in

ما الآثار الناتجة عن ترك الماريجوانا بعد استلاكها مدة طويلة؟

ترك الماريجوانا

أجمع العلماء على الفوائد المتعددة التي تمنحها الماريجوانا لمدخنيها، نذكر منها: تخفيف الآلام والتوتر، ومساعدة الإنسان في السيطرة على الاضطراب الذي يصيبه بعد تعرضه لصدمةٍ معينة.

إلا أن التدخين المزمن للماريجوانا يشمل تداعياتٍ أيضا كانخفاض نسبة الدوبامين في الدماغ—وهو الناقل العصبي الذي يلعب دوراً في الاستجابات العاطفية والسيطرة على الحركة—وهذا التخلخل في نظام الدوبامين هو ما يعيق دماغ المدخنين من اختبار الشعور بالمتعة والابتهاج بشكل طبيعي.

وهذا هو السبب غالباً وراء إقلاع الممثل وودي هارلسون (والذي اشتهر بأدواره في The People vs Larry Flynt وAmerican Beauty وHunger Games) عن تدخين الماريجوانا، لأنه يشعر أنه ”فارغ عاطفياً“ كما يقول.

الممثل وودي هارلسون
الممثل وودي هارلسون

وما يزال العلماء يحاولون أن يكتشفوا إذا ما كانت النتائج السلبية لتدخين الماريجوانا ستبقى بعد الإقلاع عنها. ويعود السبب في حيرة العلماء في هذا الخصوص إلى أن الدراسات على مدخني الماريجوانا طويلي الأمد هي إما غير ثابتة أو غير موجودة. رغم أن هناك عوارض مسجلّة يعاني منها من ينقطع عن تدخين الماريجوانا وتضم التوتر، أحلام اليقظة، سهولة الانزعاج، التوتر الجسدي وفقدان الشهية.

أما المدة التي يعاني منها المرء من هذه العوارض فتختلف بحسب الدراسات، فبعض الدراسات تشير إلى أن هذه العوارض تمتد لعشرة أيام بعد الإقلاع، فيما أوضحت أخرى أنها تبلغ ذروتها في اليوم الثاني حتى اليوم السادس من نهاية الإقلاع وتنتهي بعد ذلك بأسبوعين. أما السبب الحقيقي وراء هذه العوارض فلا يزال غير واضحٍ حتى الآن.

ففي عام 2014 نشرت مجلة PNAS؛ المجلة العلمية الرسمية للأكاديمية الوطنية للعلوم، دراسةً قام بها الباحثون بفحص ومراقبة أدمغة 62 مشتركا لم يدخنوا الماريجوانا من قبل، و أدمغة 48 مدخن لفترة طويلة.

تبين من خلالها أن أدمغة المدخنين المزمنين تحوي كمية أقل من المادة السنجابية (الرمادية) في قشرة المخ الجبهية، مما يعني أن القسم المتعلق باتخاذ القرارات والاستجابات العاطفية كان أصغر حجماً من الطبيعي. لكنهم وجدوا أيضاً دليلاً أن هذه المنطقة من دماغ مدخن الماريجوانا لديها روابط أكثر بالمناطق الأخرى، وقد فسر العلماء هذه الظاهرة بأن الدماغ ربما يسعى للتعويض عّما خسره.

الاختلافات بين الروابط الدماغية بين شخص يدخن الماريجوانا وشخص لا
الاختلافات بين الروابط الدماغية بين شخص يدخن الماريجوانا وشخص لا

بينما يقول العلماء أن الخسارة في المادة الرمادية قد تؤدي إلى خسارة خلايا عصبية، فقد خلصوا أيضاً إلى أن ملاحظاتهم هذه ليست دليلاً كافياً وحاسماً لمعرفة ماذا يحصل للدماغ بعد التدخين المزمن للماريجوانا.

كما وجد باحثون آخرون نقصاً في حجم مناطق أخرى في دماغ المدخن المزمن كاللوزة الدماغية، وهي المنطقة التي تساعد في إدراك وتقييم المشاعر مثل الخوف والعصبية والمتعة، ومنطقة الحُصين (Hippocampus)، والجسم المخطط (Striatum).

إلا أن أبرز ما أعاق الأبحاث على آثار تدخين الماريجوانا هو معدل الانتكاسات المرتفع لمدخنيها. ففي دراسةٍ أُجريت عام 2015 على مجموعة من المشاركين الذين أقلعوا عن التدخين قبل الدراسة؛ تبين أن 71% منهم قد عادوا واستهلكوا الماريجوانا مرةً على الأقل خلال الستة أشهر اللاحقة لإقلاعهم، و71% أيضاً استمروا بالتدخين أربع مرات على الأقل أسبوعياً.

في النهاية نحتاج مزيداً من الأبحاث لمعرفة آثار تدخين الماريجوانا على المدى الطويل، ولكن علينا أن نضمن أنّ المشاركين في تلك الدراسات سيلتزمون بشروط الدراسة أولاً.

مقالات إعلانية