in

تعرّف على إيكاروس، النجم العملاق الأزرق المكتشف حديثاً

النجم إيكاروس

في دراسة جديدة نُشرت في Nature Astronomy، أعلن فريق دولي من الباحثين عن اكتشاف أبعد نجم قد تمّ رصده على الإطلاق. عثر الباحثون على هذا النجم الأزرق العملاق -الذي أضاء حينما كان الكون في ثلث عمره فقط- بواسطة كل من المنظار الفضائي Hubble، وآلية كشفية تُعرف باسم العدسة الجاذبية (التثاقلية).

يقول Patrick kelly، عالم الفيزياء الفلكية في جامعة Minnesota والقائم على هذه الدراسة، خلال بيان صحفي: ”هذه المرة الأولى التي نحظى فيها بنجم عظيم منفرد“ ثم يضيف: ”من الممكن رؤية مجرّات منفردة هناك، لكن هذا النجم يبعد على الأقلّ مئة مرة عن النجم التالي الذي يمكننا دراسته، باستثناء انفجارات المستعرات العظمى (supernova)“.

إنّ الضوء الصادر من النجم الكاسر للرقم القياسي والذي سمّاه العلماء (إيكاروس – Icarus)، قد انبعث بعد 4.4 مليار سنة من الانفجار العظيم. من المؤكد أن النجم كان مشعّاً قبل الآن، إلّا أنّ وجوده في ذلك الموقع الذي يبعد مسافة هائلة يجعل قابلية رؤيته أمراً مستحيلاً، حتى في ظل وجود أقوى المناظير لدينا.

ابعد نجم
اكتشف الفلكيون النجم الأكثر بُعدًا على الإطلاق. تم تمييز النجم الملقب بإيكاروس بالسهم الأبيض في الصورة السفلية على اليسار – صورة: P. Kelly/ESA/NASA

من حسن الحظ، ”حصل أن أشعّ هذا النجم بقدر كاف ليصبح مرئياً لدى منظار هابل وبفضل العملية المسمّاة (العدسة التثاقلية)“ هذا ما قاله عالم الفلك المساعد Jose Diego خلال بيان صحفي.

عن كيفية العثور على النجم

لم يكن الفريق البحثي بداية في صدد التقصّي عن ذلك النجم، فقد كانوا يتتبّعون مستعراً عظيماً معروفاً يُدعى Refsdal والواقع على بعد 5 مليارات سنة ضوئية، إلّا أنّهم خلال مراقبتهم فوجئوا بوجود نقطة مصدرية غير متوقّة تبدو أكثر إشراقاً من المستعر المذكور، داخل مجال المراقبة نفسه. أي أنه فيما كان الباحثون بانتظار المستعر Refsdal لإخضاعه تحت حدث الرصد، تعثّروا صدفةً بوجود النّجم: إيكاروس.

يقول المؤلّف المساعد Steven Rodney من جامعة جنوب كارولينا الأمريكية خلال بيان صحفي: ”نحن نعلم أنّ (التعديس الميكروي – microlensing) كان سببه إمّا نجم، وإمّا نجم نيوتروني، أو ثقب أسود كثيف النجوم“.

من هنا، إنّ اكتشاف إيكاروس للعلماء الفلكيين يجمع رؤى جديدة حول بنية مجموعة المجرات نفسها. باعتبار أن مجموعات المجرّات العنقودية هي من أكثر البنى الهائلة والمترامية الأطراف في الكون، وحيث أنّ معرفة ودراسة المزيد حول هيئة تشكّلها سيساعد حتماً في زيادة فهمنا للكون ككل. علاوة على ذلك، قد يساعد هذا النجم المكتشف حديثاً في تسليط الضوء على واحدة من أكثر المواد غموضاً في كوننا – المادّة المظلمة.

وبغضّ النظر عمّا يمكن للعلماء الفلكيين استخلاصه من النجم إيكاروس، فإن هذا الاكتشاف للنجم المبكر وشديد البعد لن يكون الأخير. فمع الإطلاق القادم للمناظير الحديثة الأكثر قوة مثل تسلكوب James webb الفضائي، يشعر العلماء بالتفاؤل حيال توقّع المزيد من الإكتشافات لمثل هذه الأحداث، والتي ستسمح لهم بدراسة تطور النجوم المبكّرة في الكون بتفاصيل غير مسبوقة.

مقالات إعلانية