in

طالبة دكتوراه تنشر بحثا مثيراً حول تصميم بسيط لآلة السفر عبر الزمن

آلة السفر عبر الزمن

نشرت طالبة دكتوراه حديثاً بحثا جديدا مثيرا للفضول فصّلت فيه تصميما بسيطا وأنيقا جدا لآلة السفر عبر الزمن، غير أنه يبقى محط تساؤل ما إن كان بإمكان هذه الآلة أن تعمل وتؤدي وظيفتها، وقبل كل شيء: هل السفر عبر الزمن ممكن حقاً؟

وفقا لبروفيسور الفيزياء (غوراف كانا) في جامعة (ماساتشوستس دارتموث)، فإن الجواب عن إمكانية السفر عبر الزمن هو ”نعم“، بما أننا نمضي قدماً عبر الزمن ثانية بثانية، لكن إذا رغبنا في الواقع في دفع أنفسنا أبعد من هذا في المستقبل، فسوف نكون في هذه الحالة بحاجة إما للسفر بسرعة تضاهي سرعة الضوء أو السفر بالقرب من ثقب أسود، وهكذا، عندما يتباطء الزمن شيئا فشيئا نكون قادرين على القفز قدُما في المستقبل.

غير أن التساؤل الجدلي حول هذا الموضوع كله يقف على إحتمال وإمكانية بناء آلة سفر عبر الزمن تسمح لنا بالعودة بالزمن إلى الوراء واستكشاف الماضي. مثلما ورد في مقال لموقع Science Alert، فإن طالبة الدكتوراه (كارولاين مالاري)، التي هي في الواقع واحدة من طلبة البروفيسور (كانا)، قامت لتوها بنشر نموذج عن آلة سفر عبر الزمن وأظهرت أنه بحيازة الأغراض المناسبة، فإن السفر عبر الزمن إلى الماضي ممكن حقاً.

في وصف له لنظرية السفر عبر الزمن، شرح البروفيسور (كانا) قائلا: ”تسمح نظرية النسبية العامة لـ(آينشتاين) بتقويس الزمن وفق زاوية تجعله يُثنى على نفسه، مما يسفر عنه ميلاد حلقة زمنية. تخيل أن تسافر عبر هذه الحلقة الزمنية، يعني هذا أنه في مرحلة ما، سينتهي بك المطاف في لحظة من الماضي تبدأ فيها باختبار نفس التجارب منذ تلك اللحظة مجدداً، وهو أمر يشبه ظاهرة الـ(ديجا فو) قليلا، فقط أنت لن تكون على دراية به“.

هنا نرى حلقة زمنية، يشير اللون الاخضر الى الطريق المختصر عبر الثقب الدودي، بينما يشير اللون الاحمر الى الطريق الطويل عبر الفضاء العادي. بما أن زمن السفر عبر المسار الاخضر قد يكون صغيرا جدا مقارنة بالمسار الاحمر، فان الثقب الدودي يعني امكانية السفر عبر الزمن. صورة: Panzi/Wikimedia Commons

عبر السنوات؛ نشر عدة فيزيائيين، من (ستيفن هاوكينغ) إلى (كيب ثرون)، أبحاثاً حول موضوع السفر عبر الزمن وآلات السفر عبر الزمن، واستنتجوا فيها بأن حلقات الزمن على شاكلة تلك التي وصفها (آينشتاين) لم تكن ممكنة وكفى. شرح (هاوكينغ) استحالة هذا الأمر بشكل وجيز ودقيق في Chronology Protection Conjecture الذي يصف فيه كيف أن الطبيعة جعلت من المستحيل على البشر السفر والعودة بالزمن إلى الوراء، ذلك أنهم لو تمكنوا من ذلك لحدثت الكثير من التناقضات والمفارقات التي ستجعل هؤلاء البشر يتوقفون عن الوجود تماما في نقطة معينة.

من أجل تحقيق حلقة زمنية مثل تلك التي وصفها (آينشتاين)، ستكون في حاجة إلى مواد غريبة، التي يجب أن تحتوي على كتلة سلبية، غير أن الطالبة (مالاري) تعتقد بأن آلة السفر عبر الزمن أمر ممكن حقا، ذلك أننا في الواقع لسنا في حاجة لأي مواد غريبة ذات كتلة سلبية لاستخدامها فيها، ففي آلتها للسفر عبر الزمن، استخدمت (مالاري) سيارتين طويلتين جدا مصنوعتين من مواد ذات كتلة إيجابية بدلا من كتلة سلبية، وكانت هاتان السيارتان مركونتان بالتوازي في ورقتها البحثية، وبينما تتقدم إحدى السيارتان بسرعة نحو الأمام، تبقى السيارة الثانية مركونة مثلما هي عليه خلفاً، وبمجرد أن يتم تنفيذ المخطط بشكل مناسب، يصبح الحيز المكاني بين هاتين السيارتين تماما مثل حلقة زمنية.

في حالة كنت تفكر في بناء آلة مثل آلة (مالاري) للسفر عبر الزمن، فقد ترغب في إعادة التفكير في الأمر، ذلك أنه من أجل أن يتحقق السفر عبر الزمن، يجب أن تحتوي كلا السيارتان في النموذج السابق على كثافة غير متناهية في مركزيهما. مثلما أوضحه (كانا): ”يعني هذا احتواءهما [السيارتان] على أغراض يطلق عليها اسم التفرّدات التي تملك كثافة ودرجة حرارة وضغطا لامتناهياً. غير أنه على خلاف التفردات الموجودة داخل الثقوب السوداء، التي تجعلها غير قابلة للعبور من الخارج، فإن التفردات في نموذج (مالاري) مكشوفة تماما وقابلة للملاحظة، ومنه تملك تأثيرات فيزيائية حقيقية“.

بينما لا يعتقد الفيزيائيون أن مثل هذه الأغراض موجود فعلا في الطبيعة، فإن آلة السفر عبر الزمن الخاصة بـ(مالاري) لن تكون قابلة للاختبار للأسف في أي زمن قريب، غير أنه من الجميل أن نعرف أن آلة من هذا النمط قابلة للبناء والتحقيق في حالة ما تمكنا بطريقة ما من العثور على مثل تلك الأغراض المتفرّدة في الطبيعة.

تم نشر هذا البحث الجديد حول بناء آلة السفر عبر الزمن في مجلة Classical & Quantum Gravity العلمية.

مقالات إعلانية