in

9 أساطير مغلوطة تماماً تحيط بالعائلة الملكية البريطانية

العائلة الملكية البريطانية

الأسرة المالكة البريطانية أو (آل الوندسور) هي سلالة من أصل جرماني تحكم بريطانيا والمملكة المتحدة منذ سنة 1901، اسمها الأصلي هو (ساكس-كوبرغ-غوتا) وأصبحت تحمل لقب (وندسور) منذ 1917، تاريخياً تعرف هذه الأسرة باسم (فيتين) التي كانت إحدى أكبر العائلات الجرمانية النبيلة، وفي سنة 1840 تزوجت ملكة بريطانيا (فيكتوريا) من أحد أقربائها وهو الأمير (ألبرت) من بيت (ساكس-كوبرغ-غوتا) لتلد تسعة أبناء حملوا وأحفادهم لقب (ساكس-كوبرغ-غوتا). أصبح الملك (إدوارد السابع) الذي اعتلى العرش سنة 1901 أول حُكّام الأسرة.

استمرت العائلة المالكة حتى سنة 1917 في حمل لقب (ساكس-كوبرغ-غوتا) حتى اندلاع الحرب العالمية الأولى وأصبحت بريطانيا في حالة حرب مع ألمانيا، ليصبح لقب العائلة المالكة الذي يحمل دلالات جرمانية يشكل مصدر إحراج لها مع تنامي الشعور القومي البريطاني ضد الألمان، ليصدر في عام 1917 مرسوم خاص وقعه الملك (جورج الخامس) اتخذت العائلة الحاكمة بموجبه لنفسها لقب (ويندسور).

نصّ مرسوم عام 1917 على حق كل الأفراد الذين ينحدرون من الملكة (فيكتوريا) عن طريق الذكور في حمل لقب (ويندسور)، وقد عُدل المرسوم سنة 1952 ليشمل المنحدرين من الملكة (إليزابيث الثانية) عن طريق الذكور، ومن المعروف عن هذه الملكة التي حكمت بريطانيا أكثر من غيرها انطواؤها الكبير وأن بريطانيا في فترة حكمها مرت بكثير من الاحتجاجات التي طالبت العائلة بالتعاطي مع الشعب والانفتاح عليه، لكن انغلاقها عبر السنين أدى لظهور الكثير من الأساطير والفرضيات الغريبة التي أحاطت بها حتى وقتنا هذا، وهنا سنستعرض أغرب هذه الأفكار والتصورات والأساطير التي حامت حول العائلة الملكية:

1. كان الهذف من بناء شارع (مول) أن يكون مهبط طوارئ للطائرات الملكية:

مدخل قصر (باكينغهام)
مدخل قصر (باكينغهام) – صورة: Alex Segre/Shutterstock

تأخذ العائلة المالكة أمنها على محمل الجد بالطبع لكن هذا لا يعني أن كل مكان مميز في بريطانيا له استخدام سرّي، فوفقاً لهذه الرواية فإن الطريق الذي يبلغ طوله حوالي 900 متر والمؤدي إلى قصر (باكنغهام) حيث تعيش العائلة في لندن كان من المفروض أن يكون مهبطًا للطائرات، وبهذه الطريقة يمكن إجلاء العائلة المالكة بالطائرة في حالات الطوارئ.

الفكرة ممكنة لكن لسوء الحظ سيكون الشارع مُدرّجاً سيئاً جداً، حيث أن الطريق الذي يبلغ طوله أقل من كيلومتر واحد قصير جداً لهبوط أي طائرة حديثة، كما تصطف على جانبي الشارع أعمدة الإنارة والمباني التي تجعل الإقلاع مستحيلاً، ومع ذلك فيمكن بالفعل لطائرات الهليكوبتر الهبوط والإقلاع من حديقة القصر.

2. كانت الملكة (إليزابيث الأولى) رجلاً:

الملكة إيليزابيث الأولى
الملكة (إيليزابيث الأولى).

