علا شمسين
لا بأس عليك، كلنا سوف نموت، فهذه هي الحقيقة المرّة التي لا نسمح لأنفسنا بالتفكير فيها، لأن الموت لن يكون جميلاً حين يحين موعده، فهو الحدث الذي تتعرض فيه أنظمتك البيولوجية لفشل كارثي تعجز عن تصحيحه والتراجع عنه، فيعاد تدويرك، كما يحدث لقارورة بلاستيكية أو لعلبة مشروب غازي أو لأوراق الشجر بحلول الخريف، لكن؛ مع حشرات أكثر وروائح تبرّر تماماً إخفاء ما ظلّ منك تحت التراب، أو حتى إحراقه تماماً.
لكن هناك المزيد، ليس لأولئك الذين تجاوزوا هذه الحافة التي لم يرجع عنها أحد قطّ، إليك ١٨ نقطة ما دمت حياً وقادراً على قراءتها، ونحذّرك بأن الكل سيمر بهذا كما كثيرون قبلك، منهم من قد يعنون لك الكثير، احرص على أن يعرفوا تماماً كم تحبهم قبل فوات الأوان وربما شاركهم بمعرفتهم فيها.
1. خلال ثلاثة أيام من الوفاة، تقوم الأنزيمات التي كانت تهضم طعامك بهضم جسدك:
أثناء عملية الهضم، تقوم المعدة بإفراز الأنزيمات والأحماض التي تحول جزيئات الطعام الكبيرة إلى جزيئات صغيرة قابلة للامتصاص من قبل الجسم كغذاء، كما تقوم خلايا الأمعاء البطانية بإفراز ليترين من حمض كلور الماء HCl، ولتحمي الأمعاء نفسها من هذا الحمض المُخرّش الذي يسبب التآكل تقوم بإفراز طبقة ثخينة من المخاط. وبالتالي عند الموت يتوقف إفراز المخاط الواقي وتبدأ الأحماض والأنزيمات بهضم الأنسجة المعوية. —المصدر
2. تعود عملية دفن الموتى إلى ثلاثمائة ألف سنة:
كان دفن الموتى جزءاً من عقيدة ديانات العصر الحجري القديم وتحديداً الأوسط. ومع ذلك فإن أقرب السجلات الموثقة والمؤكدة للدفن يعود تاريخها إلى مئة ألف سنة، حيث تم العثور عليها في كهف سخول في اسرائيل (مدينة حيفا الفلسطينية). وكانت بقايا الهيكل العظمي ملطخة ومصبوغة بأكسيد الرصاص أحمر اللون. ومدفونة جنباً إلى جنب مع أشياء أخرى كعظم الفك السفلي لخنزير بري بين ذراعي المتوفى. —المصدر
3. توفي حوالي مئة مليار إنسان في تاريخ البشرية:
يبلغ عدد سكان العالم الحاليين 7.4 مليار نسمة، والعدد في تزايد مستمر. ووفقاً لتقديرات المكتب المرجعي للسكان؛ هناك أكثر من 107 مليار شخص عاشوا على هذا الكوكب. هذا يعني أن مقابل كل شخص واحد يعيش هناك حوالي خمسة عشر شخصاً ميتاً. ومع أن التعداد السكاني سابقاً كان أقل من الآن، هنالك انخفاض ملحوظ بعدد الولادات في القرن العشرين. مع ذلك، هناك زيادة غير مسبوقة في متوسط العمر المتوقع في القرن العشرين. —المصدر
4. تحوي قمة إيفرست حوالي 200 جثة، وتعد الآن بمثابة نقاط استدلال للطريق نحو القمة:
تسلق قمة إيفرست هو عمل محثوث بالمخاطر بشكل لا يصدق. أحياناً ليس فقط الجو البارد والمستويات المنخفضة من الأوكسجين وحدها التي تشكل خطراً، حيث يمكن للعديد من الحوادث والكوارث الطبيعية أن تحدث كالانهيارات الثلجية. لذلك فإن الطريق نحو قمة جبل إيفرست مليء بجثث العديد من المتسلقين غير المحظوظين، حوالي 200 منهم تقريباً.
