in

عاملة أثيوبية تقفز من الشرفة هرباً من التعذيب في لبنان

العاملة الأثيوبية (لينسا لي ليزا) ذات العشرين عاماً تقفز عن شرفة الطابق الثاني كاسرةً رجليها الاثنين، هرباً من الاعتداءات والانتهاكات التي تعرّضت لها مدّة أشهر على أيدي أرباب عملها، وهم أفراد عائلة لبنانية يعملون في مجال تصميم الأزياء.

ادّعت (لينسا) عن طريق شريط فيديو أنها كانت تتعرّض للإساءة في المعاملة كل يوم منذ شهر تموز الماضي ولا يسمح لها بالخروج أبداً، وأنّها تعرّضت للضرب وإيذائها بواسطة سلك كهربائي، وجرّها من شعرها وضرب رأسها بالحائط على أيدي أفراد العائلة الذين تعمل عندهم، الأمر الذي دفعها الى القفز كمحاولة يائسة في الهرب.

وصلت السيدة (لينسا لي ليزا) إلى بيروت في شهر تموز الماضي بهدف العمل لدى السيدة (إليانور عجمي) وأبنائها (ألكسيس)، و(كريستل)، و(جو خليل)، حيث يديرون ماركة Eleanore Couture لتصميم الأزياء، التي يُعرف عن تعاملها مع بعض المشاهير العالميين.

الأبناء جو خليل (على اليمين) وألكسيس (على اليسار)

انتشر خبر الحادثة على مواقع التواصل بعد أن قامت عمّة (لينسا) بتصويرها خلسةً وهي تتحدّث عن محنتها الأليمة من داخل مستشفى سرحال، خارج منطقة بيروت نهار 19 – آذار.

تصرّح (لينسا) أنّها قد تعرّضت للضرب من قبل أفراد العائلة الأربعة ومُنعت من مغادرة المنزل لأيّ سبب كان، وتضيف: ”كل ساعة هناك يوجد شكل من التعذيب ولم أتمكّن من فعل أيّ شيء لإنقاذ نفسي“، كما تدّعي أنّ الإبن (جو خليل) غالباً ما كان يسحبها من شعرها، ويدفع أصابعه داخل عينيها، كذلك أخته (كريستيل) التي كانت تهاجمها بالمقصّ. تقول أنها بعد تهديدات (جو) بإيذائها إذا لم تقم بالخياطة ما يكفي بينما كان يمارس التمارين الرياضية، قرّرت الهرب مع عاملة أثيوبية أخرى، قامت (لينسا) بدايةً بالقفز عن الشرفة فكسرت ساقيها نتيجة اسطدامها على الأرض، ممّا دفع رفيقتها نحو التخلّي عن هذه الخطّة.

ثم تضيف (لينسا) في المقطع المصوّر: ”أشكر الله أنّني لم أمُت وأنّني بخير، […] لقد تعرّضت للكثير من الإساءات ولكن لا أحد يراني ولا أحد يساعدني. إذا تكلّمنا عن مشاكلنا [تعني الخدم الأجانب] فإنّهم سيقومون بأذيتنا أكثر.“

بحسب السفارة الإثيوبية؛ يتّضح فيما بعد أنّ (لينسا) قد أخبرت قوى الأمن الداخلي اللبناني أنّها سقطت عن الشرفة بينما كانت تنظّف، وفي المقابل بحسب صحيفة MailOnline؛ ثمّة مصدر مقرّب من العائلة قد تحدّث مع عمّتها وقالت أنّ (لينسا) لم تخبر المحققين بحقيقة قصّتها بدافع الخوف، حيث أنّ أرباب العمل قاموا بتهديدها بالقتل إذا ما تحدّثت.

وقيل أيضا أنّ منظّمة مساعدة كاثوليكية ”كاريتاس“ قد أجرت مقابلة معها لاحقاً، إلّا أنها لم تتحدّث أيضاً لأنّ السيدة (عجمي) كانت حاضرة آنذاك، فتمّ إرسال (لينسا) إلى عائلة (إليانور) من جديد.

قام بعض النشطاء اللبنانيين المتضامنين مع (لينسا) بالتظاهر نهار الخميس في مقرّ Eleanore Couture في بيروت
قام بعض النشطاء اللبنانيين المتضامنين مع (لينسا) بالتظاهر نهار الخميس في مقرّ Eleanore Couture في بيروت

منذ انتشار مقطع الفيديو، لم يحصل أيّ اتّصال بين (لينسا) وعمّتها بعد، كما أنها لم تتحدّث مع عائلتها لمدّة أربعة أشهر بعد بدئها العمل، وقد علم والدا (لينسا) بالأمر وهما يشعران بالقلق الشديد ويتلهّفان لرؤيتها.

علّقت الابنة (ألكسيس خليل) على مقطع الفيديو بعد أن تمّ نشره على موقع فيسبوك، مدافعة عن عائلتها: ”من الظّلم التشهير بسمعتنا وسمعة عملنا دون التحقّق من موثوقية المقطع المصوّر، وفيما إذا كان ما قيل دون ضغوطات أو مبالغات.“ ثم أردفت: ”(لينسا) تتحسّن الآن وهي في أيادٍ أمينة، وسوف تعود مجدّداً إلى عائلتها في أثيوبيا.“

أمّا بالنسبة إلى أفراد العائلة الآخرين فقد قاموا بإغلاق حساباتهم على مواقع التواصل الإجتماعية بما في ذلك حساب Eleanore Couture.

قامت قوى الأمن الداخلي بإغلاق التحقيق في القضية لأن (لينسا) أعلمتهم بأنّها سقطت فقط ولم تتحدّث عن اعتداءات، وسيحتاج الأمر إلى إعادة فتح التحقيق من قبل النيابة بناءً على طلبها.

قام بعض النشطاء اللبنانيين المتضامنين مع (لينسا) بالتظاهر نهار الخميس في مقرّ Eleanore Couture في بيروت للتعبير عن غضبهم مما حصل وإدانة المعاملة التي تلقّتها.

يُذكر أنّ مشاهير في مجال التمثيل والغناء وعرض الأزياء من أمثال Roselyn Sánchez وLana Condor وCarrie Underwood وMadison Beer وJennifer Berg وBecky Branca هم من زبائن Eleanore Couture.

مقالات إعلانية