تُعرف الملكة (إليزابيث الأولى) –التي يُشار إليها أيضاً باسم الملكة العذراء كونها لم تتزوج أبداً– بأنها واحدة من أعظم قادة إنجلترا، وبسبب صفاتها القيادية القوية نشر بعض معادي النساء في ذلك الوقت إشاعات تقول أنّ الملكة العذراء ليست إلا رجلاً متخفياً.

كان أول من نشر هده الأسطورة طباعةً هو (برام ستوكر)، مؤلف رواية (دراكولا) الشهيرة في كتاب بعنوان «مشاهير زائفون» عام 1910، حيث اعتقد (ستوكر) أنه في مرحلة ما في طفولة (إليزابيث) جرى إرسالها إلى الريف هرباً من الطاعون، لكن الأميرة الشابة مرضت وماتت وعندما جاء الملك المهيب (هنري الثامن) لزيارتها قرر القائمون على رعايتها استبدالها بطفل مماثل في السن تجنباً لغضبه، ولأنه لم تكن هناك فتيات للاختيار من بينهن وجدت المربية صبياً صغيراً ألبسته ملابس (إليزابيث)، وعلى مر السنين لم يلحظ الملك أي اختلاف، وحسب اعتقاد (ستوكر) فإن فتى المزرعة الشاب هو من حكم البلاد، وقد كان الروائي على يقين تام من مصداقية هذه القصة.

3. ليست للملكة صلاحيات فعلية:

الملكة إيليزابيث الثانية
الملكة إيليزابيث الثانية – صورة: Will Oliver/EPA-EFE/Shutterstock

من المعروف أنّ المملكة المتحدة لديها نظام ديمقراطي برلماني، لكن هذا لا يعني أنّ الملك هو مجرد شخصية اعتبارية لا حول لها ولا قوة.

في أوقات الأزمات من الممكن للملكة أن تعلن الحرب، كما لديها صلاحية حل البرلمان والمصادقة على القوانين، وهي المسؤولة عن تعيين رئيس الحكومة، كما أنها القائد العام للقوات المسلحة البريطانية ولها القدرة على تعيين الضباط وفصلهم وتسيير القوات.

أما قضائياً فليس لها إلا صلاحية واحدة وهي العفو الملكي، وبالمثل فإن الملكة هي من يمنح التكريمات ويصدر الألقاب، وبموجب القانون البريطاني تُعد الملكة فوق القانون ولا يمكن مقاضاتها أبداً، كما لا يمكن محاسبتها في القضايا المدنية.

4. مكث الملك (جورج السادس) وزوجته في لندن خلال الحرب العالمية الثانية:

الملك جوروج السادس وزوجته
الملك (جوروج السادس) وزوجته – صورة: Historia/Shutterstock

تقول هذه الرواية أنه من أجل إظهار أن العائلة المالكة كانت تتعرض لنفس الأخطار والمحن التي تمر بها بقية البلاد وتأكيد ذلك للمواطنين فإن الملك (جورج السادس) وزوجته الملكة (إليزابيث) قضيا رسمياً فترة الحرب العالمية الثانية في قصر (باكنغهام) في لندن على الرغم من قصف الألمان لها، لكن في الواقع أمضت الأسرة معظم الوقت في قلعة (ويندسور) في مدينة (بيركشاير) التي تبعد عن لندن حوالي 80 كيلومتر، وهناك عاشت الأميرة (إليزابيث الثانية) والأميرة (مارجريت) طوال مدة الحرب في قلعة (ويندسور) المُحصنة مع خطة فرار جاهزة للتنفيذ.

5. تُخصص للأمير (تشارلز) سبعة بيضات على الفطور:

الأمير تشارلز
الأمير تشارلز – صورة: REX/Shutterstock

وفقاً لهذه الإشاعة التي نشرها لأول مرة الصحفي والكاتب البريطاني (جيريمي باكسمان) في كتابه المعنون «عن الملوك» والصادر في عام 2006، فإنه تُعد للأمير (تشارلز) خصيصاً سبعة بيضات مسلوقات كل صباح، ولكنه يأكل واحدة فقط، وبهذه الطريقة يمكنه اختيار الدرجة المناسبة لطهو البيضة الذي يعجبه في ذلك اليوم.

