in

كل ما تريد أن تعرفه عن تطبيق كلوب هاوس Clubhouse الجديد

صورة: Mike Blake | Reuters

لا بد أنك سمعت، ولو بالصدفة، عن التطبيق الجديد الذي يغزو العالم ببطء ويظهر عليه مؤسس شركة «تسلا Tesla» الأمريكي (إيلون ماسك)، بل ويدعو الرئيس الروسي (فلاديمر بوتين) ليدردشا سوية على الهواء. فوق ذلك، حظرت الحكومة الصينية تطبيق «كلوب هاوس» لدوافع سياسية بحتة. فما هذا التطبيق إذاً؟ لم كل هذه الدعاية والتهافت على تطبيق لم يكن تعداد مستخدميه يتجاوز الآلاف في الصيف الماضي.

في الحقيقة، قد يكون هذا هو السبب بالذات، فالمستخدمون الأوئل لتطبيق «كلوب هاوس» هم موظفوا وادي السليكون والمستمثرين الطموحين والمخاطرين في مجالات التكنولوجيا، وجاءت أزمة تفشي وباء كورونا لتمنح هذا التطبيق دوراً مهماً في التواصل بين هؤلاء خلال فترات العزل.

وصل عدد مستخدمي «كلوب هاوس» إلى الملايين حالياً، وتقدر قيمته السوقية بـ مليار دولار، ومؤخراً، بدأت أسماء مهمة بالظهور على التطبيق، كـ (إيلون ماسك) مؤسس «تسلا» ومديرها التنفيذي، و(مارك زوكربرغ) مؤسس «فيسبوك»، ما أثار تقلبات عديدة صبّت في مصلحة الترويج للتطبيق.

على الرغم من ذلك، يبقى «كلوب هاوس» مجتمعاً صغيراً، وليس كباقي المنصات الأخرى كـ «فيسبوك» و«تويتر» و«انستغرام»، وتلك أيضاً نقطة لصالح الأول، فصغر المجتمع جعله أكثر حصرية وأكسبه هيئة من “الاحترافية” مقابل التطبيقات الأخرى.

ما هو تطبيق كلوب هاوس؟

صورة: Jakub Porzycki/NurPhoto/Getty Images

شبكة اجتماعية تسمح للمستخدمين بالاجتماع في غرف محادثة صوتية لمناقشة مختلف المواضيع التي قد تدور في بال المرء، من الرياضة إلى الصحة والفنون والقضايا الاجتماعية وغيرها… تُقسم غرف المحادثات تلك إلى فئتين، فئة مستمعة وفئة تتكلم، وقد تصل أعداد المستمعين إلى الآلاف مثلاً.

ما يميز كلوب هاوس عن باقي التطبيقات أنه ليس موقعاً أو تطبيقاً مفتوحاً للجميع، تحديداً فيما يتعلق بالمحتوى ”الهادف“ مقارنة بـ تويتر وفيسبوك، فيشرف مديرٌ على النقاشات التي تجري ولديه صلاحيات طرد مخالفي القواعد. يتيح التطبيق لمستخدميه دخول ”نوادي“ أو Clubs مصنفة حسب الموضوع الذي يُناقش داخلها، كما يتيح لأي مستخدم أن يبدأ محادثاتهم الخاصة مع الآخرين.

كُشف عن تطبيق كلوب هاوس في الربيع الماضي، ومؤسسا التطبيق هما (روهان سيث) و(بول ديفيدسون)، اثنان من مخضرمي صناعة التكنولوجيا. كان نموذجهما الأول عن تطبيق البودكاست هذا أقرب إلى البث الإذاعي بدلاً من الحلقات الصوتية التقليدية، فقرروا إضافة ميزة أخرى هي السماح لباقي المستخدمين بدخول المحادثة. بالتالي، كلوب هاوس هو من تطبيقات البودكاست التي تعتمد على مشاركة الجمهور أيضاً.