ووفقاً لمتسلق الجبال Alan Arnette؛ الذي نجح بالوصول لقمة إيفرست، أن سبب ترك الجثث وعدم إنزالها أو إعادتها لأهلها هو التكلفة الجد كبيرة لنقلها، والتي تقدر بحوالي 30000$، ما يعني أن معظم الجثث يتم تركها هناك. —المصدر
5. قبل أن يموت الإنسان بانخفاض درجة الحرارة فإنه يعاني من ارتفاع مفاجئ في الحرارة يدفع لخلع ملابسه. تعرف هذه الحالة بـ”التعرّي المتناقض“:
يوجد تفسيران محتملان لهذه الظاهرة: الأول؛ أن الوطاء المسؤول عن تنظيم حرارة الجسم يفشل بعمله بسبب شدة البرد. والثاني؛ أن العضلات المسؤولة عن إبقاء الأوعية الدموية المحيطية في حالة انقباض تصاب بالإنهاك وتسترخي، مما يؤدي لعودة كل الدم الدافئ المسحوب من الأطراف بشكل مفاجئ إليها. فيشعر المريض بحرارة مرتفعة جداُ مما يجعله يخلع ثيابه، وبالتالي خسارة المزيد من الحرارة دون أن يشعر وزيادة الوضع سوءاً مما قد يسبب الوفاة أحياناً. ويقال بأن 25-50% من الوفيات بانخفاض درجة الحرارة تعود لظاهرة ”التعري المتناقض“. —المصدر
6. لا يزال الصلب عقوبة إعدام قانونية يمارس في السودان والمملكة العربية السعودية:
استناداً إلى تفسير الحكومة لأحكام الشريعة الإسلامية، فإن قانون العقوبات السوداني يدعو إلى تنفيذ الحكم ومن ثم الصلب. خلال العقد الأول من القرن العشرين أعدم عدة أشخاص بالصلب في المملكة العربية السعودية، على الرغم من أن بعضهم تم قطع رأسه أولاً. بالإضافة إلى ”علي محمد باتر النمر“ الشاب ذو 17 عاماً الذي اعتقل عام 2012 أثناء الربيع العربي، وحكم عليه بقطع رأسه علناً وصلبه في أيار 2014.
وفي إيران، لا يزال من الناحية النظرية شكلاً من أشكال العقاب. حيث يربط السجين بإطار يشبه الصليب ويعلق على اتجاه مكة ثلاثة أيام، ويسمح للسجين بالعيش إذا مازال حياً بعد ذلك. —المصدر
7. الغرق في المياه المالحة يختلف عن الغرق في المياه العذبة فهو يستغرق وقتاً أطول، والمياه المالحة توجه بلازما الدم من مجرى الدم إلى الرئتين. أي بعبارة أخرى أنك ستغرق في سوائل جسمك:
بغض النظر عن حقيقة امتلاء الرئتين بالماء عند الغرق مما يجعل التنفس أمرا مستحيلاً، فإن ما يفعله الماء لجسمنا هو أكثر بكثير. حيث أن المياه العذبة منخفضة الضغط؛ أي لديها ضغطا تناضحيا منخفضا مقارنةً مع سوائل الجسم لدينا، تسبب امتصاص خلايا الدم للماء عبر أغشيتها (انتقال السائل من الضغط المنخفض إلى المرتفع) وبالتالي تضخم الخلايا وانفجارها.
في حين أن المياه المالحة مرتفعة الضغط، أي أن ضغطها التناضحي أعلى من ضغط سوائل الجسم، فيتم امتصاص البلازما (منخفضة الضغط مقارنة بالماء المالح) داخل الخلايا مما يجعل الأسناخ الرئوية في الرئتين مملوءة بالسائل ومن المستحيل إجراء تبادل الغاز.. أي أنك تغرق في السوائل الخاصة بك. —المصدر
8. تجاوزت عملية إبادة الأجناس (قتل المواطنين من قبل حكوماتهم) الحرب، باعتبارها السبب الرئيسي للوفاة غير الطبيعية في القرن العشرين:
أعيد تعريفها من قبل العالم السياسي R.J. Rummel على أنها تضم أيضاً الإبادة الجماعية على أساس عرقي أو ديني والإبادة السياسية والقتل الجماعي. ويمكن أن تشمل أيضاً الإهمال المتعمد أو تجاهل حق الحياة مثل التجويع القسري، ووفيات المدنيين المسلحين في أعمال الشغب والمدنيين غير المقاتلين خلال العمليات العسكرية.
وجد رومل أن عدد ضحايا هذه الإبادات في الدول الديمقراطية الليبرالية أقل من ذلك في الأنظمة الاستبدادية، ويعتقد أن القتل الجماعي ينمو مع زيادة قوة السلطة السياسية. —المصدر
9. هذه ليست مدينة! إنها مقبرة في العراق، تبلغ مساحتها تقريباً 1500 فدان. دفن فيها حوالي 5 ملايين جثة:
مقبرة وادي السلام، أكبر مقبرة في العالم، تقع في نجف في العراق. وقد مضى أكثر من 1400 سنة منذ بدء الدفن فيها.
