in

5 من أغرب الوحدات العسكرية التي عرفها التاريخ

يبدو أن الصراعات التاريخية كانت واحدة من المحركات الرئيسية للنشاط البشري والابتكار. في سعينا لمعرفة ما يُميّز العدوّ، تطورت الجيوش واختبرت الاستراتيجيات والتكتيكات التي تشذ بشكل كبير عن المُعتاد. وهذا البحث غير المُنتهي عن ميزة في الحرب قاد إلى خلق وحدات قتالية غير عادية بدرجة كبيرة وغريبة تماماً، والتي مع ذلك كان لها دورها الفريد لتقوم به.

نقدم لكم في مقالنا هذا 5 من أغرب الوحدات العسكرية التي شهدها التاريخ:

1. عمالقة بوتسدام:

عمالقة بوتسدام.
صورة: wikimedia

سعت الجيوش باستمرار لتجنيد أكبر، وأقوى، وأكثر المحاربين مهارة في صفوفها العسكرية أملاً في الحصول على ميزة عسكرية ضد مُنافسيها.

على أية حال، في القرن الثامن عشر حول (فريدريك ويليام) أول ملوك (بروسيا) هذه الرغبة إلى هاجس غريب واستحوذت على كل اهتمامه، فراح ينفق مبالغ لا تُصدّق من ثروته على إنشاء فوج عسكري خاص من جنود عمالقة.

عند تولي (فريدريك) العرش البروسي عام 1713، بدأ بتوسيع حجم الجيش البروسي بشكل كبير لأكثر من الضعف، من 38 إلى أكثر من 83 ألف جندي في نهاية فترة حكمه، وكذلك قام بمجموعة من الإصلاحات العسكرية التي حولت هذا الجيش الى واحد من أكثر الجيوش المهيبة والمنضبطة في (اوروبا)، خالقاً بذلك قوة مُقاتلة ستُستخدم في النهاية من قبل ابنه وخليفته (فريدريك العظيم) لينقل (بروسيا) من مملكة ألمانية صغيرة نسبياً إلى قوة أوروبية عظيمة.

مع ذلك، وبينما كان الملك (فريدريك ويليام) مشغولاً ببناء قوة عسكرية بروسيّة، طوّر إعجابًا غير عادي للرجال ذوي البينة الضخمة، وأصبح مسلوباً بفكرة إنشاء فوج من الجنود الذي يحتوي على أطول الرجال في أوروبا، يكون جميع أفراده فارعي الطول، فيما أُصبح يُعرف باسم ”عمالقة بوتستدام“.

لُخِصَ هاجسه الغريب باعترافه لاحقاً بأن: ”أجمل فتاة أو امرأة في العالم ستكون أمراً غير مهم بالنسبة لي، ولكن الجنود طوال القامة هم نقطة ضعفي“.

بدأ سريعاً بجمع العمالقة النادرين من حول مملكته، وفي الواقع، من العالم كُله، مُرسلاً العُملاء إلى أراضٍ أجنبية للبحث والحصول على أي طفل أو رجل بطول غير عادي.

تم جذب الأهل عن طريق دفعات كبيرة لتسليم أولادهم طويلي القامة في حين تم تعويض مُلّاك الأراضي بشكل كبير مُقابل التخلي عن أكبر مزارعيهم، بينما كان المُعلمون عبر المملكة حريصين على إرضاء ملكهم، فقاموا بمُراقبة كل طفل ممن وضِعوا تحت مسؤوليتهم والذين كان من المتوقع أن يكبروا ليُصبحوا بأطوال غير عادية.

عندما تم إفراغ مملكته من جميع رجالها طويلي القامة، تطلّع الملك لأراضٍ خارجية مُستقبلاً العمالقة كهدايا من (روسيا) و(النمسا)، كما أنفق ثروات كبيرة من الذهب لتوظيف مُرتزقة ضِخام مأجورين وشراء جنود طويلي القامة من جيوش أُخرى.

حتى ذلك الحين، لم يكن هناك جهد كافٍ لإرضاء الملك، لذلك بدأ بالنظر في وسائل شريرة لتدعيم صفوف الجيش الخاص بعمالقة بوتستدام، فقام بتجربة أولى غير اعتيادية لتحسين نسل النساء طويلات القامة اللاتي أجبرن على الزواج من عمالقته، والقيام بجهد لخلق نسل خارق طويل القامة، ولكن هذه الطريقة من غير المُرجّح أن تؤتي ثمارها لعدة سنوات.

لذلك لجأ الملك للضغط وخطف الرجال من كل أوروبا. في عام 1730 ورد أن السفير البروسي في (لندن) شارك في خطف رجل أيرلندي يدعى (جيمس كيرتلاند) الذي كان طوله 220 سنتمترًا. حيث قام السفير بإغواء الرجل اليافع بتقديم عرض عمل له كأجير وخدعه للصعود على متن سفينة مُتجهة إلى (بروسيا)، حيث وجد نفسه مُجنّداً ضد إرادته في جيش عمالقة بوتستدام.

