in

لماذا توضع الـ(بوم بوم) على القبعات؟ هل موضة أم تقليد؟

قبعة بوم بوم

لابد أنك صادفت عزيزي القارئ —أو ارتديت— مرة واحدة على الأقل في حياتك ما يعرف بقبعة الـ(بوم بوم)، وعلى الرغم من أنها قد تبدو لك من الوهلة الأولى منتوجًا عصريًا، فإنها في الواقع لها جذور ضاربة في قدم التاريخ، وفي مقالنا هذا على موقعنا «دخلك بتعرف»، سنسرد عليك لمحة عن تاريخ هذه الكرات الناعمة المنفوشة التي تزين بها القبعات، تابع معنا القراة.

يعود تاريخ قبعة الـ(بوم بوم) إلى عصر الفايكينغ في البلاد الإسكندنافية (ما بين سنتي 800 و1066). حيث يتم إبراز الإله (فراير) وهو يرتدي قبعة أو خوذة مع زوج من الـ(بوم بوم) في قمتها، وقد ظهر ذلك في تمثال صغير اكتُشف وجوده سنة 1904 في مزرعة (رالينغ) في (سودرمانلاند) في السويد.

في مقال كُتب بقلم عالم الآثار (نيل برايس) الذي تم إدراجه في نص Old Norse Religion in Long-Term Perspectives: Origins, Changes & Interactions، قال (برايس) عن التمثال الصغير للإله (فراير) بأنه: ”يرتدي خوذة وسوارًا على كل معصم، وجميع مزينة بتصاميم دقيقة للغاية ومنه فهي ليست بدون معنى“.

الإله (فراير)، إله الفايكينغ.
الإله (فراير)، إله الفايكينغ. صورة: Wikimedia Commons

يقال أن أصل كلمة (بوم بوم) Pom Pom في اللغة الفرنسية، بالتحديد اشتقت من كلمة Pompon خلال القرن الثامن عشر، وهو مصطلح يشير إلى كرة زينة صغيرة مصنوعة من نسيج أو من الريش، كما يعني كذلك ”خصلة كروية للزينة“، وقد كان يشار به في الأصل لاستخدامه على القبعات.

ذاع آنذاك –في القرن الثامن عشر– صيت الفرسان المجريين الذين عرفوا باسم Hussars، والذين كانوا يرتدون خوذة طويلة تدعى (شاكو)، كجزء من زيهم الرسمي.

استقطب الـ(شاكو) المجري اهتمام كتائب وفصائل الجيوش الأوروبية، بما في ذلك الجنود في جيش نابليون.

وضعت الكتائب المختلفة لمستها الخاصة على هذه الخوذة، فقام بعضها بتزيينها بغلاف معدني، بينما وضع آخرون على قمتها ريشًا أو كرات (بوم بوم)، بحيث كان لون وشكل الزخرفة المنفوشة يشير إلى الكتيبة والرتبة، وكانت مصدرًا لفخر الجنود الذين ارتدوها.

الـ(شاكو) من المدرسة العسكرية الخاصة في (ساينت سير). نموذج شهر يوليو 1837.
على اليسار: (شاكو) الحرس الوطني الفرنسي، وعلى اليمين الـ(شاكو) من المدرسة العسكرية الخاصة في (ساينت سير). نموذج شهر يوليو 1837.

بينما بعيداً عن ساحات القتال، كان للـ(بوم بوم) معنى كبيرًا أيضًا. في أمريكا الجنوبية، كان يتم تزيين الثياب التقليدية لكل من الرجال والنساء بكرات (بوم بوم) مختلفة ومتنوعة ترمز على حد تنوعها للحالة العائلية لمرتديها.

وفي روما، كان القساوسة يرتدون قبعات ذات قمم مربعة تدعى الـ(بيريتا)، وكان لون الـ(بوم بوم) الذي يتواجد فوقها يرمز لرتبة مرتديها.

لباس تقليدي في أمريكا الجنوبية.
لباس تقليدي في أمريكا الجنوبية.

كما كانت الـ(بوم بوم) دائما جزءا لا يتجزأ من الثياب التقليدية في إسكتلندا، كان الرجال يرتدون قبعة (بيريه) تدعى الـ(بالمورال)، والتي كانت تزين من الأعلى بـ(بوم بوم) بلون أحمر فاقع تعرف باسم Toorie، وقد عرفت هذه القبعات التقليدية شهرتها الكبيرة خلال فترة الكساد العظيم في ثلاثينيات القرن الماضي.

بيريه (بالمورال).
بيريه (بالمورال).

مقارنة بالشراريب والحلي الأخرى، بالإمكان القول عن الـ(بوم بوم) أنها زينة رائعة واقتصادية في نفس الوقت، حيث بالإمكان صناعتها مما تبقى من النسيج المستخدم في الحياكة، ونظرا لطبيعتها الجميلة وسهولة صناعتها راجت الـ(بوم بوم) بشكل كبير في حفلات الرقص المقامة في المدارس الثانوية حول العالم، كما زينت معاصم مشجعات الفرق الرياضية، فعشق الناس في كل مكان تقريبًا الـ(بوم بوم)، ومازالوا يفعلون.

مقالات إعلانية