in

6 رياضات مملّة جدا، أدخلت عليها بعض التعديلات لتجعلها قمة في الروعة والإثارة

لدى الجميع منا رياضة معينة يكره مشاهدتها، فبعض منا يكره كرة السلة، وآخر لا يحبذ مشاهدة كرة القدم، والبعض الآخر قد يبلغ به الأمر حد تمني قصف مفهوم الرياضة في حد ذاته بقنابل النابالم الحارقة.

لحسن الحظ، هناك بعض الأشخاص المتحمسين وأشداء العزم بما فيه الكفاية الذين يتفقون معنا، ولكن بدلا من تغيير القناة التي تعرض مباراة الرياضة التي يكرهونها، أوعزوا لأنفسهم مهمة أخذ تلك الرياضة المملة ونقلها إلى مستوى آخر من الجنون، ثم أخذوا يمارسون هذا المزيج الهجين ليصبح فيما بعد ذا شعبية وينال صفة رياضة ذات قوانين ومعترف بها.

في مقالنا هذا على موقعنا «دخلك بتعرف» جمعنا لكم قائمة تضم ست من هذه الرياضات المملة التي تم تعديلها لتصبح مثيرة، تابعوا القراءة معنا:

رياضة بياثلون الدبابات Tank Biathlon

تندرج رياضة الـ(بياثلون)، أو ثنائية الرماية والتزلج للمسافات البعيدة، ضمن الألعاب الأولمبية الشتوية، والتي يقوم فيها مجموعة من المتسابقين المتزلجين على الثلج بالتوقف في كل مرة عند نقاط معينة من أجل إطلاق النار من بنادق هوائية على أهداف معينة، ما تزال هذه اللعبة مستمرة وموجودة على الرغم من أن مجموعة صغيرة فقط من البلدان الأوروبية تشارك فيها وتستمتع بها.

كانت روسيا من بين البلدان التي تستمتع بهذه الرياضة، لكنها كانت تعلم دائما أن هذه الرياضة كان ينقصها أمر ما، وفي أوائل القرن الحالي، اكتشف الروس أخيراً ما كان ينقص رياضة الـ(بياثلون)، ألا وهو الدبابات! فقد أضافوا عليها مجموعة كاملة من الدبابات.

تماما مثل رياضة (بياتلون) العادية، فإن (بياثلون) الدبابات تقوم على مجموعة من المشاركين الذين يتنافسون فيما بينهم من خلال سباق سريع، يتجاوزون فيه أرضية وعرة ويتوقفون في كل مرة عند أهداف معينة ليطلقوا عليها القذائف من مدافع دباباتهم! والفرق بينها وبين الـ(بياثلون) العادية أنه عندما تطلق الدبابات القذائف من مدافعها فإن الانفجارات تحدث وتكون حقيقية.

بشل غير مفاجئ، أصبحت هذه الرياضة تحظى بشعبية واسعة وهي في تزايد مستمر، وفي سنة 2016 شارك في دورة (بياثلون) الدبابات السنوية 13 بلداً.

إذا لم تسنح لك الفرصة بمشاهدة شريط الفيديو أعلاه أو كانت معرفتك الوحيدة بطريقة تحرك الدبابات مصدرها الاستعراضات العسكرية والأفلام الحربية، فلعلك تظن الآن أن هذه رياضة بطيئة جدا حيث تسير الدبابات ببطء في وتيرة مسالمة، وتقوم بتدوير مدافعها ببطء كذلك نحو أهدافها من أجل إطلاق القذائف عليها بشكل متكاسل. لا يا عزيزي القارئ إن هذه الدبابات سريعة بشكل لا يصدق، فهي تتحرك بسرعة قد تترك أبطال فيلم (فاست أند فيريوس) يشعرون بالغيرة، وهي تعبر المياه والأوحال والمرتفعات الصعبة كما لو لم يكن هناك غدٌ ينتظرها، كما أن مدافعها تتحرك بسرعة وفعالية كبيرة جدا تترك مذهولا.