عملية خطف مُربكة أخرى تتضمن نجارًا ألمانيًا تم تكليفه ببناء صندوق كبير بقياس 180 سنتمتر، والذي صادف أنه بطول النجار نفسه، في حين كان مثل هذا الطلب علامة تحذيرية، إلا أن النجار قام بتنفيذه كما طلب منه الرائد البروسي، الذي أخبره لاحقًا بأن الصندوق صغير جداً، ;تبعاً للقصة صعد النجار إلى داخل الصندوق ليُثبت أن الأبعاد كانت صحيحة، ليجد نفسه قد أُغلق عليه بسرعة في الداخل من قبل اثنين من مساعدي الرائد. اختنق النجار حتى الموت في الطريق إلى ثكنات عمالقة جيش بوتستدام بسبب النقص في فُتحات التهوية في الصندوق.

أحد عمالة بوتسدام.
أحد عمالة بوتسدام. صورة: Wikimedia Commons

مثل هذه الحالات كانت شائعة للغاية، ويُعتقد أن الرجال المخطوفين كانوا يُشكلون جزءاً كبيراً من أعداد الفوج.

كبرت الوحدة إلى قوة كتيبتين تحتوي على أكثر من 3200 رجل بمُتطلبات أساسية للانضمام، والتي هي طول لا يقل عن 180 سنتمتر، وعلى الرغم من أن هذا الطول يعتبر اليوم فوق المتوسط بقليل، فإنه في ذلك الزمن كان يعتبر طولا فارعاً للغاية، كما كان هناك رجال يبلغ طولهم حتى 220 سنتمترًا.

غير أنّه لم يتم إرسال هؤلاء الجنود المميزين إلى المعركة، لأن الملك كان خائفاً من خسارة أي منهم فيها. عوضاً عن ذلك تم استخدام هؤلاء الرجال كشخصيات احتفالية بهدف تسلية الملك، حيث أمِروا بالقيام بعروض في غرفة نومه عندما كان يُعاني من إحدى أمراضه المُتكررة، والموكب الغريب كان بقيادة دب مُروض قيل إنه مثّل تميمة للفوج، فكان الجنود يرتدون الزي الرسمي مع قُبعات كان ارتفاعها يصل إلى 45 سنتمتراً حتى يبدون أطول قامة.

مُنح هؤلاء الجنود المميزون سكنات فاخرة وكانوا يتناولون أفضل الأطعمة من قبل راعيهم الملك، وتم تدريبهم بشكل مُتكرر من قبل الملك الذي كان مسروراً بعرضهم كلوحات مبهرة أمام ضيوفه الأجانب، بينما تم تعديل رواتبهم على أساس الطول، بحيث يتلقى أطول رجل أعلى أجر مهما كان السَخط داخل الصفوف مُنتشراً.

بما أن الكثير من هؤلاء الجنود قد تم تجنيدهم ضد رغبتهم، وبما أن حياتهم كانت خاضعة لسيطرة الملك شخصياً، حاول الكثير منهم الفرار إلى الصحراء أو إنهاء حياتهم.

كما حاول الملك جعلهم أطول قامة من خلال إخضاعهم لبعض التجارب القاسية، مثل إجبارهم على الخوض في جلسات ”تمديد الأطراف“ القاسية على آلة صممت خصيصًا لهذا الغرض، والتي كانت تسلط عليهم آلامًا فظيعة.

على الرغم من استثمار هذه الموارد الكبيرة في المشروع، فمن غير المُحتمل أن تكون الوحدة فعّالة في أرض المعركة، ناهيك عن كون العديد من الرجال غير مؤهلين جسديًا للقتال بسبب عملقتهم.

بموت الملك في عام 1740، بدا أن ابنه وخليفته (فريدريك العظيم) لم يشاركه هذا الافتتان بالفوج العملاق، وكان يراه على أنه تبذير، وقام بدمجه بوحدات أخرى موجودة.

2. الـ13 القذرون:

فرقة الثلاثة عشر القذرون.
فرقة الثلاثة عشر القذرون. صورة: Wikimedia Commons

كانت سلوكيات مجموعة الرجال الجامحين في قسم الهدم الأول لكتيبة مشاة المظلات الأميركية 506 مصدر الإلهام الحقيقي للكتاب المشهور عالمياً وفيلم ”الدرزينة القذرة“ The Dirty Dozen.

لم ينل رجال فرقة الـ13 القذرين سمعتهم المخلة بالنظام بسبب أي جرائم حقيقية قاموا بارتكابها، بل بسبب تجاهلهم المُتعمّد والمستمر للضُّباط الرؤساء ولقوانين الجيش، حيث كانوا يقضون وقتهم خارج ساحة المعركة في شجارات سكر مُتكررة ومعتقلين في السجن العسكري، أو غائبين ببساطة من دون إذن لعدة أيام متتالية.

