in

دخلك بتعرف الأمور التي يجب عليك اتباعها لحماية منزلك عند نشوب حريق غابات مجاور

اشتعلت النيران في مناطق مختلفة في كل من لبنان وسوريا والأراضي الفلسطينية، مخلفة أضرار ضخمة على نطاق واسع. وبين تفاوت قدرات الدفاع المدني في كل من البلدان الثلاثة على مواجهة تلك الحرائق، سنتطرق في هذا المقال على الأمور التي يجب علينا القيام بها كأفراد لحماية منازلنا، إن كنا نعيش في منطقة قريبة من تلك النيران.

إن حرائق الغابات لا تسير كما يحدث في الأفلام دون توقف مدمرة كل شيء في طريقها، حيث أنها ستهدأ إن لم تجد أشياء قابلة للاحتراق تساهم في استمرارها.

عندما تتجاوز النيران المنطقة الفاصلة بين الغابات والمنطقة الحضرية المجاورة لها تحل المباني مكان الأشجار والحشائش في الغابات. وبالتالي الغاية الحقيقية ليست حماية منزلك وممتلكاتك، بل الحيلولة دون جعلها مصدر يؤجج اشتعال تلك النيران.

فيما يلي بعض الاستراتيجيات التي يمكنك اتباعها لتوجيه جهودك، بدءاً من المنزل نفسه إلى المنطقة المجاورة له.

1. اجعل سقف منزلك مقاوماً للنيران:

تنشر الرياح الجمر والشرار الناتج عن احتراق الغابات بسرعة، وعند هبوطها على سطح منزلك قد تسبب حريقاً يلف المنزل بأكمله خاصة إن كان مصنوعا من الألواح الخشبية، لذا نوعية السقف تشكل عاملاً جوهرياً، فأفضل حماية ممكنة هنا هي سقف مصنوع من مواد غير قابلة للاشتعال كالإسفلت أو المعدن أو ألواح الأردواز أو القرميد.

وإن كنت لا تريد تكبد عناء تجديد سقف منزلك بأكمله، يمكنك معالجة أسقفك الخشبية بمواد مقاومة للحريق (يمكنك الاستعانة بمختص)، أو تركيب نظام رش على الأسطح.

2. احرص على عدم دخول الجمر والشرار إلى داخل المنزل:

تحوي المنازل حتماً مواد قابلة للاشتعال (السجاد والستائر والأثاث)، فإذا كان هناك احتمالية لدخول الجمر والشرار الناتج عن الحرائق المجاورة إلى داخل المنزل، فليس هناك فرصة للقيام بأي شيء.

لذا قم بتغطية كل فتحات التهوية بشباك معدنية (شباك بقلاوة) 3 ملم. تأكد أيضاً من تغطية الأبواب الصغيرة المخصصة للحيوانات الأليفة بشكل جيد، وتفقد الفتحات الموجودة على الأسطح وتأكد بسدها جميعاً.

النوافذ منفذٌ يمكن للنيران أن تقتحم المنزل من خلالها، حتى ولو كانت مغلقة! فالحرارة العالية قد تذيب المناور البلاستيكية وتؤدي لانفجار الزجاج، مما يسمح بعبور الشرار والجمر من خلاله. لذا الحل هنا هو باستخدام الزجاج المقسى لأنه يتحمل درجات حرارة أكثر.

3. علّم مواردك:

حدد مصادر المياه المتاحة لديك (صنابير أو برك أو أحواض سباحة) وتأكد من إمكانية الوصول إليها في جميع الأوقات.

احتفظ بخرطوم طويل يصل إلى جميع أنحاء المنزل بسهولة، ولا تنسى أن تجعل طفايات الحريق وغيرها من الأدوات قريبة من متناول يديك.

4. ابدأ في التفكير في المترين المحيطين بمنزلك:

كل الأشياء التي يمكن أن تحترق في جوار المنزل يمكن أن يكون لها نتائج كارثية حالها حال الأشياء داخل المنزل، فبالنسبة للحريق إن كانت تلك الأشياء مجاورة للمنزل أو تلامسه، فهي جزءٌ من المنزل.

فأكوام الحطب وخزانات الوقود تشكل خطر كارثياً يجب التعامل معه، لذا يجب إبعادها لمسافة لا تقل عن عشرة أمتار عن المنزل. وإن كان هناك أية بقايا من مواد البناء ملقاة في فناء منزلك قم بإبعادها هي أيضاً.

