in

مستويات عالية من هرمون التستوستيرون ستحولك لإنسان ذو تفكير بدائي وعدائي، هذا ما توصل إليه العلم

شاب ابله
صورة Butch Martin/Getty Images

التيستوستيرون؟ وهل يخفى هذا الهرمون الذي يعتبره البعض ”مدعاةً للفخر؟“ كيف لا وهو المسؤول عن تقوية العضلات وتوليفها؟! وهو أيضاً المسؤول عن نمو الأعضاء التناسلية عند الذكور وتكبيرها قبل البلوغ؟

لا شك في أن نسبة مستوى التستوستيرون عند الذكور أعلى من مستوياتها عند الإناث. لكن، تقول لنا العديد من الدراسات أن ”مستويات عالية من هذا الهرمون كفيلة لتحويلك لإنسان عدائي ذو تفكير بدائي“؛ فهل هذا صحيح؟ هل هو المتورط في إشعال الشجار الدائم داخل البارات وفي الطرقات وعلى أبسط الأسباب؟!

هل يمكن لزيادة نسبة هذا الهرمون أن يؤثر على قدراتنا الإدراكية الذهنية؟

دراسةٌ بالمعهد التكنولوجي في كاليفورنيا تحت إشراف الخبير في الشؤون الاقتصادية والسلوكية Colin Camerer وبعض من زملائه، جديرة بالإجابة عن أسئلتنا.

تمت هذه الدراسة على عينة من 243 ذكراً. يُذكر أن بعض من المتطوعين أُعطوا جرعة معينة من التستوستيرون، أما البعض الآخر فتم تزويده بالبلاسيبو (Placebo) – دواء وهمي مُختلق يشبه لحد كبير الدواء الفعلي شكلاً وحجماً، يتكوّن من مواد غير ضارة وغير فعّالة – ووُجهت لهم بعض الأسئلة الذهنية المعرفية، ومن تلك الأسئلة؛ سؤال المضرب والكرة الآتي: ”إذا كان إجمالي ثمن مضرب مع كرة يساوي 1.10 دولار، وكان ثمن المضرب يزيد على ثمن الكرة بمقدار 1.00 دولار، فكم يكون ثمن الكرة؟“ كما وُجِهت لهم أسئلة حسابية بسيطة، مثل جمع عددين يتألف كل منهما من خانتين.

سؤال المضرب والكرة عبارة عن مسألة كلاسيكية هامة في الأدب الاقتصادي وعلم السلوك؛ لأن العديد من الناس في كثير من الدراسات كانت إجاباتهم ببساطة ”0.10 دولار“، والتي هي بالمناسبة إجابة خاطئة! لكنه يبقى سؤال مهم للتفريق بين مستوى التفكير الأول ”1“ – التفكير الذي يرتبط بالحدس والبداهة، وبين مستوى التفكير الثاني ”2“ – التفكير الذي يرتبط بالتأني والتمهل والعمق.

التفكير الأول هو بالتأكيد المسؤول عن نتاج هذه الإجابة الخاطئة، لأنها هي الإجابة التي قد تبدو الأكثر منطقية، والأكثر مدعاةً للاقتناع.

هرمون الذكورة والقدرات الذهنية:

لاحظ Camerer وزملاءه أن الرجال ذو المستوى الأعلى من التستوستيرون كانت نتائجهم أسوأ من ذو التستوستيرون الأقل – الذين تميزوا بالتفكير الحريص والعناية الشديدة أثناء الإجابة.

مخطط من موقع researchgate

لعلك لاحظت من خلال تمعنك بالمستوى البياني المرفق الذي يوضح المقارنة بين المجموعتين، أن التستوستيرون ليس بريئاً من هذه النتيجة! أثبتت الدراسة أن الهرمون كان المسؤول عن إنتقاء الإجابة التي قد تُشعرُك أنها ”صحيحة“؛ دون تفكير عميق؛ ولكن هي العكس تماماً.

بالمقابل، لم تظهر النتيجة أي تفاوت في القدرات الحسابية – التي فعلياً لا تحمل أي إجابات قد ”تشعرك“ أنها صحيحة.

لعلنا نتوصل أن هذا الهرمون يجعلك أكثر ميلاً نحو اختيار أسلوب التفكير الأول؛ فهل من الأجدر علينا إعادة النظر في أحقية هذا الهرمون أن يكون ”مدعاة للفخر“، أو لربما هرمونات أُخرى هي الأحق؟

مقالات إعلانية