ولكن في زمن الانضباط العسكري الصارم، كيف يمكن لهذه المجموعة غير المُنضبطة من غير المرغوبين أن يُفلِتوا بهذا السلوك الّذي من شأنه أن يضع جنوداً آخرين في مشاكل خطيرة؟

تحت قيادة (جاك ماكنيز) الذي تطوع في الجيش للفرار من أحكام جنائية مُحتملة بعد أن كان على وشك قتل رجل خلال مشاجرة في حالة سكر عام 1942، أصبح رجال قسم الهدم الأول خبراء مُدربين تدريباً عالياً في فنون التخريب والتدمير، مُكلفين بعمليات خلف خطوط العدو، حيث يقومون بتدمير الجسور، وسكك الحديد، والطرق ليعيثوا فساداً بين صفوف العدو.

سرعان ما اكتسب (ماكنيز) سمعته كمُفتعل مشاكل، مع ذلك بدلاً من اعتقاله ببساطة حتى انتهاء الحرب، قرر رؤساؤه الاستفادة من شخصيته الفريدة، وقد أُرسل إلى مجموعة (ماكنيز) رجالٌ وصلوا إلى هذا الفوج على اعتبار أنهم غير منضبطين أو خارج نطاق السيطرة بالنسبة إلى وحداتهم.

على الرغم من أن هذه الوحدة الفريدة نالت لقب الـ13 القذرين، فإن أعدادهم كانت تصل أحياناً إلى 18 رجلًا، وهي مجموعة عُزلت عن باقي الجنود حتى لا يتفشى تجاهلهم المتعمد للانضباط في صفوف بقية أفراد الجيش، وتحت قيادة (ماكنيز) الفريدة، أصبحت المجموعة مشهورة بسلوكيات أفرادها الغريبة والمشينة خارج ميدان المعركة.

لم يولي (ماكنيز) اهتماماً كبيراً بجوانب الانضباط العسكري التي لم تؤثر بشكل مباشر على المهمة المنوطة بالفرقة، وكنتيجة على ذلك، كان أفراد مجموعته غالبا ما يجدون أنفسهم في مشاكل مستمرة مع السلطات العسكرية، من مشاجرات بالأيدي مع الضُباط الرؤساء، إلى شجارات في حالة سكر، وفترات مطولة من الغياب بدون إذن، وقد عنت هذه التصرفات أن هؤلاء الرجال لم يختلفوا عن حيوانات الحظيرة.

في إحدى المناسبات، تدخل (ماكنيز) عندما كانت الشرطة العسكرية تسعى لاعتقال واحداً من رجاله الذي ضرب الشرطة بهراوتهم الخاصّة، وسرق مسدساتهم.

(ماكنيز) بين الماضي والمستقبل.
(ماكنيز) بين الماضي والمستقبل.

جعل رفض أفراد هذه المجموعة تنظيف لباسهم الرسمي من الجنود الآخرين يلقبونهم بلقبهم الشهيرة ”الثلاثة عشرة القذرون“، غير أن هذا اللقب يشير إلى ما هو أبعد من مجرد النظافة الشخصية، فهو يشير إلى ألعاب الصيد غير المشروعة من المُمتلكات القريبة، وسرقة السيارات، وسرقة مشروبات الضُباط وأي شيء أرادوه.

أي من الرجال الذين صادف وأن حصلوا على ترقية، سيجدون أنفسهم قد عوقبوا بإنزال رتبتهم مرة أخرى بسبب سلوكهم الجامح، ورغم هذه السمعة السيئة بدا أنّ الرجال قد استطاعوا النجاة بمثل هذا التصرف المُثير للتّساؤل تبعاً لمهاراتهم المُذهلة في القتال، هذه المجموعة من المنبوذين أصبحت تعرف على أنها مجموعة الرجال الذين يذللون المصاعب وينجزون المهام الخطيرة.

أسلوبهم الفظ والخشن في الأوقات العادية ليس له مكان في الجيش، ولكن خلال اندلاع الحرب العالمية الثانية سُخِر كأداة مفيدة في الأوقات الحرجة.

وجد الـ13 القذرون أنفسهم مستلمين مهمات أساسية لقوى التحالف وخطيرة بشكل كبير كانت احتمالات فشلها وسقوطهم ضحايا لها تتعدى الثمانين في المائة، فمجرد كون المرء مظليّا كان عملاً خطيراً بما فيه الكفاية حيث كان متوسط العمر المتوقع ليكون عند حدود قفزة واحدة ونصف فقط، وعادةً ما كان الرجال يُمنحون طعاماً يكفي فقط ليوم واحد، ذلك أن معظمهم لن يبقى على قيد الحياة لمدة أطول من يوم واحد على الأرجح.

