in

وأخيراً تم تطوير حبوب منع حمل ذكرية فعالة وآمنة، وذلك تبعاً لتجارب أولية حديثة

تقدم العلماء خطوة أخرى في مجال المساواة بين الجنسين، على الأقل في مواضيع تحديد النسل، فكما نعلم هناك العديد من وسائل منع الحمل الموجهة للنساء والتي يستطعن استخدامها لمنع حصول أي حمل غير مخطط له بينما لا توجد غير طريقتين عند الذكور ألا وهي: استخدام الواقي الذكري (الكوندوم) أو عملية قطع القناة الدافقة الجراحية.

الأخبار السارة أن العلماء يعملون على عدد من النماذج الأولية لوسائل تحديد نسل ذكرية قابلة للعكس (فخيار قطع القناة الدافقة مثلاً غير قابل للعكس إلاً جراحياً لأنه إجراء باضع -أي جارح-) والتي لم يتم إجراء سوى عدد قليل من التجارب السريرية عليها، ولكن هناك صنف واحد الآن (لحد الآن طبعاً) نجح في هذه التجارب وهي حبوب منع حمل ذكرية تُؤخذ عن طريق الفم، ويبدوا أنها آمنة وفعالة عندما تؤخذ بالطريق الفموي وبشكل يومي لمدة أسبوع، حيث تم تقديم نتائج هذه الدراسة والتجربة الحديثة من قبل الباحثين في اجتماع ENDO 2018 (الاجتماع السنوية لجمعية الغدد الصم) الذي عُقد في شيكاغو يوم الأحد 18/03/2018 وصادف أنه الاجتماع السنوي رقم 100 أيضاً.

عبرت البروفيسورة (ستيفاني بيج) التي تعمل في كلية الطب البشري في جامعة واشنطن عن فرحتها بهذا الإنجاز قائلةً: ”هذه النتائج الواعدة هي نتائج غير مسبوقة في مجال تصنيع نماذج أولية من حبوب منع الحمل الذكرية التي لطالما انتظرناها“.

أكمل 83 رجلاً ممن تتراوح أعمارهم بين 18 و50 عاماً الدراسة التي اختبرت آثار الجرعات الدوائية لهذه الحبوب (100 أو 200 أو 400 ملغ) حيث تم وضع المادة الفعالة داخل أقراص بودرة (حبوب دواء عادية) أو داخل كبسولات زيتية ثم تم إعطاؤها لهم على شكل حبة كل يوم لمدة 28 يوماً متواصلاً، أي قرابة شهرٍ.

قالت (بيج) أنه وعند تركيز الـ100 ملغ أعطت هذه الحبوب تأثيراً مماثلاً لوسائل منع الحمل الذكرية طويلة الأمد (كقطع القناة الدافقة)، أما عند تركيز 400 ملغ أظهر هذا الدواء كبحاً واضحاً لمستويات هرمون التستوستيرون وهرمونين آخرين ضروريين لإنتاج الحيوانات المنوية بشكلها الفعال.

كيف يعمل هذا الدواء؟

يجمع هذا الدواء بين الهرمون الذكري الفعال التستوستيرون مع بروجسترون صناعي، ويحتوي هذا الدواء على سلسلة حموض دهنية طويلة تُدعى Undecanoate والتي تبطئ عملية تحطيم التستوستيرون الموجود في الدواء مما يطيل مدة بقاء مادة الدواء الفعالة ويجعلها نشيطة طوال اليوم، على عكس الإصدارات القديمة من هذه المنتجات الموجهة للذكور التي لا تحتوي على مثل هذه السلاسل والتي أثبتت فشلها، حيث تبين أنك بحاجة لحبتين على الأقل يومياً منها لجعلها فعالة وقادرة على منع حصول الحمل وتحديد النسل بشكل عصري.

أما بالنسبة للآثار الجانبية فلم يُظهر هذا الدواء سوى زيادة بسيطة في وزن الرجال بالإضافة لانخفاض في نسبة الكوليسترول الجيد HDL، ولكن لحسن الحظ فهذه الأعراض بسيطة ولم تحدث إلا بشكلها الخفيف، كما اجتاز هذا الدواء اختبارات السلامة المتضمنة سلامته على الكبد والكلى أيضاً وهي عقبة فشلت أدوية منع الحمل الذكرية السابقة في تخطيها.

قالت (بيج): ”على الرغم من انخفاض مستويات التستوستيرون التي تجري في الدم إلا أن قلّة قليلة قد أبلغوا عن وجود أعراض تتفق مع قلة أو زيادة هذا الهرمون في الدم“، وهذه أخبار ممتازة.

تم منع تداول الأدوية السابقة ليس بسبب كونها عديمة الأثر في أمور تحديد النسل (أي أنها كانت قادرة على منع الحمل) ولكن تم منعها لأنها كانت تحمل أعراضاً جانبية سيئة جداً ظهرت على شكل اكتئاب أو ضعف في القدرة الجنسية أو ظهور حب الشباب، وكل هذه الأمور بالمناسبة هي نفسها أعراض جانبية تحدث عند تناول النساء لبعض حبوب منع الحمل الأنثوية أيضاً.

في حين أن النتائج الأولية هي نتائج واعدة وممتازة نسبياً فالخطوة التالية الآن هي تجريب مفعول هذا الدواء الجديد على المدى الطويل والمستمر وليس لمجرد شهر فقط، في الحقيقة بدأت هذه الدراسات بالفعل ولنرى ما الذي سوف تؤول إليه الأمور عمّا قريب.

مقالات إعلانية