in

10 مآسي حقيقة تسبب بها الطعام!

لطالما كان التاريخ مليئاً بأحداث مأساوية لكثير من الأسباب، فمن قرى كاملة أصابتها الكوارث إلى بعض الأفراد الذين خضعوا لعمليات جراحية صعبة كادت تودي بحياتهم، تسبب الطعام في العديد من التراجيديات الصادمة لنا نحن البشر مع اعتمادنا المطلق عليه. سوف نسرد تالياً أسوء 10 مآسي كان الطعام الذي نحبه ولا يمكننا الاستغناء عنه خلفها بطريقة أو بأخرى.

1. بازلاء معسكر فابرنياكا

صورة: Quaaludes / Wikipedia.org, Yadvashem.org

أثناء الحرب العالمية، جهزّت رومانيا معسكر اعتقال في مدينة (فابرنياكا)، عام 1941. في ذلك المعسكر، قام السّجّانون بإطعام اليهود كميات كبيرة من الجُلبان (Lathyrus stavius)، وهو نوع من البازلاء ينتمي إلى صنف البقوليات يؤدي تناول بذوره لفترات طويلة إلى حصول اضطرابات عصبية.

هذا الصنف من البازلاء يحتوي على حمض بروبيونيك (أوكساليل-ديامينو)، وهو حمض أميني مؤذي للأعصاب، ويؤدي إلى حالات تسمم. وفي النهاية يسبب الضرر العصبي شللاً للأطراف السفلية. كان الشباب الجائعون أكثر عرضة للإصابة به، حيث شكّلوا الغالبية العظمى في تلك المعسكرات.

خلال أسابيع من استهلاكه، أصيبت مجموعة من السجناء بالوهن الشديد، وبدأوا باستخدام العكازات للسير، في حين اضطر بعضهم للزحف أرضاً من شدة الضعف، وعند نهاية شهر كانون الثاني عام 1943، شُلّ 117 سجيناً بشكل كامل مدى حياته.

2. حادثة قمح ميكسيباك

صورة: Corrosion-doctors.org / Wikipedia.org, Corrosion -doctors.org

في العام 1971، واستجابةً للنقص في مخزون القمح نتيجة الجفاف الشديد، استوردت العراق نوعا من القمح غزير الإنتاج يدعى (ميكسيباك) لسد حاجتها. دخلت شحنة القمح المليئة بمضاد فطريات زئبقي إلى العراق في نهاية موسم الحصاد. استخدمه المزارعون لصناعة الخبز وإطعام ماشيتهم. أودت هذه الشحنة إلى مقتل 459 شخصاً، فيما أصيب الآلاف بضرر دائم في الدماغ.

قمح (ميكسيباك)، وهو نوع من القمح عالي الإنتاجية يزرع ويحصد في المكسيك. لحماية الحبوب من الرطوبة والعفن، غطيت الحمولة بمضاد فطريات مصنع من الزئبق.

المشكلة الكبيرة هي وصول هذه الشحنة إلى العراق بعد موسم زراعة القمح. فمعظم المزارعين لم يستخدموا كميات كبيرة من الحبوب ولم يستجيبوا لتحذير الحكومة العراقية بخصوص خطورة هذه الحبوب للاستهلاك البشري وقاموا باستخدامها لصنع الخبز وإطعام الماشية. فيما قام مزارعون آخرون، والذين استمعوا لطلب الحكومة، بالتخلص من قمحهم برميه في مجاري الأنهار.

بعد عدة أسابيع، امتلأت المستشفيات بأعداد كبيرة من المرضى المصابين بتورمات في الجلد وصعوبات في التحكم الإرادي بالعضلات. وبشكل مأساوي، توفي 459 شخصاً جراء هذه الحادثة، فيما أصيب آلاف آخرون بضرر دائم في الدماغ. لم تقتصر آثار هذه الكارثة على البشر، فقد كان للأنهار نصيب منها، حيث تلوثت عدة مجاري مائية بالزئبق، فتأثرت الأسماك والطيور مما أدى إلى كارثة بيئية.