على كل حال، فإن ارتفاع احتمال سقوطهم قتلى في بعض المهمات التي كلفوا بها كان السبب وراء تسامح القادة مع سلوكاتهم المشينة وانعدام الانضباط لديهم.

فرقة الثلاثة عشر القذرون وهي تتأهب للخروج في مهمة.
فرقة الثلاثة عشر القذرون وهي تتأهب للخروج في مهمة.

كمُفتعل مشاكل سيئ السمعة، اعتقد (ماكنيز) بأن رجاله قد مُنحوا مثل هذه المهمات الخطيرة لأنه كان يُنظر لهم على أنهم قابلين للاستبدال، مع ذلك وبشكل مخالف للتوقعات بقي على قيد الحياة خلال فترة الحرب متجاوزا متوسط العمر المتوقع للمظلي بأشواط، ونجح في إتمام أربعة قفزات خلف خطوط العدو التي سميت كلها بإسمه بعدها.

في ليلة غزو (نورماندي) عام 1944، تلقّى رجال (مكنيز) أوامرًا بالهبوط خلف الخطوط الألمانية ليستولوا على الجسور أو يدمروها ويمنعوا قوات العدو المسلحة من الوصول إلى رؤوس الشواطئ غير المُرتفعة وغير المُحصّنة.

في محاولة لرفع معنويات فرقته وعلى أمل إثارة مخاوف العدو، تم التقاط صورة مشهورة للرجال وهم يضعون طلاء الحرب لبعضهم مع قصة شعر ”الموهوكس“ غير الاعتيادية الّتي حُلقت بها رؤوسهم.

تم تصفية نصف المجموعة بينما كانوا يُحققون نجاحاً مبهرًا في مهمتهم في (نورماندي)، واستمر الناجون منهم في تحقيق الانتصارات خلال المعارك التالية، منها معركة Bulge التي شاركوا خلالها في إنزال توقع الرؤساء أن تكون نسبة الضحايا فيه 90 في المائة، غير أنهم لم يخسروا سوى رجلًا واحدًا.

3. ساحرات الليل:

ساحرات الليل.

كانت الجبهة الشرقية للحرب العالمية الثانية مسرحًا لمذابح وحشية بمقياس لا يمكن تصوره، حيث راح الجنود الألمان والسوفييت يقتتلون بعضهم بعضا بيأس حتى النهاية، وكل ذلك على ساحة معركة تكسوها الثلوج البيضاء تم تجاهل فيها جميع قواعد الحرب والقواعد الإنسانية بشكل كامل.

غير أن مشهدا آخر من حرب هذه الجبهة كان يسري في السماء، ففي عام 1941، ومع سقوط أكثر من ثلاثة ملايين جندي سوفييتي بين قتيل وجريح، وباقتراب الجيش الألماني النازي على مشارف موسكو، وجد الاتحاد السوفييتي نفسه على حافة الانهيار الكامل.

لجأ (ستالين) إلى إشراك النساء في القتال مُجنّداً الإناث غير العاديات فقط في فوج الطيارين المُقاتلين، اللواتي ستُكسبهن مآثرهن المذهلة احترام زملائهن من الذكور، بينما في الوقت نفسه سيرعبن عدوهن الألماني الذي لقّبهن بساحرات الليل.

كان الغزو الألماني لاتحاد الجمهوريات السوفيتية في عام 1941 يتقدم بشكل سريع وعميق في الأراضي الروسية مُحطّماً كل مقاومة، بينما كان جيشهم ينطلق بسرعة باتجاه موسكو نفسها على شاكلة الحرب الخاطفة السابقة في الغرب التي أدت لاحتلال فرنسا في وقت وجيز.

ساحرات الليل.
ساحرات الليل. صورة: Nikolai Ignatiev/Alamy Stock Photo

كان قد بدا أن الاتحاد السوفييتي سيستسلم قريبا ويُضاف إلى القائمة الطويلة لانتصارات الجيش الألماني المُذهلة، مع كون القوات الألمانية تبعد فقط 19 ميلًا عن موسكو ولينينغراد.

بعد 6 أشهر فقط من الغزو الألماني للأراضي السوفييتية، عان الاتحاد السوفييتي من سقوط أكثر من 3 ملايين جنديا من جنوده بين قتيل وجريح، ووجد (ستالين) نفسه محاصراً وبحاجة إلى كل مواطن قادر جسدياً لينضم إلى القتال ليمنع الانهيار التام للبلاد.

على عكس كل العادات والتقاليد في ذلك الزمن، أمر الزعيم السوفييتي طيارة مشهورة في صفوف الجيش تدعى (مارينا ريسكوفا) باستخدام شهرتها ومهاراتها لتنظيم فوج من النساء الطيارات ليُنفذن مهمات قصف ليلية متتالية مُصممة لإنهاك وإبطاء التقدم السريع للعدو.

