادة منينجر في هيوستن): ”أرى فيهم العجز عن التوقف عما يفعلونه، دماغهم دوماً يعود للتفكير بتلك الأشياء، ذلك غالباً يؤدي للشعور بالوحدة والعزلة والألم“.

إدمان أم لا؟!

لا يوجد تقديرات موثوقة لعدد الأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب، لكن الدراسات ترجح أن عدد الرجال الذين يعانون منه أكثر من عدد النساء، الأسباب غير معروفة أيضاً أو حتى مدى تشابه مع باقي أنواع الإدمان، ولهذا معظم الباحثين يفضلون الآن استخدام مصطلح ”اضطراب فرط الحركة الجنسية“.

علاج اضطراب فرط الحركة الجنسية:

لا يوجد هناك الكثير من الأبحاث حول ماهية العلاج الأفضل لهذا الاضطراب، لكن البروفيسور ريد يشجع مرضاه على تحدي الأفكار التي تؤدي إلى سلوكهم هذا، ويقول: ”إذا قال المريض أن لديه شغف بشيء ما ولا يستطيع السيطرة عليه، فأنا أواجه الـ”لا أستطيع“ وأقول له: ماذا سيحدث إن لم ترضي شغفك؟! هل سوف يسقط قضيبك؟ لا!“، حيث أنه يحاول أن يجعل المريض يرى الأمور بواقعية أكثر.

الاستشارات الفردية ومجموعات الدعم ووضع خطط لحل المشاكل هي مفتاح رئيسي للعلاج. في بعض الحالات، يمكن استخدام الأدوية المستخدمة لعلاج اضطراب الوسواس القهري أو اضطرابات التحكم بالنبض للحد من الطبيعة الإجبارية (القهرية) لإدمان الجنس.

مقالات إعلانية