واحدة من أكثر الطرائق فعالية لمحاربة انتشار فيروس كورونا الجديد هي من خلال تعقيم الأسطح التي تكثر ملامستها والاحتكاك بها. عبر مختلف دول العالم، نزلت فرق التطهير إلى الشوارع، ودور الحضانة، ومباني الدولة، والأسواق، والمساجد، والمطارات، والطرقات.
تعمل فرق تتكون من عمال يرتدون بذلات وأقنعة خاصة على رش مطهرات ذات تركيز منخفض وبعض المحاليل المائية من الشاحنات، والمدافع المائية، والطائرات المسيّرة، وحتى الروبوتات.
يعتقد خبراء الصحة العمومية أن هذه المساعي الجبارة في التعقيم على مستوى عالي ستترتب عنها نتائج متداخلة فيما يتعلق بالفعالية في المناطق التي تفشى فيها الفيروس. قد يساعد تطهير وتعقيم الأسطح التي تكثر ملامستها على شاكلة المشافي، والمدارس، والمواقع الدينية على قتل الجراثيم. غير أن رش المطهرات في الهواء أو في الشوارع قد يكون بلا فائدة على الأرجح، لأن الفيروس لا ينتقل عبر الهواء والناس لا يحتكون بأيديهم أو وجوههم بالشوارع بتلك الكثافة.
انتشر فيروس كورونا الجديد هذا ليطال أكثر من 90 دولة منذ أن تفشى انطلاقا من (ووهان) في الصين في وقت سابق من هذه السنة. في المجمل، انتقلت عدوى الفيروس لأكثر من 100 ألف شخص حول العالم، والذين توفي منهم أكثر من 3400 شخص.
في مقالنا هذا على موقعنا «دخلك بتعرف»، جمعنا لكم صورا من الصين، وكوريا الجنوبية، والعراق، وإيران، وروسيا، ونيجيريا، وغيرها من الدول التي تظهر كيف يحاول العالم تعقيم وتطهير الأسطح لمنع انتشار الفيروس القاتل.
وضعت الصين حوالي 56 مليون شخص تحت الحجر الصحي، كما منعت التجمعات الشعبية، وأغلقت المدارس، وطلب من العمال العمل من منازلهم إن أمكنهم ذلك.

في مدينة ووهان في الصين، معقل انتشار الفيروس وتفشيه، يعيش الناس تحت الحجر الصحي منذ الثالث والعشرين من يناير الفارط، كما تم إغلاق ووقف النقل العمومي من حافلات، وقطارات الأنفاق، وعبارات، وقطارات، وطائرات، وحتى سيارات خاصة.
في العديد من المدن في الصين، بما فيها شنغهاي وبكين وووهان، أُرسل عمال النظافة لرش جميع المرافق العمومية بالمطهرات.

اجتاح عمال تنظيف يرتدون بذلات وأقنعة حماية خاصة محطات القطارات، والمراكز التجارية، ومرافق عمومية أخرى، لمسح وتعقيم وتطهير الأسطح التي يحتك بها الناس من أجل القضاء على الجزيئات الفيروسية التي قد تعيش عليها.

مازال العلماء غير متيقنين من المدة التي يمكن فيها للقطيرات التي تحتوي على الفيروس العيش والصمود في الخارج على الأسطح المختلفة. وفقا لمنظمة الصحة العالمية: ”تقترح الدراسات أن فيروسات كورونا (بما في ذلك فيروس كوفيد-19) قد تصمد على الأسطح لبضعة ساعات أو حتى بضعة أيام“.

يعتمد الأمر على عوامل على شاكلة نوع السطح الذي تحط عليه القطيرة الحاوية للفيروس، ودرجة الحرارة ونسبة الرطوبة في المنطقة المحيطة، ونوع القطيرة التي يتواجد داخلها الفيروس، مثلا قطيرة لعاب، أو بلغم.
غير أن رذاذات التعقيم قد لا تكون الطريقة الأكثر فعالية لقتل الفيروس وفقا للخبراء، حيث ينتقل الفيروس بشكل أساسي من شخص لآخر عبر اللعاب وقطيرات المخاط، وليس عبر جزيئات الهواء الصغيرة.