بالرغم من أن النساء مبدئياً قد تم منعهن من القتال، أمر (استلين) بإنشاء وتوظيف وحدات ثلاث وحدات قوة جوية تتألف من النساء فقط، وباقتراب نهاية الحرب، كان قد تم تعبئة 800 ألف امرأة في الجيش، خدمت العديد منهن في مهمات مُتتالية في قيادة الدبابات وتشغيل المدافع الرشاشة الثقيلة، وفي القناصة، والتمريض.

على الرغم من أن هذه الفكرة قد تبدو تقدمية للغاية وسابقة لأوانها حتى بمعايير يومنا هذا، لك أن تتخيل كيف كانت لتبدو في أربعينيات القرن الماضي! لقد كان هذا قرارًا سببه اليأس من الضغط الذي يمارسه تقدم العدو السريع الذي يكاد لا يمكن إيقافه.

تلقى الفوج النسائي المستحدث أكثر من 2000 طلب من نساء متحمسات للدفاع عن وطنهن الأم، ومن هذه الطلبات اختارت (مارينا ريسكوفا) 400 مجندة أغلبهن فتيات صغيرات تتراوح أعمارهم بين 17 و26 سنة، مُكلفات بتنفيذ مهمات الإغارة الليلية ومهمات القصف الدقيق ضد القوات الألمانية.

كان على الفوج القيام بواجبه رغم الموارد المتواضعة، التي من بينها انعدام توفر بذلات عسكرية نسائية، حيث كان على المجندات ارتداء الخاصة بالرجال، كما كانت الطائرات التي كلفن بقيادتها منتهية الصلاحية، وكانت مصممة بشكل أساسي للتدريب ورش المحاصيل الزراعية بالمبيدات.

تم وصف هذه الطائرات القديمة لاحقاً من قبل الطيّارين على أنها ”توابيت مجنّحة“، فلم تكن هياكلها الهزيلة والخفيفة قادرة على حمل سوى قنبلتين اثنتين في كل مرة، مما فرض على الطيارة التي تقودها ومساعدتها تنفيذ ما بين 8 إلى 18 مهمة خطيرة في كل ليلة لكي تحدث الأسلحة المتواضعة أي ضرر حقيقي بالعدو.

لم تكن هذه الطائرات البالية والبطيئة كذلك ترقى لمجال المقارنة مع الطائرات الألمانية المقاتلة، لذلك كان على ”ساحرات الليل“ استخدام نقاط ضعف طائراتهن لمحاولة التفوق على المقاتلات الألمانية، فكانت سرعة طائراتهن البطيئة لصالحهن في معظم الأوقات، حيث كانت المقاتلات الألمانية تتجاوزها حتى قبل أن تتمكن من التصويب عليها.

من بين الاستراتيجيات التي استخدمتها الطيارات الإناث، هي إيقاف تشغيل محركات طائراتهن باقترابهن من أهدافهن تحت غطاء ظلام الليل الدامس، وهكذا يتمكنّ من تنفيذ مهماتهن في تخفي كامل، فكان الألمان في الأسفل يتعرضون للهجوم المدمر حتى قبل أن يدركوا ما الذي حل بهم، ذلك أن طائرات ”ساحرات الليل“ كانت تصل لتلقي بحمولتها القاتلة في صمت رهيب وكأنها جاءت من العدم.

طائرات ”ساحرات الليل“.
طائرات ”ساحرات الليل“. صورة: wikimedia

هذا ما جعل الألمان يلقبوهن بلقب ”ساحرات الليل“، ذلك أن طائراتهن الخشبية والصوت الخفيف الذي تصدره قبل وقوع الهجوم كانت أشبه بصوت ”مكنسة“ الساحرات في الفلكلور الشعبي.

كان الألمان شبه مقتنعين بأن ”ساحرات الليل“ لم يكن سوى مجرد مجرمات محكومات تم إرسالهن إلى الخطوط الأمامية كعقاب لهن على أفعالهن، بينما قال آخرون بأن ”ساحرات الليل“ تلقين حقنًا خاصة جعلتهن يملكن قدرات خارقة على شاكلة القدرة على الرؤية في عتمة الظلام، وقد كانت سمعتهن قوية وتدب الخوف في نفوس أعدائهن لدرجة أن كل طيار عسكري ألماني يتمكن من إسقاط طائرة من طائرات ”ساحرات الليل“ يمنح على الفور وسام الصليب الحديدي.

كان التحليق ليلًا في درجات حرارة كانت غالباً تحت الصفر بالإضافة إلى الرياح الباردة والقوية يسبب لدى الطيارات الإناث الكثير من قضمات الصقيع، كما كانت مجرد ملامسة الهيكل الخارجي للطائرة يعني فقدان الجلد على الفور.