في الواقع، احتدمت المسابقة كثيرا في سنة 2015 لدرجة جعلت أحد طواقم المشاركين يقلبون دبابتهم التي تزن 50 طناً! بينما كانوا يقومون بالتفحيط بها! التفحيط! أتصدق ذلك؟

لعبة بوكر الثور Bull Poker

لا يفاجئنا معرفة أن القليل فقط من الناس يستمتعون بمشاهدة مباريات لعبة البوكر، حتى عندما كانت هذه اللعبة في أيامها الذهبية في أوائل القرن الحالي لم تكن تتعدى مجرد كونها برنامج يبث على التلفاز الذي لا يشاهده أحد تقريباً، كما أن بعض لاعبي البوكر على دراية بهذا الواقع فعلا، لهذا رأوا أنه من الأفضل إضافة ”ثور“ إلى اللعبة من أجل بعض الإثارة.

لا ليس الثور واحداً من اللاعبين، أو موزع الأوراق، على الرغم من أن الأمر كان ليكون رائعاً جداً لو كان كذلك، بغض النظر عن ذلك، فإن حقيقة بوكر الثور أفضل بكثير فهي كالتالي:

بوكر الثيران، الذي يلقب كذلك بـ«بوكر راعي البقر»، هو في مضمونه عبارة عن لعبة بوكر عادية، مع فرق واحد هو أن جميع اللاعبين يجلسون على طاولة في منتصف حلبة مصارعة الثيران بها ثور غاضب يجول ويصول فيها طليقاً.

قواعد اللعبة مطابقة تماما لقواعد لعبة البوكر العادية، لكن الفائز الأول فيها ليس ذلك الشخص الذي يملك مجموعة (فلاش) أو ما شابه، بل هو آخر شخص يصاب بالذعر ويهرب من الحلبة، وفي بعض النسخات منها؛ إذا وجد أحد اللاعبين نفسه في حالة يأس من أجل الفوز، فبإمكانه أن يسحب واحدة من أوراق الـ(جوكر) المعلقة على قرون الثور الهائج!

ليس من محظ الصدفة أن القصص التي تتناول مباريات هذه اللعبة غالبا ما تتضمن تعابير ومصطلحات على شاكلة ”إصابات“ و”نقل إلى المستشفى“ و”خطير“، لك أن تتخيل أن بعض هذه الكلمات قد تتضمنها العريضة التي يتعين على اللاعبين توقيعها قبل المشاركة في اللعبة.

شطرنج الملاكمة Chess Boxing

شطرنج الملاكمة

لقد حاولنا بأنفسنا تخيل نسخة أكثر حماسة من الشطرنج عن الشطرنج نفسه، لكن أفضل ما تمكنا من الإتيان به هو خلق قاعدة جديدة تفيد بأنك عندما تأسر إحدى قطع خصمك، يتوجب عليك أكلها بينما تنظر في عينيه مباشرة، وهو ما سيؤدي إلى الحدث الرياضي الحقيقي بعد ساعات من انتهاء المباراة عندما يحاول كلا اللاعبين تغوط كل تلك القطع الصغيرة.

أما فيما يخص ”شطرنج الملاكمة“ فهو مثلما يوحي به اسمه تماماً، يبدو أن مبتكري شطرنج الملاكمة أدركوا أن الطريقة الوحيدة في سبيل جعل الناس تحب الشطرنج أكثر هو من خلال جعل اللاعبين يتبادلون اللكمات في فواصل زمنية محددة، ومنه زادت شعبية هذه الرياضة الغريبة وصارت لها هيئة منظمة وهي «منظمة شطرنج الملاكمة العالمية»، كما صارت لها مجموعة من القوانين الصارمة التي لا تقتصر فقط على حرية اللاعب في لكم خصمه في الوجه في كل مرة يتقدم عليه بخطوة.

تتكون مباراة شطرنج الملاكمة الاعتيادية من 11 جولة من الشطرنج والملاكمة بالتناوب، بإمكان اللاعب فيها أن يفوز سواء في الشطرنج، أو بالضربة القاضية، أو بقرار الحكم، أو في حالة ما تجاوز اللاعب الثاني الوقت المسموح له بالتفكير فيه. على الرغم من أن هذا القسم الأخير يبدو غير عادل نوعا ما، كما يبدو وكأن صناع اللعبة لم يمعنوا فيه التفكير، حيث يتساءل المرء أنّى للاعب الشطرنج أن يتذكر كل خطوة وحركة مهمة في اللعبة في وقت ضيّق نسبيا بينما يتعرض للّكم على مستوى الوجه في كل مرة.

لعبة سلامبول Slamball

مع مطلع الألفية الجديدة، قرر شخص يدعى (مايسون غوردون) إهداء العالم توقيعه الخاص في عالم الرياضة من خلال ابتكار رياضة جديدة كليا، بدأ الأمر كله بتساؤل طرحه على نفسه: ”ماذا لو لعبنا كرة السلة، لكن بشرط أن يكون الجميع قادراً على القفز بشكل أعلى، كما تكون الإعاقات مسموحة؟“، ثم قام بتعليم مجموعة من الشباب بعض الأساسيات ليتمكنوا من القفز على منصات ترامبولاين عملاقة، وفي سنة 2002، بدأت ألعاب (سلامبول) لأول مرة، والتي يمكنك إلقاء نظرة عليها من خلال الفيديو أدناه.

مثلت هذه الرياضة المصدر الأمريكي الأول لرجال ضخام يقفزون محلقين في الهواء بطريقة مسلية تبعث على الضحك، وقد استمرت شعبية لعبة (سلامبول) على مدى سنتين كاملتين ظلت مبارياتها تبث فيها على شاشات التلفاز، لسوء الحظ لم يستمر إعجاب الجماهير بها طويلا وراحت طي النسيان إلى غاية سنة 2008، حيث عاشت هذه الرياضة نوعا من الانتعاش وأنشئت لها رابطة خاصة بها، وبعد انقطاع آخر لها في سنة 2015، انتشرت اللعبة مجددا وهذه المرة في الصين مع خطط لجعلها تمارس جامعات البلد.

على الرغم من أن الجميع ظل يسخر من (مايسون غوردون) فإنه ظل يحاول بعث رياضته المبتكرة هذه بدون كلل على مر عقدين من الزمن، وعلى الرغم من أن ذلك كان قد حوّله إلى نوع من الشخصيات المهمة في عالم الرياضات المبتدعة، فقد ظل الناس يضايقونه بنكت حول رياضاتهم ”الخارقة للعادة“ التي كانت إيحاءات يسخرون بها منه، وكانت واحدة منها تتجلى في نسخة من لعبة البايسبول مع راميين اثنين وحاملي مضرب اثنين، التي أُطلق عليها اسم ”فاستبول“ أي ”الكرة السريعة“ لأنها ستكون بالتأكيد أسرع بالضِعف من لعبة البايسبول العادية.

لعبة هيديس Headis

لنكون صريحين، ليست لعبة تنس الطاولة مملة جداً، فقد تكون لعبة مثيرة جدا لدى مشاهدتها تلعب في مستوى عالي من الأداء، حيث يكون بالكاد بإمكانك رؤية أيادي اللاعبين وهي تتحرك بينما يؤدون حركات تبادل الكرة مراراً وتكراراً على بعد متر من الطاولة، لكن معظم مباريات هذه اللعبة لا تتعدى كونها شَبَهاً كبيرا بلعبة (بينغ بونغ) بطيئة الوتيرة.

