in

دخلك بتعرف قصة «قصر سميث»، ذلك المنزل الذي تسبب في هلاك الرجل الذي بناه

قصر (سميث) المنزل الذي تسبب في هلاك صاحبه

على مدى أكثر من ثلاثة عقود من الزمن؛ بقي هيكل خشبي ذو خمسة طوابق من الخشب المهترئ مع سلالم أدراج طويلة ومتموجة وشرفات بارزة بشكل عشوائي؛ منتصباً على قمة هضبة في وسط وادي (وابيتي) بالقرب من بلدة (كودي) في ولاية (وايومينغ) في الولايات المتحدة الأمريكية، وهو ليس ببعيد جدا عن منتزه (يلوستون) الوطني الأمريكي.

والجدير أن هذا المنزل كان ثمرة حب وهوس من نوع خاص، فقد تم تشييده على يدي رجل واحد، كان مهندسا غريب الأطوار عرف باسم (فرانسيس لي سميث).

قصر (سميث) المنزل الذي تسبب في هلاك صاحبه
قصر (سميث) المنزل الذي تسبب في هلاك صاحبه – صورة: Alan Rogers/Star-Tribune
نظرة جانبية قصر (سميث) المنزل الذي تسبب في هلاك صاحبه
نظرة جانبية للمبنى – صورة: Alan Rogers/Star-Tribune
قصر (سميث) المنزل الذي تسبب في هلاك صاحبه
قصر (سميث) عن كثب – صورة: Richard Realty

قضى (سميث) إثني عشر سنة يحاول بناء هذا المنزل الكبير باستعمال خشب البناء، الذي استرجعه من حريق طبيعي مهول أتى على جبل قريب يدعى بجبل (راتلسنانيك) أو «جبل أفعى الجلجلة». بعد أن تسببت الحرائق في إتلاف الأشجار على منحدرات الجبل؛ أصبحت أخشابها الصالحة للبناء نصف المحروقة قابعة هناك ليأخذها كل من يرغب فيها، في مسعى من طرف السلطات في تنظيف الجبل منها. وبالاستعانة ببعض المساعدة؛ قام (سميث) بسحب ونقل تلك الأخشاب التي يحتاجها أسفل الوادي، وبدأ عملية بناء كوخ أحلامه.

(سميث) الذي ينحدر من بلدة (كودي)، استقر للسكن في هذا المنزل بمعية زوجته وابنه وابنته بمجرد انتهائه من بناء الطابق الأرضي، لكنه لم يتوقف يوماً عن عمليات البناء، فليلة بعد أخرى؛ ظل (سميث) يعمل على منزله باستعمال ضوء مصباح وحيد، حتى تسبب هوسه وجنونه بهذا المنزل في تقطيع أواصل زواجه وعائلته، وفي نهاية المطاف تسبب له في هلاكه.

قصر (سميث) المنزل الذي تسبب في هلاك صاحبه
غرف صغيرة خشبية استخذمها الأطفال للنوم – صورة: Alan Rogers/Star-Tribune
قصر (سميث) المنزل الذي تسبب في هلاك صاحبه
لوح ديكوري في مقدمة المنزل والذي يعتبر الجزء الوحيد من البناء الذي استخذمت فيه رافعة هيدروليكية عوضا عن اليد – صورة: Alan Rogers/Star-Tribune

لم يكن هذا المنزل قريبا حتى من أدنى أشكال الرفاهية، حيث لم يكن موصولا بشبكة مياه ولا بقنوات الترصيص والصرف الصحي ولا بالكهرباء، عدا عن تلك التي ينتجها مولد صغير موجود فيه. كان مصدر الحرارة الوحيد في المنزل فرن صغير يعمل على احتراق الحطب موجود في الطابق السفلي، كما كان يستعمل في نفس الوقت في طهو الطعام.

