in

تعرف على قصة هذا الرجل الذي أصبح مليونيرا وجمع أكثر من 150 مليون دولار بسبب بيعه خصي الكلاب الاصطناعية

أثبت مواطن أمريكي يدعى (غريغ ميلر) أنه بإمكانه تحقيق ثروة من أي شيء تقريبًا، حتى من خصي الكلاب. قام هذا المخترع ورجل الأعمال الأمريكي البالغ من العمر 64 سنة بتطوير ما أطلق عليه إسم Neuticles، وهي عبارة عن حشوات من السيليكون الصلب لتعويض الخصيتان المستأصلتان لدى الكلاب الذكور، وذلك حتى يبقى مظهر الكلب طبيعيا قدر الإمكان بعد إجراء عملية خصي عليه.

لقد جعلت منه هذه ”الخصي الاصطناعية“ مقاولا ناجحًا ومليونيرًا.

هل تكترث الكلاب حيال هذا الأمر؟ يجيب (ميلر): ”نعم.. إنها تكترث“، وعلى ما يبدو من يجب عليه الاكتراث بحق هم مالكوها.

عبر السنوات العشرين الأخيرة، يقول (ميلر) أنه تمكن من بيع أزيد من 500 ألف زوج من الخصي الاصطناعية. يكلف زوج من هذه الخصي الاصطناعية ما متوسطه 310 دولارات، على الرغم من أن بعضها يكون مكلفا أكثر، مثل تلك الخصيتان اللتان بحجم بطيختين اللتين قام بتطويرهما خصيصًا لتعويض خصيتي فيل في إحدى حدائق الحيوان.

الدرب الغريب نحو تحقيق النجاح

ترعرع (غريغ ميلر) في مدينة (كانساس) ودرس الصحافة في جامعة ولاية (ميسوري) الحكومية المركزية، غير أنه كان يكره العمل في مجال الصحافة والإعلام، لذا أطلق شركته الإعلانية الخاصة على الرغم من معارضة والديه الكبيرة لمشروعه هذا، يقول في هذا الصدد: ”لم يكونا يريان في كون المرء رجل أعمال ومقاولا حرا أمرا إيجابيًا“.

في أحد الأيام، لاحظ (غريغ) وصول كاتالوغ عبر البريد داخل أنبوب أسطواني الشكل، فقال في نفسه: ”يمكن تحقيق المزيد باستعمال هذا الأنبوب، أكثر من مجرد وضع كاتالوغ في داخله“، لذا قرر وضع الحلوى داخله وبيعها.

اخترع (ميلر) ما أطلق عليه اسم SweeTube، وهو أنبوب يبلغ طوله مترا تقريبا مملوء عن آخره بطبقات من الحلوى، وهو الاختراع الذي انتهى به الأمر يبيعه لمؤسسات ضخمة على شاكلة Macy’s وديزنيلاند. بعد بضعة سنوات لاحقًا، توقف عن هذا العمل، فقال: ”صدقوني، بعد 12 سنة من بيع الحلوى، تسأم من الأمر برمته“.

لقد كان ذلك في أواسط التسعينيات من القرن الماضي، وقد كان (ميلر) قد اقتنى لتوه جروا من نوع Bloudhound أطلق عليه اسم (باك). رفض (ميلر) خصي (باك) لأنه لم يرغب في جعل كلبه يخوض تلك التجربة القاسية. غير أن (باك) خرج من المنزل ذات يوم ولم يعد، وهي قصة مازال (ميلر) يتأثر بها كثيرًا، حيث قال: ”لقد كانت أصعب أربعة أيام في حياتي“.

خطرت في بال (ميلر) فكرة الـ Neuticles عندما خرج كلبه من المنزل ولم يعد.
خطرت في بال (ميلر) فكرة الـ Neuticles عندما خرج كلبه من المنزل ولم يعد. صورة: Gregg Miller

على ما يبدو، كان الكلب (باك) قد اشتم رائحة أنثى في فصل التزاوج وراح يتقفاها، وفي نهاية المطاف عثر عليه على بعد عدة كيلومترات من المنزل. يقول (ميلر): ”لقد رآني ورأيته، والأمر كان مثلما تشاهده في أحد مشاهد الأفلام التي يركض فيها شخصان باتجاه بعضهما البعض ويتعانقان“.

أدرك (ميلر) أنه يجب عليه أن يقوم بخصي (باك) حتى لا تتكرر هذه التجربة المريرة مرة أخرى، وهنا خطرت في باله فكرة تطوير الـNeuticles، حيث سأل البيطري عما إذا كان أحدهم يصنع حشوات لتعويض خصي الكلاب المخصية، وذلك حتى: ”يتمكن (باك) من الحفاظ على مظهره الطبيعي“، غير أن البيطري أخبره بأن تلك كانت أكثر الأفكار جنونا التي سمع بها في حياته.