المقبرة مهمة للاعتقاد الشيعي بأن أرواح جميع المؤمنين الرجال والنساء ستنتقل إلى هناك بغض النظر عن مكان دفنهم. وقد أدى العنف في حرب العراق عام 2003 إلى توسع كبير في المقبرة بنسبة 40%. وحدث نمو آخر في حجمها عام 2004 خلال الاشتباكات مع القوات الأمريكية، ثم مرة أخرى في 2006-2007 خلال الحروب بين الشيعة والسنة. —المصدر
10. في جزيرة تانا توراجا الإندونيسية، إذا مات الطفل قبل ظهور أسنانه؛ تحفر الأسرة حفرة في شجرة وتضع الطفل فيها، فتنمو الشجرة حوله وتمتصه:
إن الموت والدفن في جزيرة تانا توراجا محكومان بمجموعة معقدة من العادات الراسخة. حيث تعد الجنازات أحداث كبيرة جداً ويمكن أن تستمر لمدة تصل إلى أسبوع. كما يقوم السكان المحليون بدعوة الزوار الغرباء لحضور جنازاتهم العائلية.
أما الأطفال الذين يموتون قبل بزوغ أسنانهم يحصلون على المزيد من الروحانية، فيخرجون ويدفنون داخل شجرة حيث ”يمكن للرياح أن تحمل معها أرواحهم“. —المصدر
11. قط ”تنبأ“ بوفاة 25 من المرضى المقيمين في دار تمريض في الولايات المتحدة. حيث يظهر القط مودة مفاجئة للأشخاص الذين على وشك الموت:
اسمه أوسكار، قط في مركز ستيرهاوس للتمريض والتأهيل في رودأيلاند. لديه عادة الالتفاف بمودة حول المرضى الذين هم على وشك الموت، على الرغم من أنه كان معروفاً بعدم وده لهم عندما كانوا أصحاء.
لم يتمكن الباحثون من تحديد تفسير دقيق لهذا السلوك، ولكنهم اعتقدوا أن أوسكار يستطيع أن يشم رائحة الموت والإحساس بالأعضاء وهي تفقد وظيفتها وتموت. ومن المعروف أن الحيوانات لديها قدرة قوية على الشعور بالمرض فالكلاب على سبيل المثال معروفة بقدرتها على كشف السرطان والتنبؤ بنوبات الصرع. —المصدر
12. يمكن أن يحدث لجثث الذكور انتصاب ما بعد الوفاة:
يعرف أيضاً باسم شهوة الملاك أو الانتصاب الأخير. ويرى عادةً في جثث الرجال الذين أعدموا وخاصةً شنقا أو بسبب موتٍ عنيفٍ. ويقال أن الضغط الناجم عن الخناق (حبل المشنقة) على المخيخ أثناء الشنق يسبب الانتصاب. ويشاهد أيضاً عند الرجال الذين يعانون من الانتصاب دون أي تحفيز بدني أو نفسي بسبب إصابة في النخاع الشوكي أو المخيخ.
وبصرف النظر عن الانتصاب، يمكن أن تسبب الوفيات العنيفة أيضاً تصريف للبول والمخاط أو سائل البروستات. أما عند النساء يمكن ان تسبب هذه الوفيات ضخامة في المهبل والبظر ونزيف مهبلي في بعض الأحيان. —المصدر
- إقرأ أيضا: أشياء مرعبة قد تحصل لك بعد موتك
13. كان هناك قاتل متسلسل في تايلاند يخشاه الجميع، لدرجة أنهم أعدموه علناً ووضعوا جثته في صندوق شفاف حتى يتمكن الجميع من رؤية أنه قد مات فعلاً:
اسمه Uey Sae Ung الذي يشار إليه أيضاً باسم Si Quey أو Si-Oui. كان مهاجراً صينياً انتقل إلى تايلاند عام 1944، ومن المعروف أنه كان قاتلاً متسلسلاً سيء السمعة، خنق ثم أكل قلوب وأكباد أكثر من ستة أطفالٍ صغارٍ. كان يعتقد أن ذلك من شأنه أن يجعل منه أقوى وأكثر صحة، أو حتى خالداً.
في الخمسينيات، تم القبض عليه وشنقه. وبعد تشريح الجثة تم ملء وتغطية جسده بشمع البارافين للحفاظ عليه. ويعرض الآن في متحف Songkran Niyomsane للطب الشرعي. —المصدر
14. معظم الأشخاص الذين أوشكوا على الموت يصفون رؤية ضوءٍ أبيض ساطع ونفق يؤدي للحياة الآخرة:
قام Kenneth Ring؛ بروفيسور في علم النفس في جامعة Connecticut، بترميز تجربة الاقتراب من الموت بـNDE، والتي تمر بخمس مراحل: السلام، انفصال الجسم، دخول الظلام، رؤية الضوء، دخول الضوء. ووفقاً لـRing فإن 60% من المرضى شهدوا المرحلة الأولى، و10% فقط شهدوا المرحلة الأخيرة.
