عندما نفكر بالأمراض الجنسية (الأمراض التي تنتقل عن طريق ممارسة الجنس) فإن أول تلك الأمراض الذي سيخطر ببالنا هو الإيدز أو ما يسمى بالعوز المناعي المكتسب، مرض العصر هذا الذي حير العلماء والأطباء لازال دون علاج خاص به، ونسبة انتشاره في العالم بالرغم من أنها متفاوتة بين منطقة وأخرى لكنها ليست نسب قليلة.
كغيره من المواضيع التي أخذت ضجة بين العامة، فإن هناك العديد من الأساطير والإشاعات التي قيلت عن الإيدز وانتشرت بين الناس وكانت بعضها عارية تماماً عن الصحة، سنستعرض مقالنا هذا بعض تلك الأقاويل ونميز الصحيح منها من الخاطئ.
– وجود فيروس الـHIV في جسدك يعني أنك مصاب بالإيدز (إشاعة خاطئة)
فيروس نقص المناعة المكتسب الـHIV هو عبارة عن فيروس يهاجم ويدمر الخلايا المناعية في الجسم التي تساعد على مكافحة الأمراض، لكن مع بعض الأدوية المناسبة يمكن أن يكون فيروس نقص المناعة المكتسب موجود في جسدك منذ سنين أو عقود دون أن يتطور هذا الفيروس ليحدث الإصابة بمرض الإيدز.
حيث يتم تشخيص الإصابة بمتلازمة عوز المناعة المكتسبة (الإيدز) عند وجود فيروس الـHIV ضمن الجسم مع بعض الحالات الأخرى، مثل هبوط عدد الخلايا المناعة CD4 إلى أقل من 200.
– من الصعب جداً انتقال العدوى بالإيدز من خلال التواصل العادي مع المريض (حقيقة)
لا يمكنك التقاط فيروس الـHIV من شخص مصاب به عن طريق معانقته أو استخدام منشفته أو الشرب من كأسه، ومن النادر جداً الإصابة بهذا الفيروس من خلال نقل الدم، حيث هناك منظمات معنية بمراقبة جميع الدم المجهز للتبرع والنقل، ولكن يمكن أن تحدث العدوى عند الاتصال الجنسي مع الشخص المصاب، أو من خلال استخدام الحقن لأكثر من مرة مع أكثر من شخص، أو من خلال آلات رسم الوشم غير المعقمة.
– مريض الإيدز يعيش لبضع سنوات فقط بعد الإصابة بالمرض (إشاعة خاطئة)
والحقيقة أن هناك العديد من الناس الذين يعيشون لعقود مع فيروس الـHIV ومع مرض الإيدز أيضاً، وتكون حياتهم طبيعية أو شبه طبيعية، يمكن المساعدة في منع تطور فيروس الـHIV إلى مرض الإيدز عن طريق زيارة الطبيب المختص بانتظام واتباع إرشاداته.
– ستعرف أنك مصاب بالإيدز عندما تبدأ أعراضه معك (إشاعة خاطئة)
لا تظهر عند بعض الناس أي علامة عند الإصابة بفيروس HIV حتى بعد الإصابة بسنوات طويلة، والبعض الآخر تظهر لديهم بعض الأعراض والعلامات بعد 10 أيام أو عدة أسابيع من الإصابة بالفيروس، هذه الأعراض تشبه إلى حد كبير أعراض الإنفلونزا وتشمل الحمى والتعب والتهاب الحلق والطفح الجلدي، وعادة ما تختفي بعد عدة أسابيع ويمكن أن لا تظهر أساساً، والطريقة الوحيدة لمعرفة أنك مصاب بالإيدز هو التحليل والاختبار.
– يمكن الشفاء من فيروس الـHIV (إشاعة خاطئة للأسف)
حتى يومنا هذا ليس هناك أي علاج لفيروس نقص المناعة المكتسب في معظم الحالات.
لكن العلاج الحالي يمكن أن يخفض مستويات الفيروس في الجسم ويقوي الجهاز المناعي للمريض، حيث تقوم بعض الأدوية بالتداخل مع البروتينات التي يحتاجها الفيروس لاستنساخ نفسه والبعض الآخر يمنع الفيروس من إدخال مادته الوراثية ضمن الخلايا المناعية.
– الإيدز يصيب جميع الأعمار والأجناس (حقيقة)
هناك 50 ألف إصابة بفيروس الـHIV سنوياً في الولايات المتحدة، و14 ألف حالة وفاة من المرضى المصابين بالإيدز.
ويصيب الفيروس النساء والرجال والأطفال، ومثليي الجنس وغيريي الجنس أيضا.
– الجنس بين شخصين مصابين بالإيدز آمن (إشاعة خاطئة)
إن كنت أنت وشريكك مصابين بفيروس HIV هذا لا يعني أنه يجب إهمال وسائل الوقاية والحماية كاستخدام الواقي الذكري، حيث يمكن أن ينتقل لك بعض الأمراض الأخرى التي تنتقل جنسياً أو سلالات جديدة من الفيروس نفسه التي يمكن أن تكون قوية أكثر ومقاومة للدواء.
– يمكنك إنجاب الأطفال حتى لو كنت مصاباً بفيروس HIV (حقيقة)
ولكن يمكن للأمهات الحاملات للفيروس أن ينقلن الفيروس إلى الجنين أثناء فترة الحمل، لكن يمكنهن أيضا؛ بمساعدة الأدوية والأطباء المختصين، أن يقللن من خطر انتقال الفيروس إلى الجنين وحمايته منه.
إن نسبة الإصابة بمرض الإيدز في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مرتفعة بسبب قلة الوعي والتثقيف بهذه المواضيع، يجب أن تكون هناك حملات توعية أكبر لكي يصبح الناس مدركين لحقيقة المرض ومتطلعين على كيفية الوقاية منه أو التقليل من آثاره بالنسبة للمرضى.