(الرجاجيل) أو كما يشار إليها أحيانا بـ(الرجال الواقفون) أو الأعمدة المنتصبة، هي تجمع لبضع وخمسين مجموعة من الأعمدة الحجرية من صنع الإنسان التي تقع بالقرب من المدينة الصحراوية والواحة القديمة (سكاكة) في مقاطعة (الجوف) في الشمال الغربي للمملكة العربية السعودية.
تترتب هذه الأعمدة الصخرية المنتصبة وتتوزع في مجموعات تحتوي كل مجموعة على أربعة أعمدة أو أكثر، قد تصل إلى سبعة، والتي تكون مجتمعة في في قاعدتها مع بعضها، ثم تتفرق وتتشعب في نهاياتها على زوايا مختلفة عشوائية، ويظهر البعض منها وكأنها وقعت وتحطمت بفعل العوامل الطبيعية.
يبلغ طول البعض من هذه الأعمدة الصخرية ويصل إلى أكثر من ثلاثة أمتار، أما سمكها فيبلغ متوسطه ستون مترا.
تلقب أحيانا هذه الصخور بـStonehenge -وهي أعمدة الصخور التاريخية الغامضة الموجودة في بريطانيا- المملكة العربية السعودية، ويعتقد أن أعمدة الرجاجيل الصخرية هذه قد أنشئت وصقلت من الصخور الرملية منذ منذ ستة آلاف سنة مضت.
لا يعرف علماء الآثار الكثير حول الرجاجيل، حيث يجهلون معلومات على غرار من بناها، وما الهدف من بنائها، إلا أن الكثيرن من الباحثين يعتقدون أن تاريخها يعود إلى الألف الرابع قبل الميلاد، وأنها كانت عبارة عن بقايا معبد قد يكون شيد في تلك الأزمنة.
إلا أن لا يبدو فعليا أن هذه الصخور تشبع أو تمثل أي هدف أو غاية دينية، أو أنها تقف على أضرح أو بقايا بشرية، حيث أنه لم يتم اكتشاف أية بقايا بشرية أو أدوات وأغراض دينية حول هذه الأعمدة الصخرية أو بالقرب من مواقعها، إلا أن ترتيبها وشكلها يقترح بأن تكون لها علاقة مع التنجيم والأفلاك، لا يتم ملاحظة أو رصد هذه الفرضية من على مستوى الأرض، لكن الصور الملتقطة من الجو تبرز أن لترتيب صخور الرجاجيل هذه علاقة وتوافق مع كل من شروق الشمس وغروبها.
من المحتمل كذلك أن تكون هذه الأعمدة علامات لتعليم وإبراز الطرقات التجارية، حيث أن (الجوف) كانت محطة توقف واستراحة مهمة جدا للعديد من الطرقات والخطوط التجارية القديمة التي كانت تربط شبه الجزيرة العربية، ومصر، وبلاد ما بين النهرين، والشام.
تمتد إحدى هذه الطرقات، التي تعتبر أقدمها في التاريخ وأهمها على الإطلاق من اليمن بالتوازي مع سواحل البحر الأحمر وصولا إلى (المدينة)، و(العلا)، و(مدائن صالح)، ثم تلتف لتتجه صوب (الجوف)، ثم تستمر نحو الشرق، ويتجنب هذا الطريق ويتفادى الرمال المتحركة والكثبان العالية في (النفوذ العظيم) إلى الجنوب، كما يتفادى الأرض الوعرة العبور في (وادي السرحان) إلى الشمال.
قد تكون هذه الصخور مؤشرا دائما على وجود تقاطعات الطرقات، كما قد تكون هناك لتدل على أكثر الطرق أمنا لتتخذه القوافل التجارية.
تمثل أحجار الرجاجيل هذه لغزا محيرا لم يسمع به إلا قلة قلائل في هذا العالم.
الصورة البارزة: Eric Lafforgue Photography من موقع Flickr