وتأكد من خلو الأسطح والمزاريب والأفنية من أوراق الأشجار وأبر الصنوبر وغيرها من المواد القابلة للاشتعال، ولا تنسى سقاية المروج وقصها باستمرار.

قد تبدو هذه النصائح من البديهيات، لكن غالباً ما ينسى أصحاب المنازل المواد القابلة للاشتعال الأقل وضوحاً. فأي شيء عضوي هو قابل للاشتعال. فالمهاد الذي يغطي التربة هو المتهم الأبرز في مثل هذه الحالات، وكذا الأسمدة العضوية التي تغطي أحواض الزرع المجاورة للمنزل يمكن أن تشعل فتيل النيران من الجمر والشرار المتطاير.

لذا ينصح باستخدام أغطية مهادية غير عضوية كالحصى أو الصخور المسحوقة في الأحواض المجاورة للمنزل.

وتعتبر النباتات الزيتية والراتنجات خطرة بشكل خاص. وبشكل عام احرص على ري النباتات المجاورة للمنزل بانتظام.

5. إنشاء منطقة يمكن التحكم والدفاع عنها:

تشمل منطقة الخطر ما يقارب مساحته 30 إلى 60 متر حول المنزل. فالحرارة التي تنتجها حرائق الغابات يمكنها أن تحرق منزلاً من مسافة تصل إلى 30 متراً. وإذا كان هناك ما يكفي من المواد القابلة للاحتراق في الطريق، يمكن للنيران نفسها أن تقطع تلك المسافة بسرعة. لذلك إن كنت تعيش في منطقة معرضة لحرائق الغابات، فإن الاكتفاء بتأمين منزلك والمترين المحيطين به لا يكفي لإبعاد الخطر بشكل كافي.

المساحة التي تبعد عن المنزل حوالي 10 إلى 30 متراً تشكل خط الدفاع الأول ضد النيران. ويجب أن تكون الاستراتيجية المتبعة بما يخص هذه المنطقة هو بجعلها منطقة يمكن الدفاع عنها والتحكم بها. فهذا يجعلها تحول دون استمرار سير ألسنة اللهب نحو منزلك، وتعطي رجال الإطفاء مكاناً آمناً لمكافحة النيران.

هناك بعض الأمور التي يجب أخذها بعين الاعتبار بما يخص هذه المنطقة، فعلى سبيل المثال، عند التأكد من إخلاء المنطقة المتاخمة للمنزل مباشرةً من الوقود بشكل كلي، يجب الحرص على جعل المنطقة الواقعة على بعد 10 لـ30 متراً ”منطقة تحوي كميات قليلة من الوقود“. ويجب تقليم فروع الأشجار المنخفضة، والحرص على تباعد النباتات، والري المستمر للنباتات.

لكن البعض يشطح فيما يخص هذه المنطقة، فيقومون بإزالة كل الغطاء النباتي من هذه المنطقة، وهذا يزيد نسبة الخطر على عكس المتوقع.

فإن احتواء هذه المنطقة على كمية مناسبة من الأشجار وبتباعد مناسب، يمنع الجمر والشرار المتطاير من الوصول لمنزلك. فالمنطقة الخالية تماماً من الغطاء النباتي تخلق ”صالة بولينغ“ للجمر والشرار المتطاير.

6. تعاون مع جيرانك:

حتى أكثر المنازل تجهيزاً تبقى في بوتقة الخطر في حال اشتعال المنازل المجاورة، فإذا كنت تعيش في منطقة مكتظة بالسكان فسيكون منزلك في نفس الخطر الذي قد يتعرض له أقل المنازل تجهيزاً واستعداداً للحريق.

بعض المنازل قد لا تبعد عنك أكثر من 30 متراً، وهذا ما لا يمكنك التحكم به. ففي هذه الحالة ستؤثر الأشياء الموجودة في حديقة منزلي أو حتى في منزلي على إذا ما كان منزلك سيحترق أم لا.

وبالتالي الإعداد والتجهيز لمقاومة الحرائق الذي يجري على مستوى جيرانك، على نفس الأهمية لذلك الذي تقوم به بما يخص ممتلكاتك الخاصة.

مقالات إعلانية