كانت كذلك الطائرات الخشبية التي تقودها هذه الطيارات الإناث عرضة بشكل خاص للرصاص الخطاط الذي يمكن أن تسبب نيرانه اندلاع الحرائق في هياكل الطائرة الخشبية، في حين أن وزن القنابل والارتفاع المنخفض للطيران كان يعني أن الطائرة لم تزوّد بمظلة هبوط مما جعل فرص النجاة غير واردة.

تزايدت أعداد ”ساحرات الليل“ حتى وصلت إلى طواقم تتألف من 42 امرأة، واستطاعت كتيبة الساحرات في النهاية القيام بـ23 ألف مهمة طيران حيث تم إسقاط ثلاثة آلاف طن من القنابل على الأعداء، مع تحليق العديد من الطيارات شخصياً بشكل فردي لأكثر من 800 مهمة.

تم منح 23 امرأة لقب ”بطلة الاتحاد السوفيتي“، ولم تسقط ضحية سوى 32 منهن في نهاية الحرب.

على الرغم من تقلديهن بأوسمة كثيرة، فإن التضحية التي قامت بها ”ساحرات الليل“ تم تجاهلها خلال موكب يوم النصر في موسكو، وربما كان ذلك لأن الطائرات التي حلقن بها كانت بطيئة جداً.

4. فرقة المثليين المُقدسة ”طيبة المُقدسة“

فرقة طيبة المقدسة.
فرقة طيبة المقدسة.

في القرن الرابع قبل الميلاد، سيطرت قوة صغيرة من 300 جندي من المشاة الثقيلة على ساحات القتال في مختلف أنحاء اليونان لأكثر من خمسين عاما، حتى أنها ألحقت هزيمة نكراء على إسبرطة الأسطورية.

اشتهرت وحدة النخبة من الرجال هذه على نطاق واسع بالشجاعة والمهارة في القتال، فقد تمكن أفرادها من تحقيق انتصارات مذهلة على العديد من الأعداء الأقوياء ممهدين الطريق لتصبح مدينة ”طيبة“ قوة مهيمنة في اليونان.

وكان ما قد جعل وحدة ”مقاتلي طيبة“ هذه مميزة جداً هو أنها كانت تتألف من 150 زوجًا من العشاق الذكور الذين قضوا حياتهم يتدربون ويُقاتلون مع بعضهم. وحتى بعد آلاف السنين من هذا، مازالت قضية العلاقات بين أفراد الجنس الواحد في أكثر جيوش البلدان تحضرا وتقدما تعتبر أمرًا ممنوعا ومثيرا للجدل.

تشكلت هذه الوحدة في البداية لحماية معقل المدينة من الغُزاة الخارجيين، تم اختيار هؤلاء الرجال ليس بناءً على الولادة أو الطبقة الاجتماعية ولكن فقط على قدرتهم وجدارتهم. وتتألف الوحدة من 150 زوجاً يكون الشريك الأكبر سنا هو العاشق والأصغر سنا هو المعشوق.

يبدو أن فكرة هذه الوحدة العسكرية المؤلفة من العُشّاق فقط قد استنبطت من الاعتقاد بأن جيشًا مثل هذا في الخطوط الأمامية سيكون أكثر فعالية في خضم المعركة من القوة العادية، حيث كل رجل سيكون بجانبه ليس فقط صديق وأخ في السلاح ولكن أيضاً شخص ما لديه معه رابط عميق تدفعه إلى آفاق لا مثيل لها من الشجاعة.

بدلاً من المُخاطرة بالسماح لعشاقهم برؤية نظرات الخوف في أعينهم، كان الرجال في هذه الفرقة الخاصة يندفعون نحو الخطر لمُساعدة بعضهم البعض بلا هوادة، فكانوا يقاتلون بشكل أساسي للإبقاء على شركائهم وأحبائهم على قيد الحياة وحمايتهم من العدو.

تمثال يصور العلاقة بين المرشد والمتعلم في اليونان القديمة.
تمثال يصور العلاقة بين المرشد والمتعلم في اليونان القديمة. صورة: wikimedia

لم يكن الشباب الذين شكلوا علاقات مع مرشدين أكبر سناً وأكثر خبرة أمراً جديداً، فقد كان متعارفًا أن يأخذ الرجل الأكبر سناً شابًا يصغره سنا تحت جناحه ويبدأ تلقينه الأفكار والمهارات والمعارف، وقد كان هذا الأمر بمثابة شكل أوّلي من أشكال التمرين، حيث يمكن تشكيل صداقات قوية وبناء روابط غير قابلة للكسر بين الشباب الواعد ومُرشِديهم من أصحاب الخبرة الواسعة.

كان يُعتقد أن توسيع هذه الممارسة لتشمل المؤسسة العسكرية سيؤدي إلى وحدة معنويات لا مثيل لها في وجه الخطر، وإنجازات الفرقة المقدسة ستستمر لإثبات صحة هذه النظرية.

