in

دخلك بتعرف (فرانكي زاباتا)، الرجل الذي عبر القناة الإنجليزية على متن لوحه الطائر

نجح المخترع الفرنسي (فرانكي زاباتا) في عبور القناة الإنجليزية على متن لوح طائر عمودي يعمل بالطاقة النفاثة، ليخبر الصحفيين عند هبوطه أنه حقق حلمه بعد أن تمكن من إتمام هذا الإنجاز صباح يوم الأحد في الرابع من أغسطس في محاولته الثانية، وذلك بعد أن فشل في الحفاظ على توازنه خلال أول محاولة له في الشهر السابق.

انطلق الرجل البالغ من العمر 40 عامًا على متن لوحه الطائر الـFlyboard من شاطئ (سانجاتي) في منطقة (باس دي كاليه) على الساحل الشمالي لفرنسا في حوالي الساعة السادسة وثلث صباحًا في رحلة طولها 35 كيلومتر إلى خليج (سان مارغريت) وراء جروف (دوفر) البيضاء.

قطع (زاباتا) القناة بمرافقة ثلاث طائرات هليكوبتر في 22 دقيقة، وحقق سرعة تصل إلى 110 ميل في الساعة (177 كم/ساعة) على ارتفاع 15-20 متر (50-65 قدم) فوق الماء ليصل إلى الخليج مع تصفيق وإعجاب العشرات من المتفرجين والصحفيين.

(زاباتا) يقلع من شاطئ (سانجاتي)

تجمع الناس لمشاهدة (زاباتا) وهو يقلع من (سانجاتي) يوم الأحد. الصورة: دينيس شارليت / وكالة الصحافة الفرنسية / غيتي إيماجز
تجمع الناس لمشاهدة (زاباتا) وهو يقلع من (سانجاتي) يوم الأحد. صورة: دينيس شارليت/وكالة الصحافة الفرنسية/غيتي إيماجز

يعمل اللوح الطائر بواسطة حقيبة تُحمل على الظهر فيها ما يكفي من مادة البارافين (الكيروسين) لإبقائه في الهواء لمدة 10 دقائق، لكن كان عليه التوقف للتزود بالوقود في منتصف الرحلة، وقال بعد هبوطه في بريطانيا: ”أشعر بالسعادة … إنها لحظة مذهلة في حياتي“، وأضاف: ”كانت آخر 10٪ [من الرحلة] هي الأسهل.. لأنه أتيح لي الوقت الكافي لرؤية الجروف“.

وقال (زاباتا) إن الرياح القوية في القناة شكلت واحدة من أكبر التحديات، حيث وجب عليه ضبط شكل جسده وانحنائه لتفاديها، كما واجه خطر زعزعة ثباته على اللوح في الهواء إذا انخفضت قوة الرياح بسرعة. وأضاف أن الرحلة تنطوي على مستويات عالية من التحمل البدني: ”إنه تمرين متساوي القياس للفخذين، لذا ستشعر بهما يحترقان، إنه أمر صعب للغاية، لكنك تتعافى بسرعة، فليس الأمر كركوب الدراجة“، واستطرد: ”الجسد يقاوم الريح، ولأن اللوح متصل بقدميّ فإن كل جسدي يجب أن يقاوم الريح. حاولت الاستمتاع وعدم التفكير في الألم“.

خريطة الطيران

خريطة الطيران لفرانكي زاباتا فوق القناة الإنجليزية

أثناء محاولته الأولى –في 25 يوليو تزامنًا مع الذكرى السنوية الـ110 لأول عبور للقناة بالطائرة– سقط البطل الرياضي السابق في البحر أثناء محاولته الهبوط على متن منصة التزود بالوقود.

ذكر أحد أعضاء فريقه إن حركة الأمواج تتطلب توقيتًا مثاليًا وأن منصة الهبوط قد ابتعدت بضع سنتمترات خلال محاولة (زاباتا) الهبوط عليها، لكن منصة إعادة التزود بالوقود المستخدمة يوم الأحد كانت أكبر، حيث توجد مساحة أكبر للهبوط، وكانت سفن البحرية الفرنسية في الجوار للمساعدة في حالة حدوث مشكلة.

متحدثًا قبل رحلته؛ قال (زاباتا) إنه قلق من أنه لم يُتح الوقت الكافي لفريقه لإصلاح الجهاز بعد تعرضه للتلف في المحاولة الأولى، ويقال إنهم عملوا من 15 إلى 16 ساعة في اليوم للاستعداد لرحلة يوم الأحد، فقال: ”عادة ما نختبر المعدات لعدة أسابيع قبل التجارب الكبيرة.. من المقلق بعض الشيء استخدام جهاز تم إعادة بنائه للتو“.

كيف يعمل الـFlyboard

مبدأ عمل اللوح الطائر الخاص بفرانكي زاباتا

قام (زاباتا) بتطوير لوحه الطائر على مدى السنوات الثلاث الماضية، دون أن يثنيه فقدان إصبعيه في التوربينات أثناء رحلته الأولى التجريبية في مرآبه بالقرب من مرسيليا، وقد ظهر هذا المخترع في باريس في 14 يوليو –يوم الباستيل– وقام بالتحليق في عرض عسكري في ساحة الكونكورد بحضور الرئيس الفرنسي (إيمانويل ماكرون) والمستشارة الألمانية (أنجيلا ميركل).

كما جذب الـFlyboard انتباه الجيش الفرنسي الذي منح في شهر ديسمبر شركة (زاباتا)، التي تحمل اسم Z-AIR، منحة تطوير بقيمة 1.3 مليون يورو، لكنه قال إن اختراعه لم يكن جاهزًا للاستخدام العسكري بسبب الضجيج الذي يحدثه والساعات اللازمة لتعلم الطيران.

يأمل (زاباتا) أخيرًا في استخدام لوحه الخاص ليطير لارتفاعات أعلى، وهو ما قد يتطلب منه حمل مظلة ومعدات توجيه وربما خزان أكسجين، كما يقوم المخترع حاليًا بتطوير فكرة ”سيارة طائرة“.

لدى سؤاله يوم الأحد عما إذا كان يعتبر نفسه خليفة (لويس بليريو)، الذي قام بأول رحلة طائرة عبر القناة، قال (زاباتا) لتلفزيون BFM: ”إنه ليس أمرًا قابلًا للمقارنة حقًا، لقد كان من أوائل الرجال الذين حلّقوا. دعنا نقول فقط أنني حققت حلمي“.

مقالات إعلانية