in

10 حقائق عن كازاخستان وشعبها وتقاليدها لم تسمع بها من قبل

لربما شاهد بعضكم فيلم «بورات Borat» الكوميدي للممثل (ساشا بارون كوهين)، حيث أدى الأخير دور صحفي كازاخي يذهب إلى الولايات المتحدة ليعود إلى بلاده حاملاً القيم الأمريكية بغية تطوير كازاخستان. على الرغم من أن الفيلم يصوّر (بورات) والكازاخيين بطريقة سلبية، لدرجة أن كازاخستان استنكرته، لكنه حقق شهرة كبيرة جداً.

على أي حال، وحتى لو لم تشاهد الفيلم، إليك هذه المعلومات التي لا نتوقع أنك سمعت بها عن كازاخستان:

1. لدى كازاخستان أولى منشآت إطلاق المركبات الفضائية

ميناء بايكونور الفضائي. صورة: Wikipedia

وهي ليست كأي منشأة أخرى في باقي أنحاء العالم، بل هي في الواقع أول وأضخم منشأة في العالم، حتى أن بعض رواد الفضاء الأجانب ينطلقون منها في مركباتهم.

تُعرف هذه المنشأة باسم ميناء بيكاونور الفضائي، وهي تقع في صحراء كازاخستان. بُني هذا الميناء في خمسينيات القرن الماضي عندما كانت كازاخستان جزءًا من الاتحاد السوفياتي، وهو المكان الذي انطلق منه أول قمر صناعي من الأرض إلى الفضاء، وهو قمر (سبوتنك 1) في الرابع من أكتوبر عام 1957، ليشعل هذا القمر شرارة السباق الفضائي بين الاتحاد والولايات المتحدة الأمريكية. لا تزال المنشأة اليوم خاضعة للروس بعد استئجارها، ولا تزال مركزاً لإطلاق برامجهم الفضائية.

2. كازاخستان هي أكبر دولة غير ساحلية في العالم

مدينة ألماتي.

تبلغ مساحة كازاخستان 2724900 كلم مربع، وهي أكبر من كامل أوروبا الغربية. وعلى الرغم من أنها لا تملك إطلالة على البحار والمحيطات، لكنها تملك أسطولاً بحرياً صغيراً. تحدها 5 دول هي روسيا والصين وقيرغيزستان وأوزبكستان وتركمانستان.

3. القُمارص هو المشروب الوطني

زجاجة تحوي مشروب القمارص. صورة: Wikipedia

القُمارِص هو أحد أنواع الألبان المخمرة، يُصنع عادة من حليب الإبل أو حليب الفرس، واسمه بالتركية قُمِز، أما عند العرب فيُعرف بالقمارص بسبب حموضته الشديدة.

في الاتحاد السوفياتي، ذكرت إحدى المصادر أن الدولة خصصت 230 ألف فرسٍ لإنتاج الحليب وتحويله إلى المشروب السابق. وطريقة تحضيره ليست بالسهلة، فبعد حلب الحيوان، يُخمر هذا الحليب غير المبستر على مدى أيام بالتزامن مع تحريكه وخضخضته. وهكذا، تقوم بكتيريا العصية اللبنية بتحميض الحليب وتتحول الخميرة إلى مشروب كحولي مُكرْبَن.

بالتالي يُعتبر هذا المشروب كحولياً، على الرغم من أنه لم يُصنع من تخمير الفاكهة أو الحبوب مثل باقي أنواع الكحوليات. يُقال أنه أقرب –تقنياً– للنبيذ من البيرة لأن عملية التخمر تحدث مباشرة من السكريات وليس من النشويات، لكن طعمه وتقاليد تناوله تشابه البيرة، حتى أنه أخف كحولًا منها، وغالبًا ما يُقدم بارداً.