عامل آخر ساهم في تميز كلوب هاوس، هو التركيز على المحادثات الصوتية تحديداً، بدلاً من النصوص أو الصور أو الفيديوهات، وهنا لعب مؤسسوا التطبيق على ناحية مهمة أشارت إليها الكاتبة والمحررة (ديليا كاي)، وهي الراحة التي يوفرها التطبيق لمستخدميه أثناء الحديث، فقالت: ”شعرت بالعفوية والارتياح، ولحسن الحظ أن الأمر لا يشمل تشغيل الكاميرا أو ما إلى ذلك“.

من يستخدم كلوب هاوس؟

أحدث (إيلون ماسك) ضجة عندما ظهر على منصة كلوب هاوس، ما أكسب المنصة زخماً وشهرة. صورة: POOL / REUTERS

يبدو واضحاً الآن أن كلوب هاوس تطبيق حصري، مصمم لأشخاص معينين، يتلقون دعوة من مستخدم للتطبيق. خُصص تطبيق كلوب هاوس في بدايته للمستثمرين المغامرين وذوي الأفكار غير التقليدية في وادي السليكون، مثل (مارك آندرسون) –مستثمر أمريكي ومبرمج– و(بين هورويتز) –مهندس ورجل أعمال أمريكي– وكلاهما من أوائل المستثمرين في تطبيق كلوب هاوس. بالإضافة إلى أسماءٍ أخرى مهتمة بعالم التكنولوجيا والويب مثل (مارك كوبان) و(تيم فريس).

هناك أيضاً مجموعة كبيرة من الشخصيات العامة والمؤثرة ثقافياً، سواء من الفنانيين –المغني (دريك) والممثلة (تيفاني هاديش) ومصمم الأزياء (فيرجل أبلوه)، بل حتى مشاهير بدون آراء مؤثرة، كالرابر (فانيلا آيس) والسياسي المثير للجدل (روجر ستون).

في المقابل، تلقى كلوب هاوس انتقادات عديدة بخصوص هيمنة المواضيع الذكورية على محتوى المنصة، على الرغم من وجود الكثير من النساء أيضاً. على أي حال، اكتسب التطبيق الكثير من الإشادات، فهو أداة لتبادل المعلومات القيمة والمفتوحة بين كل البشر، تحديداً أولئك الذين يعيشون في دول ذات أنظمة قمعية. هذا ما يفسر حظر الصين للتطبيق منذ فترة قصيرة.

على الرغم من أن التطبيق لا يزال في مرحلة التجربة، لكنه يحوي الكثير من المستخدمين، وفي الآن ذاته، يعطي المستخدم إحساساً بأن المنصة عالم صغير لا يعاني من تلك الفوضى التي باتت سمة تطبيقات كـ تويتر وفيسبوك، والتي أثبتت، بشكل أو بآخر، أن العالم المفتوح غير قادرٌ على احتواء كل تلك الآراء المختلفة والمتناقضة للشخصيات. مع ذلك، إن أُتيحت لك فرصة استخدام التطبيق اليوم، قد تُفاجأ بوجود شخص تعرفه هناك.

ماذا يقدم كلوب هاوس؟

صورة: Odd Andersen/AFP/Getty Images

قد ترى أن التطبيق يعكس نوعاً ما حياة أولئك الساعين وراء المال وعنادهم على التطوير، سترى مواضيعاً حول أساليب التواصل والتمارين الرياضية وأحاديث المستمثرين وقضايا أخرى كالتقاعد المبكرة مثلاً. في المقابل، سترى أن هناك مجتمعات أخرى مختلفة تتحدث في شتى المواضيع، فلا يوجد شكل أو نمط معين لبدء محادثة على كلوب هاوس، ولا يوجد حتى نص مكتوب، بل الأحاديث أغلبها مناقشات ارتجالية، وتلك الارتجالية هي ما تجعل كلوب هاوس خفيفاً وعفوياً.

