in

4 مزايا ينفق عليها الناس أموالاً كثيرة عند شراء حاسوب، لكنها ليست مفيدة بقدر ما تظن!

صورة: Nate Grant / Unsplash

يتفق الخبراء على أن عمر الحاسب المحمول «اللابتوب» يتراوح بين سنتين وثلاثة حسب الاستعمال، بينما قد تتمكن من العمل على حاسوبك الشخصي «ديسكتوب» حتى خمس سنوات. استنتج موقع Computer Hope، وهو موقع متخصص بمساعدة الناس في مجال الحاسوب، أن معظم اللابتوبات تبدأ مواجهة مشاكل في الأداء أو صلاحية العتاد الصلب بعد 4 سنوات من شرائها –اعتماداً على العديد من الدراسات المتعلقة بتكلفة اقتناء حاسوب. تكون معظم تلك المشاكل ناتجة عن فشل المكونات الداخلية أو بسبب البرمجيات التي تتطور بشكل متعاقب وتحتاج إلى حواسيب ذات مواصفات أعلى.

نأتي إلى الجزء المهم، وهنا نوجه كلامنا للراغبين باقتناء حاسوب جديد (سواء كان لابتوب أم ديسكتوب)، فالخيارات اليوم أصبحت عديدة ومتشابهة في كثير من الأحيان. ينفق معظم الناس أموالاً كثيراً للحصول على أمور معينة، مثل دقة العرض أو ذاكرة الوصول العشوائية «رام» أو سعة القرص الصلب، فينتهي بهم الأمر وقد أنفقوا الكثير والكثير من المال من أجل الحصول على جهاز حديث قد يلبي متطلباتهم (سواءً من ناحية الألعاب أو البرمجيات المتطورة)، وقد يكون أكثر من اللازم، وهو أمر يغفل عنه معظم الناس، فتراهم ينفقون أموالاً كثيرة على مواصفات قد لا يحتاجونها أبداً!

إليكم بعضاً من هذه الأمور غير المهمة، التي قد تضطرك إلى دفع مزيد من المال مقابل ميزات محدودة، وفي بعض الأحيان، قد لا تفيدك تلك الميزات إطلاقاً.

1. شاشة بدقة عرض 4K

صورة: Pocket-lint

إذا كنت من الناس الذين يقضون الكثير من وقتهم وهم يعملون على برامج مثل Photoshop أو Illustrator على سبيل المثال، فمن المنطقي أن تملك شاشة ذات دقة عرض مرتفعة تحوي الكثير من البكسلات في الإنش الواحد. لكن بالنسبة لباقي الناس، حتى «الغيمرز»، فالحصول على شاشة 4K لا يجب أن يكون هدفك الأول.

قد يعترض الغيمرز على هذا الكلام، ومما لا شك فيه أن تجربة اللعب على شاشة 4K أفضل بكثير من شاشات Full HD العادية، لكن إن كنت تستخدم اللابتوب للعب، فعليك الأخذ بعين الاعتبار أن قلة قليلة من اللابتوبات تملك القدرة الكافية لتشغيل ألعابك الثقيلة بدقة 4K وبدون مشاكل. حتى تلك اللابتوبات باهظة الثمن المخصصة للألعاب قد تفشل أثناء اللعب في الحفاظ على دقة 60 إطار في الثانية، خاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار تطور الألعاب الهائل في السنوات الأخيرة.

بالنسبة للألعاب، يجب أن تعرض الشاشة التي تود شرائها بمعدل 60 إطار في الثانية، ولا يجب أن ترضى بأقل من ذلك، فـ 60 إطار في الثانية يعني تجربة لعبٍ سلسلة. لكن إذا أردت جمع هذه الميزة مع ميزة العرض بدقة 4K، فتأكد أنك ستدفع الكثير والكثير من المال، ولا مشكلة إن كنت تملكه، لكن إن أردت تجربة مريحة ورائعة فربما عليك التفكير باللابتوبات ذات دقة العرض 1080p أو 1440p، خاصة إذا كانت تملك معدل تحديث مرتفع (120 هرتز مثلاً).

