in

ما الذي تراه في هذه الصورة؟ يمكن لإجابتك أن تساعد في كسر ”شيفرة دماغك“!

لوحة ”سوق الرقيق مع تمثال نصفي لفولتير“ لسلفادور دالي

تعد لوحات الفنّان السريالي المشهور سلفادور دالي أداة تلاعب عبرها بعقلونا على مدى عقود. ولعلّ أشهر لوحاته هي لوحة ”سوق الرقيق مع تمثال نصفي لفولتير“، والتي يتم استخدامها حالياً من قبل العلماء من جامعة Glasgow لفهم آلية عمل الدماغ في إدراك المعلومات البصرية، وقد تم نشر جزءاً من البحث في مجلة Scientific Reports.

تظهر اللوحة الزيتية العائدة إلى عام 1940 وهماً بصرياً مقصوداً من قبل دالي، وفيها تبدو ملامح الفيلسوف الفرنسي Voltaire مكوّنة من صورة لراهبتين إلى جانب بعضهما. ورغم أنك تستطيع رؤية الصورتين معاً بعد التمعن في اللوحة لوقت طويل، غالباً ما يختار الناس صورة واحد قبل الأخرى (إمّا صورة Voltaire أو صورة الراهبتين).

لوحة ”سوق الرقيق مع تمثال نصفي لفولتير“ لسلفادور دالي
لوحة ”سوق الرقيق مع تمثال نصفي لفولتير“ لسلفادور دالي

درس العلماء نشاط دماغ المشاركين في التجربة أثناء رؤيتهم للوحة، ثم قاموا بسؤالهم عن الصورة التي نجحوا في رؤيتها أولاً. وكما كان متوقعاً، فقد لاحظوا أن نصف الكرة الأيمن للدماغ قد أدرك الجزء الأيسر من الصورة (صورة Voltaire)، أمّا نصف الكرة الأيسر فقد أدرك الجزء الأيمن من الصورة (صورة الراهبتين). وخلال أجزاء من الثانية، بدأ نصفا الكرة الدماغيان بالتواصل مع بعضهما لتجميع الصورة الكاملة عن اللوحة المرئية.

تاثير لوحة سلفادور دالي على الدماغ
تاثير لوحة سلفادور دالي على الدماغ – صورة: Philippe Schyns et al./University of Glasgow/Scientific Reports

وبالحديث مع قناة BBC، قال البروفيسور Philippe Schyns: ”بعد مرور حوالي ١٠٠ ميلي ثانية عن بدء عملية الإدراك بعد حدوث الاستثارة الدماغية، وجدنا أن الدماغ يستدرك ميزات دقيقة جداً كالعين اليسرى، والعين اليمنى، وزواية الأنف، وزاوية الفم… وبعد حوالي ٢٠٠ ميلي ثانية، وجدنا أن الدماغ يرسل الخصائص عبر نصفي الكرة الدماغيين لأجل بناء صورة واحدة عن المحرِّض.“

ورغم الأبحاث القائمة، تبقى آلية عمل الدماغ الدقيقة لغزاً كبيراً تصعب معرفته، ويبقى العلماء غير متأكدين بشكل قاطع عن الآلية التي تحدد الصورة النهائية التي نراها. لكن العلماء حازمون على الاستمرار في أبحاثهم عن التمثيل والإدراك، حيث قال البروفيسور Schyns لقناة BBC أن البحث سيتمر بهدف تطوير قدرة الروبوتات على إدراك المعلومات البصرية، ليتمكنوا من رؤية العالم بالضبط كما يراه صانعوها.

في نهاية التجربة، إذا كان أول ما رأيته هو وجه فولتير، فهذا يعني أنَ نصف الكرة الأيمن لدماغك هو السبّاق في استقبال وإرسال المعلومات الحسية البصرية التي تساعدك على تكوين صورة مرئية. أمّا في حال رأيت الراهبتين أولاً، فهذا يعني أن نصف الكرة الأيسر لدماغك هو السبّاق، أو المؤمن.

مقالات إعلانية