in

ما هو الرابط بين الصلاة وتعاطي المخدرات؟!

الصلاة الاسلامية
صورة لـChris Salvo من Getty Images

ربما تتعجب من عنوان المقال الذي يبدو من الوهلة الأولى مبالغٌ فيه، لكن فعلاً! ما الذي يربط العبادات التي يراها ”المؤمنون“ ممارسات سامية؛ وتعاطي المخدرات الذي يشكل كابوساً قاتماً لدى البعض؟ هل يمكن لكليهما أن يملك التأثير عينه على الإنسان؟!

في دراسة هي فريدة من نوعها أُقيمت في جامعة ”Utah“، تم الإستعانة بتسعة عشر متطوعاً من أعضاء الكنيسة المتدينين، تسعة منهم إناث، واثني عشر ذكراً، لمحاولة استدعاء مشاعرهم الروحانية الدينية.

تخلل هذه الدراسة العديد من الممارسات والعبادات الدينية ؛ كالقراءة من الكتاب المقدس، ومشاهدة مقاطع دينية مؤثرة عن الكنيسة وعن الديانة بشكل عام، وبعض الموعظات الروحانية الإلهية؛ من أجل استحضار وخلق جو يضفي عليه بعض من السلام والقرب الرباني.

وفي أثناء ذلك، تم طرح أسئلة عديدة على المتطوعين، منها: ”هل تشعر بقوة روحانية؟“، لكن إجاباتهم تفاوتت من ”نعم وبشدة“ إلى ”لا أشعر بشيء“.

قام الباحثون بجمع النتائج من المتطوعين الذين صرّحوا بأنهم شعروا بنوع من الطاعة والروحانية والسلام والدفىء الداخلي، وحتى من أولئك الذين بدأوا بالبكاء نتيجة استشعارها ”قوة روحانية“ كبيرة…

بناءاً على نتائج التصوير بالرنين المغناطيسي لأدمغتهم، لاحظ الباحثون أن تلك القوة الروحانية التي شعروا بها أدت إلى تحفيز النواة المتكئة، وهي المنطقة المسؤولة عن المكافآت والتحفيز والسعادة لدى الإنسان.

الرنين المغناطيسي

أضاف الباحثون أن ذلك الشعور والإحساس الذي راودهم أدى أيضاً إلى تفعيل مناطق بالدماغ مسؤولة عن الانتباه والتفكير، ومنطقة -القشرة الأمام جبهية- المسؤولة عن التقييم والحُكم، بالإضافة إلى التفكير الأخلاقي.

المتدينون والمخدرات؟

وهنا يكمن الرابط الفيزيولوجي بين أدمغة مدمني المخدرات والجنس وبين أدمغة الدينيين المؤمنين، حيث أثبتت الدراسات أن نفس تلك المناطق الدماغية من شأنها أيضاً العمل استجابةً لـ جرعات من المخدر أو ممارسة الجنس، لكن من المؤكد أن الأدمغة بشكل عام تستجيب بشكل مختلف وبعوامل مختلفة.

يقول أخصائي أمراض الأعصاب والكاتب Jeff Anderson: ”لقد بدأنا بفهم كيف لأدمغة الدينيين أن تساعدهم روحانياً، وذلك من خلال التقنيات المتقدمة في تصوير الدماغ طبقياً للوصول لإجابات راودتنا منذ سنين.“

يضيف Anderson في نهاية الدراسة: ”الدين بلا شك يُعتبر وبشدة جزء مؤثر في أنفسنا ومجتمعاتنا، سواء من الناحية الجيدة أو السيئة، وفهم ما يحدث للدماغ أمر مهم جداً.“

مقالات إعلانية