ثبت (ميلر) على رأيه وقام باستئصال خصيتي كلبه (باك)، هذا على الرغم من مدى كرهه لإخضاعه لهذه التجربة القاسية. بعد ذلك، نهض (باك) وراح لينظف نفسه. يقول (ميلر): ”كان يعشق القيام بذلك [لعق خصيتيه] غير أنه لاحظ أن شيئا ما كان مفقودًا، وكأنه كان يقول لي: ’لم تعد خصيتاي هنا. ماذا حدث؟‘“.

بعد وقت وجيز على هذا، قال (ميلر) بأن البيطري غير رأيه حول كون فكرة زرع خصيتين اصطناعيتين للكلاب ”فكرة مجنونة“، وسرعان ما بدأ الإثنان تطوير نموذج أولي.

النجاح والفشل.. ثم النجاح

حشوات السيليكون الصلب لتعويض خصي الكلاب
الـ Neuticles هي عبارة عن حشوات من السيليكون التي تم تطويرها لتعويض خصي الكلاب الذكور بعد استئصالها. صورة: CNBC

يقول (ميلر) أنه قام بمعية مجموعة من 32 مستثمراً محلياً بإنفاق حوالي 100 ألف دولار من أجل تطوير الـNeuticles، فقال: ”لقد قمت برفع سقف بطاقة ائتماني كما رفعت سقف الرهان على منزلي“ من أجل إنجاح هذا المشروع.

قام البيطري باختبار النماذج الأولية الأولى على 30 كلبا مختلفًا دون تسجيل أي مشكلات، وفي سنة 1995، تم زرع أول زوج من الخصي الاصطناعية المروج لها تجاريا لأول كلب.

يقول (ميلر): ”اعتقد والداي، اللذان كانا على قيد الحياة آنذاك، بأنني فقدت عقلي بالكامل“، واستطرد بالقول: ”كان جميع من أعرفهم يعتقدون بأن ذلك أكثر الأمور جنونا التي قد تخطر على البال، حتى أن أصحاب المطابع كانوا يرفضون التعامل معي“.

وعلى الرغم من ذلك، حظي المنتج بالكثير من الاهتمام الإعلامي. سرعان ما انتشرت القصة وارتفعت المبيعات، وصار (ميلر) يحصّل مبالغ طائلة من المال.

يقول (ميلر): ”خلال السنوات الخمس الأولى، لم أكن أعلم حقا ما إن كنا سننجح في ذلك أم لا“.

عند بداية المشروع، لم يكن قد تبقى في معمله سوى مصباح محمول واحد فقط، يقول (ميلر): ”كلما تنقلت من غرفة إلى أخرى، كان يتعين علي حمل المصباح معي لأن المكان كان خاليا من الإضاءة”.

بدأ (ميلر) الترويج لمنتجه في المجلات التي تعنى بالكلاب، كما قام بإجراء مقابلات وحوارات على إذاعات الراديو في مختلف أنحاء البلد، وعرض على المستمعين زرع خصي مجانية لحيواناتهم الأليفة. قام ببناء شبكة من البياطرة وفي نهاية المطاف ازدهرت تجارته أخيرًا، يقول (ميلر): ”كنت أحصل حرفيا على 250 إلى 500 استجابة يوميًا من الزبائن“.

مشكلة الصوت المزعج

غير أن المنتج كان بيه عيب واحد، حيث صنعت الـNeuticles الأصلية من مادة تشبه البلاستيك الصلب. كان الزبائن يتشكون كون كلابهم تصدر صوتًا مزعجاً عند المشي، وهو الصوت الذي كانت الخصي الاصطناعية تصدره عندما ترتطم ببعضها البعض نظرا لقساوة المادة المصنوعة منها.

يقول (ميلر): ”كانت تلك مشكلة تحملها الزبائن لمدة ثلاثة سنوات إلى أن قام أحد العباقرة، باركه الله حيثما كان، باختراع السيليكون الصلب“.

تصنع أكثر أزواج الخصي الاصطناعية شعبية الآن من مادة السيليكون الصلب، وقد تم إعدادها خصيصا لتمنع حدوث الندوب في الجلد، وهي تكلف حوالي 469 دولارًا للزوج.