4. تضم كازاخستان نحو 131 إثنية مختلفة

مجموعة من السكان البولنديين في كازاخستان يحتفلون بارتداء ملابسهم التقليدية. صورة: Astana Times

إن كازاخستان إحدى أكثر البلدان المعمورة بالسكان في العالم من ناحية الإثنيات والعرقيات، حيث يعيش فيها الكازاخ والروس والألمان والتتر والأوغور والأوزبك والكرد والأكرانيين وغيرها من الإثنيات التي تشكل نسباً صغيرة جداً، ناهيك عن وجود معتنقي الديانات الأبراهيمية الثلاث بالإضافة إلى البوذية.

5. تشكل السهوب نحو ثلث مساحة البلاد

سهوب كازاخستان. صورة: Steppes Travel

تُشتهر كازاخستان بسهوبها أو السباسب التي تمتد من نهر الأورال إلى جبال ألتاي، وتغطي الكثير من المناطق التي تنتمي للمجال الحيوي البيئي وفقًا لتصنيف الصندوق العالمي للطبيعة.

6. منزل الكاتب دستويفسكي

منزل الكاتب الشهير (دستويفسكي) الذي تحوّل إلى متحف. صورة: Tim Makins / Getty Images

في كازاخستان الكثير من المعالم السياحية، لكن إحداها هو المنزل السابق للكاتب الروسي (فيودور دستويفسكي) في مدينة سيماي قرب الحدود مع روسيا.

تحوّل المنزل اليوم إلى متحف، ويُعرض فيه ملاحظات تركها الكاتب وحواشٍ من أكثر رواياته شهرة، مثل «الجريمة والعقاب» و«الأبله».

يحوي متحف دستويسفكي الكثير من الأمور الأخرى المتعلقة بحياته، منها مجسم للسجن الذي قضى فيه الكاتب 5 سنوات من حياته في أومسك، كما تتوفر جولات سياحية باللغات الإنجليزية والروسية والكازاخية لتعريف الناس على محتويات المتحف.

7. محميات طبيعية ومواقع للتراث العالمي

ضريح خوجة أحمد يسوي. صورة: Wikipedia

تحوي كازاخستان محمية طبيعية تضم نحو 1300 نوع من الأزهار والنباتات المزهرة. تُشتهر محمية أكسو–جاباغلي الطبيعية بكونها أفضل المحميات في البلاد، وفيها تنوع حيوي مذهل، حي تعيش فيها حيوانات كالوعل وغنم الأرغل والعُقاب الذهبية.

تضم كازاخستان أيضاً 3 مواقع صنفتها اليونيسكو ضمن قائمة مواقع التراث العالمي، هي سهول سارياركا التي تعتبر من أشهر مواقع العالم لرؤية الطيور، ووادي تامغالي بتكويناته الصخرية التي تعود لنحو 5000 عام، وأخيرًا ضريح خوجة أحمد يسوي، وهو ضريح في مدينة تركستان جنوب البلاد بناه (تيمورلنك) عام 1389 مكان ضريح سابق صغير بُني في القرن الثاني عشر تخليداً لذكرى المتصوف والشاعر (خوجة أحمد يسوي)، حيث كانت المنطقة حينها خاضعة لسلطة الدولة التيمورية.

توقفت أعمال بناء الضريح عام 1405 عندما مات (تيمورلنك)، وعلى الرغم من عدم اكتمال البناء، لكن الضريح لا يزال قائماً حتى اليوم، وهو يمثل بداية أسلوب العمارة التيموري، بل يُعتبر أفضل الأمثلة عن أسلوب العمارة السابق حالياً.

يُقال أن (تيمورلنك) نفسه شارك في البناء، حيث جلب الحرفيين الفرس الماهرين للعمل على هذا المشروع. يمتاز الضريح بترتيبه الفضائي وخزناته وقببه والزخارف على الجدران، واعتُبر مثالاً للأعمال المعمارية الأخرى التي استُلهمت منه، تحديداً في سمرقند.