يتم اختيار رجل يافع يبلغ من العمر 20 عاماً من قبل مُرشد في أوائل الثلاثينيات، يرتبط الإثنان بنذور احتفالية لتتوج علاقتهما الجديدة بإهداء المرشد مجموعة من الدروع لتلميذه.

يتألف تدريب الفرقة من المُصارعة، والرقص، وركوب الأحصنة. يقضي الرجال عملياً كامل وقتهم مع بعضهم، وذلك لتعزيز الروابط العميقة ولربما الحب.

إذا سقط أحد الأزواج في المعركة أو تقدم بالعمر بالنسبة للخدمة، يتم إحضار زوج جديد للمحافظة على أعداد الوحدة.

كانت وظيفة هذه الفرقة الرئيسية قتل أفضل رجال وقادة العدو في المعركة بأسرع ما يمكن، ومنه تحطيم معنويات العدو وإحداث الفوضى في الخطوط وزيادة احتمالات الهزيمة الكاملة بشكل كبير.

أخيل وهو يعتني بجرح أصاب (باتروكلوس).
أخيل وهو يعتني بجرح أصاب (باتروكلوس). صورة: wikimedia

على الرغم من أن الفرقة المقدّسة حاربت في كثير من الأحيان في معارك حيث كان عدد أفراد جيش العدو يفوقهم عدداً، قاتلت الوحدة بامتياز في عدة معارك محورية حيث تمكّنوا من تحقيق انتصارين عظيمين ضد الإسبرطيين الذين كان يُعتقد في السابق أنهم لا يُقهرون.

في معركة (تيغيرا)، هُزم الإسبرطيون الذين كانت لهم ثقة زائدة في أنفسهم هزيمة نكراء على يد الفرقة المقدسة على الرغم من أن أعدادهم كانت تفوق أعداد الفرقة بكثير. بينما في معركة (ليوكترا) احتجزت الفرقة المقدّسة قوة الإسبرطيين الرئيسية في مكانها بينما كان بقية جيش طيبة يُحاصرهم على الأجنحة مما أدّى إلى موت أكثر من 1000 إسبراطي بما في ذلك ملكهم، هزيمة تم وصفُها منذ ذاك الحين بأنها المعركة الأكثر حسماً التي خاضها يونانيون ضد يونانيين وكانت نتيجتُها أن تم استبدال الإسبرطيين كقوة مُهيمنة في اليونان بجيش ”طيبة“.

ومع ذلك فإن الانجازات المُذهلة للفرقة المُقدّسة لم تدم طويلاً مع ظهور سلطة جديدة مُتمثلة بالمقدونيين تحت حكم (فيليب الثاني) وابنه الإسكندر.

هُزم تحالف مدن-دول اليونان بقيادة أثينا وطيبة على يد المقدونيين الغُزاة، غير قادرين على التعامل مع كتائِبهم القتالية الجديدة ذات الحراب الطويلة. وفي إحدى المعارك رفضت الفرقة المُقدّسة التراجع والاستسلام على الرغم من كونها مُحاصرة وكون الجيش المقدوني يفوقها عدداً، فتشبث أفرادها بمواقعهم وقاتلوا حتى آخر رجل فيهم.

تمت إبادة الوحدة بالكامل في يوم واحد، وقد جعل العزم والشجاعة التي أظهروها عين (فيليب) المقدوني تدمع عندما رأى الجثث مُلقاة في ساحة المعركة.

5. جيش الأشباح

جيش الأشباح.
جيش الأشباح. صورة: ghostarmylegacyproject

ربما تعتقدون أن أحد المتطلبات الرئيسية لوحدة عسكرية فعّالة يتلخص في الاشتباك مع العدو وتدميره في القتال، غير أنه خلال الحرب العالمية الثانية سبّب جيش الأشباح الأمريكي هزائم حقيقية من دون إطلاق طلقة واحدة.

كان الرجال والنساء الذين تشكل منهم هذا الجيش والذين بلغ عددهم 1100 يفتقرون للتدريب على القتال. بدلاً من ذلك، كانوا عبارة عن مزيج غير عادي من فنانين ورسامين ومهندسين، استخدموا خدعًا مُفصّلة ومُتقنة لخداع وتضليل العدو في مرحلة مُهمة من الصراع مع مخزون من الأسلحة غير المُتوقعة، التي تضمنت دبابات قابلة للنفخ، وطائرات مطاطية، وبدلات عسكرية، ومُضخمات صوتية في شاحنات، التي ساهمت كلها بطريقة مباشرة في انتصار الحُلفاء.

