لم يُسمح لـ(باريسّا بورتريان) ذات 26 عاماً بالدخول إلى ملعب (فاتاني) شماليّ إيران لتصوير مبارة الدوري الممتاز في كرة القدم في شهر يوليو المنصرم، لكنّ ذلك لم يحبطها فقامت بمتابعة المبارة من على سطح أحد المنازل المجاورة. في الحقيقة لا يوجد حظر واضح لحضور النساء للأحداث الرياضية في إيران ولكنهن حين يفعلن ذلك يمنعن من الدخول!
تلّقت (باريسّا) الكثير من المديح والتشجيع لعزمها على حضور المبارات بالرغم من القيود وتحدثت عن قصتها لشبكة BBC فقالت: ”وصلت قبل موعد المباراة بثلاث ساعات وانصب تركيزي على إيجاد طريقة تمكّنني من التقاط الصور، فبحثت في المباني المجاورة وبدأت بقرع أبواب المنازل واحداً تلو الآخر وقوبلت بالرفض، لكن عزيمتي لم تقلّ وعزمت على أن لا أدع الرفض يؤثر فيّ، لو أنني استسلمت عند أولى محاولاتي لفاتتني الفرصة، لم أستطع إقناع أحد حتى بداية الشوط الثاني إذ سمح لي أحد الملّاك باستخدام سطح منزله واستطعت التقاط الصور طوال الشوط الثاني بالرغم من عدم قدرتي على رؤية كامل الملعب لوجود شجرة أمامي“.
تضيف (باريسّا): ”رأتني الشرطة الموجودة في الملعب ولكنني لم أخف وهم تجاهلوا وجودي وأكملت عملي. إن التقاطي لصور الدوري الممتاز في إيران قد أثار حماستي وخصوصا في تلك الظروف“.
كان المصورون مشغولون بالتقاط الصور على أرض الملعب ولكنهم حين لاحظوني حولوا كاميراتهم باتجاهي وبدؤوا بالتقاط صورٍ لي، أرسل لي اصدقائي الصور لاحقاً ورأيت الكثير منها على وسائل التواصل الاجتماعي، كان رد فعل الإيرانين إيجابياً وتفاجأت في البداية إذ أن جلّ اهتمامي كان منصباً على التقاط الصور ولم أفكر في ردود فعل الناس. إنّ حبي لكرة القدم هو ما دفعني لامتهان التصوير الرياضي، وقد ذهبت مع فريق إيران إلى تركيا لتصوير أحداث المباراة الوديّة بين الفريقين قُبيل كأس العالم في روسيا“.
تستطرد المصوّرة الرياضية الطموحة: ”لقد نقلت وقائع عدد من مباريات كرة اليد في إيران وذلك لأن معظم القيود تنحصر على كرة القدم، حلمي هو التقاط صور فريق (مانشستر يونايتد) وهو يلعب في ملعبه (أولد ترافورد) ولو لمرة واحد في حياتي، وأن أسافر عبر المحيطات كمصورة احترافية لالتقاط صور المباريات حول العالم، وسوف أفعل كل ما بوسعي لتحقيق ذلك“.
تختتم في النهاية: ”إن حلمي الأكبر هو حصول النساء على فرص مساوية للرجال حين قدومهن لملاعب كرة القدم في إيران“.