وعلى أي حال، امتلاك شاشة بدقة 4K ليس ذلك الأمر الرائع الذي تتخيله، فتلك الشاشة المحشوة بالبكسلات مناسبة لأن تكون شاشة تلفاز كبيرة، وستلاحظ الفرق بوضوح إن كانت الشاشة كبيرة وأنت تجلس بعيداً، لكن بالنسبة للشاشات الصغيرة، لن يكون الفرق كبيراً بينها وبين شاشة ذات دقة أقل ومقبولة.

قد يعلم جميع مالكي اللابتوبات أن دقة العرض 1080p (Full HD) أكثر من كافية للشاشات الصغيرة، وعلى الرغم من أنها تمثل ربع دقة العرض 4K، لكنها ملائمة جداً لشاشات اللابتوبات التي يتراوح قياسها بين 13 إلى 15 إنش، خاصة أنك ستجلس بالقرب من الشاشة. بالإضافة للأسباب السابقة، نود إضافة سبب آخر قد يمنعنا من شراء شاشة 4K لحاسوب أو لابتوب، وهي ارتفاع حرارة الجهاز أثناء الاستخدام الكثيف وانخفاض عمر البطارية.

2. الرامات RAM

رام Corsair Dominator Platinum، إحدى أفضل أنواع الرامات لمحبي الألعاب.

الرام أو ذاكرة الوصول العشوائية هي إحدى الميزات التي يُفضل إنفاق المال عليها، لكن ليس بالشكل الكثيف، وهذا الأمر بالذات ما ينفق الناس عليه مبالغ ضخمة من المال بدون فائدة. فمثلاً، قد تعتقد على الفور أن لابتوب يملك رام 32 غيغابايت أفضل بكثير من آخر مزود بـ 16 غيغابايت من الرام –مع أن الفرق قد يصل بين الاثنين إلى مئات الدولارات، لكن في الحقيقة، قد لا تلاحظ هذا الفرق بين الاثنين!

في البداية علينا أن نوضح أمراً مهماً، وهو أن الرقم الذي تريده يعتمد على عامل أساسي: ما الغرض الذي تريد شراء اللابتوب لأجله؟ بالنسبة للشخص العادي، فلنقل أنه شخص يريد اقتناء حاسوب لتصفح الإنترنت والإيميل، كأجهزة Chromebook مثلاً، فلا يحتاج إلى ذاكرة أكبر من 4 غيغابايت. وفي الحقيقة، إن 8 غيغابايت من الرام كافية جداً! وأي رقم فوق ذلك سيفيد فقط المستخدمين الذين يعملون على برامج تصميم أو يلعبون الألعاب، أو بمعنى آخر، أي مستخدم يقضي معظم وقته على الحاسب.

إذا كنت واحداً من هؤلاء، فصدق أن 16 غيغابايت كافية بشكل كبير، ولا يجب عليك التفكير بـ 32 غيغابايت إلا إذا كنت فنان مؤثرات بصرية أو مطور ألعاب، أو إذا كنت تستخدم برمجيات تستهلك الرامات بشكل مرعب.

ننصح معظم المستخدمين بتوفير أموالهم وعدم اقتناء لابتوب ذي رامات تزيد عن 8 غيغابايت، وإذا لم تكن واثقاً مما تريد شرائه، فربما عليك شراء لابتوب يسمح لك بترقية العتاد الصلب. إن الأمر الأخير مفيدٌ في حالتين، فربما تكفيك مواصفات اللابتوب لعدة سنوات من ناحية، وإذا قررت ترقيته من ناحية أخرى، فلن تكون العملية مكلفة كشراء لابتوب جديد. بالمناسبة، لا تفيد الرامات العالية جهازك إن لم يضطر الحاسب إلى استخدامها، أي أن امتلاك رامات عالية جداً قد يكون بلا معنى.

3. وحدة المعالجة المركزية CPU

عند تصفح مواصفات اللابتوبات حالياً، ستجد أنواعاً وأرقاماً مختلفة جداً من ناحية وحدة المعالجة المركزية –أو المعالج اختصاراً. والهدف من تلك الاختلافات هي تحيير المستخدم وجعله يشتري عتاداً ليس بحاجته.