كانت طاولة طعام العائلة عبارة عن جذل شجرة عريض وضخم، وكانت بدل الكراسي تحيط بها مجموعة من أجذع الأشجار الصغيرة، وخلال فصل الشتاء كانت العائلة كلها تنام داخل أكياس النوم المفروشة على الأرضية محيطين بالفرن، ذلك المصدر الوحيد للحرارة في المنزل. وخلال الصيف، كان السيد (سميث) ينام على أرجوحة شبكية، وأحيانا كان أبناؤه ينامون داخل أكواخ صغيرة تشبه بيوت الكلاب لكنها واسعة نوعا ما موزعة على الشرفة الخارجية الأمامية.

قصر (سميث) المنزل الذي تسبب في هلاك صاحبه
طاولة طعام آل (سميث) وكراسيها – صورة: Alan Rogers/Star-Tribune

اتخذت العديد من الحيوانات البرية من المنزل مأوى لها كذلك إلى جانب هذه العائلة، من حيوانات الراكون إلى القطط البرية إلى طيور البوم وغيرها من الحيوانات الأخرى التي تعج بها المنطقة، التي أخذت تأوي داخل هذا الهيكل الخشبي تباعاً على الرغم من كون العائلة تعيش هناك.

بعد بضعة سنوات، سئمت زوجة (سميث) من نمط المعيشة المتشرد الذي فرضه عليها وعلى أبنائهما وقامت بتطليقه، فرحلت عنه واصطحبت معها الأبناء إلى بلدة أخرى. بقي الأطفال يزورون والدهم وكانوا أحيانا يقضون بعض الليالي معه في المنزل.

مع رحيل عائلته، تفرغ (سميث) بشكل كامل لبناء منزل أحلامه، فكان يبني إضافة تلو الأخرى دون أية تصاميم أو مخططات، يشبه البناء الفوضوي لهذا المنزل كثيراً منزل (سارا وينشستر) الشهير في (سان خوزي) في كاليفورنيا، الذي ظلت «أرملة قطب البندقية» تبنيه لمدة 38 سنة.

قصر (سميث) المنزل الذي تسبب في هلاك صاحبه
(ساني لارسن) ابنة (فرانسيس لي سميث) والمالك الحالي لـ(قصر سميث) – صورة: Alan Rogers/Star-Tribune
قصر (سميث) المنزل الذي تسبب في هلاك صاحبه
أحد طوابق قصر (سميث) من الداخل – صورة: Richard Realty

في سنة 1992، لقي (سميث) حتفه بسبب هوسه هذا بمنزله عندما سقط من إحدى شرفاته بينما كان يعمل على بنائه وتوفي متأثرا بجروحه وإصاباته البليغة، ولم يتم اكتشاف جثته إلا بعد يومين من حادثة سقوطه.

منذ وفاته، قبع ذلك ”القصر“ فارغاً ومهجوراً، حيث كان معرضا للعوامل الطبيعية، فبدأت هياكله الخشبية تتهاوى وتهترئ شيئا فشيئا، كما كان للمخربين نصيبهم منه في إحلال بعض التلف والضرر به، ومنذ عدة سنوات الآن، وابنة (سميث)، وهي (ساني لارسن)، تحاول جمع المال من أجل إعادة تهيئته، غير أنه في وقت سابق من هذا الشهر، ملّت هي الأخرى وعرضت المنزل للبيع بسعر 750 ألف دولار.

قصر (سميث) المنزل الذي تسبب في هلاك صاحبه
السلم الذي يستخدم للوصول لقمة البناء – صورة: Alan Rogers/Star-Tribune
قصر (سميث) المنزل الذي تسبب في هلاك صاحبه
الطابقين العلوي والسفلي في القصر – صورة: Richard Realty
قصر (سميث) على قمة التلة
القصر المشؤوم يقف منتصباً على قمة التلة – صورة: Richard Realty
قصر (سميث) المنزل الذي تسبب في هلاك صاحبه
أحد جوانب قصر (سميث) الداخلية – صورة: Richard Realty

مقالات إعلانية