in

10 مرات ثبت فيها قيام رياضيين أولمبيين بالغش والتحايل لتحقيق أمجادٍ وإنجازاتٍ شخصية

لطالما كانت الألعاب الأولمبية من أهم المسابقات الرياضية على مر التاريخ، حيث يُعتقد أنّ أولى الألعاب الأولمبية أقيمت في القرن الثامن قبل الميلاد في مدينة أولمبيا اليونانية مما يجعلها من أعرق المسابقات الرياضية، وتُعتبر اليوم حدثاً رياضياً عالمياً، يُقسم إلى ألعاب صيفية وشتوية تُقام كلٍ منها كل 4 أعوام، ويُشارك فيها رياضيون من كل دول العالم ومن كلا الجنسين.

للأسف، عراقة هذه المسابقة لم تحمها من بعض المخادعين والمحتالين الذين حاولوا الفوز بإحدى الميداليات الذهبية بأي شكلٍ من الأشكال، وهذا ما سنتحدث عنه في هذا المقال، حيث سنتكلم عن عشر رياضيين أولمبيين تم القبض عليهم وهم يحاولون الغش والتحايل في الألعاب الأولمبية.

1. دورا راتين

(دورا راتين)
Dora Ratjen

في الألعاب الأولمبية المُقامة ببرلين في صيف عام 1936؛ قامت الرياضية الألمانية (دورا راتين) بالمشاركة وتمكنت من تحقيق المركز الرابع في مسابقة القفز العالي للنساء، ثم فازت بعد ذلك بالميدالية الذهبية في مسابقة الرياضيين الأوروبيين وذلك بعد كسرها للرقم القياسي للقفز العالي مثيرةً إعجاب المجتمع الرياضي بأسره.

لكن لاحقاً تم اكتشاف الأمر الذي منح (دورا) ميزةً كبيرة مكنتها من التنافس على هذا المستوى الرياضي العالي، حيث تبين ولدهشة الجميع أنّ (دورا) كانت في الحقيقة رجلاً، الذي ولد بأعضاء تناسلية صغيرة بشكلٍ غريب، لذا تم تربيته على أنّه أنثى، في سن المراهقة أدرك (دورا) أنّه مختلف عن باقي الإناث من حوله لكنه قرر أن يستمر بالعيش على أنّه أنثى.

قامت السلطات باعتقال (دورا) بتهمة الاحتيال لكنها قامت لاحقاً بإسقاط التهم والإفراج عنه، ثم طلبت أن يقوم بتغيير اسمه إلى (هاينريخ)، وأن يتوقف عن المشاركة في المسابقات الرياضية الأنثوية، وأن يقوم بإرجاع الميداليات التي قام بربحها، كما تمت إزالة اسمه من سجلات الألعاب الأولمبية.

2. أورتران أندرلاين

أورتران أندرلاين
Ortrun Enderlein

كانت (أورتران أندرلاين) رياضية من ألمانيا الشرقية، وكانت جزءاً من فريق الزحافة الثلجية الألماني وذلك خلال الألعاب الأولمبية الشتوية التي أقيمت في مدينة (غرونوبل) الفرنسية عام 1968، وقد تكمنت (أورتران) من تحقيق المركز الأول وربح الميدالية الذهبية في المسابقة، بينما تمكن اثنان من زملائها من تحقيق المركزين الثاني والرابع.

لكن الشكوك ساورت الرياضيين الآخرين المشاركين في المسابقة لأن فريق شرق ألمانيا كان يذهب إلى موقع المسابقة قبل بدئها بفترة قصيرة للغاية ويُسرع بمغادرة المكان إثر انتهاء المسابقة، لذا سرعان ما تم اكتشاف أنّ حواف زحافاتهم الثلجية كان يتم تسخينها باستخدام موادٍ كيميائية قبل بدء السباق بفترةٍ قصيرة، مما ساهم بجعلهم أسرع عبر تخفيف احتكاك الزحافات مع الثلج، لذا تم تجريد الرياضيين الثلاث من أهليتهم.

3. بوريس أونيشينكو

بوريس أونيشينكو
Boris Onischenko

شارك الرياضي الروسي (بوريس أونيشينكو) في عدة مسابقات خلال الألعاب الأولمبية الصيفية المقامة في مدينة (مونتريال) الكندية في عام 1976، حيث كان خبيراً في الألعاب الخماسية الحديثة التي تتضمن الرماية والمبارزة باستخدام السيف، والسباحة، والفروسية، والركض.

في إحدى مباريات المبارزة باستخدام السيف واجه (بوريس) فريق بريطانيا، لكن الفريق البريطاني اعترض بعد المباراة قائلاً أنّ (بوريس) ربح إحدى النقاط من دون وجود أي تماس، لذا تم الحجز على سيف (بوريس) وفحصه.

في المبارزة الحديثة الكهربائية، يتم تسجيل نقطة في صندوق التهديف عندما يتم توجيه رأس السيف بقوة قدرها 750 غراماً مما يُكمل دائرة كهربائية تتألف من السلاح والصندوق وسلكٍ يصل ما بينهما، حيث تهدف هذه الطريقة لضمان تسجيل نقطة مستحقة عندما يقوم سيف أحد المبارزين بتوجيه ضربة إلى الخصم.

