in

العروسان المثليتان اللتان أضرمتا النيران في فستاني زفافهما؛ صدمتا بالتعليقات المعادية للمثلية على صورهما

العروسان المثليتان اللتان أضرمتا النيران في فستاني زفافهما؛ صدمتا بالتعليقات المناهضة للمثلية على صورهما

بعد انتهاء مراسم الزفاف؛ يصبح ذلك الفستان الأبيض الذي كان محطّ اهتمام الجميع مجرّد غرضٍ عديم الفائدة، وهذا يعني أنّ مصيره سينتهي معلقا في خزانة العروس دون أن يُلمس مجدداً، ولكن في حفل زفاف (تشوي) و(بيرنز) كانت هناك بعض التغييرات، فالفستانان غدا عديمي الفائدة ولكنّ ذلك يعود لكون العروسين قامتا بإضرام النار فيهما.

صورة تُظهر العروسين وهما تقبّلان بعضهما أثناء اشتعال فستانيهما - صورة: Michael Huang/SWNS
صورة تُظهر العروسين وهما تقبّلان بعضهما أثناء اشتعال فستانيهما – صورة: Michael Huang/SWNS

تزوجت (تشوي) و(بيرنز) في الثالث عشر من أكتوبر من هذا العام في مدينة (ماونت فيرنون) في ولاية (آيوا) الأمريكية؛ لم ترغب العروسان بأن يكون زفافهما عاديا وأرادتا أن تكون نهايته فريدةً من نوعها، ولهذا قامتا بإحراق فستانيهما على وقع كلمات: ”يمكنك الآن إشعال العروسين“ دون أن تنسيا طبعاً توثيق اللحظة بالعديد من الصور والفيديو.

على الرغم من أنّ الأمر يبدو خطيراً للغاية إلا أنّ كلا العروسين كانتا مستعدّتين جيداً ومتسلّحتين بخبرتهما في التعامل مع النيران، والتي اكتسبتاها من عملهما كمؤديتين لاستعراضاتٍ تضمّنت التعامل مع النار طوال ثماني سنوات يوميا، فقامتا بتعديل الفستانين ليسهل خلعهما بسرعة وارتديتا سروالين مضادين للاشتعال لحماية ساقيهما من الحرارة.

ولأنّ الحوادث قد تحصل رغم الاستعداد الجيّد، فقد كان هناك العديد من زملائهما في العمل ومسعفٌ وخبير ألعابٍ ناريةٍ ضمن الحضور، وهو ما جعل جلسة التصوير الخطيرة هذه تبدو كشيءٍ آمنٍ للغاية.

كانت (تشوي) واثقةً مما كانتا تفعلانه، وكان الطقس هو العائق الوحيد برأيها حيث قالت: ”الجوّ كان بارداً في الخارج، فيما عدا ذلك؛ كان كلّ شيءٍ سهلاً، فثمانيةٌ من أصل عشرة أشخاصٍ منّا كانوا مؤدي استعراضاتٍ نارية، وأكثر من 50 شخصاً من الضيوف الذين يزيد عددهم عن المئتين كانوا أيضاً مؤدي استعراضاتٍ نارية، لذا كان الأمر أشبه بما نقوم به في العادة“.

من ناحيةٍ أخرى؛ ترددت زوجتها (بيرنز) بعض الشيء في البداية وكانت متوترةً قليلاً، ولكنّها تخلّت عن قلقها وعلمت أنّ الأمور ستجري بسلاسة حيث قالت: ”إنّ اشتعال النيران في فستاني الزفاف كان أمراً يجعل الأدرينالين يجري في شرايينا، وكلّ ما عليك فعله هو أن تردد في عقلك أنّ كلّ شيءٍ سيكون على ما يرام وأنّك فعلت الأمر ذاته سابقاً، وأن تتذكّر أنّك أخذت كافة إجراءات السلامة“.

حتى المصوّر الذي التقط صورهما قال أنّ الأمر كان أسهل مما يبدو عليه، وخاصةً أنّه كان مختصاً في تصوير العروض النارية حيث قال: ”لقد كنت ألتقط صور الاستعراضات النارية منذ سنوات، والتحدّي الذي واجهته في جلسة التصوير كان ذاك التحدّي الذي يواجهه أيّ مصوّر أعراسٍ آخر، فأنت تخشى أن يقفز أحد الحضور ليصبح في مكانٍ يُعيق التصوير في اللحظة الحاسمة“.

صورة التقطت قبيل إضرام النيران في فستاني الزفاف
صورة التقطت قبيل إضرام النيران في فستاني الزفاف – صورة: Michael Huang/SWNS

بعد انتهائهما من التصوير؛ أبدت (بيرنز) رضاها عن الصور التي حصلتا عليهما وقالت: ”أحبّ الصور التي قمنا بالتقاطها كثيراً، فقد كانت رائعة للغاية وكان الجوّ حماسياً جدا“.

كانت (تشوي) من جهتها أيضا معجبة كثيراً بالصور التي حصلتا عليها، غير أنها أصيبت بخيبة أملٍ كبيرةٍ بعد أن شاهدت ردود الأفعال السلبية والتعليقات السيئة التي تركها عددٌ من معارضي المثلية على صورهما، وعبّرت قائلةً: ”لقد أصبت بالإحباط بعد أن شاهدت الكمّ الهائل من التعليقات السلبية المعارضة للمثلية على صورنا، فمن المؤسف أنّه ما يزال هناك الكثير من التعصّب في زمننا هذا“.

وقالت (بيرنز) أنّه ”من الغريب وجود الكثير من التعليقات التي تركّز على وجود فتاتين في صورة زفافٍ، في حين أنّ الغريب في الأمر يجب أن يكون النار المضرمة في فستاني زفافهما“، لكنّها ذكرت أيضاً أنّ هذا كان شيئاً متوقع الحدوث.

صورة تظهر فيها العروسان وهما ترتديان فستانين مختلفين خلال المراسم قبل إشعال النار
صورة تظهر فيها العروسان وهما ترتديان فستانين مختلفين خلال المراسم قبل إشعال النار – صورة: Michael Huang/SWNS

في النهاية وعلى الرغم من خيبة الأمل التي أصابت الفتاتين فهما تأملان أن يصل المجتمع إلى زمنٍ لا يضطّر فيه الأزواج المثليون إلى مواجهة ردود أفعالٍ مشابهةٍ لهذه في المستقبل، ليصبح المجتمع أكثر تقبلاً للاختلاف وخالياً من التطرّف والتعصّب.

مقالات إعلانية