3. حادثة ميوكس بريويري

صورة: Wikipedia.org, Pixabay.com

في تشرين الأول عام 1914، انفجرت صومعة لحبوب التخمير في مصنع (ميوكس بريويري) في لندن. أدى الضغط الشديد إلى تضرر عدة براميل. هذا الانفجار أدى إلى تدفق من 580 ألف إلى مليون و470 ألف لتر من البيرة، قتل على إثرها ثمانية أشخاص.

كانت مصانع «ميوكس بريويري» واحدة من أكبر منتجي الجعة في لندن في بدايات القرن التاسع عشر. وحينها قام (هينري ماوكس) بتشييد صومعة خشبية بارتفاع ستة أمتار تستوعب براميل تخزين بسعة 82 ألف لتر. مستخدماً 81 متر طن من الحديد لتدعيم الصومعة وزيادة الأمان. هذه الأرقام تعطينا فكرة عن مدى قوة التدفق الذي حصل، والذي أطاح بالحائط الأمامي لمصنع الجعة. نتج دمار كبير أدى إلى قتل ثمانية أشخاص من ضمنهم طفلان على الأقل.

على الرغم من عدم اضطرار شركة «ميوكس وشركائه» إلى دفع تعويضات عن الحادثة، غير أنهم تكلفوا خسائر مادية وصلت إلى مليون دولار بقيمة وقتنا الحاضر.

4. حادثة الفليفلة الشبح

صورة: Asit K. Ghosh Thaumaturgist/Wikipedia.org, Pixabay.com

في عام 2016، أصيب رجل من (سان فرانسيسكو) بفتحة في حلقه بقطر 2.5 سنتيميتر بعد أن تناول الفليفلة الأشد حدة في العالم. أسعف الرجل إلى المستشفى بعد تناوله فليفلة (بهوت) أو كما تعرف (الفليفة الشبح). خلال ثواني من قيامه بأكلها، بدأ الرجل بالاستفراغ بشكل جنوني، بعد التسبب بقرحة شديدة في المريء.

فبعد أن شارك هذا الرجل الذي يبلغ من العمر 47 عام في (سان فرانسيسكو) بمسابقة تناول الفليفلة. تناول برغر مُتبل بخلطة مصنوعة من فلفل الشبح، أو كما هو معروف، الفليفلة الأشد حدة في العالم مع مليون درجة على مقياس سكوفيل.

وعلى الفور، بدأ الرجل بالتقيؤ الشديد، مصحوبا بألم هائل في الصدر والمعدة دفعته للوقوع على الأرض. تم إسعاف الرجل حالاً إلى غرفة العمليات. بعد القيام بصورة شعاعية للصدر وبفحص شامل، حدد الأطباء ظهور فتحة كبيرة في مريء الرجل.

تم إجراء عملية فورية، وخلال العمل الجراحي اكتشف الأطباء فتحة بقطر 2.5 سنتيميتر في حلقومه، أو كما يعرف طبياً باسم «متلازمة بورهاف»، وهي حالة تؤدي إلى تمزيق المريء وإلى الوفاة الفورية. للحفاظ على تنفسه استخدم الأطباء أنبوباً خارجياً لأربعة عشر يوماً متواصلاً فيما أمضى الرجل 23 يوماً في المستشفى.

5. الملك الذي أكل حتى الموت

صورة: Gustaf Lundberg , Jakob Björck/Wikimedia.org

كان الملك (أدولف فريديرك)، كما هو موته، غير تقليدي. فقد عُرف بأنه حاكم لبق تجاه خدمه، وزوج محب وأب ودود، ولم تشوه سمعته باعتباره غاز مستبد. لكن في شهر شباط من عام 1771، وفي «ثلاثاء المرافع»، كانت التحضيرات قائمة لاحتفال «لينت». في ذلك اليوم، تناول الملك وجبة كبيرة جداً من الملفوف، وأسماك الرنجة، والكافيار والقريدس والشامبانيا. وتبع ذلك بحلويات من معجنات (سيملا) التقليدية مع وعاء كبير من الحليب الساخن، وقد تناول أربعة عشر طبقا من هذه الوجبة.

