حطت العاصفة الثلجية التي نالت اسم (نورما) مؤخرا رحالها في منطقة الشام، بالأخص في الأردن ولبنان وشمال سوريا، فاكتست هذه المناطق حلة بيضاء، وذلك بعد أن حذرت هيئات الأرصاد الجوية من قدوم هذه العاصفة ناحية منطقة الشام.
ونظراً لهذه المناسبة، واستغلالا لكميات الثلوج الهائلة التي تساقطت على الشام، ارتأينا في مقالنا هذا على موقعنا «دخلك بتعرف» أن نزودكم ببعض المعلومات التي قد تجعل من هذه التجربة ممتعة أكثر، كأن تتمكنوا من بناء بيت جليدي على طريقة شعب الإسكيمو، وذلك بناء على فيلم وثائقي كندي تم إنتاجه في سنة 1949.
قبل قرون من أن يتعلم معظمنا بناء بعض الأشكال الثلجية أمام منزله في الأيام المثلجة، كان شعب الإسكيمو قد أتقن استخدام الثلج كمادة بناء لبناء منازله. في فيلم وثائقي بُث سنة 1949 من إنتاج مجلس الأفلام الوطني الكندي، يمكننا مشاهدة الطريقة الصحيحة التي يبني من خلالها السكان الأصليون في القطب الشمالي منازل دافئة ومؤقتة باستعمال سكين واحد والثلج الموجود تحت أقدامهم.

يستغرق بناء البيت الثلجي (إيغلو) في هذا الشريط الوثائقي 90 دقيقة، غير أن بنية هيكلية مماثلة قد تستغرق أقل من ذلك بكثير عندما يقوم ببنائها شخص محترف ذو مهارات عالية، فقد لا تتجاوز فترة إنجاز البيت الثلجي 40 دقيقة على يد بنّاء بارع.
من أجل بناء البيت الثلجي، يقوم رجلان بتجميع الثلج تحت أقدامهم وتحويله إلى كتل ثلجية صلبة مكعبة الشكل ذات طول 60 سنتمتر وعرض متر واحد وسمك 15 سنتمتراً. بعد وضع الصف الأول من الكتل الثلجية في شكل دائري على الأرض، يقوم البنّاء بقطع قسم من هذا الصف بحيث يصبح منحدِرا نحو الأسفل.

بعد ذلك يتخذ كل صف يوضع فوق هذه البنية القاعدية شكلا لولبيا متصاعداً، ويخلق هذا شكلا تدعم فيه الكتل الثلجية وزنها بذاتها.
بحلول الوقت الذي توضع فيه كتلة حجر الأساس —آخر قطعة بناء توضع فوق قمة البيت الثلجي— يكون البيت الثلجي قويا ومتماسكا بما فيه الكفاية ليتحمل وزن رجل بالغ يقف فوقه.

تتمثل الخطوات النهائية في نحت مدخل إلى داخل البيت الثلجي تحت قاع البنية الهيكلية، وكذا سد أي شقوق أو فراغات بين قطع البناء بواسطة المزيد من الثلج من الخارج.
حتى في ليلة متجمدة في القطب الشمالي، فإن درجة الحرارة داخل بيت ثلجي محكم البناء تكون أكبر بـ40 درجة من درجة الحرارة في الخارج، وكلما زادت درجة حرارة البيت الثلجي مع مرور الوقت، كلما أصبح أكثر قوة وتماسكاً، ذلك أن الحرارة الصادرة من الشمس ومن أجسام القاطنين فيه تعمل على تذويب الطبقات الخارجية من الكتل الثلجية، وهو ما ينتج عنه ماء يتجمد في نهاية المطاف متحولا إلى جليد يضفي على البيت المزيد من العزل والتماسك البنيوي.
باطلاعك على هذه المعلومة، نتمنى أن تقوم على الأقل بمحاولة بناء أحد هذه البيوت الثلجية، فلا يتطلب الأمر أكثر من مجرد سكين وبعض المجهود العضلي.
لا تنس استغلال الفرصة، ذلك أن الثلج قد لا يتساقط مرة أخرى في القريب العاجل.
أدناه؛ تجد الشريط الوثائقي الذي يبين كيفية بناء البيت الثلجي: