in

دخلك بتعرف البروتوكول المعقد الذي يُفعّل عند وفاة الملكة إليزابيث

الملكة إليزابيث الثانية

بدون شك، ستصل أيام الملكة إليزابيث الثانية، ملكة المملكة المتحدة البريطانية وكندا، وأستراليا، ونيوزيلندا، وجامايكا، وبربادوس…إلخ، إلى نهايتها.

على قدر حساسية هذا الموضوع، فإن الملكة البالغة من العمر 91 سنة تعتبر أكثر من عمّر من ملوك بريطانيا، كما أنها صاحبة أطول فترة حكم في تاريخ البلد، لذا إلا إن كنت تؤمن بطريقة ما بأنها منيعة من الموت أو خالدة، فإن موتها قريب، بل وهو يلوح في الأفق.

باعتبار أن وفاة الملكة سيكون واحداً من أكثر الأحداث تأثيرا في العالم، فإنه من المعقول وضع مستوى معين من التحضيرات قبل وقوع هذا الحدث، حيث سيكون لوفاتها تأثير اقتصادي يتعدى عشرات المليارات من الدولارات.

قد تكون جنازتها ربما أكثر حدث يحصد أكبر عدد من المشاهدات في تاريخ الإنسان، مع احتمال أن تتعدى نسبة مشاهديه 40 في المائة من سكان الأرض.

بروتوكولات معقّدة..

قبل 65 سنة في الماضي، أُعلن عن وفاة الملك (جورج السادس)، والد الملكة إليزابيث الثانية، عبر الهاتف لمسؤولين سامين في الدولة تحت شيفرة: ”زاوية منتزه هايد“، وبهذه الطريقة علم كل المسؤولون عن نقل السلطة بموت الملك قبل أن تتمكن الصحافة من إعلان النبأ للعامة.

يُعتقد أنه سيتم تداول نبأ وفاة الملكة إليزابيث داخل دائرة المقرّبين والمسؤولين السامين في الدولة تحت شيفرة ”انهيار جسر لندن“، وهي الجملة التي ستفعّل بروتوكولا استمر إعداده لـ65 عاماً.

البرلمان البريطاني

يبدأ الأمر أولا باتصال سكرتير الملكة الخاص بالوزير الأول للمملكة المتحدة لإعلامه بخبر الوفاة، والذي يأمر بدوره طاقمه بإيصال الأنباء إلى مكتب الشؤون الخارجية الذي سيتواصل لاحقاً بحكومات الأمم الأعضاء في الكومونولث البالغ عددها 52، كما سيتم عقد اجتماع طارئ على مستوى البرلمان.

وفي الأخير تصل الأنباء إلى وسائل الإعلام…

لدى كل محطة إذاعة في المملكة المتحدة ما يعرف باسم Obit Light، وهو عبارة عن مصباح بضوء أزرق يضاء آليا من طرف مكتب مركزي في لندن من أجل إعلام الإذاعات مسبقاً بنبأ وفاة أحد أفراد العائلة الملكية.

لن يكون بمقدور محطات الإذاعة معرفة أن خبر الوفاة يتعلق بالملكة نفسها، لكن البروتوكول يملي عليهم التحول إلى بث لائحة مقطوعات موسيقية حزينة تحضيرا لإعلان النبأ.

تحصل إذاعة الـBBC على حصرية أول من يعلم بنبأ وفاة الملكة من خلال نظام إنذار أنشئ في الأصل خلال الحرب الباردة للتحذير من اقتراب الصواريخ من المنطقة، وقبل أن يتم الإعلان عن النبأ على شاشات التلفاز، يرتدي مقدم البرنامج ربطة عنق سوداء اللون، التي تحتفظ بها المحطة في مقرها تحسباً لظروف مثل هذه.

ستقوم بعدها محطة BBC الأولى بعرض بورتريهات للملكة بينما تذيع النشيد الوطني، ثم ستشرع الشبكة بعدها في الإعلان عن نبأ الوفاة للعامة، وهو ما قد يكون على الشكل التالي: ”معكم تلفزة BBC للأنباء، لقد أعلن قصر بيكينغهام لتوه عن وفاة الملكة إليزابيث“، كما ستقوم القناة بتعليق جميع عروضها الكوميدية خلال أيام الحداد الإثني عشر.

سيتم تنكيس أعلام الاتحاد، لكن العلم الملكي لن يتم تنكيسه بقوة القانون، لأنه وفقاً للقانون هنالك دائماً عاهل حاكم على قيد الحياة.

لقد ظلت قنوات التلفزيون تتحضر لمثل هذا الموقف على مر عقود، فتم تحضير تغطية كاملة عن حياة الملكة وإنجازاتها ووفاتها، كما وقّع الكثير من الخبراء في شؤون العائلة الملكية عقودا حصرية مسبقاً مع عدة قنوات تلفزيونية للظهور على شاشاتها أثناء تغطية الحدث.

ستكون وفاة الملكة إليزابيث واحدًا من أكثر الأحداث تأثيرا في هذا القرن.

كم ستكون تكلفة وفاة الملكة إليزابيث يا ترى؟

وفقاً للقانون البريطاني، تُدفع تكاليف جنازة ملك حاكم من خزائن الدولة، وبينما لم نشهد جنازة ملك حاكم منذ 50 سنة، فإن جنازة الأميرة ديانا، التي شاهدها أكثر من 2.5 مليار شخص حول العالم، كانت لها تكلفة مباشرة تقدر بعشرة ملايين دولار، وتلك نفقات الجنازة وحدها.

لدى بنك إنجلترا أكثر من 3.6 مليار ورقة نقدية تحمل كل منها صورة للملكة، وبينما يكلف إنتاج كل ورقة نقدية حوالي 5 سنتات، فإن عملية إعادة طباعتها كلها في حالة وفاة الملكة سيكلف أكثر من 200 مليون دولار.

جنازة الأميرة ديانا
جنازة الأميرة ديانا، أميرة الويلز.

لكن المملكة المتحدة ليست البلد الوحيد الذي سيتحتم عليه إعادة طباعة عملته من جديد، حيث توجد أكثر من 35 دولة في المجمل التي تحمل عملاتها صورة للملكة إليزابيث الثانية. وتشير التقديرات إلى أن عملية إعادة طباعة جميع الورقات النقدية التي تحمل صور الملكة في جميع هذه الدول سيتجاوز عتبة المليار دولار.

أضف إلى ذلك أن كلا من يومي تتويج الملك وجنازته يعتبران عطلة وطنية مدفوعة في الملكة المتحدة، وهو ما له تبعات اقتصادية تقدر بـ3 مليارات دولار.

على إثر ذلك، ستكون التكلفة المادية لوفاة الملكة في مجملها عند حدود 8 مليارات دولار.

مقالات إعلانية