حاول الملك، بلا شك، تعويض نفسه عن التقييدات المفروضة على الطعام في احتفال «لينت»، لكن ذلك تسبب في عدم قدرته على هضم الوجبة غير المتجانسة، ونتيجة إنتهائه إلى حالة الوفاة الغريبة هذه فقد أطلق عليه لقب غريب أيضاً، وهو «الملك الذي أكل حتى الموت».

6. مرض تشيسيو-ميناماتا

صورة: Timetoast.com

قامت شركة «تشيسيو» للصناعات الكيميائية، عام 1956، بالتخلص من فضلاتها المحتواة على الزئبق في المياه الجارية. حدث ذلك في مدينة (ميناماتا)، في اليابان. انتقلت الفضلات السامة في الأنهار ووصلت إلى البحر، مما أثر على الحياة البحرية وبدوره أثر على الحياة البشرية. سببت هذه المواد حالات تسمم شديدة بالزئبق للسكان المحليين، مؤدية إلى إصابة الناس بالشلل، ودخول بعضهم في غيبوبة. دعيت المتلازمة العصبية الناتجة عن هذه الكارثة باسم «مرض تشيسيو-ميناماتا».

بقيت آثار هذا الإهمال الشنيع بالظهور على السكان المحليين لعقود بعد الحادثة، وتجلى ذلك من خلال استمرار إصابتهم بهذا المرض القاتل. في الحالات الأشد قسوة، أدى مرض «تيسيو-ميناماتا» إلى حالات شلل، وغيبوبة تنتهي بالموت خلال أسابيع من ظهور الأعراض، وقد توفي 1784 شخصاً من أصل 2256 إنسان أصيبوا به.

وبعد أكثر من خمسين عام من تلك الواقعة، مازال البشر والحيوانات يعانون منه نتيجة استهلاكهم للطعام الملوث. بحلول العام 2004، اضطرت شركة «تشيسيو» إلى دفع تعويضات بقيمة وصلت إلى 86 ملون دولار، كما أجبرت على تنظيف التلوث الذي خلفته.

7. أمواج الدبس في شوارع بوسطن

صورة: loc.gov

في 15 كانون الثاني 1919، أدى ارتفاع حرارة الدبس المخزن في خزان معدني بسعة 12000 طن إلى انفجاره وتدفق أمواج من الدبس في الشارع التجاري، في مدينة بوسطن بولاية ماستشوسيتس، بسرعة 56 كيلومتر في ساعة، وذلك بعد انفجار خزان معدني بارتفاع خمسة طوابق في شركة «بيوريتي ديستيلينغ». دمر السيل المتدفق المباني، وأعمدة الكهرباء، والدعامات الحديدية للقطارات، مخلفا وراءه 21 قتيلاً وعديد الحيوانات.

اتهمت الشركة بعدم استخدام مستوعبات قوية كفاية لتخزين الدبس، مما تسبب بانفجار الخزان المعدني وتشكيل أمواج بارتفاع طابقين، احتوت على 9.5 مليون ليتر من الدبس الذي لم يكن المشكلة الوحيدة، فقد سبب الخزان الضرر أيضاً، حيث أدى لتطاير مقذوفات حادة من المعدن. في نهاية المطاف أدينت الشركة ودفعت مليون دولار كتسوية للقضية، بالإضافة إلى 87 ألف ساعة عمل لتنظيف الفوضى. استمرت رائحة الدبس لسنوات بعد الحادثة.

8. تنمر الحساسية

صورة: Pixabay.com, Pexels.com

في قضية تنمر ضد طفلة تبلغ من العمر 12 عاماً، أدى دهن كتبها المدرسية بزبدة الفستق، إلى حدوث مضاعفات حساسية شديدة. بعد ثلاثة أيام من الحادثة، نقلت الطفلة إلى قسم الإسعاف بعد معاناتها من السعال، وصعوبة في التنفس. تحولت شفتا الطفلة إلى اللون الأزرق وأحست بالاختناق، وفي نهاية المطاف اضطرت إلى الدخول في علاج جسدي ونفسي للتعافي من الحادثة. لم تتوقف عقبات الحادثة عند دخول الطفلة إلى المستشفى بل استمر الأولاد بمضايقتها بعد الحادثة لشهور عبر التلويح بعلب الفول السوداني أمامها.