كانت هناك عدة محاولات للبحث وتفسيرات مقترحة لتجارب الاقتراب من الموت NDE. في 2010، افترض باحثون في جامعة Maribor أن غاز CO2 الزائد في مجرى الدم يغير التوازن الكيميائي للدماغ، ويقوده لمرحلة ”رؤية أشياء“. ويوجد تفسير آخر هو أن زيادة السيروتونين في الدماغ يهيئ لحدوث تجارب الاقتراب من الموت.
وأشارت دراسة أخرى إلى أن الدماغ لديه القدرة على الأنشطة العصبية والعصبية الكيميائية وقد يسبب حالات داخلية من الوعي عند الاقتراب من الموت. —المصدر
15. يتم استخدام رموز الاستجابة السريعة أو ما يعرف بـQR Code في المقابر الحديثة! وعند مسح الرمز على قبر ما يمكنك أن تقرأ نعي وترى صور المتوفى:
هذا ما يعرف بالمقابر الذكية، والتي هي الآن حقيقة واقعية تماماً مثل نظام المعلومات الجغرافية (GIS) التي توفر إمكانية الوصول الرقمي إلى المواقع التاريخية والأثرية. توفر رموز الاستجابة السريعة وسيلة لتنظيم وأرشفة المعلومات للآخرين لاستخدامها.
وقد بدأت العديد من المقابر باستخدامها. لاباز، مقبرة يهودية في الأوروغوي لديها رموز QR على كل قبر، لربط الزوار بمعلومات عن قبور محددة. وتوفر شركة Quiring from Seattle التكنولوجيا التي تربط (مقبرة محددة في موقع جغرافي معين بمساحة افتراضية عامة) حيث يمكن للزائرين الوصول إليها عن بعد مما يوفر لهم تجربة مشتركة. —المصدر
16. علامة لازاروس: وهي حركة انعكاسية لدى مرضى موت الدماغ مما يجعلهم يرفعون أيديهم لفترة وجيزة ثم يسقطونها على صدرهم، في وضع مماثل لبعض المومياء المصرية:
ويقال أن هذه العلامة قد تكون مثالاً عن رد الفعل عبر القوس الانعكاسية، وهي المسار العصبي المار عبر العمود الفقري. على الرغم من أن المريض المصاب بفشل في دماغه إلا أن هذا المنعكس مازال ممكناً حدوثه.
يبدأ المنعكس بارتعاش طفيف في الذراعان أو قشعريرة، وبعدها تنعكس اليدان وترفعان فوق عظم الصدر، وغالباً ما تتوضعان أقرب إلى الذقن أو الرقبة إما بشكل متوازٍ أو متصالب.
سمي هذا المنعكس نسبةً إلى القديس Lazarus of Bethany الذي بعث من الموت بقرة المسيح وهو الآن يعتبر من المعايير المستخدمة لتحديد موت الدماغ. —المصدر
17. يوجد في الهند قبيلة تحتفل بالموت باعتباره أحد أسعد الأحداث في حياتهم، ويعتبرون الولادة حزناً كبيراً:
قبيلة ”ساتيا“ هي مجموعة من 24 عائلة منتشرة في أنحاء ولاية راجستان، ويعيشون في ملاجئ مؤقتة على الطرقات ويعتمدون في عيشهم على جثث الماشية من الطرق والدعارة. تعتبر الجنازة والحرق في هذه القبيلة حدثاً احتفالياً، فيرتدون ملابس جديدة، ويشترون الحلويات، والفاكهة والمشروبات الكحولية. ثم تؤخذ الجثة في موكب كبير من مجموعات الرقص ودق الطبول.
تقام وليمة من شرب الخمر والرقص بعد الجنازة حتى تحول الجثة إلى رماد. حيث يعتقدون ”أن القتل يحرر الروح من سجنها الجسدي، في حين أن الولادة تضع الروح في السجن كعقاب من الله على الإثم“. —المصدر
18. أحد أكثر الأمور التي يأسف لها الناس بعد موتهم هي أنهم عملوا بجد كبير طوال حياتهم:
تروي الممرضة Bronnie Ware؛ التي رافقت العديد من المرضى وهم على فراش الموت، أكثر الأمور التي يندم عليها الناس في نهاية حياتهم، وتقول أن الأسف الأكثر شيوعاً بشكل عام كان: ”أتمنى لو كانت لدي الشجاعة لعيش حياة حقيقية لنفسي.“ في حين أن الأسف الأكثر شيوعاً عند كل مريض تقريباً كانت ترعاه هو ”أتمنى لو لم أعمل بجد!“، بالاضافة إلى أسفهم على عدم وجود الشجاعة الكافية للتعبير عن مشاعرهم، وعدم البقاء على اتصال مع أصدقائهم، وعدم السماح لأنفسهم أن يكونوا أكثر سعادة. —المصدر