يقول (ميلر) أنه بمعية مجموعة من 32 مستمثرا محليا أنفق 100 ألف دولار من أجل تطوير منتجه الـNeuticles.
يقول (ميلر) أنه بمعية مجموعة من 32 مستمثرا محليا أنفق 100 ألف دولار من أجل تطوير منتجه الـNeuticles. صورة: CNBC

يقول (ميلر) أن من بين زبائنه الكثير من المشاهير، على غرار آل (كارداشيان)، الذين ابتاعوا زوجا من الخصي قبل بضعة سنوات لأجل كلبهم (روكي)، فقال: ”لقد طلبوا أرخص نوع متوفر“، واستطرد (ميلر) ضاحكًا: ”النوع الصلب والقاسي، الذي كان يصدر صوتا مزعجا عند تنقل الكلب، وقد قلت في نفسي حينها متعجبًا: ’واو!‘“.

بالطبع لم يرحب الجميع بفكرة الخصي الاصطناعية الخاصة بالكلاب، حيث يقول (ميلر) أنه على الرغم من عدم حصول أي مشكلة أو تعقيد بخصوص الـNeuticles خلال السنوات الأخيرة، فإنه: ”لديه الكثير من الأعداء والكارهين“، الذين قال أن رأيه فيهم هو: ”أن يهتموا بشؤونهم الخاصة ويتركونه وشأنه“.

حتى أن المنتج تم حظره في عدة بلدان حول العالم، وهو واقع يفتخر به (ميلر) كثيرًا، غير أنه لم يسمح لتفصيل صغير مثل هذا أن يمنعه من الاستمرار في موافاة الطلب الدائم على منتجاته من قبل زبائنه وإرضائهم في هذه المناطق البعيدة حول العالم التي حظرت منتجه من الدخول إليها، ومن أجل جعل منتجه يمر عبر الجمارك بدون مشاكل، يقول (ميلر) أنه يقوم بالتسويق له تحت مسميات أخرى، مثل ”كرات التنفيس عن الضغط“.

المنزل الذي شيدته الـNeuticles

تأتي الخصي الاصطناعية الـNeuticles في 11 حجما مختلفا لتتناسب مع صف متنوع من الحيوانات الأليفة، وقد قام (ميلر) بتوسيع علامته التجارية لتشمل كذلك حشوات العيون للحيوانات، بما في ذلك الأحصنة، إلى جانب دعامات لتعويض الآذان المبتورة ومنتجات الحساسية الخاصة بحيوانات أخرى.

على قدر النجاح الذي حققه، لا يملك (ميلر) أية نية لصناعة حشوات للبشر، حيث أنها وفقا له تكلف الكثير من المال كما تستغرق وقتا طويلا جدا حتى تحظى بموافقة هيئة الغذاء والدواء الأمريكية، وهي الموافقة التي لا تحتاجها الحشوات الموجهة للكلاب والحيوانات الأليفة.

بالطبع، أصبحت خصي الكلاب الاصطناعية القابلة للزرع هي المسعى الأكثر إدرارا للأرباح في حياة (ميلر)، لدرجة أنه يطلق على منزله الواقع خارج مدينة (إنديبندنس) في ولاية (ميسوري) الأمريكية اسم ”المنزل الذي شيدته الخصي الاصطناعية“.

واسم ”منزل“ لا يفيه حقه في الواقع، ذلك أنه قصر فاخر للغاية به الكثير من المرافق التي لا تجدها إلا في فيلات الأثرياء.

أحيانًا يقوم (ميلر) بقيادة سيارته المرسيدس الجديدة في الطريق السريع من أجل المرور بواحد من ألواحه الإعلانية الستة التي تروج لمنتجه الـNeuticles، يقول (ميلر): ”عندما أقود سيارتي الجديدة وأمر عبر الألواح الإعلانية ينتابني ذلك الشعور الجميل غير القابل للوصف. إنه شعور مذهل“.

كان كلبه (باك) قد مات قبل عدة سنوات، وقد صار (ميلر) يستمتع بأوقاته الآن مع كلب بولدوغ أطلق عليه اسم (هامفري)، والذي قام بخصيه وزرع له خصيتان اصطناعيتان هو الآخر.

يقول (ميلر) أنه باع أزيد من 500 ألف زوجًا من الخصي الاصطناعية. صورة: CNBC
يقول (ميلر) أنه باع أزيد من 500 ألف زوجًا من الخصي الاصطناعية. صورة: CNBC

يعتقد (ميلر) أن اختراعه هذا قد شجع الكثير من مالكي الكلاب على خصي كلابهم، فقال: ”لم يعد مالكو الكلاب مضطرين لتحويل كلابهم إلى كلاب مخصية ومشوهة بعد الآن، وبالنسبة لي ذلك أمر لا يقدر بثمن“.

مقالات إعلانية