وبهذا يكون “تنمر الحساسية” هو نوع من التنمر يتم مضايقة الضحية بمنتج أو مادة تسبب له الحساسية، وهو ما يعد خطيراً جداً من الناحية الطبية وقد أثبتت هذه الحادثة تلك الحقيقة. وقد أوصى الطاقم الطبي إدارة المدرسة بتعليم الطلاب مخاطر التنمر وتعريفهم بصعوبات الحساسية. كما ساعد معالج نفسي متخصص الطفلة في ترميم الدمار النفسي الذي خلفته الحادثة.

9. قضية الجعة في موزامبيق

صورة: Antonio Chimundo/AP

في 9 كانون الثاني، 2015، أدى استهلاك كمية من الجعة الملوثة خلال جنازة في موزامبيق إلى وفاة 75 شخصاً ودخول 230 آخرين في مشاكل صحية. وجدت في نتيجة التحليل الطبي للجثث وجود عامل واحد مشترك وراء الوفاة. بعد أيام من الواقعة أعلن الرئيس (أرماندو غويبوزا) عن حداد وطني لثلاثة أيام. بعد عشرة أشهر من الحادثة حددت السلطات أن جميع حالات الوفيات كانت نتيجة لاستهلاك الجعة خلال الجنازة.

فبعد وفاة هؤلاء وإصابة آخرين بأمراض شديدة من دون تفسير، أعتقد البعض في بداية الأمر أن السبب هو مرارة التماسيح، والتي كانت تباع في الأسواق من قبل المعالجين المحليين. رفضت جريدة «فوربيس» هذا التفسير، وأكدت في مقالة أن السبب هو زهرة سامة تدعى (فوكسكلوف.)

إدعت الصحيفة أن هذا هو السبب الحقيقي، غير أنه وبعد عشرة أشهر من الحادثة عُثر على السبب الحقيقي وحدد أن الوفيات والأمراض ما هي إلا نتيجة تلوث الجعة المستهلكة ببكتيريا في الذرة المستخدمة لتصنيعيها. وجد في عينات الجعة نوعان من السموم (أسيد بونغكريكيتش) و(التوكسوفلافين)، أنتجتها بكتيريا من نوع (بوركولديريا غلاديولي).

10. كارثة مطاحن ووشبورن آي

صورة: Mnopedia.com

قاد (كادوولدير ووشبورن) مشروعاً طموحا لبناء مطحنة (ووشبورن آي) عام 1874. كان البناء أكبر مطحنة في العالم في ذلك الوقت، كما كان أكبر منشأة للعمل في مدينة (مينيوبوليس) مع أكثر من 200 عامل.

وفي الليلة الثانية من أيار عام 1878، وبعد نهاية فترة العمل الصباحية، تحولت المطحنة إلى كرة من اللهب تبعها سلسلة من الانفجارات، سمعت على بعد عشرات الكيلومترات. فقد دمر حريق مبنى كاملا في مطحنة «ووشبورن آي». بعد أن أدت شرارة صغيرة ناتجة عن احتكاك رحى المطاحن إلى إشعال غبار الطحين، طارت هذه الشعلة في الهواء مسببة حدوث انفجار مدوٍ. قتل جميع عمال الفترة المسائية والبالغ عددهم 14 رجلاً بالإضافة إلى وفاة أربعة عمال من المطاحن المجاورة.

بعد الحادثة قام (ووشبورن) بنفسه بالقيام بتحسينات للأمان، وبدأت بعدها عديد المطاحن الحديثة باستخدام محركات مقاومة للانفجار، أدت هذه الحادثة إلى تغيير تصميم مطاحن الدقيق في العالم.

مقالات إعلانية