in

دخلك بتعرف (ميلاني غايدوس)، العارضةُ الفريدة والملهمة التي كسرت مقاييس الجمال

عارضة الأزياء ميلاني غايدوس

في عصر تحكمه المعايير المجتمعية للجمال والمظاهر الخارجية السطحية والمثاليات، يعدّ الاختلاف أمراً صعباً، لا سيما حين يكون شكلياً وناتجاً عن مرض خلقيّ غير اختياري، وبفضل (ميلاني) ومثيلاتها، تُكسر تلك النمطية الوهمية لتؤكد لنا أن الجمال موجود رغم الاختلاف ونتيجة الاختلاف.

فمن هي (ميلاني غايدوس) الشجاعة؟ وكيف تحدّت المصاعب لتصبح رمزاً للجمال؟

تعدّ (ميلاني غايدوس) Melanie Gaydos واحدة من تلك الفتيات الشجاعات اللاتي تحدّين نمطية عرض الأزياء وكسرن مقاييس الجمال المفروضة بكل مثالياتها.

ولدت (ميلاني) مصابةً بمتلازمة ”خلل التنسّج الأديمي الظاهري“؛ وهي حالة جعلت مسامها وأسنانها وأظافرها وعظامها الصغيرة تتكوّن بشكل غير طبيعي، كما أنّها مصابة بداء الثعلبة الذي جعلها تفقد شعر جسمها، إضافةً لإصابتها بعمىً جزئي نتيجة خلل في نمو رموش عينيها، ما تسبّب في تخريشهما حين كانت طفلة صغيرة.

عارضة الأزياء ميلاني غايدوس
عارضة الأزياء ميلاني غايدوس Melanie Gaydos
عارضة الأزياء ميلاني غايدوس Melanie Gaydos
عارضة الأزياء ميلاني غايدوس Melanie Gaydos

عارضة الأزياء ميلاني غايدوس

وقد قالت (ميلاني) أنّها طيلة فترة حياتها كانت تُعامل على أنّها مريضةً و”معدية“، وكانت تشعر أن الكثير من الناس يشعرون بالخوف والذعر لدى رؤيتها نتيجة لمظهرها.

في عمر السادسة والعشرين، خاضت (ميلاني) ثلاث عمليات زرع للأسنان، وقُدِّم أول طقم أسنان اصطناعية لها إثر ظهورها في برنامج The Doctors.

عارضة الأزياء ميلاني غايدوس

اللافت في الأمر أنّه بعد ثمانية أشهر على ذلك، قامت (ميلاني) بإزالة طقم أسنانها ورفضت أن تضعه مرة أخرى.

تعقّب (ميلاني) على الأمر كما ورد في صحيفة الـ(إندبندنت) The Independent قائلة: ”كانت عمليةً طويلةً ومعقّدة للبدء بها، نتيجةً لوجود عوامل طبية وفيزيولوجية، إضافةً للعوامل النفسية، والسبب الأساسي الذي جعلني أتّخذ قرار عدم وضع طقم أسناني مجدداً هو أنني وفي هذا السنّ أشعر براحةٍ أكبر وأنا أتناول طعامي بالطريقة التي لطالما تناولته بها -وأنا أتناول الكثير من الطعام!-، وطقم الأسنان كان بمثابةِ عائقٍ جدّي بالنسبة إليّ“.

وتضيف (ميلاني) بكلّ طاقتها الجميلة التي تبعث إلهاماً لا نظير له: ”أجد نفسي أكثر راحةً وأنا على طبيعتي، دون أيّة تحسينات أو تعزيزات، ربما يعتقد الآخرون أنّني لست كاملةً، ولكن هذا فقط لأنّهم يمتلكون أسناناً، أو يعرفون ما هي الأسنان ولا يمكنهم تصوّر حياتهم أو شعورهم دونها، أنا لا أفتقد شعور وجود أسناني، لأنني ببساطة لم أملكها منذ البداية.“

عارضة الأزياء ميلاني غايدوس

تخرّجت (ميلاني) وهي فنّانة مستقرة في مدينة (نيويورك)، وعملت مع العديد من المصوّرين من ضمنهم المصوّر الإسباني الشهير (أوجينيو ريكوينكو)، وتعتبر (مايلي سايرس) من إحدى معجباتها.

بدأت المسيرة الفنيّة لـ(ميلاني) ذات السابعة والعشرين عاماً حين تقدّمت لعرض إعلان على موقع (كريغزليست) Craigslist الذي كان يبحث فيه عن ”أشخاص فريدين“ للقيام بجلسة تصوير لهم مع مصوّري الأزياء، وكانت حينها لا تزال طالبة.

عارضة الأزياء ميلاني غايدوس

تقول (ميلاني) أن صديقها الحميم أقنعها بالخوض في تجربة العمل كعارضة ”بهدف التسلية فقط“، رغم أنّها كانت تكره أن يتم التقاط الصور لها، وسرعان ما طُلبت لاحقاً للظهور في فيديو فرقة الميتال الألمانية Rammstein، الذي كان مخرجه (ريكوينكو) أيضاً.

عارضة الأزياء ميلاني غايدوس

في البداية، كانت ردود الأفعال حيال صورها على الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي مفاجئةً وصادمةً بالنسبة لها وللكثيرين، حيث قالت: ”كانت ردود الأفعال إيجابيةً تارةً، وسلبيّةً تارةً أخرى، لكن يمكنني القول أن معظم الأشخاص كانوا عاجزين عن الكلام.“

عارضة الأزياء ميلاني غايدوس

يعدُّ نجاحها في عالم عرض الأزياء نذيراً للتغيير الإيجابي ضمن ذلك المجال، إلّا أنّ (ميلاني) قد حذّرت أنّه رغم ازدياد الشمولية التي طرأت على مجال عرض الأزياء، تبقى عملية التغيير بطيئةً نوعاً ما، حيث صرّحت حيال الموضوع: ”ببساطة، لا يوجد عددٌ كافٍ من ’المختلفين‘ الذين يناضلون في سبيل أن يكونوا في أيّ مكان أو موقع.“

عارضة الأزياء ميلاني غايدوس

وبكل الأحوال، كان لمسيرتها تأثيرٌ إيجابي كبير حقاً على ثقتها بنفسها ونظرتها ومعتقداتها.

عارضة الأزياء ميلاني غايدوس

تختم (ميلاني) الأمر قائلةً: ”لا شكّ أنّني أصبحت أكثر ثقةً بنفسي كما هي عليه الآن، فلقد توقفت عن ارتداء شعرٍ مستعار وبدأت بعرض الأزياء، وبطريقة ما، كنتُ أجبرُ نفسي على تعلّم المزيد عن هويتي وشخصيتي، وذلك كي أصبح أكثر راحةً مع نفسي في صميمي وحالة وجوديتي الطبيعية.

ساعدتني هذه التجربةُ كثيراً في أن أصبح أكثر ثقةً بنفسي، وأكثر قوةً وسعادةً في حياتي.“

عارضة الأزياء ميلاني غايدوس

جميع الصور المنشورة ضمن هذا المقال مأخوذة من صفحتها الرسمية على فيسبوك.

مقالات إعلانية