اختار القصر الملكي الحديث عن هذه الفكرة في عام 2012 ونفيها، حيث نشر أمير ويلز على موقعه في قسم سؤال وجواب: ”هل يُخصص لأمير (ويلز) سبعة بيضات مسلوقات في وجبة الإفطار ولكنه يأكل واحدة فقط كما ورد في كتاب (جيريمي باكسمان)؟“، ليكون الجواب: ”لا، لا يفعل، ولم يفعل قط، لا في وجبة الإفطار ولا في أي وقت آخر“.

6. تتناول الملكة أربعة مشروبات كحولية متنوعة يومياً:

الملكة إيليزابيث الثانية تتناول مشروبا
الملكة (إيليزابيث الثانية) تتناول مشروبا – صورة: REX/Shutterstock

في صيف عام 2017 نُقل عن الطاهي الملكي السابق (دارين ماكجريدي) قوله إن الملكة تشرب أربعة مشروبات كحولية كل يوم، هذا يعني أنها مُسرفة في الشرب بحسب المعايير الحكومية، وعندما بدأت العديد من الصحف المحلية بنشر القصة قام الطبّاخ (ماكجريدي) بإجراء تصحيح وتوضيح، حيث اتضح أنه كان يُدرج المشروبات الأربعة المفضلة للملكة ولكنها لم تكن تشربها كلها بالضرورة، حيث قال: ”أنا واثق جداً من أنها لا تتناول أربعة مشروبات يومياً، وإلا لكانت ثملت.“

7. فصيلة عناكب نادرة تغزو قلعة (وندسور):

قلعة ويندسور
قلعة ويندسور – صورة: sloukam/Shutterstock

في عام 2001 انتشر خبر في الصحف المحلية البريطانية بسبب تقارير تفيد بأن مهندسين في قلعة (وندسور) قد عثروا على أسراب من العناكب في أنفاق مرافق القلعة، ووفقاً لبعض المصادر غير الموثوقة كان يعتقد أن العناكب إما من نوع جديد أو من نوع اعتقد أنه انقرض منذ آلاف السنين، وبحسب المزاعم كانت العناكب سامّة وبطول تسعة سنتيمترات ولها فَك قوي بما يكفي لاختراق جلد الإنسان، فكانت قصة مخيفة لكل زائر للقلعة، لكن سرعان ما تبددت الشائعات، إذ كانت العناكب من الأنواع العادية كلياً وغير الضّارة وبطول أربعة سنتيمترات فقط.

8. إذا كان علم الاتحاد يرفرف فإنّ الملكة موجودة في القصر:

علم الاتحاد

هناك بعض الارتباك في هذه النقطة، فالأعلام طريقة مربكة للتواصل خاصة عندما يكون هنالك أعلام وقصور كثيرة.

ليس ما يعرف بـ«جاك الاتحاد» (علم المملكة المتحدة، وبريطانيا العظمى وأيرلنديا الشمالية) هو العلم الذي يستخدم للدلالة على حضور الملكة، في الحقيقة العكس هو الصحيح، فإذا كان علم الاتحاد يرفرف فإن الملكة ليست حاضرة، أما إذا رأيت العلم الملكي الذي يمكنك التعرف عليه من خلال ألوانه الحمراء والذهبية والزرقاء والمقسّم لأربعة مربعات –كما في الصورة البارزة للمقال–، فهذا يعني أن الملكة حاضرة في قصرها حالياً.

9- الأمير (تشارلز) لن يصبح ملكاً أبداً:

الأمير تشارلز وزوجته

بسبب تمتع الأمير (وليام) وعائلته بشعبية كبيرة لدى الشعب البريطاني، فهناك اعتقاد شائع بأن الملكة (إليزابيث) ستتخطى الأمير (تشارلز) في مسألة خلافة العرش وستعلن الأمير (ويليام) ولي عهدها والملك المقبل مع زوجته (كيت ميدلتون) ملكة، لكن هذا لن يحدث أبداً، حيث لا تملك الملكة القدرة على اختيار خليفتها، ومن غير المرجح أن يتنازل الأمير (تشارلز) عن العرش، وإذا كان هناك شيء واحد تكرهه العائلة المالكة فهو كسر التقاليد.

مقالات إعلانية