تحاول رياضة ألمانية مبتكرة يطلق عليها اسم (هيديس) حل هذه الإشكالية من خلال الإبقاء على الطاولة مع استبدال كرة التنس بكرة مطاطية أكبر حجما التي يكون بإمكان اللاعب قذفها برأسه.

إن رياضة (هيديس) رياضة مغمورة، على الرغم من أن لها قاعدة جماهيرية وتنظم فيها دورة وبطولات عالمية، وقد يبدو استبدال كرة التنس بكرة مطاطية أكبر حجما منها واستبدال مضارب التنس بـ”وجوه“ اللاعبين عبارة عن سيناريو ممل، لكن لدى ممارستها يتبين لك أن حركة الأرجل والعناصر التكتيكية الموجودة في تنس الطاولة ماتزال حاضرة فيها.

غير أن واقع أن اليدين تمت إزالتهما من المعادلة يستحضر مستوى مختلفاً تماماً من الفيزيولوجية في اللعبة، حيث يقفز لاعبو (هيديس)، وينطّون، ويركضون خلف الكرة، وهي الحركات التي تتضمن مخاطر كبيرة في كسر بعض العظام في أجسام مؤديها.

كرة القدم بثلاثة فرق متنافسة في نفس الميدان

إن رياضة كرة القدم هي بدون شك أكثر الرياضات شعبية في العالم كله، لكنها على الرغم من كل تلك الشعبية فقد فشلت في أسر اهتمام الأمريكيين بنفس الطريقة التي أسرت بها اهتمام بقية أنحاء العالم.

إن أكبر سلبياتها في نظر الأمريكيين هو ما ظل الأوروبيون يطلقون عليه اسم ”عنصرٌ تكتيكيٌ ثقيل“، وهي وتيرة اللعب البطيئة والصعوبة الكبيرة في إحراز الأهداف، لذا لم لا نتخلص من هذه التكتيكات ونضيف مرمى ثالثاً وفريقاً ثالثاً لميدان اللعب.

توصف لعبة كرة القدم بثلاثة فرق على أنها مزيج من كرة القدم التقليدية والشطرنج وكرة السلة، ومن أجل السهر على أن لا أحد من الفرق سينال فترة راحة أو هدوء أو سلام، فقد جُعل الملعب سداسي الشكل، كما جُعل أصغر بكثير من ملعب كرة القدم التقليدية.

تستمر اللعبة على مدى ثلاثة أشواط يستغرق الشوط الواحد منها عشرين دقيقة، وهو ما يعتبر أصغر من فترة لعبة كرة القدم التقليدية التي تدوم لشوطين اثنين في كل واحد منهما 45 دقيقة، واختير هذا الوقت بالتحديد من أجل التأكد من أن جميع الفرق الثلاثة، المكونة من خمسة لاعبين لكل فريق بالإضافة حراس المرمى، تملك الطاقة الكافية لمواصلة اللعبة دون إرهاق.

من أجل إضفاء المزيد من الفوضى على هذا المزيج الهجين، ليس الفريق الذي يحرز أكبر عدد من الأهداف هو الفريق الفائز في المباراة، بل الفريق الفائز يكون الفريق الذي يتلقى أقل عدد من الأهداف ويحافظ على شباكه نظيفة قدر الإمكان.

يحول هذا الكوكتيل على الفور تلك اللعبة الجميلة إلى ”ارتباك وفوضى منظمة“ تتضمن خيانة مستمرة، وتحولاً للولاء من فريق لآخر وهجمات قد تأتي من أية جهة في أي وقت.

في شريط الفيديو أعلاه، يتفق اثنين من الفريقان على تركيز هجوماتهما على الفريق الثالث قبل حتى أن تبدأ اللعبة.

أما في شريط الفيديو أدناه الذي أنتجته وكالة فيفا لكرة القدم، يمكنك أن تجد فيه شرحا لأساسيات كرة القدم بثلاثة فرق، وهو ما يعني أن اللعبة حقيقية جدا.

مقالات إعلانية