عندما يسعل الأشخاص المصابون بمرض كوفيد-19، وهو المرض الذي تسببه عدوى فيروس كورونا، أو يعطسون، فإن الجزيئات التي يطرحونها والحاملة للفيروس قد ينتهي بها المطاف على الأشخاص الذين يقفون أو يجلسون بالقرب منهم على بعد متر إلى متر ونصف وقد يتسبب هذا في نقل العدوى إليهم.
تقول (ساسكيا بوبيسكو)، وهي عالمة أوبئة مختصة في الوقاية من العدوى: ”أنا أفضل رؤية جهود أفضل في السهر على أن الناس يعقمون ويطهرون غرف الطوارئ والأسطح الأكثر ملامسة في المشافي والمدارس، أكثر مما أرغب في رؤية الناس يرشون المطهرات في الشوارع“.

وتستطرد العالمة: ”بصراحة، فكر في عدد المرات التي تلامس فيها يداك وفمك الشارع وتحتكّ به؟“.
تستخدم الصين كذلك مدافع الرش التي تشبه تلك التي تستخدم في تعقيم ومكافحة الضباب الملوث: بإمكان هذه البخاخات الصناعية رش قطيرات الماء التي تحبس وتتخلص من الغبار والجزيئات الملوثة من الهواء والجو في المناطق التي يسودها الضباب تقريبا دائما.

يصر خبراء الصحة على أن التدابير الوقائية الأساسية في الصحة العمومية: على شاكلة غسل اليدين وتجنب لمس الوجه والبقاء بعيدا عن المصابين هي أفضل الطرق للحماية والوقاية من الفيروس.

تم تأخير عودة الطلبة إلى مقاعد الدراسة بسبب عدم إحراز أي تقدم في احتواء المرض.
ترتفع حالات الإصابة بالعدوى فيروس كورونا في كوريا الجنوبية، حيث وصل تعداد المصابين إلى 6500 شخص.

في كوريا الجنوبية، تفشى فيروس كورونا بين جماعة دينية محلية تدعو نفسها بـ«كنيسة شينشيونجي اليسوعية»، في مدينة (دايغو)، رابع أكبر مدينة في البلد.

تأكدت إصابة امرأة مسنة تبلغ من العمر 61 في كوريا الجنوبية بعدوى فيروس كورونا، وقد كانت هذه المرأة تواظب على الصلاة في الكنيسة، وهو الأمر الذي تسبب في وقوع حدث تفشي واسع وسريع، وذلك بعد مجرد عطلتي نهاية أسبوع داخل كنيسة مملوءة بالأشخاص، حيث نقلت هذه السيدة المسنة العدوى إلى حوالي 1000 شخص في ظرف قياسي.
ألغت الحكومة في كوريا الجنوبية الاجتماعات ومنعت التجمعات الشعبية.
قال رئيس كوريا الجنوبية (مون جا إن) في اجتماع مع وزرائه بأن: ”الأمة برمتها دخلت في حالة حرب مع هذا المرض المعدي“.

بعد أن التقى أعضاء المجلس الوطني في كوريا الجنوبية للتطرق لحيثيات معضلة تفشي فيروس كورونا، دخل فريق التعقيم مباشرة بعد خروجهم للقيام بعمله.

صارت منتجات التعقيم والتطهير سلعة نادرة في كوريا الجنوبية، وذلك وفقا لوكالة رويترز للأنباء. مع ارتفاع الطلب على مادة الإيثانول التي تدخل في صناعة المعقمات، تبرع منتجو شراب (سوجو) الكحولي المحلي في البلد بمخزونهم من الكحول للمصالح المعنية بإنتاج مواد التعقيم والتطهير.

صرحت إيطاليا بوقوع 140 وفاة على علاقة بفيروس كورونا، وهو ما يعتبر أعلى نسبة وفيات خارج الصين، وتعتبر مدينتا ميلانو والبندقية أكبر مناطق تفشي هذا الفيروس في إيطاليا.