لكن عندما فحص المسؤولون سيف (بوريس) وجدوا أنّه تم تعديله وأنّه يضم مفتاحاً كهربائياً يُمكّن (بوريس) من إكمال الدائرة الكهربائية حتى لو لم يقم بإصابة الخصم، لذا تم تجريد (بوريس) من أهليته ومنعه من المشاركة في الألعاب الأولمبية، وتجريده من الميداليات التي كان قدر ربحها سابقاً.

4. مادلين دي خيسوس

Madeline De Jesús
Madeline De Jesús

كانت (مادلين دي خيسوس) رياضيةً محترفة من (بورتوريكو) متخصصة في سباقات المضمار والميدان، وقد شاركت في الألعاب الأولمبية الصيفية المُقامة في صيف عام 1984 في مدينة لوس أنجلوس الأمريكية، لكن خلال مسابقة القفز العالي لم تتمكن (مادلين) من الهبوط من قفزتها بنجاح وأصيبت بتمزقٍ عضلي، لذا وخوفاً من أن تؤثر هذه الإصابة على أدائها في المسابقات القادمة وضعت (مادلين) خطةً قيد التنفيذ.

كان لـ(مادلين) أختٌ توأم رياضية هي الأخرى، ولم تكن تشارك في المسابقة حينها بل كانت تتابعها كمشاهدة من المدرجات، لذا ومن دون أن يعلم أي أحد قامت (مادلين) وأختها (مارغريت) بتبادل مواقعهما، حيث ركضت (مارغريت) في السباقات التالية عوضاً عن أختها، ونتيجة هذه الخطة تمكن فريق (بورتوريكو) من التقدم في المسابقة، لكن عندما علم مدرب الفريق بحيلة وغش (مادلين) قام بسحب الفريق من المسابقة وكشف الحيلة إلى العلن.

5. بين جونسون

بين جونسون
Ben Johnson

خلال الألعاب الأولمبية الصيفية المُقامة في مدينة (سيول) الكورية عام 1988، فاز العداء الكندي (بين جونسون) بالميدالية الذهبية خلال سباق الـ100 متر للرجال كاسراً الرقم القياسي، وقد كان (بين) قد ربح سابقاً ميداليتين برونزيتين في الألعاب الأولمبية المُقامة في مدينة لوس أنجلوس في صيف عام 1984، لذا يبدو أنّ مدربه قرر أنّه يحتاج ما يدعمه قبل المشاركة في الألعاب القادمة.

بعد ربحه للميدالية الذهبية بأيام ظهرت نتيجة فحص عينة بول (بين) إيجابية، حيث تبين أنّه قام باستخدام الستيروئيدات المنشطة، نتيجةً لذلك خسر (بين) رقمه القياسي وميداليته الذهبية، كما تلطخت سمعته بالعار بعد أن اعترف أنّه كان يقوم باستخدام الستيروئيدات منذ عام 1981.

في عام 1993، اكتُشف أنّ (بين) يقوم باستخدام الستيروئيدات مجدداً لذا تم منعه من ممارسة الرياضة مدى الحياة.

6. ميشيل سميث

ميشيل سميث
Michelle Smith

شاركت السباحة الإيرلندية (ميشيل سميث) في الألعاب الأولمبية المقامة في (أطلانطا) في عام 1996، وقد شكلت هذه الألعاب ذروة مسيرتها الاحترافية حيث نجحت بربح 3 ميداليات ذهبية بالإضافة إلى ميدالية برونزية، وأصبحت بذلك أول امرأة إيرلندية تفوز بميدالية ذهبية أولمبية في التاريخ.

لكن هذا النجاح بأكمله بدء يتزعزع بعد أن قام البعض باتهام (ميشيل) بأنها قامت بالعبث بعينة البول الخاصة بها، وعندما تبين أنّها قامت بالفعل باستخدام الكحول للعبث بعينة البول الخاصة بها وتخريبها كي لا تظهر حقيقة تعاطيها لمواد منشطة، تم منعها من المشاركة في مسابقات رياضة السباحة التنافسية.

لكن هذا الاكتشاف شمل فقط عينات بولٍ تلت مشاركتها في الألعاب الأولمبية، ولم يتم إثبات أنّها قامت بفعل نفس الشيء حين مشاركتها في الألعاب الأولمبية، لذا سُمح لها بالاحتفاظ بميداليتها الأولمبية الذهبية.

7. ماريون جونز

ماريون جونز
Marion Jones

شاركت العداءة الأمريكية (ماريون جونز) في الألعاب الأولمبية المُقامة في سيدني الأسترالية في صيف عام 2000، وقد حققت نجاحاً باهراً، حيث ربحت ميداليتين برونزيتين بالإضافة إلى ثلاث ميداليات ذهبية لتصبح حديث العالم بأسره، فقد أصبحت بذلك المرأة الأولى في التاريخ التي تنجح بربح هذا العدد الكبير من الميداليات الأولمبية في مسابقات الجري في دورةٍ واحدة من الألعاب الأولمبية.

