in

”العلم سيتقلد دور الإله قريبا“ ستحصل بعض الحيوانات على مزايا جديدة نتيجة التعديل الوراثي الذي ستتعرض له.

هل ستتقبل فكرة الحيوانات المعدلة وراثياً إن كانت ستعود عليك وعلى الحيوان بالفائدة، أم أنك ترى أن العلم تخطى الحدود الأخلاقية؟

ترغب الشركات في تطوير مواصفات الحيوانات للحصول على الخواص المطلوبة، عن طريق إضافة أو إلغاء بعض الجينات مثلاً. ويبدو ذلك مجرد خيال علمي، لكن شركة Recombinetics تعتقد أنها تستطيع بما توصلت إليه التكنولوجيا الوصول إلى غايتها المطلوبة.

لكن أولاً، يجب إقناع الأشخاص بأن الحيوانات المحورة جينياً لا تختلف عن الحيوانات التقليدية، و لجعل التكنولوجيا جذابة وغير مخيفة بالنسبة للبشر، فلن تبدأ شركة Recombinetics بالإنتاج مباشرة، وستقدم بدلاً من ذلك صفات معدلة للجينات كوسيلة لتخفيف معاناة الحيوانات.

فعلى سبيل المثال، انتقد المسؤولون عن رعاية الحيوانات منذ فترة طويلة الطريقة التي يستخدم بها المزارعون المعجون الكاوي أو الحديد الساخن للتخلص من قرون الأبقار، و ذلك حتى لا تضر الحيوانات بعضها البعض. لذا يقوم العلماء بالتفكير في استخدام تقنية تعديل الجينات للأبقار حتى لا يضطر المزارعون لاتخاذ مثل هذا الإجراء.

في العام الماضي مثلاً، قامت الشركة بتعديل جينات ثور و جعل مورثة عدم وجود قرون هي الجينة المهيمنة، أما مورثة القرون هي المورثة المتنحية، وعندما ولد الجيل الأول كانوا جميعاً بدون قرون كما هو متوقع، و يتم تربيتهم الآن في جامعة كاليفورنيا في (ديفيس)، وبمجرد أن تبدأ ذرية الإناث المرضعات سيتم اختبار الحليب للتأكد من عدم وجود أي شذوذ و للتأكد من سلامة الحليب. بالإضافة إلى القيام بتعديل الجينات للأبقار لجعلها تتحمل درجات الحرارة المرتفعة، كي لا تعاني في الأجواء الحارة.

بقرة Recom
يعد العلم بتحسين إنتاج الأبقار، لكنهم بحاجة إلى تقبل البشر لهذه التكنولوجيا الجديدة من الناحية الأخلاقية.

أما بالنسبة للخنازير، فعندما تمر الخنازير الذكرية بمرحلة البلوغ، يمكن للحمها أن يُصدر رائحة كريهة، وهو ما يُعرف عادة باسم ”وصمة الخنزير“. ولمكافحة هذه الرائحة، يقوم المزارعون بإخصاء الخنازير، وهو إجراء يدعي مسؤولون في رعاية الحيوان أنه يتم عادة بدون مسكنات الألم، و هذا يضر كثيراً بالحيوان، لذا يجب إلغاء الجينات التي تسبب ظهور الرائحة الكريهة عند البلوغ، و ذلك سيجعل الإخصاء غير ضروري.

يقول المختصون في علم الأدوية وغيرهم أن أساليب تعديل الجينات تشبه التربية التقليدية دائماً، إلا أنها تتم بشكل أسرع بكثير وبدقة أكبر. تنتظر الشركات و أخصائيو الأدوية الآن الموافقة من المسؤولين الحكوميين للقيام بهذه التعديلات الجينية، لكنهم يقولون إن اللحوم والحليب من الحيوانات التي يتم تعديلها جينياً لا تحتاج لأن تُوضع تحت جداول ولوائح خاصة.

تُربى معظم الأبقار الموجودة في الولايات المتحدة الأميركية وتتكاثر بالتلقيح الصناعي، وستكون الأبقار المعدلة جينياً أعلى سعراً من الأبقار العادية، وذلك تبعاً لنوع الجينات التي تم تعديلها. وبمجرد استخدام تقنيات التعديل الجيني وتقبل المجتمع لها، سيتمكن المزارعون من استخدام هذه التقنيات لزيادة و تحسين الإنتاجية.

هل ستكون الدجاجة بحجم الفيل:

قبل أن يصل الطعام المنتج من الحيوانات المعدلة وراثياً إلى مائدة طعامنا، يجب على الخبراء التأكد بدقة من هذه التقنية. وقال (بول تومبسون) أستاذ الزراعة بجامعة ولاية ميشيغان: ”إلى جانب المخاوف من لعب العلم دور الإله، سيعطي هذا الموضوع فكرة غير مريحة عن طريقة تعامل طرق الإنتاج الحديثة مع الحيوانات التقليدية“.

و من المرجح أن يعتمد دعم تحرير الجينات أيضاً على الهدف من استخدام التكنولوجيا، سواء كان ذلك من أجل رفاهية الحيوان أو تحسين إنتاجيته أو مقاومته للأمراض. حيث وجدت إحدى الدراسات أن 43 في المئة من الأميركيين يدعمون الحيوانات المعدلة وراثياً للحصول على مزيد من اللحوم المغذية.

و لكن مجموعة الاحتمالات الإيجابية و السلبية، هي السبب في قيام جمعية الرفق بالحيوان في الولايات المتحدة بدعم تعديل الجينات فيما يخص الخنازير وتربية الأبقار، ولكنها لا تمنح موافقتها الشاملة بعد.

قال (جوش بالك) نائب رئيس مجموعة حماية الحيوانات: ”إذا قمت بتعديل حجم دجاجة لتصبح بحجم الفيل، فهذا ليس أمراً جيداً بلا شك“. يتشابه الانطباع الناتج عن هذا التصريح بما تستحضره عبارة ”الحيوانات المحورة جينياً“ بالنسبة للكثيرين، ففي فيلم الخيال العلمي Rampage، يتم استخدام تقنية تعديل الجينات لإنشاء وحوش، بما في ذلك الذئب العملاق الذي يطلق النار من ذيله.

التقدم في طرق التربية أدى إلى زيادة إنتاجية الأبقار والدجاج، وأصبح بإمكان منتجي الحليب حالياً انتقاء الخصائص المرغوبة في الحيوانات التي يرغبون باقتناءها، للحصول على الخصائص التي لا يمكن أن نحصل عليها من خلال التطوير التقليدي فقط، مثل شكل الجسم و مدى كفاءة تحوّل العلف المقدم للحيوان إلى لحم جيد.

مقالات إعلانية