نادت الحكومة الإيطالية بإلغاء أي حدث من شأنه أن يحشد عددا كبيرا من الناس في مكان واحد، وأصدرت بيانات تنصح الناس بالبقاء بعيدا عن بعضهم البعض على الأقل بمتر أو متر ونصف المتر. كما تم غلق المدارس والجامعات لأكثر من أسبوع.
في نيجيريا، تأكدت إصابة رجل عائد من مدينة ميلانو الإيطالية يوم 24 فبراير الفارط، وقد تم تشخيصه في (لاغوس) بعد ظهور الأعراض عليه بعد ثلاثة أيام من وصوله إليها. وتعتبر هذه أول حالة عدوى مؤكدة في منطقة ما تحت الصحراء الكبرى في إفريقيا.

وضعت الحكومة النيجيرية ما أسمته ”مجموعة محاربة فيروس كورونا“، التي يشرف عليها مركز التحكم في الأوبئة في البلد. قالت منظمة الصحة العالمية في بيان لها بأنها قد سبق وأرسلت خبراء إلى نيجيريا، التي تعتبرها ”دولة ذات أولوية قصوى“.
لدى إيران 4700 حالة فيروس كورونا مؤكدة مع 124 وفاة، وهو ما يعتبر ثاني أكبر نسبة وفيات خارج الصين (بعد إيطاليا).

انتقلت عدوى فيروس كورونا لحوالي 8 في المائة من أعضاء البرلمان الإيراني —أي 23 نائبا من أصل 290— كما أطلقت الدولة سراح 54000 سجين قبل انقضاء فترة محكوميتهم لتجنب انتشار الفيروس في السجون المكتظة.
تعمل شاحنات مملوءة بالمواد المعقمة على رشها في الشوارع، والمقامات والمزارات، والمنتزهات العمومية، وحاويات القمامة، والمراحيض العمومية، والأسواق في طهران ومناطق أخرى بعد تفشي فيروس كورونا.

كما تعمل فرق التعقيم والتطهير على تطهير المواقع الدينية في إيران، التي لم يتم غلقها أو حضر دخولها بعد.
يقول مدرس متقاعد يبلغ من العمر 62 سنة من مدينة قم الإيرانية لوكالة رويترز للأنباء: ”لقد أصبحت رائحة المطهرات كابوسا بالنسبة لي“، واستطرد بالقول: ”رائحة المدينة تشبه رائحة المقبرة، أو المشرحة“.

تتشارك إيران والعراق شريطا حدوديا، الذي يعبره السكان بشكل متكرر لزيارات دينية، أو طبية، أو زيارات عمل. صرحت العراق بوقوع 40 حالة عدوى على الأقل في أراضيها.

معظم المصابين كانوا عراقيين زاروا إيران في الآونة الأخيرة.
أغلقت الحكومة العراقية حدودها مع إيران، كما أمرت السلطات أيضا بغلق المدارس، والجامعات، والمسارح، والمطاعم، وأماكن عمومية أخرى.

انتشر الفيروس الآن في 90 دولة على الأقل بعد الصين.

يوجد في فيتنام 16 حالة مؤكدة أصيبت بفيروس كورونا، لكن جميع هذه الحالات تماثل للشفاء تماما. غير أن هذا لم يمنع الدولة من غلق حدودها مع الصين وغلق المدارس العمومية، وذلك وفقا لتقارير من وسائل إعلام محلية.
أغلقت بعض المدارس في لبنان أيضا.

صرحت دولة (جورجيا) عن أولى حالات الإصابة بعدوى فيروس كورونا فيها في 26 فبراير الفارط، وقال وزير الصحة الجورجي بأن المواطن المصاب كان قد سافر إلى إيران وعاد منها.

قامت الدولة بتعليق السفر بينها وإيران لمدة أسبوعين. كما تم حظر السفر إلى الصين تماما.
زادت روسيا من مستوى مجهودات التعقيم لديها، كما قامت بغلق معظم نقاط الدخول على طول حدودها البرية مع الصين التي يبلغ طولها 4200 كلم، وقامت بحظر دخول المواطنين الصينيين مؤقتا.

رفعت منظمة الصحة العالمية درجة خطورة فيروس كورونا إلى ”عالية جدا“. غير أن مدير نفس المنظمة قال في تصريح له يوم الثلاثاء الفارط بأن احتواء الفيروس مازال ممكنا.