8. ممر لطريق الحرير

طريق الحرير. صورة: Wikimedia Commons

طريق الحرير هو عبارة عن شبكة من الطرق التي سلكتها القوافل والسفن سابقاً على طول جنوب آسيا، ولم يُستخدم الطريق للتجارة فقط، بل اعتبر صلة وصل بين الحضارات المختلفة. كان هذا الطريق يمر في القسم الجنوبي من كازاخستان، فكانت القوافل الصينية تمر من سايرام وتركستان (مدينة) ومدينة طراز. كما أن هذا الطريق هو ما أدى إلى نشوء وازدهار المدن الكازاخية، حيث كان التجار يرتحلون على طول السهوب ويتوقفون في استراحات تطورت لاحقاً لتصبح مدناً كبيرة.

9. الفروسية جزء من ثقافة كازاخستان

صورة من إحدى السباقات التقليدية بين النساء والرجال. صورة: Valentine Baldassari/Novastan

بالفعل، يُعتبر ركوب الخيل جزءًا من الثقافة الشعبية، تحديداً رياضة (قز قوف)، والتي تعني حرفياً «مطاردة الفتاة»، وهي رياضة منتشرة لدى العديد من الشعوب التركية أيضاً.

تتألف تلك الرياضة من سباق على الأحصنة بين رجل وامرأة بحيث تكون المرأة متقدمة على الرجل في بداية السباق، وينتهي السباق إما فوز الرجل وتمكنه من تقبيل المرأة في نهاية السباق، أو عدم قدرة الرجل على اللحاق بها، وهنا تقوم المرأة بالالتفاف إلى الوراء ومطاردة الرجل حتى تتمكن من ضربه بالسوط، ما يعني فوزها في النهاية.

يقول بعض الناس أن الكازاخ هم أول من امتهن تدجين الخيول وركوبها، كما أن لحم الخيل من اللحوم الشائعة في أطباق الكازاخ.

10. أستانا، المدينة المتطورة

برج بايتيريك. صورة: Wikipedia

أصبحت أستانا عاصمة البلاد منذ عام 1997، بينما كانت العاصمة سابقاً هي ألماتي، على الرغم من بقاء الأخيرة مركزاً تجارياً وثقافياً. لكن منذ تلك الفترة، توسع طموح كازاخستان لتصبح إحدى الدول المتقدمة، فترى فيها اليوم ناطحات السحاب والأبنية الشاهقة، مثل برج بايتيرك الذي يرتفع 150 متراً وقصر السلام والمصالحة المصمم على يد المعماري البريطاني (نورمان فوستر) بحيث يبدو على شكل هرم، ويرمز إلى التسامح الديني، بكلفة تُقدر بـ 58 مليون دولار.

قصر السلام والمصالحة بهيكله الهرمي. صورة: ninara/Flicker

هناك أيضاً مركز خان شاطر الترفيهي في أستانا، وهو عبارة عن خيمة شفافة عملاقة بُنيت في العاصمة أستانا (نور سلطان) وفقاً لأسلوب العمارة المستقبلية الجديدة.

مركز خان شاطر ليلاً.

تبلغ مساحة المركز نحو 140 ألف متر مربع، وأسفل تلك الخيمة، هناك منطقة عملاقة جداً (أكبر من 10 ملاعب كرة قدم) صُممت لتصبح متنزهاً حضرياً ومركزاً للتسوق وفضاءً ترفيهياً، فهناك الشوارع المرصوفة بالحجارة ونهر يمر بينها ومراكز تسوق وملعب غولف صغير ومنتجع داخلي، كما تسمح المادة الشفافة التي صُنعت منها الخيمة بمرور ضوء الشمس، وهو أيضاً مشروع معماري آخر للمهندس (نورمان فوستر).

هل زرتم كازاخستان من قبل؟ أخبرونا عن تجربتكم في التعليقات!

مقالات إعلانية