التطبيق يعمل كالإذاعة، لكن بطريقة غير رسمية تتيح لكل شخص أن يقدم برامجه المختلفة، فمثلاً هناك برنامج حواري أسبوعي يُدعى هاوسن أراوند Housin’ Around، تقدمه الكوميدية (أليكسيس غاي)، وهو بمناسبة تجمع للمستمثرين كي يطرحوا أفكارهم الخاصة حول المشاريع والشركات الناشئة. هناك برنامج حواري آخر بعنوان ”تأسيس مساحات إبداعية للسود في مجال الأزياء“، وجلسة كاريوكي أيضاً، ثم فقرات موسيقية ترويحية يقدمها الموسيقي (بوماني إكس Bomani X)، وهذا دليل على تنوع غير مألوف في المحتوى.

كيف تحصل على دعوة؟

يتم تسجيل حساب على كلوب هاوس عن طريق تلقي دعوة من الأصدقاء، أو شراء دعوات متاحة على المتاجر الالكترونية.

للأسف، إن تطبيق كلوب هاوس متاح فقط على الأجهزة العاملة بنظام آي أو إس iOS من شركة آبل. عندما يتلقى الأشخاص دعوة، يحصلون أيضاً على ميزة إرسال دعوات أخرى لأشخاص آخرين، وكلما كان الشخص نشطاً على المنصة، أُتيحت إمكانية إرسال المزيد من الدعوات.

بالتالي كي تتمكن من استخدام كلوب هاوس، على التعرّف على شخص يملك حساباً من الأساس، ثم يرسل لك الدعوة. قد لا تعرف هكذا أشخاص، لذا بإمكانك شراء دعوات جاهزة تُباع على مواقع الإنترنت الشهيرة كـ إيباي eBay، لكن ثمن تلك الدعوات غير ثابت، فيصل السعر مثلاً إلى ما بين 30 دولاراً وحتى 20 ألف دولار.

عليك أيضاً الحذر من موضوع آخر، وهو أن منصة كلوب هاوس تفتقد حالياً إلى بعض فلاتر الخصوصية التي تتمتع بها شركات أخرى، وفي الآونة الأخيرة، برزت عدة مشاكل في ما يتعلق بالخصوصية، إذ تبيّن أن الإجراءات التي تتخذها المنصة لحماية مستخدميها، وحماية التطبيق نفسه، لم تحقق الهدف المطلوب.

أوضح بعض المستخدمين وجود ثغرات أو مشاكل في الخصوصية لدى التطبيق. صورة: Thomas Trutschel/Photothek

من مشاكل الخصوصية مثلاً الإذونات التي يتطلبها التطبيق للوصول إلى قائمة أسماء جهات الاتصال في هاتف الشخصي (وهذا شرط أساسي كي ترسل دعوات إلى أشخاصٍ آخرين لستجيل حسابهم على المنصة، فإنشاء حساب يتطلب رقم الهاتف المحمول). المشكلة أن كلوب هاوس سيصل إلى قائمة جهات الاتصال حتى لو لم تعطه الإذن، وحتى لو لم ترغب بدعوة أحد، وهذا ما أورده الكثير من الناس الذين لم يمنحوا التطبيق إذناً بالوصول إلى قائمة جهات الاتصال، لكنهم فوجئوا بوجود حسابات بعض تلك الأسماء ضمن قوائم المتابعين.

في المقابل، إن كلوب هاوس ليس التطبيق الوحيد الذي يحاول دائماً أن يصلك بكل شيء ويجمع كافة حساباتك ومعلوماتك سوية، فالكثير من منصات التواصل الاجتماعي تستخدم خوارزميات من أجل أن تأخذ كافة المعلومات بعين الاعتبار، وهذه المعلومات تشمل بياناتك الشخصية وقائمة جهات الاتصال، وأي معلومات أخرى يستطيع التطبيق الحصول عليها حتى من خلال ربط حساباتك على تطبيقات أخرى.

إذا أردت الحصول على التطبيق ولا ترغب بشراء دعوةن بإمكانك الانتظار حتى يصبح كلوب هاوس متاحاً للجميع، أو ربما جمهور أكبر. فموقع التطبيق على الإنترنت يؤكد ذلك.

مقالات إعلانية