تبوّب شركة Intel، ومنافستها AMD أيضاً، معالجاتها بنظام بسيط هو 3 و5 و7 و9. إن أرخص وحدة معالجة بين هؤلاء هي Intel Core i3، ويقابلها Ryzen 3 من شركة AMD –أما المعالجات غير المرقمة، مثل Intel Celeron وAMD Athlon فقد مضى عليها الزمن ولا تستحق التفكير بها، وهي لا تصلح أساساً سوى لتصفح الويب وأداء المهام الحوسبية البسيطة.

هناك الكثير من المعلومات وراء هذا النظام الترقيمي، لكن معظم المستخدمين يهتمون فقط بالأرقام التي تلي نوع المعالج، وهي التي تدل على الجيل –فـ Core i9–9900 هو معالج إنتل من الجيل التاسع. لا يمكنك المقارنة بين معالجات Intel وAMD على أساس هذه المعلومات، لأن الأرقام دائماً ما تكون أعلى في رقاقات إنتل، وهذا لا يعني أيضاً أن AMD أدنى رتبة من Intel، إنما الفرق بينهما هو أن Intel بدأت ترقيم معالجاتها وفقاً لهذا النظام في وقت أبكر من AMD.

المهم من هذا الكلام هو أن معالج Core i5 أو Ryzen 5 مثلاً يلبيان معظم حاجات المستخدمين. بمعنى آخر، بإمكانك الاكتفاء بمعالج متأخر عن المعالجات الحديثة بجيلٍ أو جيلين، وسيبلي لك كلّ ما تحتاج إليه. لكن من الناحية المادية، سيكون الفرق كبيراً بين الاثنين.

بالمناسبة، إن سرعة الميقاتية في وحدة المعالجة المركزية أهم –بالنسبة للمستخدم العادي– من عدد وحدات المعالجة المركزية. تسمح سرعة الميقاتية للمعالج بالعمل بشكل أسرع، بينما تعمل وحدات المعالجة على تقسيم برمجية ما على عدد من أقسام المعالج –حسب عدد وحدات المعالجة– لتجنب إبطاء اللابتوب إذا كنت تُجري عمليات ضخمة.

4. حجم قرص التخزين وسعته

قرص HDD من نوع Maxtor مقابل وسيط SSD من إنتل. صورة: Wikimedia Commons

هناك فرق كبير بين سواقة القرص الصلب HDD ووسيط التخزين ذو الحالة الثابتة SSD، فالأخير مثلاً هو النوع الذي يجب أن تفكر باقتنائه حتى لو دفعت المزيد من المال –معظم اللابتوبات الجديدة تحوي SSD، حتى لو كان ذا سعة صغيرة لتكميل القرص الصلب. حالياً، أصبح الفرق بين الاثنين هو الأهم، وليس سعة أو سرعة القرص بحد ذاته.

بالطبع، سعر SSD أغلى بشكل ملحوظ من HDD، لكن الأخير لم يعد يُستخدم اليوم سوى لحفظ الصور والأفلام والموسيقى والمشاريع، بينما سيؤمن لك SSD سرعة في العمل والأداء. حتى بإمكانك تخزين ملفاتك على خدمات التخزين السحابي، فسعة القرص الصلب لم تعد مشكلة كما في السابق.

لذا من غير المنطقي أن تفكر اليوم باقتناء لابتوب يحوي وحدة تخزين HDD بسعة 1 تيرابايت مثلاً، خاصة إذا كان الجهاز يحوي وسيطا التخزين السابقين، لذا من الأفضل التركيز على وسيط SSD ذو سعة مقبولة لتنصيب البرامج وأداء العمليات بشكل سريع وسلس.

أما إذا أردنا التحدث عن السرعة، فلا فرق بين الأقراص ذات 5400 دورة في الدقيقة والأخرى ذات الـ7200 دورة في الدقيقة، فالأخيرة لا تحدث فرقاً كبيراً في سرعة الأداء، لكنها تكلف المزيد من المال بالطبع، كما ترتفع حرارتها بسرعة وتصدر صوتاً أعلى.

مقالات إعلانية