in

دليل الشاب العربي للتحرش الإلكتروني الآمن (مقال ساخر)

التحرش
صورة من فيديو كليب The Creep

هل سئمت الطرق التقليدية في التحرش بالفتيات؟ هل أصبح إخراج عضوك بالشارع العام ضرباً من ضروب المخاطرة؟ هل توقّفت كلمة ”اخرس يا قليل الأدب“ و”يلعن أبوك“ عن إثارتك كالسابق؟ هل غدت الفتيات أكثر عدوانية وتعرّضت لهجمات لمجرد التعبير عن إعجابك بجسد فتاة؟ هل تحسّ أنّ الفتيات أصبحن ناكرات للجميل ويكرهن لمس أجسادهنّ في الشارع العام؟

لا بأس عزيزي، الإنترنت يوفّر لك وسيلة مثالية للتحرش الآمن 100% دون كدمات أو خدوش أو حتى تهديدات.

للوهلة الأولى قد يبدو الأمر مستحيلاً لكن لدينا شهادات موثّقة من مستخدمي هذه الطريقة والذين أكّدوا مدى نجاعتها، فها هو ز.م. (والذي رفض ذكر اسمه لأسباب مجهولة) يتحدث عن تجربته مع الانترنت: ”كنت في السابق أذهب إلى مدارس الفتيات وأرمي لهنّ أوراقاً صغيرة لبيت شعر بالإضافة إلى رقم هاتفي، خسرت مصروفي اليومي في شراء أقلام التلوين والأوراق وتلقيت العديد من الكدمات من المارّة، فمن الواضح أنّ ذوق الفتيات الأدبي قد تدنّى إلى الحضيض.“

يصرخ بعدها ز.م. منفعلاً: ”تبّاً لزمن أصبحت فيه جملة (شو هالجسد يا أسد) تحرشاً لفظياً“، يبتسم ز.م فجأة ناظراً إلى الأفق وقد انفرجت أساريره قائلاً: ”أمّا الآن وقد أصبح لديّ الإنترنت؛ بات بإمكاني إرسال أشعاري للعديد من الفتيات في الوقت ذاته، ودون خسائر ماديّة“.

يسألنا بعدها ز.م. إذا ما كنّا نريد سماع قصيدة كتبها يرسلها للفتيات على مواقع التواصل الاجتماعي، وقبل أن يتسنّى لنا وقت للرفض وقف عن كرسيّه وبدأ يلقي ”سيدتي، اجعليني عبداً تحت قدميك اجعليني كلباً…“ لم يكمل ز.م قصيدته إذ بدأ يركض باتّجاه الشارع عندما سمعنا صوتاً مخنوقاً بالبكاء يخرج من قبو منزله ويطلب المساعدة.

التقينا بعدها ب ع.م. والذي طلب منّا عدم الكشف عن هويته لأنه يتعرّض لتهديدات متكررة، أخذَنا ع.م. لمنزل مهجور وكان يرتدي نظارات شمسية طيلة وقت المقابلة.

سألناه كيف غيّر الانترنت حياته العاطفية، فبدأ يشرح قائلاً: ”ما غيّر حياتي بشكل جدّي هو امكانية إرسال صور لعضوي لأي شخص كان ومن كل الأعمار، بدون أن أسمع الصراخ والبكاء أو أن اضطر لركض مسافات طويلة، كما أن زياراتي للمشافي قد قلت بشكل ملحوظ مما وفر علي مصاريف العلاج“.

يعدل ع.م. من جلسته مباعدا بين رجليه ويكمل: ”الإنترنت وفر علي الكثير من الجهد، فقبل أن نحصل على خدمة الإنترنت كنت أبدأ يومي بالذهاب إلى مناطق قريبة من مدارس الفتيات الابتدائية ثم ابحث مطولا عن زاوية اختبئ فيها لأتأكد أن الشارع خال من الرجال. في الساعة الواحدة تبدأ فتيات الصف الأول بالذهاب إلى منازلهن وكل ما علي فعله هو انتظار فتاة وحيدة هزيلة لتمر من زاويتي فاخلع سروالي أمامها حتى تبدأ بالصراخ والبكاء والركض“.

ينظر ع.م. للأفق حالما ”أصبح بإمكاني إرسال الصورة في الوقت ذاته لفتيات حول العالم، تخيل! لقد أصبح بإمكان فتاة بريطانية رؤيته!“

يهتز ع.م. لوقت طويل مطلقا تنهيدة غريبة مما دفعنا للركض ومغادرة المكان.

التقى بنا س.ق. بمنزل جدته ورحّب بنا بالإنجليزية، وعند طرحنا السؤال ذاته عليه أجاب: ”بفضل غوغل ترجمة أصبح بإمكاني طلب صور الـ”Vegane“ و الـ”Bob“ من كل نساء العالم وهذا غيّر حياتي بشكل جوهري، إذ كنت اضطر أن اتربص بالنساء في الحمامات العامة لرؤية شيء كهذا“.

سألناه إذا ما كانت هذه الطريقة فعّالة في الحصول على الصور فأجاب ”هل تريدون عصير العنب أم البرتقال؟ قهوة؟“

أخبرتنا جدته لاحقاً أنه منذ أن دخل الانترنت بيتهم ترك س.ق. عمله في مكتب هندسيّ وأصبح يعمل لدى مطعم بيتزا، يقوم فيه بتوصيل الطلبات للبيوت فقط، ومنذ ذاك الوقت رُفعت عليه 5 دعاوى تحرّش، تبكي جدته قائلة: ”حسبي الله ونعم الوكيل لو أنها لم تفتح له الباب أو تقل له تفضّل النقود لما لمسها“.

في مقابلتنا الأخيرة مع م.د. والذي كان وجهه مليئاً بالكدمات التي حصل عليها في الحرب كما أخبرنا لاحقاً (بالرغم من أن آخر حرب بالمنطقة كانت عام 1967) أجاب عن سؤالنا بـ”أهمّ شيء تفعله هو إقناعها أنك معجب بشخصيتها، وأنك تريد الزواج منها“.

يضع م.د. بندقيته على رجليه أثناء الحديث ويستطرد قائلاً ”بعدها اطلب بعض صور ’العري‘، قل لها أنك تحبها وتريد أن تراها، فإذا رفضت مثّل أنك مجروح لأنها لا تثق بك، وإذا أرسلت لك الصور فقد وصلت عزيزي، إذ تستطيع الآن تهديدها إذا أرادت تركك“.

يلتفت م.د. يمنة ويسرة ثم يقترب منّي خافضاً صوته ”أنا أتكلم مع بنت الجيران، اسمها آلاء، والخطة تنجح“.

بعد ثلاثة أيام من المقابلة وصلنا خبر وفاة م.د. على يد أحد الجيران الذي يُدعى علاء.

هذه أمثلة قليلة عن تجارب شبه ناجحة للتحرّش الالكتروني، تذكّر عزيزي أن تستخدم دائماً اسماً وهمياً وألّا ترفق صورة وجهك عندما ترسل صور عُدتك.

مقالات إعلانية