in

ما هو الغباء، من وجهة نظر العلم؟

الغباء

إن حاولت غالبا الدخول في نقاش مع أحد ”الأغبياء“ قد تنسحب فوراً رغم أنك تملك كل الكفاءة والدلائل والمراجع للنقاش أياً يكُن موضوعه، قد تنسحب بسبب كمية الغباء الّتي تراها ”هائلة“ لدرجة أنك مُلزم أن تشرح له بالتسلسل وتبدأ معه من الصفر، ومن السائد أننا نفسّر هذا الغباء على أنّه تعصب لديانةٍ أو قوميةٍ أو أحزابٍ أو لعاداتٍ وتقاليد مجتمعيّة أو إنغلاق فكري وصعوبة بالإدراك …إلخ.

المتعصب والمُنغلق قد يظن أنه ربح النقاش وأنك لم تستطيع الرد عليه، وسوف يستذكر هذه القصة بين أوساط الناس الّذين قد ينبهرون بحنكته ودهائه الحواري ويتّبعون بعض أفكاره ويدافعون عنها. قد نستنتج من هذا أن الغباء هو اجتهاد شخصي. أليس كذلك؟

الدراسات والبحوث العلمية لها رأيٌ آخر…

دراسة حديثة قامت بها جامعتي Johns Hopkins وNebraska ونشرت في الأكاديمية الوطنية للعلوم (pnas.org)، مفادها أنَّ فيروس يدعى Chlorovirus ATCV-1 موجود منذ القدم وتم اكتشافه مؤخراً ويعيش في الطحالب الخضراء في بحيرات المياه العذبة، يسبب قلة الإدراك والقدرة على التحليل لدى الناس، ويزيد من الغباء لديهم.

وأوضح العلماء أن 44% من البشر يحملون هذا الفيروس ذو التأثير طويل الأمد، والّذي يعمل على بلادة العقل. وأشار الباحثون أن هذا الفيروس يعيش في حلق الإنسان.

أجريَت دراسة على أشخاص يحملون هذا الفيروس وظهر أنهم يعانون من مشاكل في اختبارات الذكاء مع أخذ العمر والتحصيل الأكاديمي في الحسبان، والتفسير لهذه الدراسة هو التغيرات الجينية الّتي تحدث في الدماغ بسبب هذا الفيروس.

ولكي يتأكد الباحثون من هذه النتجة قاموا بتجربتها على الفئران المخبريّة، وبعد أن وضعوهم في متاهة وجدوا انخفاضاً لديهم في الذاكرة المعرفية إلى جانب وظائف دماغية أخرى، وأن الفيروس تغلغل في الدم والأنسجة وغيّر نشاط الجينات لدى أدمغة الفئران ومن ضمنها تلك الّتي تنتج الدوبامين Dopamine.

وقال البروفيسور روبرت يولكين Robert Yolken: ”هذا الاكتشاف يوجهنا إلى طريق آخر، نحاول من خلاله تحسين القدرات العقلية والإدراكية للبشر“.

مقالات إعلانية