ظهرت بعض الشائعات حول قيام (ماريون) باستخدام الستيروئيدات المنشطة، لكنها نفت ذلك، كما أنّ نتائج فحوصات المواد المنشطة والمخدرة التي خضعت لها دعمت كلامها، حيث جاءت سلبية بأكملها، لكن في عام 2007 اعترفت (ماريون) بأنها قامت بالكذب على المحققين الفيدراليين وأنّها كانت تقوم باستخدام الستيروئيدات المنشطة وذلك قبل مدةٍ لا بأس بها من ألعاب سيدني الأولمبية.

نتيجةً لاعترافها هذا تم تجريدها من ميدالياتها الأولمبية كما تم الحكم عليها بالسجن لمدة 6 أشهر، وذلك بسبب تقديمها ادعاء خاطئاً للسلطات.

8. العديد من لاعبي كرة الريشة:

كرة الريشة

اكتشف الاتحاد العالمي لرياضة كرة الريشة أنّ عدة لاعبين من عدة فرق لكرة الريشة قاموا بالغش، وذلك خلال الألعاب الأولمبية المقامة في لندن في عام 2012، حيث تم تجريد 8 لاعبات إناث من أهليتهن بسبب قيامهم بالتحايل والتلاعب بنتائج المباريات، وقد كانت هذه اللاعبات من بلدانٍ متفرقة مثل الصين وكوريا الجنوبية وإندونيسيا.

قامت هذه المشاركات بتعمد خسارة بعض المباريات المزدوجة وذلك بهدف اللعب مع خصومٍ أضعف في المباريات القادمة، وعلى ما يبدو فإن فرق كوريا الجنوبية وإندونيسيا اكتشفت خطة الصين وقامت بخسارة مبارياتها وتقليدها وذلك بهدف إحباط خطة الفريق الصيني.

نتيجة تصرفهن هذا، تم تجريد تلك اللاعبات من أهليتهن وتم اتهامهن باستغلال وتحقير رياضة كرة الريشة.

9. كاميرون فان دير بيرغ

كاميرون فان دير بيرغ
Cameron Van Der Burgh

خلال مشاركته في الألعاب الأولمبية المقامة في لندن في صيف عام 2012، قام السباح الجنوب أفريقي (كاميرون فان دير بيرغ) بالمشاركة في السباق النهائي لسباحة الصدر 100 متر، وقام بتحقيق زمنٍ قياسي قدره 58.46 ثانية لم يسبق له مثيل، ونتيجةً لذلك ربح الميدالية الذهبية.

لكنه اعترف بعد ذلك أنّه قام بركل المياه بطريقةٍ معينة تُدعى ”ركلات الدلفين“ لمراتٍ أكثر من المسموح به مما منحه ميزةً كبيرة على منافسيه، هذه الركلات تمنح السباح سرعةً عالية وقد سُمح بأدائها في سباحة الصدر مؤخراً بشرط عدم تأدية أكثر من ركلة واحدة، لكن إعادة مشاهدة السباق بالفيديو أثبت أنّ (كاميرون) قام بتأدية ثلاث من هذه الركلات.

سُمح لـ (كاميرون) بالاحتفاظ بميداليته الذهبية، لكن المسابقات المماثلة في المستقبل ستتضمن تصويراً أفضل تحت المياه وذلك لمنع حدوث حوادث مشابهة والتأكد من التزام الرياضيين بالقوانين.

10. الرياضيون الروس:

بوتين يشاهد الألعاب الأولمبية
بوتين يشاهد الألعاب الأولمبية.

في الألعاب الأولمبية الشتوية المقامة في مدينة (سوشي) الروسية عام 2015، ظهرت ادعاءات حول قيام الرياضيين الروس بالغش وتزوير اختبارات المواد المنشطة وذلك بمساعدة السلطات الروسية، وبعد أن تبين صحة هذه الادعاءات تم منع روسيا من المشاركة في المسابقات الرياضية العالمية، بما فيها الألعاب الأولمبية التي كان من المقرر أن تُقام في العام التالي في مدينة (ريو دي جينيرو) البرازيلية.

قامت السلطات الروسية بالاعتراض على هذا القرار وقبل يومٍ واحد فقط من بدء ألعاب (ريو دي جينيرو) الأولمبية تم السماح لـ270 رياضي روسي بالمشاركة، لكن 117 رياضياً روسياً تم حظرهم من المشاركة بسبب استخدامهم لموادٍ منشطة.

بالطبع تبقى هذه الحالات جزءاً صغيراً تم اكتشافه من محاولات الغش والتحايل الرياضي، وإن البعض سيحاول دائماً استخدام وسائل غير مشروعة وغير عادلة لتحقيق إنجازاتٍ وأمجادٍ شخصية، حيث تبقى هذه الحقيقية هي الوجه الأسود لعالم الرياضة بشكلٍ عام، لكن المحاولات المستمرة للحد من هذه الممارسات وكشف المتحايلين هي الأمل بإبقاء الرياضة بشكلٍ عام والألعاب الأولمبية بشكلٍ خاص عادلة بأكبر قدرٍ ممكن.

مقالات إعلانية