in

ماذا لو عالجنا الأمراض الجسدية كما تعالج الأمراض النفسية؟

رجل مكتئب

يعاني واحد من كل أربعة أشخاص من الأمراض النفسية في مرحلة ما في حياته، وقد يعاني واحد من كل ستة أشخاص من أزمة نفسية أسبوعياً. ولكن بالرغم من انتشار الأمراض النفسية، إلا أنها مازالت محاطة بالكثير من المفاهيم الخاطئة التي تصوّر الأمراض النفسية كوصمة عار في العديد من المجتمعات.

يخصص يوم العاشر من أكتوبر من كل عام كاليوم العالمي للصحة النفسية من قِبل منظمة الصحة العالمية. يهدف اليوم العالمي للصحة النفسية لنشر التوعية عن الاضطرابات النفسية، وإبراز أهمية تلقي العلاج المناسب، وتصحيح المفاهيم الخاطئة حول الصحة النفسية.

ماذا لو عالجنا الأمراض الجسدية كما تعالج الأمراض النفسية؟
صورة من تصميم الرسام الهزلي روبرت هجز

يعد الاعتقاد بأن الإصابة بالمرض النفسي يعتمد على الإرادة الشخصية للفرد أحد أكثر المفاهيم الخاطئة المرتبطة بالأمراض النفسية، وأكثر المعتقدات إحباطاً للمريض. وقد حاول الرسام الهزلي روبرت هجز تصحيح هذا الاعتقاد من خلال مجموعة الرسوم الهزلية التي أطلق عليها اسم ”نصائح مفيدة“، والتي تصوّر ما سيكون عليه الحال لو أن الأمراض الجسدية عولجت كما تعالج الأمراض النفسية، أي بمجرد تقديم نصائح للمريض لا أكثر.

لا يجدر التقليل من أهمية التخاطب والنصائح لمساعدة الأفراد الذين يعانون من الاضطرابات النفسية، ولكن هذا لا يُغني عن أهمية العلاج الطبي بالطرق الصحيحة للتأكد من تخطي المرض تماماً. فعلى سبيل المثال، لا يمكننا أن ننصح شخص يعاني من ضغط الدم المرتفع بأن ”يحاول بجدية أكثر ليتخطى الأزمة“.

من الجدير بالذكر أننا جميعاً عرضة للإصابة بالأمراض النفسية، ولا علاقة للوضع الاجتماعي للفرد ومستوى معيشته ومدى اتساع دائرة علاقاته الاجتماعية بذلك. فقد تكون أنت أو أياً من أصدقائك وأفراد عائلتك أو حتى أحد المشاهير والمفكرين والزعماء مصاباً بمرض نفسي يجب معالجته.

يعتقد الكثير أن المصاب بمرض نفسي يميل دائماً للعزلة وتجنب التجمعات والتواصل الاجتماعي مع الآخرين، ولكن قد شهدت السنوات الماضية انتشاراً ملحوظاً لحالات القلق الوظيفي والاكتئاب الوظيفي (High-function anxiety and high-function depression) المصابون بهذه الأمراض يظهرون كأشخاص سعداء ويتمتعون بحياة هانئة والنجاح على مختلف الأصعدة في حياتهم، ولكنهم يخفون ما يشعرون به في الحقيقة. إخفاء أعراض المرض تؤدي إلى صعوبة تشخيص المرض وعلاجه، مما يؤدي إلى تفاقمه وعدم قدرة الشخص على التحكم به.

ماذا يمكنك أن تفعل؟

إن كنت تعاني من أحد الاضطرابات النفسية، عليك أولاً فهم حقيقة الأمراض النفسية، وأنها لا علاقة لها بقدرة تحكمك بنفسك. مجرد مشاورة أشخاص تثق بهم قد يساهم في التغلب على المرض، ولكن التحدث مع المختصين والذهاب إلى مراكز العلاج قد يساعدك على التعافي التام بوقت أسرع.

مقالات إعلانية