كان مصدر إلهام جيش الأشباح عملية (بيرترام)، وهي خطة بريطانية جريئة استخدمت دبابات وهمية ومُنشآت عسكرية مُزيفة وعمليات بث إذاعي كاذبة لخداع الجيش الألماني في شمال أفريقيا للاعتقاد بأن الهجوم البريطاني المُرتقب سيحدُث في الجنوب أبعد مما كان مُخطّطاً له بالفعل، وذلك لإجبارهم على تحويل كميات هائِلة من الأصول العسكرية بعيداً عن الخطوط الأمامية العسكرية، مما أثبت أن مثل هذا الخداع يمكن أن يُغير مسار المعركة وحتى الحرب بحد ذاتها.

كان جيش الأشباح يُعرف رسمياً باسم «قيادة القوات الخاصة الـ23»، وقد تم تشكيله بهدف قلب الكفة لصالح الحلفاء من خلال خداع العدو بدلاً من تدميره، خادعةً الاستخبارات الألمانية بمجموعة من الأوهام المُتقنة وحملات التضليل التي تهدف إلى إرباك الألمان حول قوة جيش الحُلفاء وموقعه ونواياه.

تم تجنيد 1100 فرد موهوب ليسوا من الجيش ولكن من مدارس الفنون ووكالات الإعلان والجامعات ومواقع تصوير الأفلام عبر الولايات المُتّحدة. كُلِّفت المجموعة غير العادية باستخدام إبداع أفرادها وابتكارهم لبناء غطاء وهمي لجيش منيع من شأنه أن يُشوش العدو.

استخدم أفراد الوحدة الموهوبون في 20 مهمة مُنفصلة، حيث قاموا بإعداد أوهام معقدة ودقيقة من أجل خداع العدو فيما يتعلق بمواقع قوات الحلفاء وأعدادهم والمواقع التي كانوا يخططون للهجوم عليها.

عربات مطاطية منفوخة لجيش الأشباح تبدو وكأنها مدرعات حقيقية بصدد الزحف.
عربات مطاطية منفوخة لجيش الأشباح تبدو وكأنها مدرعات حقيقية بصدد الزحف. صورة: National Archives

تم تقسيم عناصر الخداع الوهية إلى أربعة مجموعات: فاستخدمت العناصر المرئية الدّبابات المطاطية المُزيفة والمدفعيات والطائرات المنفوخة بالهواء، التي تم ركنها في الخارج من أجل خداع طائرات الاستطلاع الألمانية وتحويل اهتمامها عن موقع الجيش الحقيقي ونواياه. تم لأجل هذا إعداد مهابط جوية وهمية مع غسيل مُزيف مُعلق في الخارج لتبدو كأنها حقيقة مأهولة بالجنود.

أما العناصر الصوتية فاستخدمت تسجيلات مُتقدمة للوحدات المدرعة ووحدات المشاة التي قامت بتشغيلها عبر مكبرات الصوت الضخمة التي يمكن سماعُها على بعد 15 ميلاً. ومرة أخرى تم خداع العدو ليُصدق أن قوات الحلفاء كانت موجودة في المنطقة الخطأ، فقد افتعلت عناصر الإذاعة بثاً إذاعياً زائفاً مُنتحلين صفة عمال اللاسلكي من الوحدات الحقيقية لتضليل الألمان المستمعين.

من معدات قسم الصوتيات في جيش الأشباح مكبرات الصوت الكبيرة.
من معدات قسم الصوتيات في جيش الأشباح مكبرات الصوت الكبيرة. صورة: National Archives

وأخيراً وليس آخراً، عنصر الجوسسة، حيث تم استخدام المُمثلين لنشر المعلومات المُضللة التي أملوا أن يلتقطها جواسيس الأعداء، فضلاً عن تنكرهم على شكل أعضاء من وحدات أخرى، بل وحتى جنرالات، بينما كانت ناقلات الجنود تحمل سائقًا واحدًا وجُنديين في المؤخرة، حيث يُعطي تجولهم في الأنحاء انطباعاً زائِفاُ لتحرُكات عسكرية ضخمة.

في مُناسبات كثيرة، قام جيش الأشباح بتحويل دفة المعركة لصالح الحلفاء، بانتحال صفة شعبتين من 40 ألف جندي لجذب القوات الألمانية بعيداً عن الجيش التاسع الأميركي مما يسمح له بعبور نهر الراين بأمان، حتى أنهم قاموا بتغطية خطوط الجنرال (باتون) على مسافة 70 ميل في (ميتز) Metz للتظاهر بأنهم قوة أكبر بكثير من 20 ألف رجل، وبالتالي تم منع الألمان من استغلال الفجوة وربما الاستغناء عن العملية بأكملها.

قُدر أن المهمات العشرين التي نُفذت من قبل جيش الأشباح قد ساهمت في إنقاذ ما يتراوح بين 15.000 إلى ما يصل لـ30.000 من أرواح جنود الحلفاء، حيث كان له دور فعال في بعض أكثر انتصارات الجبهة الغربية العظيمة، وهذا كله دون أن يدخل في معركة مباشرة أو أن يتلقى أي تدريب عسكري.

مقالات إعلانية